السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إفصاح: "اللهم دبر لي أموري فأني لا أحسن التدبير"
إفصاح آخر "الشك ضرورة، أحمق من يعطي إيمانًا كاملًا لاي شيء"
مساحة لذكر الله
***************************************************
الفصل
التاسع
ظللت في مكاني متسمرة أحاول استيعاب أين أنا؟ وقفت على قدمَي المرتعشتين بصعوبة بالغة، المكان أشبه بحفرة صخرية داخل الجدار. رائحة العفن، الصدأ والتربة الرطبة تملأ المكان. التفت حول نفسي بفزع قبل أن أركض نحو القضبان التي تغلق المخرج لهذه الغرفة الضيقة.
بمجرد ما قبضت يدي حولها حتى تفتت بعض القشرة الصدئة في يدي، الكثير من الأصوات المتداخلة في هذا المكان، أنين، بكاء خافت، ضربات على الجدران، كل شيء هنا يثير الفزع! المكان كان مُضاءً من خلال سلسلة من المشاعل المعلقة على الجدار الأسود بسبب العفن المتراكم في هذا المكان.
دفعت
القضبان بقوة محاولة تحرير نفسي من هذا الكابوس وقد تفاجأت عندما اندفعت بكل
سلاسة! رائحة المكان السيئة، الهواء الشبه معدوم، الفزع والرعب كلها كانت عوامل
تدفعني لمحاولة التقاط انفاسي ببطء وتهدئة نفسي.
أين
يوجين؟
في
الجهة المقابلة وقف فتى مراهق ممسكًا بالقضبان وعيناه ممتلئة بالدموع ونظر نحوي
بشيء أشبه بالأمل الممتزج بالخوف.
"كيف خرجتِ؟" تمتم الشاب وقد اقترب من قضبان زنزانته بينما يبدل نظره بيني وبين الزنزانة التي كنت داخلها منذ دقيقة.
"أيتها
الشابة، أخرجيني من هنا". صوت ما صدح في المكان لرجل في أحد الزنازين، وكان
كإشارة للبداية لأن الجميع فجأة انتفض وبدأت طلباتهم في تحريرهم وفتح أبواب
زنازينهم.
"أرجوكِ، توقفي فقط لثانية، أترجاكِ بحياتي فقط خذي ابنتي المسكينة، لأموت أنا ولكن لتحيا هي".
جسدي تجمد مكانه، صراخها البائس كان أشبه بجدار يمنعني من إكمال طريقي، حاولت بكل ما أكملك من إرادة أن لا أنظر نحوها، لأنني كنت أعلم ما إن أرى حالتها التي يرثى لها لن أتمكن من الذهاب دون الشعور بالذنب العظيم.
لكن رجائها لم يتوقف، كان يثير القشعريرة في كامل جسدي، صوتها المبحوح، صرختها، بكائها.. لم أقوى على التجاهل ووجدت نفسي أنظر نحو زنزانتها.
"ابنتي،
لا أريد أن تموت ابنتي".
رفعت
عيني أنظر نحوها، علمت أنني لن أنسى تلك النظرة طيلة حياتي، عينها التي تذرف
الدموع بلا توقف، ابتسامتها الصغيرة الشاكرة، وعلى الرغم من خشونة يدها وبرودتها
إلى أنها أمسكت بكف يدي المتلف حول القضبان بكل رقه.
"الحرس سيكونون هنا في أي ثانية، الضجة ستجلبهم عاجلًا أم آجلًا. أترجاكِ، باسم الجميع اهربي، ابتعدي عن هذا الجحيم ولا تموتِ". القوة في صوتها كانت تثير كل شيء داخلي، لأول مرة في حياتي كنت أمام موقف لا أستطيع شرح ما أشعر به.
دفعتني بخفة وقال "اهربي، اهربي وجدي الفرسان وعودي لتحريرنا جميعًا، انتِ تهتمين، انت مختلفة". صاحت بقوة وثقة.
تبًا.
لم
أتمكن من فعل شيء، كالعادة! أنا عاجزة تمامًا!
التفت بسرعة للخلف عندما ملأ المكان صراخ عنيف قادم من بعيد "هارب، هناك هارب!"
أعدت نظري للمرأة لتصرخ في وجهي "اهربي، اخرجي من هنا، لا تنظري للخلف". أردت إخراجها، أردت إخراج ابنتها، لما علي الهرب؟ لما كل هذا يحدث بحق الله.
بنظرة آسفة التفت بسرعة وركضت، ركضت بعيدًا عن هنا بسرعة والخوف والفزع يدفعان قدمي، ما زال صوتها وكلماتها تتردد داخل رأسي بلا توقف.
التفت للخلف، أردت الاطمئنان أنهم بعيدون عني. تفاجأت عندما رأيت تلك الأيادي التي كانت ممتدة لتمسك بي وتوقفني أصبحت تحاول عرقلة هؤلاء الرجال خلفي، تحاول الإمساك بهم بينما يصرخون بصوت واحد "اخرجي، اهربي".
حاولت الإسراع بكل ما أملك من قوة حتى أصبحت السلالم الحجرية في مرمى بصري. اندفعت نحوها ودفعت أول باب واجهته مندفعة للخارج.
تعثرت وسقط جسدي فوق الأرضية ليضرب ضوء الشمس عيني، أغمضتها محاولة الاعتياد على الضوء المفاجئ. نهضت على قدمي أنظر حولي ،أحاول إدراك أين مكاني في هذا العالم.
من خلفي بوابة صغيرة تقود للسجن تحت الأرض وأمامي أرض خلاء، مساحة كبيرة مستوية، ولكن على مسافة بعيدة يمكن رؤيتها بوضوح! بوابة ضخمة قد يصل طولها ليناطح السحاب.
لم أهتم لما تكون بالضبط لكنني اندفعت أركض نحوها لعلي أجد أحدًا يمكنه نجدتي، قدماي كانتا تسابقان الريح، وأنفاسي كانت مسموعة لقوة ركضي. ما إن وصلت إلى تلك البوابة الضخمة ومررت من خلالها توقف جسدي فجأة. كان بإمكاني الشعور بكهرباء مست كامل جسدي لألهث بصدمة.
ألم قوي ضرب رأسي، لم يكن يشبه أي ألم شعرت به في حياتي، وكأن أحدهم أمسك بمطرقة صلبة وأخذ بضرب رأسي بأقوى ما يملك ولم يتوقف لثانية، ولم يتحطم رأسي قط لكن الألم ظل مستمر.
شعرت
وكأن رأسي يكاد ينفجر، الألم أصبح مضاعف لدرجة أردت فقط الموت فيها، بدأت أضرب
رأسي بالأرض الصلبة متمنية لو يخف الألم ولو قليلا، أرجوكم فليقتلني شخصٌ، ما هذا
كثير لأتحمله.
في ذات الثانية هاجمت رأسي الكثير من المعلومات، أسماء! مساحات، أماكن وصور مختلفة، لا يمكنني تجميع صورة واحدة لما أرى لذلك أغمضت عيني وصرخت بـ "تـــــوقـــف".
"جلنار." صوت هامس لم أستطع تحديده لا يمكنني التركيز على أي شيء "جلنار، اللعنة، أرجوكِ أجيبي". الصوت أصبح أوضح والضجة الضخمة داخل علقي بدأت أخف "جلنار". صوت الصرخة أصبح أوضح لدرجة جعلتني أفتح عينَي الدامعتان بصدمة.
وفجأة اختفى كل شيء!
الأصوات، الصور، الأسماء والألم، كلها اختفت في ثانية!
حينها أدركت أنني منكمشة حول نفسي فوق الأرضية ممسكة برأسي بألم. أخذت نفسًا قويا وكأن الهواء كان معدوما لساعات.
"جلنار". رفعت عيناي للشخص أمامي قبل أن تتسع بصدمة، ركع على ركبتيه وهو ينظر نحوي بفزع "يا إلهي أنفك ينزف بشدة". ظللت أبحلق به قبل أن أشعر بنوع من الراحة وأنا أهمس "يوجين!".
لقد كانت دقائق! مررت فقط بدقائق لوحدي في هذه الفوضى وشعر بها كساعات! ولكن ما إن رأيته شعرت بالراحة، شعرت أنني لست وحيدة، لم أعد وحيدة.
ابتسم
نحوي بسرعة قبل أن ينهض قائلا "أريد أن أسألك عن حالك، لكن من الواضح أنكِ في
حالة يرثى لها، كما أنه..." نظر خلفي بجدية وقال "لا وقت، لا أعلم ما
يحدث ولما هناك عشرة أشخاص يركضون نحوك ونية القتل واضحة في أعينهم لكن لا وقت
لهذا علينا الهرب بسرعة".
نظرت للخلف حيث ينظر، اللعنة! لا يبدو أنهم مستعدون لخوض نقاش! حاولت لملمة ذاتي والنهوض بسرعة محاولة التوازن على قدمي لأركض بسرعة نحو القصر الضخم الذي كان أمامي.
صعدت السلالم ومنها لبوابة القصر الداخلية، لم أكن أملك الوقت للنظر والاندهاش بمظهر المكان من الداخل والخارج فحياتي كانت أهم من هذا، لكن لم يفتني التصميم الغريب والتحف التي أراها للمرة الأولى في حياتي في هذا المكان.
"لما
يركض هؤلاء الأشخاص خلفك؟" صاح يوجين وهو ينظر للخلف كل ثانيتين "لا
أملك أي فكرة، كل ما أعرفه أن هؤلاء الملاعين يحتفظون بمساجين من الأطفال والنساء
والرجال تحت الأرض أشبه بالأموات ويعاملونهم كالحشرات ويظنون أني سجينة
هاربة".
توقفت عند مفترق للطرق أحاول أخذ قرار أي طريق أسلك "سجينة! مساجين؟ لحظة ما الذي؟" لم يتمكن يوجين من فهم شيء ولا ألومه.
قرر تجاهل الأسئلة حاليًا وحلق بجسده ليتحرك نحو الطريق الأيمن يتفقده، لم تمر ثانية حتى عاد محلقًا بسرعة وهو يصرخ "ليس الطريق الصحيح". أردت السؤال عن كيف عرف، لكن الرجال الذي يركضون من خلفه وهم ينظرون نحوي جعلني انطلق للجهة الأخرى.
سبقني يوجين وهو ينظر الى الطريق ويصرخ بأي واحد أسلكه وأنا أتبع صوته حتى وصلنا إلى ممر مظلم بالكامل!
كان الضوء يتخلل كل أرجاء القصر؛ عدا هذا الممر! كان الظلام الحالك يحتضن هذا المكان، والشعور السيء الذي انتابني ما إن فكرت في المضيّ خلال هذا الممر كان كفيل بجعلي آخذ خطوة للخلف.
لا يمكنني معرفة هذا الشعور لكن جسدي بالكامل كان يعارض وجودي في هذا المكان أو المرور من خلاله وعندما نظرت ليوجين لاحظت أن الأمر ذاته منطبقٌ عليه، لم يندفع لداخل وبدا مترددًا و.. خائف.
بدا كلانا متفقٌ أن الذهاب إلى هناك لن يعود علينا بالخير لذلك قررنا أن نلتفت نحو طريق آخر، لكن لم يفتني ملاحظة ذلك الشيء...
على الرغم من الظلام الشديد؛ لم تفتني تلك الهيئة التي وقفت في نهاية الممر تحدق بكلينا بصمت. أنا على يقين، هناك شخص ما كان يحدق بي في نهاية هذا الممر، وهذا الشخص ليس طبيعيًّا بالمرة.
كل شيء يحدث حولي في هذه النقطة غريب بالكامل ولا أملك له أي تفسير لذلك تجاهلت الأمر؛ فكل من حولي يحاول الحصول على رقبتي في هذه اللحظة، وضعت كامل تركيزي في إيجاد طريق للنجاة. يوجين صرخ قائلًا " من هنا". لأغير اتجاهي حيث جاء صوته.
باب كبير كان مغلق لذلك دفعته بسرعة لتظهر خلفه قاعة كبيرة فارغة إلا من بعض اللوحات الفنية المعروضة على جدرانها والتحف الغريبة التي كانت تتحرك وحدها وكأنها تحلق وتلتف حول نفسها بفعل السحر.
أخرجني من تأملي للمكان صوت أقدام أولئك الأشخاص، أغلقت الباب بقوة قبل أن أنظر حولي بفزع. "من هنا". التفت ليوجين الذي صعد فوق أحد السلالم المتوسطة الطول في زاوية القاعة، ركضت نحوه قبل أن أصعد وأتوقف أمام باب صغير نسبيا، دفعته بقوة مما سبب اندفاع جسدي للخارج لكني تمسكت بالباب في اللحظة الأخيرة.
اتسعت
عيناي بصدمة وأنا أنظر للأسفل. تبًا، هذا غير متوقع أبدا!
"يوجين
كم سلمًا صعدنا في هذا المكان؟" نظر يوجين للأسفل بصدمة قبل أن يجيب
"أكثر مما أستطيع أن أحصيهم". هذا يفسر علو المكان، نحن نقف على حافة
برج! أشبه ببرج قلعة وفي الأسفل سور ضخم نوعا ما والمياه الراكدة تمر من أسفله،
هذا ليس بابًا أنه نافذة برج.
"جلنار هناك مياه في الأسفل، يجب أن تقفزي" اقترح يوجين ولكنني كنت متجمدة في مكاني أنظر لسطح الماء الذي يسبب لي الفزع "هذا عميق جدا، يوجين. هل تعلم أن قوة الاصطدام ستقتلني!"
"حسنا، تمتلكين خيار الموت من قوة الاصطدام أو الذبح على أيدي هؤلاء المجانين". التفت للخلف حيث توقف شخصين أمام بوابة القاعة وهم يشيرون للبقية بأني هنا، أعدت أنظاري حيث المياه "جلنار اقفزي، بحق الله! نسبة موتك من الاصطدام أقل بكثير من موتك على يد مجموعة من الغرباء الهائجين".
"إما الآن أو أبدا!" صرخ بينما الحراس في الخلف يركضون نحو السلالم "جلنار، اقفزي. ما المانع؟" صرخ يوجين لآخذ نفسا قبل أن أعود للخلف وأركض بسرعة وأغلق عيناي صارخة بـ "أنا لا أستطيع السباحة!"
الآن
أنا بين خيار الموت من الاصطدام، أو الموت غرقًا.
اصطدام جسدي بالماء كان أسرع من أن أكتم أنفاسي، المياه التي أخذت مكانها في رئتَي لم تكن مالحة كما ظننت؛ وهذا كان أسهل لفتح عيناي داخل المياه. حاولت مقاومة غوص جسدي للأسفل، الركل في كل مكان ومحاولات رفع جسدي كلها كانت فاشلة. رفعت عينَي للأعلى قبل أن أرى يوجين الذي بدا جسده أكثر شفافية داخل الماء، كان يتحرك بسهولة في الماء قبل أن يصل نحوي محاولًا إمساك يدي وسحبي لكن كانت يده فقط تمر من خلالي، كان يحاول بشدة لكن لا فائدة.
كنت أعلم أن النجاة شبه مستحيلة، السباحة كانت الشيء الذي لم أتقنه أبدًا. لكن الآن كان التفكير في الأمر أكثر رعبًا. الشعور بالهواء ينعدم داخل رئتي، الماء الثقيل الذي كان يملأ صدري، جسدي الذي يغوص للأسفل.
نظرات يوجين المليئة بالغضب والندم والخوف وهو يحاول لمسي وسحبي للأعلى بأي طريقة.
كلها كانت أمور تشعرني بالعجز مجددًا، سأموت! تلك الكلمة الوحيدة التي ظللت أسمعها داخل رأسي مرارًا وتكرارًا وعلى الرغم من ذلك لم أستسلم وحاولت بكل ما أملك أن أضرب المياه بيدي وقدمي؛ لعلي أنجح.
لكن كانت مسألة وقت قبل أن أشعر بالدوار والاختناق، وعيني أخذت تنغلق تدريجيًا فاقدة لوعيي.
سأموت وأنا حتى لا أعلم ماذا يحدث وأين أنا!
أو هذا ما ظننته؛ حتى شعرت بيد قوية تلتف حول رسغي وتسحبني للأعلى!
الشعور بشخص حي قادر على نجدتي كان كفيلًا بدفع كل خلية في عقلي للتمسك والاستيقاظ، لذلك فتحت عيني على مصراعيها.
أعين زمردية وخصلات شعر سوداء كريش الغراب، أول ما وقعت عيني عليه قبل أن ألاحظ حاجبيه الكثيفين، ملامح وجهه كانت تصرخ بالفتنة لدرجة تجعلك غير قادر على التفكير في شيء آخر!
وفجأة صوتٌ ما داخل عقلي وكأن أحدهم يهمس في أذني بعذوبة..
"ماذا تتمنين؟"
ظل
السؤال يتردد أكثر من خمس مرات لم أكن قادرة على قول شيء لكن عقلي صرخ وبشدة بما
أحتاجه أكثر من أي شيء آخر، التنفس! أريد أن أتنفس.
ما إن أدركت ما يفعله دفعت جسده بعيدا عني. ابتسم وحرك شفتيه وقد وصل صوته لي قائلا "تنفسي".
كنت أصل لقمة التشوش وعدم الفهم ولكن في الثانية التالية كنت آخذ نفسًا قويًا أخيرًا دفع عقلي ليستعيد كامل وعيه أخيرًا. لكنني فقط الآن أدركت أنني تنفست تحت الماء!
وضعت يدي فوق فمي تلقائيًا بفزع، صوت ضحكة الشاب دفعني لرفع عيني نحوه بصدمة ليقول "لا بأس، يمكنك التنفس!" مـ.. ماذا يعني؟ لمَ يمكنه التحدث تحت الماء؟ لمَ يصلني صوته تحت الماء؟ لمَ يمكنني التنفس تحت الماء؟
ماذا بحق الله يحدث الآن؟
"مرحبًا بك في عالم السيرين، أيتها السجينة". قال بينما يحكم ذراعه حول جسدي حتى لا أغوص للأسفل.
التفت بسرعة حولي أبحث عن يوجين لكنه كان بجواري ينظر نحو الشاب بصدمة، لقد كان متسمرًا وعيناه متجه لجزء الفتى السفلي مما دفعني للنظر نحو المكان ذاته. ولم أكن قادرة على وصف الصدمة التي أصابتني.
هذا الشاب! نصفه السفلي هو ذيل سمكة! لماذا؟ كيف؟ من؟ لا أعلم ماذا يحدث لا أعلم ما هذا المخلوق بالضبط؟ لا شيء يبدو حقيقي! لما يمتلك ذيل سمكةٍ بحق الله؟
ذلك الشيء أدرك نظراتي نحو... ذيله! مما دفعه لتركي والسباحة ملتفا حول نفسه متفاخرًا بذيله قائلًا "هل أعجبك؟ أعلم مثير للإعجاب". في الواقع كنت مهتمة أكثر بجسدي الذي بدأ يغوص للأسفل مجددًا بسبب إفلاته لي.
أدرك الكائن -أي يكن- ما يحدث ليسبح بفزع نحوي ساحبا ذراعي للأعلى مجددا "آسف، نسيت أنكِ لا تسبحين". كان من الصعب التركيز على ما يقول بينما يمتلك ذيل سمكة! هذا غير معقول! هذا أشبه... لا أعلم، أنا مشتتة "دعينا نأخذكِ للسطح، مفعول الأمنية لن يدوم".
سحب جسدي للأسفل، وبدأ في السباحة، ألم يقل سيأخذني لسطح؟ نظر نحوي مجددا ليقول "نحن فقط سنمر أسفل القصر، لا أظن أنكِ ترغبين في الذهاب للحدود". ابتسم بسخرية وما زال يسحبني خلفه ويسبح بحذر "من حسن حظك أنني من وجدك، لا أحد يعلم هذه الطرق أكثر مني". تفاخر بينما يبدل عينه بيني وبين الطريق.
ما الذي يحدث؟ ما زلت مشوشة، الأمر وكأنني أعرف ما يقول ولكنني لا أفهم شيئا واحدًا.
"حاولي أن تكوني هادئة". تمتم وهو يسحبني خلفه قبل أن نختبئ خلف إحدى الصخور الضخمة التي تمتد إلى أسفل، نحو عمق لا أستطيع رؤيته.
نظرت نحو ما نختبئ منه، أشياء شبيهة بهذا الفتى، نصفها الأول شبيه بجسد الإنسان والنصف السفلي ليس سوا ذيل سمكة، يطفون أمام بوابات ضخمة تحت الماء مغلقة بإحكام.
"الخونة الملاعين". تمتم الفتى أو الشيء الممسك بي وهو ينظر لتلك المخلوقات بغضب، التفت نحوي وهمس "من المفترض أنهم سكان الإلترانيوس ولكنهم خانوا مملكتنا وانضموا للإريبوس الملاعين، والآن يعملون كحرسٍ لبَوابات قصر جلين أسفل الماء".
نعم، لم أفهم كلمة واحدة حتى!
هل يلقي تعاويذ؟
أدركت من ملاحظتي لما يحدث أن يوجين غير مرئي من قبلهم أيضًا، لقد تحرك أمامهم بشكل عادي ولم ينظر له أحد، حتى أن هذا المخلوق الذي ينظر لي كل دقيقة لم تتوجه عينه نحو يوجين لمرة.
"لقد
وصلنا". قال بنبرة مستمتعة ما إن تعدينا المنطقة المليئة بالحرس، كنت أنظر
خلفي كل دقيقة أحاول استيعاب أن ما أعيشه واقع لا حلم "هيا سأرفعك
للسطح". قال بينما يسحبني نحوه ممسكًا بخصري، رفع جسدي للأعلى لأتمكن أخيرًا
من تنفس الهواء مجددًا.
ارتفعت خارج المياه قبل أن أمسك بالأرض الصلبة وأرفع جسدي للخارج، التنفس الثقيل أسفل المياه أصبح أسهل الآن. أخذت أنفاسي بقوة بينما أبصق بعض المياه التي تسببت في سعالي، في المقابل خرج يوجين بدون أي بلل أو ضرر، من رائع أن تكون شبحا في بعض الأوقات.
"إلهي، أحب شعور التسلل تحت الماء" التفت نحو الفتى لكن تجمدت بالكامل عندما وقعت عيني عليه، لاحظ وجهي الذي تحول لواحد بلا تعبير؛ لينظر لنفسه ثم لي ويسأل باستغراب "ماذا؟" التفت بسرعة وصرخت بغضب "ما خطبك بحق الله؟" اللعنة لما عليّ رؤية شيء كهذا.
"إلهي العزيز! الفتى عارٍ بالكامل. نعم، هذه هي الأوقات التي أتمنى لو أني مت بسلام ولم أتحول لشبح". يوجين سخر بينما ملامح التقزز على وجهه وكنت متفقة معه كليًا.
"لمَ تصرخين؟ ما خطبك أنتِ؟" قال ببرود وغباء مثير للاستفزاز.
"ما خطبي أنا! ما خطبك أنت؟ هل أنت منحرف؟ تقبلني أولا والآن تجلس عاريا بالكامل و.. تبًا يا رجل ارتدِ شيء ما أولًا". صرخت به وأنا أنظر بعيدا "أوه! إذا أصبحت أنا المخطئ هنا؟ أعتذر آنستي؛ لأن ذيلي لا يتحول إلى قماش عندما أخرج من المياه، عندما ولدت لم أختر أن تظهر لي قدمان على اليابسة". قال ساخطًا ثم أردف " ثم إن تلك القبلة لم تكن من شدة وقوعي في غرامك! لقد أنقذت حياتكِ لو لم أكن امتلك ضمير لتركتكِ تغرقين على أن أقبلك".
"انسي الأمر أيتها السمكة، فقط لا تبقَ أمامي هكذا خذ هذا". نزعت الجاكيت قبل أن ألقيه نحوه "ألم تري رجلًا عارٍ من قبل؟" تمتم بانزعاج بينما يقوم بربط الجاكيت حول خصره.
هل من الطبيعي أن أنظر لكل رجل عارٍ؟ "هل انتهيت؟" تنهد قبل أن يجيب بنعم، التفت نحوه لكن... تبا، ما زال الأمر غير مريح.
"أولا، لنوضح الأمور هنا، أنا لم أُقبلك لغرض ما، لقد حققت أمنيتك عندما كنتِ على شفير الموت وهذا ما نفعله، لذلك تمكنتِ من التنفس تحت الماء... بفضلي. ثانيًا، لقد أنقذت حياتك من أولئك الحراس لذلك أظهري بعض التقدير كان من الممكن أن أفقد حياتي هناك. وأخيرا.. أنا لست سمكة، أنا سيرين!"
صمت
مر بيننا وكلانا يحدق بالآخر، لم أفهم شيء، لا شيء على الإطلاق.
تلقائيًا عيني اتجهت لقدمه العارية، أنا على يقين أنها كانت شبيهة بذيل السمكة تحت الماء؟ هل هذا حقيقي؟
"هل يمكنك التوقف عن التحديق بقدمي؟ هذا غير مريح". نعم، بالطبع، ووقفك عاريًا هنا مريح جدًا!
نظرت حولي أتفحص المكان بينما أضم ملابسي لجسدي؛ فقد بدأت أشعر ببعض البرد. المكان هنا مليء بالحصى الصغيرة، وعلى مسافة عشرون قدم هناك الكثير من الأشجار المتشابكة معًا مشكلة غابة صغيرة.
"حسنا، هل أنت أحد سكان الحدود؟ تم الإمساك بك؟ لكن كيف هربتِ من الصعب الهروب من هناك! لست متأكد من كونكِ من الحدود، أعني ملابسكِ نوعا ما غريبة... من أين جلبتها؟ لمَ ترتدين سروالًا؟ ظننت أن النساء يفضلن الفساتين غالبًا". سكان الحدود؟ لمَ أرتدي سروالا؟
"حسنا، لا أعرف عما تتحدث، أو الحدود التي تتحدث عنها، لا أعرف ماذا يحدث، لا أعرف لما أنت سمكة، لا أعرف ما هذا المكان. هل يمكنك فقط إعادتي لمانشستر؟" أغمض عينيه قبل أن يقول "أنا سيرين، أي نوع من الجهلاء أنتِ؟ من لا يعرف السيرين بحق الله؟"
"سيري أو سوشي، لا أهتم. فقط أخبرني كيف يمكنني العودة لمانشستر؟" كتف ذراعيه وقال بانزعاج "وماذا تكون مـ..مشسا... أيا يكن، ما هو هذا المكان؟" عفوا!! "رائع يبدو أننا سنقضي المزيد من الوقت هنا". نظرت ليوجين بحدة ليرفع كتفيه.
" أنا أتحدث عن مدينة مانشستر... أتعلم! فقط أخبرني أين نحن وسأعود وحدي". نظر حوله قبل أن يقول "حدود الإلترانيوس الداخلية! حدود نورث بالتحديد" آه! إلترا.. ماذا؟ أهذا منتج لغسل الشعر؟
"عفوا، وعلى أي موقع في الخريطة تقع إلتستر... أين يكون هذا الهراء؟" قهقه بسخرية قبل أن يقول "هذا الهراء؟ مرحبا! ألا تلاحظين أنكِ تُهينين وطني!" أردف متمتًا بتردد "ووطنك على ما أظن". جميل، يبدو أن يومنا طويل هنا.
"حسنا، أعتذر أيتها السمكة. فقط أخبرني الطريق لمانشستر، إنجلترا! بريطانيا! ماذا ألم تحضر حصص الجغرافيا؟" زفر بحدة ثم قال "أنا- واللعنة- سيرين. توقفي عن مناداتي بالسمكة!" صرخ في نهاية الجملة لأنظر ليوجين الذي انفجر ضحكًا "هذا أفضل من قضاء يوم كامل أمام مسلسل الأصدقاء". هل أنا الوحيدة التي تشعر بالفزع هنا أم أن يوجين تخلى عن كل إحساسٍ بالمسؤولية؟
"فقط أخبريني من أين أنتِ؟ أعني من أي مملكة؟" نظرت نحوه قبل أن أقول "بريطانيا". عقد حاجبيه في محاولة للتذكر "ربما أنشأوا مملكة جديدة لا نعلم عنها!" تمتم بتفكير.
عفوا، من لا يعلم ماهي بريطانيا؟ "حسنا، أخبريني من أي كوكب بالضبط؟" هل هو يسخر مني؟ "أي كوكب تعتقد أننا فيه أيها الفضائي؟ كوكبنا، كوكب الأرض، الكرة الأرضية الزرقاء التي نحبها جميعا وندمرها في الوقت ذاته! أهلا بك في كوكب الأرض!"
صمت كل منا نتبادل النظرات، بدا الفتى مصدومًا لثانية قبل أن ينفجر ضحكًا. حسنًا أنا أستسلم، لا فائدة منه "حسنا، لحظة... فقط لحظة". قال من بين أنفاسه وهو يمسك معدته "أنتِ تمزحين أو ما شابه، أليس كذلك؟ تبا، لوهلة كادت أن تنطلي علي".
رفعت حاجبا وظللت أبحلق فيه حتى توقف عن الضحك ونظر نحوي بجدية "أنتِ لا تمزحين؟" رفعت أحد حاجبي ونظرة 'ماذا تظن؟' على وجهي.
"لا، أين المزحة هنا؟ لأني بالكاد أستطيع أن أرها؟"
"أين
المزحة؟ حديثكِ بالكامل مزحة"
"أوه، أخبرني أي شيء مضحك من جملة'مرحبا، أنا بشرية من كوكب الأرض'!"
"الجملة بكاملها مزحة!"
صاح بانفعال في النهاية. أوه، هو المنفعل هنا؟ "لماذا سيد فضائي؟ هل أنا على زحل إذا؟ أم أن ناسا اكتشفت كوكبا جديدا تعيش عليه أسماكٌ بشرية ونسيت أن تخبر البشرية؟" عبث بشعره بانفعال وهو يوجه أنظاره الحادة نحوي "أولا، وللمرة الأولى بعد المائة؛ نحن لسنا أسماك، الأسماك لا تتكلم، الأسماك لا تخرج إلى اليابسة، الأسماك لا تملك صدرًا وقدمين". صرخ بعصبية لأقلده بسخرية "ثانيا، نعم إنها مزحة لا يمكنكِ أن تكوني بشرية".
"لماذا؟ هل أمتلك حمضا مختلفا عن البشر، أم أنني ديناصور وظننت طيلة حياتي أنني فتاة طبيعية؟" لم أكن أملك سوى السخرية مما يقول.
"اللعنة، لا يمكن، لأن الأمر كله أسطورة! البشر، الأرض، تلك المجرة وذلك البعد أسطورة ترويها الجدات قبل النوم، خرافة لا وجود لها". أسطورة! حسنا، لم يكن يوجين الوحيد الذي بدأ في القهقهة وهو يتابع النقاش الحامي، حتى أنا هنا بدأت أضحك؛ لأن هذا كله أصبح غباء.
"عذرا، إن لم تكن واعيا بعد... الشيء الوحيد الغير طبيعي والشيء الوحيد الذي يمكنني أن أطلق عليه خرافة ترويها الجدات هو ذيلك السمكي، لذلك إن لم تعِ الأمر بعد، أنت هو الخرافة الوحيدة هنا". ظل صامتا لوهلة وكلانا يرمق الآخر بعناد متمسكًا بكلامه.
"أنتِ لن تتوقفي عن هذه المزحة، صحيح؟ هل أنتِ مجرمة سابقة؟ ربما شخص خارج عن القانون؛ لذلك لا تريدين فضح هويتك". حسنا، هنا كانت ضحكات يوجين أعلى ما تكون.
"تبا... أنتِ خارجة عن القانون... إلهي، هذا قد يحدث في حالة تجمد الجحيم". إن وجدتم داعمًا أفضل من يوجين في المواقف الصعبة أخبروني رجاءً.
"انتهيت؟ لأنه يبدو أنني الوحيدة التي تهتم بـ أين نحن على وجه هذا العالم",
حاول تمالك نفسه قبل أن يقول "أعتذر، لكن شر البلية ما يضحك". نعم، سيد حكيم، أحسنت.
"مع من تتحدثين؟" اللعنة، نسيت أمر السمكة. "عذرا!" التفت نحوه لكنه ظل يبدل عينيه بيني وبين المكان الذي يقف فيه يوجين "أوه! لا تهتم بهذا الأمر الآن، لن يكون أكثر من غرابة من ذيلك!" تمتمت بعدم اكتراث قبل أن أردف بصوت أعلى "أنا لن أقضي النهار كله هنا، هل ستكون قادر على مساعدتي أم ستظل تسخر مني طيلة اليوم؟ لأنك إن ظللت تفعل هذا فقط أخبرني عن أقرب مكان يمكنه تقديم المساعدة".
نظر بصمت قبل أن يعض شفتيه بتفكير ثم يقول "إن كنتِ فعلا كما تقولين أنك بشرية يجب أن أتأكد من الأمر، أعرف شخصا يمكنه التأكد من هويتكِ مهما كذبتِ". زفرت براحة، أخيرا تقدم في موضوع بشريتي.
التفت الفتى نحو المياه فجأة لأصرخ بغضب وأنا أنظر بعيدا "تبا يا رجل!" صحت محاولة تجنب النظر لجسده الواضح، فالجاكيت يغطي الجزء الأمامي فحسب "إلهي، إنها تلمع أكثر من خاصة كيم!" نظرت نحو يوجين بحاجب مرفوع ليبادلني النظرات "ماذا؟" الرجال رجال حتى بعد موتهم.
كدت أقول شيئا ما لكن الصوت الفظيع الذي هاجم أذني بشدة كان كفيلًا بجعلي أنسى اسمي حتى، الصوت كان كصرخة حادة جدا، أشبه بصوت الأرانب التي تذبح أو ربما هي أصعب من هذا بكثير.
ثانيتين وكانت الصرخة قد انقطعت، نظرت بغضب نحو السمكة الحمقاء ليلتفت نحوي قائلًا "أوه ، آسف، نسيت إخباركِ بتغطية أذنك، كنت فقط أنادي أخي".
" تنادي أخاك؟ أي نوع من النداء هذا؟ نداء الحيتان؟" قهقه بسخرية "إنه غناء السيرين أيتها الجاهلة". لحظة.. أكان هذا غناءً؟ "إن كان هذا غناءك وأنت تنادي أخاك لا أريد أن أعرف كيف يكون وأنت تغازل حبيبتك، هذا قد يأخذ الرقم واحد في جينيس لأسوأ غناء" دحرج عينيه ثم التفت مجددا للمياه.
نظرت حيث ينظر واستطعت رؤيتها! سمكة أخرى قادمة لهنا.. لا، أرجوك، لا مزيد من الرجال العراة، هذا لن يمضي على خير! خرج الآخر من المياه وأردت بشدة التحديق بذلك الذيل الذهبي وهو يتحول لقدمين لكن أفضل إغماض عيني عن هذه المعجزة عوضا عن رؤية أشياء قد تسبب كوابيس ليلية.
"إلهي، عارٍ آخر". تذمر يوجين لأقهقه على ملامح وجهه المتقززة. "من الأفضل أن تمتلك سببا وجيها لمناداتي". قالت السمكة المنضمة لنا حديثًا بانزعاج. "صدقني لن تندم على المجيء، اريد ان تستمع لحديث ضيفتنا الخيالي". هذا الفتى يعرف كيف يغضبني "حديثي حقيقي بالكامل، وجودكم هو الأشبه بالخيال أيتها الأسماك".
نظرت للفتى الآخر، كان أطول قامة ولكنه يملك الشعر الأسود ذاته والحاجبين الكثيفين، ملامحه بدت أكثر رقة، وعيناه لها لون مختلف عن أخيه، كانت عسلية مائلة للون الذهبي أكثر.
نظر الاثنان نحوي، تبا! لا تنظري للأسفل، لا تنظري للأسفل، هذا مريع. "ومن هذه؟ لا تخبرني أنك هرّبت سجين آخر!" سجين! أنا حتى لا أعلم أين أنا. "صدقني ستشعر بالاهتمام عندما تخبرك من أين جاءت". نعم، لأن حياتي مزحة مثيرة للاهتمام.
"حسنا، دعني أرتدي ملابسي أولا" قال ببرود وتحرك بعيدًا، لحظة، ماذا؟ "أية ملابس؟" قلت باستغراب لينظر نحوي وهو يرفع حاجبا "ماذا؟ ألا تعرفين أن السيرين يتركون ملابس جافة بالقرب؛ عند الأشجار. هل حقا سنمشي عارة؟!"
إذا كان هناك ملابس منذ البداية! نظرت نحو الآخر بغضب لينظر بعيدا بسرعة ويتجاهل نظراتي "واللعنة، تركتني أنظر لهذا المشهد المقرف وأخذت الجاكيت الخاص بي، بينما كان هناك ملابس هنا يمكنك تغطية نفسك بها؟" رفع كتفيه قائلا "لا أحب ارتداء الملابس، أنا سيرين. كما ما الخطب في المشهد الذي رأيته؟ إنه طبيعي".
مقرف، هذا الفتى حقًا أريد شيّه على نيران هادئة "إن أردتِ ملابسك... ها هي ذا، فأنا لم أطلبها" كاد ينزع الجاكيت لكني صرخت بسرعة في الوقت الذي صرخ فيه يوجين "لا تفعل!" ألا يشعر بالخجل أبدا؟
الاثنان التقطا أكياسا من القماش تم ربطها سابقًا بجذوع الشجر، اختفى كلاهما قبل أن يعودا وهناك أخيرًا ملابس فوقهما.
"تفضلي". قال بينما يمد يده بالجاكيت، هذا مقرف لن آخذه ولو بعد مائة عام "لا أشعر بالحاجة لارتدائه، يمكنك وضعه هنا". أشرت على الأرضية ليرفع كتفيه بلا مبالاة ويرميه بعيدا.
"والآن، ما هو الشيء المثير للاهتمام بشأنها؟" حسنا، هذا الشخص يبدو الأكبر والأكثر جدية لذلك يمكنني التحاور أخيرا بشكل عقلاني، فالأخرق هنا لن يكمل نصف الجملة دون السخرية.
زفرت براحة نوعا ما "حسنا، اسمع هذا". قال الأحمق قبل أن يلتفت نحوي "أخبريني من أي كوكب جئتِ مجددا؟" تتملكني رغبة قوية لركل وجهه الغبي بقوة "هل تعاملني كطفلة غبية الآن؟" قلت بانزعاج ليدحرج عينيه قائلا "فقط أجيبي السؤال". زفرت بغضب لكني أجبت " كوكب الأرض، لأنه شيء طبيعي جدا لبشرية أن تأتي من الأرض".
نظر إلى شقيقه بابتسامة فخورة وكأنه أمسك بشيء نادر، ظل الآخر ينظر نحوي قبل أن ينظر لأخيه بملل "والآن ماذا؟ هل ناديتني من أجل مزحة سخيفة، بورالدو؟"
لحظة اسمه بورالدو! أي نوع من الآباء يطلق اسم بورالدو على ابنه؟ حاولت ألا أقهقه بشدة خاصة مع ضحكات يوجين بجواري "بورالدو وكأنه نوع من التوابل". تبًا لك، يوجين. إن ضحكت الآن سيبدو الأمر وكأنني أسخر منه، وهذا ما أفعله في الواقع.
"نعم ظننت أنها تمزح لكنها تصر على أنها..." توقف قليلا قبل أن يقول "بشرية". هذا اللعين، هل قام بتنصيص بشرية بإصبعيه للتو؟! "لا أفهم ما المزحة في كوني بشرية، أعني أظهر بعض الاحترام، فأنا لم أقم بإطلاق النكات عن كونك سمكة!" نظر الاثنان نحوي بحدة وقال كل منهما في صوت واحد "سيرين".
"نعم، بالطبع! لأننا نقوم بشيّ ذيولكم وأكلها في كوكب الأرض". سخرت مكتفة يداي فوق صدري "لا وجود لسيرين على كوكب الأرض، لأنه لا وجود للأرض، لا وجود للبشر". قال الأكبر بحدة لأخرج صيحة يأس لم أستطع كتمها.
"إذا من أين جئت أنا؟ هل أنا ناتجة عن انفجار كوني، أم أنني أتكاثر ذاتيا؟ ربما هبطت من السماء على شكل بيضة أو نبت كالشجرة؟ إن لم يكن للبشرية وجود ماذا أفعل أنا هنا؟" ركلت الشجرة بغضب وأنا أصرخ، لم تتم إثارة أعصابي هكذا منذ وقت طويل.
نظر الاثنان لبعضهما قبل أن يقول الأكبر "لست متأكدا إن كان مونغستا سيوافق على حماقة كهذه، ربما سيقتل كلينا ويأكل لحمها حية". لحظة، ماذا؟ عمّن يتحدثان؟" لا بأس، حينها سنستطيع نحن الهرب، نحن سريعان". مهلا وماذا عن لحمي؟.. أعني ماذا عني؟
"هل أنت مجنون؟ ستتركني مع آكل لحوم بشرية؟" تنهد كلاهما "إنها تستفزني في كل مرة تتحدث عن البشر، يا رجل الأمر مهين! إن وضعت طفلا في السادسة سيبصق عليها ويهرب". أنا لن أتجادل معهما، لقد اكتفيت حقًا "فقط لنسايرها حتى تكشف كذبتها". تبًا لكما.
"لنذهب لمونغستا إذا". بدأ الاثنان في التحرك لأتبع خطاهما "لحظة واحدة، من هو مونغستا بحق الله؟" نظر الاثنان لبعضهما قبل أن يتجاهلا سؤالي وتابعا السير.
نظرت ليوجين الذي بادلني النظرات ذاتها "حمدا لله إني لا أملك لحما قد يأكله مونغستا" رمقته بنظرة حادة ليرفع كتفيه "ماذا؟ دعيني أفرح قليلا بكوني شبح، الأمر مضحك حقا".
نعم، افرح كما تريد. الآن أنا محاطة بالأشباح والأسماك البشرية وأتجه بقدمي لآكل لحوم بشرية قد يصنع مني عشاء فاخر ولا أعلم أين أنا! اضحك، يوجين، حياتي أصبحت دعابة كبيرة مضحكة.
لا نعلم أبدًا ما قد يحدث غدا! ما قد يحدث بعد ساعة... بعد دقيقة نخطط لشيء ما ولكن القدر يرسم لنا خطة أخرى!
قبل ساعات من الآن ظننت أنني سأعود للمنزل مع ورقة أخرى للغز لا ينتهي، مجرد عبث من شخص ما... فقد سبق وخططت لما سأفعله، لأن عقلي الصغير رسم لي نمطًا روتينيا طبيعي، كان علي أن أدرك أن الروتين قد انتهى مع أول نظرة ألقيتها على يوجين! ومع أول نظرة ألقيتها على نفسي في المرآة عندما استيقظت صباحًا أمام باب منزلي بعد ليلة مجهولة في حانة أدخلها لأول مرة.
لقد قتلت الروتين عندما وقفت أمام فيرونيكا وعندما اعتذرت لديفيد، عندما بدأت أركض خلف تلك الألغاز الصغيرة، لكن عقلي ما زال يصور الأحداث وكأنها تفاصيل صغيرة غير مهمة، وأن الروتين ما زال كما هو، حتى وأنا أسير الآن تحاوطني الأشجار كشبح يراقب بصمت في كل مرة أرفع رأسي لأنظر عاليا نحو السماء التي وقعت منها، أين أنا؟ وماذا أفعل؟ جميعها كالحلم! عقلي البشري الأحمق غير قادر على استيعاب ما يحدث حتى الآن.
لا
أعلم ما الذي علي الشعور به؟ الخوف! الغضب! أو حتى الحزن لمحاولات يوجين البائسة
في إفراغ غضبه! تحرك بورالدو نحوي قبل أن ينحني ممسكا بذراعي "هل جننتِ؟
انهضي قبل أن يقتلك". همس في أذني بحدة وهو يساعدني للوقف "توقفا".
نظر الجميع نحو ذلك المجنون الذي التفت نحوي لكن هذه المرة بنظرات مصدومة ومتحيرة!
"من أين جئتَ بها؟" وجه سؤاله لبورالدو الذي استقام بتوتر وأجاب "لقد استطاعت الهرب من سجون الإريبوس وكادت تغرق لذ..." قاطعه الرجل "كيف هربتِ من هناك؟" نظرت حولي بفزع، هل يوجه السؤال لي؟ لكزني بورالدو بخفة بينما يشير بعينه نحو الرجل لأجاوب.
"سيد مونغستا هروبها ليس فقط الغريب، لكنها تصر على أنها..." توقف الأكبر قليلًا ثم أردف "بشـ..." قاطعه ذلك المونغستا قائلًا "بشرية".
تبادل الأخوين نظرة الدهشة بينهما، لكن نظرات مونغستا ذاك كانت موجهة نحوي في تشوش.
تقدم نحوي لآخذ خطوة أخرى للوراء لكنه كان سريعًا؛ ليقف قبالتي تماما محدقًا بعيني "هذا مستحيل!" تمتم وعينة الصفراء التي عادت لطبيعتها تبحلق بخاصتي بتركيز "من أين أتيتِ بالضبط؟" تمتم مجددًا "الـ...الأرض!" أجبت بحذر.
التفت مونغستا إلى بوررالدو الذي بادله نظرات غير مصدقة "هذا مستحيل! صحيح؟ لا وجود للأرض، سيد مونغستا، جميعنا نعلم أنها أسطورة عن كائنات بشعة... أعني لا تبدو بشرية حتى". التفت نحوه بنظرة ساخطة "عفوا! كائنات بشعة؟ هذه وقاحة، وما الذي يعنيه 'لا تبدو'، لماذا؟ كيف على البشر أن يكونوا بحق الله؟" نظر نحوي بارتباك قبل أن يلوح بيديه قائلا "لا أعلم، ربما تشوه ما أو رأس بلا عقل أو.. أو جمجمة ضخمة مع أفواه مفتوحة كالبلهاء أو شيء مماثل... فليقل أحدكم شيئًا منطقيًا". رأس بلا عقل وأفواه مفتوحة! نظرت نحو يوجين بيأس والذي بادلني النظرات ذاتها.
"رأس بلا عقل؟! على الأقل لا نقوم بسجن مراهقين ونساء ضعيفات مع أطفالهن المرضى داخل السجون". صحتُ بحنق في وجهه. "هؤلاء جنود إريبوس، نحن لن نفعل شيئا مماثلا ولو بعد مئات السنين". صرخ مونغستا بغضب وهو يضرب جذع شجرة خلفي تمامًا بقبضته لتتحطم وتسقط مائلة نحو الأرض.
اتسعت عيناي بفزع، وقد شعرت أني سأفقد حياتي في أي ثانية، لقد أسقط شجرة ضخمة بلكمة واحدة! هذا مستحيل. إن كانت لكمة واحدة قادرة على إسقاط شجرة فهذا يعني أن قبضته على عنقي كانت ضعيفة!
أخذ نفسًا ثم زفر لينظر نحو الأخ الأكبر الذي يظل صامتًا حتى الآن. "أميراديل، إنها بشرية". قال مونغستا للأخ الأكبر الذي ظل ينظر لمونغستا قبل أن يحول أنظاره نحوي "هذا مستحيل، البشر أسطورة لا يمــ..." قاطع الأخ الأكبر بورالدو قائلًا "السيد مونغستا لن يمزح معنا، رغم كوني لا أفقه الأمر مثلك تمامًا..." نظر لمونغستا قبل أن يعيد أنظاره نحو أخيه ويردف "لكنها بشرية. جميعنا نعرف أن السيد مومنغستا لا يخطئ في هوية أي كائن من المجرات الإحدى عشــ..." توقف لثانية قبل أن يصحح لنفسه " الاثنى عشرة".
بدأت أشعر برأسي يؤلمني حقًا، ورغبة العودة لغرفتي الهادئة تصبح أكبر شيئًا فشيئًا. "كيف استطعتِ الدخول إلى هنا؟ كيف أمكنك دخول مجال التوبازيوس؟ أنتِ حتى لم تستخدمي جسر الأبعاد، كيف..." توقف الأخ الأكبر أو أميراديل عندما انحنيت جالسه ممسكة برأسي، هذا يكفي الكثير من الأسئلة والكثير من المصطلحات التي لا أفهمها أشعر وكأن كل شيء يخنقني ويسبب لي المزيد من الفزع.
رفعت
عيناي نحو الشخص الذي انحنى نحوي على ركبتيه لتتسع عيناي بخوف، لا أنكر الرغبة
الجامحة في الابتعاد عن مونغستا ذاك، لكن نظرته الهادئة أوحت بأنه لا ينوي على أي
هجوم عنيف مجددًا. "هذا يكفي توقف عن إلقاء الأسئلة، إنها مشوشة مثلك ربما
أكثر منك فهي الشخص البعيد عن موطنه هنا". حسنًا، اصفعوني لكن هذا ليس الشخص
الذي كاد يسرق أنفاسي منذ دقائق!
"أتفهم خوفكِ وأعتذر عن إيذائك سابقًا، هناك الكثير من الأعداء الذين هم قادرين على تخطي الحدود للداخل، وقطاع الطرق كثيرون". هذا ليس عذرًا لسحب روحي!
نهضت لوحدي دون الإمساك بيده قبل أن أتمسك بحقيبة ظهري وأنظر ليوجين بقلق "هل يعرف طريق العودة للمنزل؟". نظرت نحو مونغستا قبل أن أكرر سؤال يوجين، قابلني صمته لدقيقة قبل أن ينظر لأميراديل قائلًا "علينا الذهاب بها إلى قصر كليسثينيس". ماذا؟ التفت ليوجين الذي رفع كتفيه بدوره غير واعٍ بما يقولونه.
تبادل كل من الأخوين نظرات غير مطمئنة فيما بينهما قبل أن ينظر كلاهما نحوي، ما الذي يحدث الآن بحق الله؟
تحرك مونغستا ملتقطًا قميصًا فضفاض قصير الأكمام وارتداه بخفة. "هل ستبقون على هذا الحال؟ تحركوا!" أمر بانزعاج ليتحرك كل من بورالدو وأميراديل خلفه.
"لحظة، إلى أين؟" همست نحو بورالدو الذي ابتعد فجأة عني، عقدت حاجبي بتعجب "إلى قصر عائلة كليسيثينس، ربما يعلمون شيئا ما على ما أعتقد. القصر، أتعرفين ما هو؟ مبنى ضخم له جدران و سقف وهو كبير و..." توقف عندما لاحظ بحلقتي في وجهه "ماذا؟" أخذت نفسًا قبل أن أقول من بين أسناني "هل حقا تشرح لي معنى القصر؟ ماذا؟ هل تراني أعيش داخل الكهوف؟"
سكت لثواني قبل أن يتمتم "ستكون مشكلة حقًا عند شرح كل شيء". أعاد أنظاره نحوي وقال بصوت أعلى "لا داعي للقلق أيتها البشرية، أرجوكِ لا تشعري بالنقص بسبب عقلكِ الصغير، أنا هنا سأساعدك لفهم كل شيء، أنتِ تفهمين ما أقول؟ المساعدة، تعرفين ما هي، صحيح؟" لا بد أنك تمزح معي؟
تنهدت بيأس قبل أن أتجاهله وألحق بكل من مونغستا وأميراديل, "هل حقًا سنتبعهم؟" نظرت نحو يوجين الذي بدا قلقًا "لا نملك خيارًا آخر، مونغستا ذاك يبدو وكأنه يعلم أكثر من الأخوين". همست نحوه ليقف أمامي، "هل جننتِ ذلك اللعين كاد يقتلكِ منذ دقائق" إنه محق... لكن ما الذي علي فعله إذًا. أبقى هنا حتى ألقى حتفي من جنود مجانين؟
"يوجين، هذا هو الشخص الوحيد الذي يبدو أنه يعلم من أين أنا وأين أنا وكيف أعود". شتم يوجين بغضب قبل أن يكمل المسير بجواري.
"اوه إذًا... الأرض حقيقية! أعني كيف تبدو؟ انظري هناك؛ هذا الضوء في السماء نسميه بالشمس لكنه لا يدوم طويلًا، تعلمين؛ لأنه علينا النوم ليلًا... أوه، أعتذر النوم هو عندما يحتاج جسدنا للطاقة، نغمض أعيننا ونذهب فيما يشبه الغيبوبة القصيرة، هل تعرفين ما هي الغيبوبة؟ لحظة، سأشرح بطريقة بسيطة..." سأبصق على وجهه الأبله بعد ثانية إن لم يتوقف عن السخرية.
"يا إلهي أجعلني قادرًا على لمس الأحياء مجددًا، سأصفعه صفعة واحدة، فقط واحدة". كنت لأضحك على يوجين لكن الغضب كان يتصاعد داخلي كما يحدث مع يوجين تماما.
توقفت عن المشي قبل أن أقف أمامه "هل أبدو كشخص لا يعلم ما هي الشمس؟ هل ولدت كأحمق أم أنهم ضربوا رأسك بقوة في صغرك؟ أيها الغبي أعلم ما هي الشمس و ما هو القمر، وأعلم ما هو النوم والحروف والأرقام. هل يبدو لك رأسي فارغًا؟ أنا أدرس في كلية الطب أيها الأحمق أراهن أن ما أعرفه أكثر بكثير مما عرفته في حياتك كلها". صرخت بقوة في النهاية، لقد طفح الكيل حقًا.
نظر الجميع نحونا وتجمد بورالدو ليصرخ يوجين بـ "أخيرا!". أخذت نفسًا "أنا لست غبية". أكدت بينما أنطق الجملة بين أسناني " لــ...لكن الأساطير تقول أنكم جنس غبي غير قادر على إدراك الأشياء من حوله!" ماذا؟ فتحت فاهي من الصدمة. "حسنا، هذا كثير". صرحَ يوجين قبل أن يركض نحو بورالدو ويلكمه لكن قبضته اخترقت جسد بورالدو فحسب. "اللعــنـة!" صرخ يوجين بيأس وهو يركل جسد بورالدو مرارًا وتكرارًا وقدمه فقط تخترق هيئة بورالدو.
"والأساطير وتقول أنهم وحوش، وأخرى تقول أنهم مجرد هيئة مصمتة، وأخرى تقول أنهم خلقوا للخيانة والغدر والتدمير، وأكبر أسطورة عرفناها وصدقناها أيضًا قالت أنهم غير موجودين، وها نحن ذا! تقف أمامنا بشرية، لا تخبرني أنك ما زلت تصدق بالخرافات والأساطير، أنت لن تعرف حقيقتها من عدمه لذلك توقف عن رمي أحكام مسبقة ولنكمل الطريق أو عد للمنزل".
نظرت نحو أميراديل والذي بدا أكثر حكمة وعقلانية من أخيه. "يا رجل الأمر فقط... أنا مشوش، حسنًا، أحاول أن أتعامل بطبيعية لكن خائف إن ذهبنا إلى أراضي الطبقة النبيلة ودخلنا إلى الأراضي الحاكمة ومعنا بشرية سيكون الأمر أشبه بحمل جوهرة مشحونة بكمية ضخمة من الطاقة وعلى وشك الانفجار.. نحن حتى لا نعلم أي قوى تملكها أو ما هي قدرتها".
ألست أنا الشخص البعيد عن المنزل هنا؟ بحق الله من يجب أن يشعر بالفزع؟ "قوى تمتلكها؟ مرحبًا يا رفيق، نحن لسنا داخل أفلام الخيال، مرحبًا بك في الحياة الحقيقية". إلهي، لو أن صوت يوجين كان مسموعًا، إنه يقول ما أريد قوله تمامًا.
"هذا يكفي". نظر الجميع نحو مونغستا الذي وقف بهدوء أمامنا "جميع الأساطير لا يوجد ما يثبت صحتها، لا داعي للخوف أو القلق، لن يصدق أحد أن هناك بشرية بينهم. كما أن البشر لا يملكون أي قدرات، الأمر مختلف؛ لذلك كونوا هادئين وتصرفوا بطبيعية أو عودوا إلى المياه". نظر كل منا للأخرى بصمت قبل أن يقول أميراديل "كيف تعرف كل هذا سيد مونغستا؟ هل كنت تعلم بوجود البشر طيلة هذه المدة؟ هل كان الأمر.." سكت لثانية وكأنه يراجع ذاته ولكنها تابع "كذبة؟"
نظر مونغستا نحو أميراديل قبل أن يقول بصرامة "لا أسئلة". ثم تحرك بين الأشجار ليصمت أميراديل ناظرًا نحوي بهدوء ويتبع مونغستا " أعتذر الأمر فقط..." تنهد بورالدو لأتمتم "لا بأس، جميعنا مشوشون".
أكملت السير خلف الرجلان وبورالدو بجواري. "هل الطريق طويل؟" سألت ليبتسم ابتسامة جانبية "لا، ليس إذا استعملنا مراكب الطاقة". مراكب ماذا؟ لاحظ بورالدو علامات التعجب ليقهقه "أقصد هذه". نظرت نحو ما يشير لتتسع عيناي بدهشة، لابد أنك تمزح!
لقد كانت أشبه بمركبة من فيلم خيال علمي، بلا عجلات، زجاجها أسود، أعنى أنها سوداء بالكامل، أشبه بالصحن الطائر. "ما الذي...؟" قالها يوجين بصدمة كالتي وقعت فيها "ماذا؟ ألا تملكون مركبات طاقة في الأرض؟" أردت الرد لكن كنت مذهولة بحجمها وشكلها الغريب.
وقف مونغستا أمامها قبل أن يأخذ نفسًا ويضع كف يده فوق مقدمة الــ... المركبة، ماذا يفعل؟ بقيت أنتظر حدوث شيء ما كانفجار أو ضوء ما لكن لا شيء!
رجفة مرت بجسدي لنسمة الهواء البارد الذي هبت فجأة، لكن ذلك النسيم لم يتوقف أصبح أكبر وأكبر حتى أصبح الهواء يهب بقوة نحوه!! نحو مونغستا!
ثانية واحدة وتوقف هبوب الرياح الشديد، لكنه أصبح أخف، وفجأة صوت أشبه بصوت المحركات صدر من تلك المركبة قبل أن تُنير بعض أجزائها باللون الأزرق وترتفع عن الأرض بمقدارٍ بسيط فقط محلقة دون أي أجنحة أو مروحيات! انفتح سقف المركبة العلوي ليظهر خمس مقاعد اثنان في المقدمة وثلاثة في الخلف.
"لن ننتظر اليوم بطوله. هيا!". حولت أنظاري نحو مونغستا الذي قفز داخل المركبة وكما أظن على كرسي السائق وتوجه أميراديل للجلوس بجواره وقفز بورالدو في المقعد الخلفي مع ابتسامة ضخمة على وجهه، هل علي الركوب هناك؟ إنها بلا عجلات؟ "إما الآن وإما فلا". نظرت نحو يوجين الذي رفع كتفيه وركض قافزًا للمركبة.
"هذا بالكامل جنون" تمتمت قبل أن آخذ نفسًا وأتجه للركوب معهم.
**********************************************
هالووووووووووووو
وبكده رسميًا دخلنا عالم التوبازيوس
بورالدو واحد من اكتر الشخصيات الي حبيت كتابتها اوييي وشخصيته لطيفه اوي بالنسبالي
بالنسبه حاسه ان في ناس اتعودت على الدلع وبتطالب بخمس فصول في اليوم
واضح اني مدلعاكم بزياده 😌
اكتشفت ان في ناس لسه بتقرألي من ايام اول روايه اتعرفتلي على الوات
حاسه في بينا عيش وملح وعشره غريبة كده معرفش ليه
بكره ان شاء الله هحاول يكون في كمان فصل بس مش اكيد لكن هحاول ان شاء الله
الناس الجديده الي اول مره تقرأ الروايه تبدأ تركز كويس لان الاحداث هتبدأ تاخد منحدر محتاج تركيز 😂
بالنسبه لمشكله التسجيل في المدونة والتعليقات هحاول احلها في اسرع وقت ان شاء الله
شكرا لكل الدعم
انجوييي
بايييي
💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻
ردحذفخير مو اول وحده كالعاده
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️😘
ردحذفاسرااااء هسه انا شلون اتحمل انتظر لباجر 😭 نزلي بعد فصل و طولي اكثر و اكثر لأنو ديخلص بسرعة ♥️😂
ردحذفوااوووو ذكريات جميله تعاد احيائها ❤️❤️
ردحذفكم لبثنا
ردحذفحماااس اوييييييييي 🔥🔥
ردحذفاااااااععععععععع المشهد مال الممر صاير فيه تفاصيل ل اااااااااااااعععع
ردحذفيمهههه واخيرا قدرت اعلق
ردحذفانا قارئة قديمة لرواية بس لساتني وانا اعيدها احس بنفس الشغف والحماس والإنغماس بشكل مو طبيعي
ردحذفبالرغم من اني قارئة قديمة بس جدا متحمسة للأحداث القادمة
ردحذفكأني بقراها للمرة الاولة 😭😭🖤+++اتعودنا على الدلع؟؟! انتي عارفة احنا منتظرنك كم سنة 🤣🤣🤣
ردحذفهههههه صح اوفياء جدا احنا
حذفمن ايام خطفت مجنونة و مستمرين بكل الحبببببب ❤🤍🤍🤍🤍🤍🤍
ردحذفحراااام انتي جاية تعلقينا في اهم الفصول يا اسراااااء
ردحذفالسمكه ظهرررتتت
ردحذفالله، الفصللل كتتتير حلو اشتقت لسمكة بجد😭 + حبيت انوه انو ما بيجوز قول شي متل القدر رسم طريق مختلف أو غيره إنما القدر يسير من الله لهيك غلط
ردحذفصح ممتاز كلامك هناك العديد من الأخطاء، يبدو أنها تحاول سرد الأحداث بعيدا جدا عن الدين والعقيدة الصحيحة، لا أعلم بما تفكر به بالضبط لكن أظن أن هذا لجعل الجميع يقرأ الرواية
حذفأخـيراً ظهر حـبيبي مـونغـستـا الشـوقـر دادي تبـعي 😭🖤🖤❤️🖤❤️
ردحذفدلـععع أيه يـ بـت حقـناااا مـرت عـلينا سنين عجـاف 😂💔
أتريوس العشق قرب ظهوره 🥺♥️
ردحذفيااااربي لقد هرمنا يا اسراء والله اخيرا الأحداث اللي بجد يلاااااا فين بيت الفرسان بقي بسرعه اههههه الذكريات مخلياني عايزه اعيط بغرم عدا عليها قد أي بس لسه بنفس الشغف والحماس كاني بقراء من اول وجديد 🤤❤️❤️❤️🥺
ردحذفاخيرا البرت الجاي جلنار هتترمي اه المقطع ده في قلبي لدخول حبيب الكل اشتقنا والله 😂😂😂❤️
ايوة انا اللي من ايام عشقت مجنونه😭😭❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفياااااااااخ حمااااااااااس وربي والله اشتقت لأيامنا 🔥🔥🔥🔥
ردحذفالفصلل يخبلل وربي،، بإنتظارر فصل ليوم بكل روح حماااسية😭🫶
ردحذفواخيرا حان القاء 😭😭😭😭😭❤❤❤❤
ردحذفلوف يو يا بنت
ردحذفهفضل اعيد و ازيد ان من افضل الحاجة في الرواية هي فكرت ازاي ان البشر هم الاسطورة على خلاف باقي الروايات و عوالم الفانتازيا ديما البشر هم الطبيعيين و باقي المخلوقات هم الاساطير ففكرة انك تكوني الاسطورة للمخلوقات اللي هي تعتبر اسطورة ليكي بجد حاجة عظيمة جدا و بحيي اسراء عليها مليون مرة حقيقي
ردحذفابداع 💕💕💕
على ذكر خطفت مجنونة فرحة توباز نستني اني كنت مستنية الموقع علشان مش بس توباز لا و كمان ارجع اقرأ خطفت مجنونة من تاني لانها حقيقي من اجمل و اروع الروايات اللي قرأتها غير انها حببتني في ون دي كمان كان عندي امل ان رواية دينغ دونغ ترجع تنزل تاني لاني كنت متحمسة ليها جدا حقيقي بس لسه عندي امل اني اشوف كل الروايات سواء القديمة او الجديدة و متحمسة ليهم جدا
ردحذفلو سمحت الفصول مش كلها بتظهر معايا تعرفي ازاي اجبها كلها وانا قارئة جديدة دلوقتي خلصت الفصل التاسع و الفصل العاشر مش ظاهر ليا
حذفذكريات😭😭😭
ردحذف🔥❤️
ردحذف♥️♥️♥️♥️♥️♥️🩸
ردحذفأجمل الروايات إسراء
ردحذفاشتقت لبورالدو وافكارره الغبية 🤣🤣🤣
ردحذفشكلي و الكل عارف الرواية و عم يعيدها غيري أنا😭
ردحذفالفصول مش كلها بتظهر حد يعرف ازاي اجبها كلها
ردحذف😭😭😭😭❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥وقعت في حب الرواية خلااااااااااااااااأص
ردحذفاريد اقرأ المزييييد بس لازم انام بس مش قادرة الرواية حلوة تبهرني يوم بعد يوم🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹
ردحذف