السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إفصاح: "لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
إفصاح آخر "كل رواية فى الدنيا تحوى جانبا من الطب النفسى". نبيل فاروق
مساحة لذكر الله
****************************************
الفصل العشرون -2
ابتسم أغدراسيل وحرك شعره البني الذي أخذ درجة فاتحة تحت ضوء الشمس المتسلط عليه من خلال النافذة.
"أنتِ محقة… تعرفين؟ جلنار حقًا مختلفة عن أي فتاة قابلتها، هل فتيات الأرض جميعهن متشابهات؟" ضمت واندر شفتيها متسائلة "مختلفة؟" أومأ وقال "لطيفة أحيانًا، وصارمة أحيانًا، جريئة وخائفة، لا أعلم كيف أصف الأمر لكنها مليئة بالتناقضات، ولكنها تنجح في جذب الأنظار غالبًا".
ابتسمت واندر بخبث وصفعت كتفه قائلة "أوه أيها الشاب اللعوب، لا تقع لها، ستكون في مشكلة حينها" اتسعت عيناه قبل أن يقهقه ويقول "أقع لها؟ أنا؟ توقفي عن المزاح، أنا فقط أشعر بالمسؤولية تجاهها لأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها".
"حسنًا، استيقظت استـ..." عاد رومياس للنوم مجددًا قبل أن يكمل جملته لتصفع واندر ظهره بقوة ليفتح عينيه بفزع "لمَ أنت كسول لهذا الحد؟ استيقظ!" صرخت به وهي تسحب قميصه لينهض جالسًا بأعين مغلقة "نهضت نهضت" تمتم بنعاس وكاد يقع نائمًا مجددًا إلا أن واندر منعته وهي تسحبه إلى المرحاض.
مرت على باقي غرفهم لتوقظهم واحدا تلو الآخر، لكن غرفتين كانتا فارغتين من أصحابهما، جلنار وهارليك تعجبت واندر وفكرت في أنهما ربما استيقظا مسبقًا فاتجهت للأسفل علها تجدهما.
"صباح الخير" التفت واندر إلى أتريوس الذي يفرك عينه بنعاس "توقف عن هذه العادة، ستؤذي عينك" صفعت واندر يده قبل أن تعيد النظر حولها بتعجب "عن ماذا تبحثين؟" أجابت وهي ما تزال تبحث "عن جلنار وهارليك، ليسا في غرف نومهما وليسا هنا أيضًا".
"لمَ تبحثين عن تلك المزعجة؟ أنتِ تعطينها اهتمامًا زائدا" دحرجت عينيها وقالت "أعطي اهتمامي لمن أريد، ما زلت غير مقتنعة بسبب مقتك لها" نفث بملل وتمتم "إنها مزعجة".
نزل الباقي إلى الأسفل لتناول الفطور، عدا جوزفين الذي نزل متأخرًا عنهم وصرخ من فوق السلالم "عليكم جميعًا رؤية هذا بسرعة!" التفتت واندر حيث يقف "لمَ تصرخ؟" حرك يده وقال "لن تصدقوا ما سترون"
نهض أغدراسيل ليلحق به رومياس، تنهد أوكتيفيان لاحقًا بهما لتسحب
واندر المتململ خلفها ويصعدان.
وقف خمستهم أمام البوابة المفتوحة سابقًا بأعين متسعة. "هل هذه…؟" تمتم أغدراسيل ليومئ جوزفين بسرعة "إنها البوابة... لقد فُتحت" همس وكأنه يخشى أن يسمعه شخص آخر.
تفحص أتريوس البوابة جيدًا ثم نظر حوله وسؤال واحد خطر داخل عقله، أين البشرية؟
"هل يعقل أن جلنار قامـ..." لم يكد يكمل جوزفين حديثه حتى قاطعه أوكتيفيان "ماذا تقول؟ هذا مستحيل" نظرت واندر اتجاهه بغضب وقالت "لمَ؟ لمَ هو مستحيل؟ إنها أذكى من عقولكم الخمسة مجتمعة" شعر بالإهانة لينظر نحوها ويقول "لمَ تقفين في صفها؟" كتفت ذراعيها وقالت "أقف في صف من أريد".
أخذ أتريوس نفسًا حتى لا يفقد أعصابه وتجاهلهم وهو يأخذ خطواته إلى داخل المكتبة الضخمة، توقف متجمدًا عندما شاهد المكان من الداخل فوجد قدميه تأخذانه حول المكان… رفع رأسه ينظر للأعلى بذهول حيث المجسم الضخم والقبة الشفافة التي تسمح لضوء الشمس بالانبعاث فتنير المكان.
توقف أمام الطاولات المتمركزة حول القاعة ونظر نحو المقاعد لتتسع عيناه ما إن رأى جسدها مسترخيًا فوق المقعد الكبير وهي تضم قدميها إلى صدرها وتحتضن جسدها بذراعيها وتستغرق في نوم عميق وكتاب ما ساقط في حضنها، ليس كتابًا! هناك عشرات الكتب حولها، فوق الطاولة وفوق الأرضية، بينما هارليك نائم وهو يجاورها وقد استلقى ورأسه يستند عليها.
نظر للمكان ثم نظر نحوها وهو يكاد يصدق أنها فتحت هذه البوابة! لم يجرب من قبل ولم يفكر في فتحها، فهذه آخر أولوياته، لكن... كيف يمكنها فعل ما فشل الجميع به؟ بل حتى ذلك العبقري فشل، فكيف هي؟
اقترب أكثر ينظر نحوها متفقدا ما إن كانت مستيقظة، لكن على العكس كانت مستغرقة في النوم "كيف… من أنتِ بحق الله؟" تمتم عاقدًا حاجبيه "أنا متأكد من أنها الفاعلة" الصوت الذي صدح في المكان أجبره على إبعاد جسده والاعتدال بقامته "أتريوس، أوجدت شيـ..." توقفت واندر عندما وقعت عينيها على جلنار لتصيح "إنها هنا!".
لم يصدق أحدهم أنها بالفعل تمكنت من ذلك، البشرية! كيف لها أن تنجح فيما فشلوا فيه؟ تحركت واندر وقد تخطيت أتريوس نحو جلنار "أوه صغيرتي، إنها متعبة وتغط في النوم. إلهي، أقرأت كل هذا؟" نظرت حولها بتفاجؤ "أنا أكاد لا أصدق" تمتم أغدراسيل وهو يتحرك واقفًا بجوار واندر يحدق بجلنار.
"أخبرتك أنها من فعلتها" نظرت واندر نحو أوكتيفيان بانتصار ولكنها حولت عينيها لأتريوس بنظرة ذات مغزى.
"صباح الخير، هناك الكثير من الزوار اليوم" التفت الجميع بفزع نحو الصوت الذي صدح فجأة متخذين وضعية دفاع "أوه، لا داعي للعنف، أنا أمين المكتبة، أدعى روبليون كاليسيو دي سنا لونيو، بإمكانكم مناداتي كاليسيو" مال جوزفين ناحية أغدراسيل وهمس "اسمه أطول من دروس التاريخ".
"ماذا تعني بأمين المكتبة؟" سأل أوكتيفيان "أنا حارس هذه الكتب منذ عقود وقد ورثت هذا العمل عن أجدادي" ابتسامته الدائمة أرسلت شعورًا غير مريح للراجل أمامه "إنه مخيف" همس جوزفين مجددًا لأغدراسيل.
"هل هي من فتحت الباب أمس؟" جاء سؤال أتريوس مباشرًا ليومئ كاليسيو برأسه "إنها أول من دخل إلى هنا" اتسعت ابتسامة واندر وشعور الانتصار يكبر داخلها.
"ظلت طيلة الليل تقرأ حتى غلبها النعاس منذ ساعات قليلة، أظن أن وضعية نومها ستسبب الكثير من الآلام لظهرها ورقبتها" أومأت واندر موافقة "هل أوقظها؟".
"سأحمل هارليك إلى غرفته" تمتم رومياس وتحرك حاملًا جسد هارليك الذي تمسك به ودفن رأسه داخل صدر رومياس وتنهد براحة "سآخذ جلنار إلى غرفتها" قال أغدراسيل عندما رأى أن الاثنين بجواره مترددين والثالث ربما لا نية له للمساعدة.
أمسك ذراع جلنار يضعها حول رقبته قبل أن يحمل جسدها بين يديه ببطء حتى لا تستيقظ، وقعت عيناه على واندر التي تبتسم بخبث نحوه ليدحرج هو عينيه بالمقابل ويحرك شفتيه قائلًا بلا صوت "توقفي".
ابتعد متخطيًا جسد أتريوس المستغرق في التفكير وتجاهل نظرات واندر نحوه، تنهد ما عن خرج من المكان وذهب ليضعها في سريرها.
"ها نحن ذا" تمتم وهو ينحني ليضع جسدها فوق السرير أراد الابتعاد لكنه توقف لثانية ينظر إلى وجهها وملامحها المسالمة أثناء النوم، أبعد بعض خصلاتها التي تضايق وجهها ولكن يده تجمدت فوق وجنتها وفي اللحظة التي وقعت عيناه فوق شفتيها ابتعد بسرعة وكأن ماسًا كهربائي أصابه.
"ما اللعنة معي؟ لمَ؟ أعني بحق الله! لمَ؟ واندر السبب، إنها واندر" تمتم بتوتر ومنع نفسه أن يلقي نظرة أخيرة نحوها وخرج من الغرفة مهرولًا وهو يحاول إسكات أفكاره.
بعد أن أنهي الجميع فطورهم الصامت اتجهوا للتدريب مجددًا حتى قرابة الغروب وعند عودتهم وجدوا هارليك قد استيقظ مسبقًا وهو يتحدث مع واندر في غرفة الجلوس "أوه، انظروا من استيقظ" داعبه جوزفين ليبتسم "عليك أن تأكل الكثير من الطعام، جسدك كان خفيفًا" حمله رومياس وهو يقهقه قبل أن يجلس بجواره ويحرك جسده بتعب.
"إلى متى سنظل نتدرب بحق الله؟ هؤلاء الملاعين يشنون الهجمات واحدة تلو الأخرى، ألا تظنون أن الوقت حان لنشن نحن واحدة؟" تذمر جوزفين وهو يمدد ساقيه "لا يمكنك الركض قبل تعلم السير، قد تظنون أنكم أقوياء كفاية لكن إلى الآن لم يستطع أحدكم معرفة لما أختارته التوبازيوس وفيما هو مميز".
اتجهت أنظار الجميع نحو أتريوس مع نهاية جملة أوكتيفيان، لكنه لم يبالِ فقد ظل مغمض العينين يضع كلتي يديه خلف رأسه "ألا تظن أنه يعلم أنه مميز؟" همس رومياس ليدحرج أوكتيفيان عينه "إن كنا سنهاجم فعلينا البدء من المكان الذي جاءت منه جلنار" نظر الجميع فجأة إلى هارليك حتى أتريوس شعر بالفضول لما قال.
"ماذا تقصد؟" سأل أغدراسيل ليجيب "أعني السجن الذي وجدت نفسها فيه على الحدود، ما تزال تشعر بالخوف تجاه ما حدث، أخبرتني أنها تشعر بالذنب لأنها لم تكن قادرة على تحرير المسجونين، حتى أن امرأة منهم توسلتها من أجل ابنتها المريضة ولكن مهما كانت محاولات جلنار كان تبوء بالفشل، ما تزال تظن أنها مذنبة".
صمت الجميع لثانية ولكل منهم أفكاره الخاصة "لماذا كانت جلنار داخل زنزانة؟" نظر هارليك إلى أغدراسيل ليرفع كتفيه ويقول "قالت أنها وجدت نفسها هناك فجأة دون أن تدرك الأمر" انتحبت واندر قائلة "تلك المسكينة، لقد تلقت كمًا من الرعب في لحظة لم تدركها".
التفت الجميع إثر دخول جلنار للمكان وهي تمسك أحد لفافات التصميم بين يديه "واندر لقد عدت، جولدامون يرسل تحياته" صاحت وأنهت جملتها بنبرة لعوبة "أخبرتكِ أن تتوقفي عن ذلك" صاحت واندر بسخط تحت قهقهة هارليك ونظرات الرجال المتعجبة.
"أنا لم أقل شيئًا!" علا صوتها وهي تقترب منهم لكنها توقفت ما إن لمحت أجسادهم على الأرائك " انظروا من هنا العبقرية التي فتحت البوابة" صاح جوزفين قافزًا من مكانه متجهًا نحوها، ابتسمت وقالت في شيء من الخيلاء "لم يكن الأمر صعبًا" وضع يده حول كتفها وقال "أخبريني كيف فعلتها" نظرت نحوه بحدة وأبعدت يده "أعتذر، لكني لا أتحدث مع المنحرفين الذين يتلصصون على غرف الفتيات".
اتسعت أعين أربعتهم بصدمة ليصيح أغدرسيل مدافعًا "لـ… لقد قلنا أننا لم نـ..." قاطعته وهي تقرب وجهها منه بحاجب مرفوع "سيد منحرف أغدراسيل، أعتذر منك لكني لا أفهم لغة المنحرفين".
ابتلع وهو يحدق بوجهها القريب ليبتعد هو ببطء ويخبئ جسده داخل الأريكة "توقفي عن ذلك، لم نكن نقصد شيئا سيئا" التفت نحو أوكتيفيان الذي نظر بعيدًا على الفور "أوه، حقًا أربعة رجال داخل غرفة فتاة وحيدة، أنت محق، لابد أنكم أردتم مشاهدة الحديقة من إطلالة نافذتي" سخرت لينفجر هارليك ضحكًا يتبعه يوجين الذي دلف للتو.
صوت الضحك للشخص الثالث كان بمثابة صدمة لجلنار، كان أتريوس يقهقه وهو ينظر نحوهم "إلهي، عليكم الشعور بالإحراج من أنفسكم" نهض من مكانه وتمتم بصوت مسموع "أيها المنحرفون".
"ذلك اللعين" همس جزفين من بين أسنانه وهو يحدق بجسده يبتعد ثم أردف متذمرًا "جلنار، نحن نعتذر، لن ندخل ولن نقترب من باب غرفتكِ مجددًا؛ لذلك توقفي، لقد جعلتِ ذلك النرجسي يسخر منا" ابتسمت جلنار برضى وقالت "إن فعلتموها مجددًا سيلتصق بأربعتكم لقب منحرف" أومأ الأربعة في طاعة "لا بأس، سامحتكم" تنهد أربعتهم براحة اخيرًا.
.....
الأيام التالية كان رتيبة بشكل ممل، فكان الفرسان يتدربون كالعادة وجلنار ما بين ورشة الحدادة صباحًا والمكتبة مساءً، حتى أنها أصبحت تتخطى بعض الوجبات وتأكلها وحدها أو مع هارليك.
بجوار السلاح طلبت جلنار من جولدامون أن يصنع لها سرجًا لتنين، وبدا الأخير مصدومًا من هذا الطلب لكنه لم يسأل وهي لم تفسر كالعادة، ومع الوقت استطاعت مع يوجين تطوير تصميم المسدس الصغير وجعل الرسم أوضح وأكثر دقة.
كانت تختطف بعض الأوقات لزيارة كارولوس الذي أصبح أكثر ودية مع يوجين وأصبح هارليك أقل خوفًا وحرصًا منه، وكانت تختطف بعض أسماك البورالونا المفضلة لدى كارولوس من مطبخ واندر لتعطيها له، أما أفضل ما حدث في هذا الأسبوع هي أنها لم تتصادم مع أتريوس ولم تقع في المشاكل بسببه.
استيقظت جلنار في نهاية الأسبوع بحماس كبير؛ فاليوم من المفترض أن ينهي جولدامون صنع السرج، لم تتناول الفطور حتى. انطلقت مع هارليك ويوجين الذي لم يتوقف عن التذمر قط. عندما أعطاها جولدامون السراج شعرت بدهشة وحماس مضاعف؛ فهي لم ترَ سرجا حقيقيا قط فلم تكن من محبي ركوب الأحصنة، بعد مناوشات طويلة رفض جولدامون أخذ أي ثمن مقابل ما صنع ولكن في المقابل عليها أن تريه تصميم السلاح الذي تصممه قريبًا.
"علينا أن نخرج السرج دون أن يرانا أحد" همس هارليك وهو يتفقد المكان في الخارج "إنه كبير نوعًا ما، لكن يمكنني إخراجه دون أن يراه أحد" نظر يوجين نحوها وقال بسخرية "تنوين ركوب تنين وردائك أطول من عمر هذا الفأر" رمقته بحدة ليقهقه مستكتع بإغاظتها، نظرت نحو ردائها ذي اللون البنفسجي الهادئ الأشبه بفستان من الساتان وتنهدت، إنه محق، سيتسبب في إعاقتها بشدة... إلا إذا!
"ما اللعنة التي تفكرين بها؟ تلك الابتسامة سيئة" صاح يوجين لكنها تجاهلته وانطلقت نحو غرفة الجلوس بعد أن خبأت السرج بعيدًا عن أنظارهم، توقفت أمام طاولة الطعام حيث كانوا يتناولون الفطور "جلنار، لم تتناولي فطورك! سأضعك لكِ بعـ..." قاطعتها جلنار وهي تتفحصهم بعينها "لا بأس، لا أشعر بالجوع".
توقف الجميع منتبهين لتحديقها ليشعروا بالاستغراب، أما جلنار فكانت تحاول أخذ قياس كل منهم بشكل تقريبي، أتريوس كان مستبعدًا تمامًا، جوزفين كذلك؛ فهو يمتلك ساقا طويلة وقمصانه غالبًا ما تحتوي على ياقة مفتوحة من جهة الصدر، ليست معتادة على أوكتيفيان كثيرًا، رومياس يمتلك ساقا أصغر من البقية لذلك سيكون مقاس بنطاله جيد، و أغدراسيل يمتلك قمصانًا مريحة.
"مـ… ماذا هناك؟ لمَ تحدق بنا؟" همس رومياس ليرفع جوزفين كتفيه "رومياس" جفل جسده ظنًا منه أنها سمعته "أ… أ… أنا لم أقصـ..." قاطعته بسرعة "أيمكنني الحصول على بنطال لك؟" اتسعت عيناه بصدمة وبصق أوكتيفيان الماء الذي كان يشربه والتفت نحوها بتفاجؤ كما فعل الجميع.
"أغدراسيل أريد الحصول على قميصٍ لك" تجمد أغدراسيل وسقطت قطعة الفطيرة من يده، صمت جال المكان لثوانٍ وعندما أدركت جلنار أن هناك مفهومًا خاطئا ينتقل بين عقولهم بسبب ضحكات يوجين الذي تفجرت في المكان رفعت يدها بسرعة وكأنها تدافع عن نفسها وصاحت "الأمر فقط أني لا أشعر بالراحة في هذا الرداء... أحتاج لفعل شيء ما... وهذا طويل... أعني أنه غير مناسب لأننا معتادون على ارتداء البناطيل والسترات، لكن هنا…".
صمتت وقد احمر وجهها بشدة؛ فهي لم تنظر لطلبها من جهة سيئة. "لا بأس، يمكنهم إعارتك بعضا من ملابسهم، صحيح؟" أومأ كل منهم لواندر ونهض رومياس بصمت كالآلي متجهًا إلى غرفته "أنا حقًا لم أقصد شيئًا ســ...".
قاطعها جوزفين "وكنتِ تناديننا بالمنحرفين" اتسعت عيناها وصاحت بدفاع "الأمر ليس كذلك! أخبرتك أنني أردتهم لأن ردائي لن يكون مناسب لامتـ…" توقفت عندما استشعرت أنها كادت تفضح نفسها وعضت على شفتيها بسرعة.
"غير مناسب لماذا؟" نظرات جوزفين الخبيثة ما زالت ترمقها لذلك شعرت بإحراج كبير "توقف عن مضايقتها" صفع أغدراسيل مؤخرة رأسه وهو ينهض ليحضر أحد قمصانه "لا تستمعي له، إنه ينتقم لنفسه" واسى جلنار الذي أومأت دون النظر نحوه.
"لم أرَ فتاة تحرج نفسها بقدر ما تفعلين" نظرت تجاه يوجين بسخط لكنه بدأ يصفر باستمتاع كبير، عاد رومياس وهو يحمل أصغر بنطال يمتلكه كما فعل أغدراسيل، أعطاها رومياس بنطاله وتمتم بتلعثم "إنـ… إنه جـ… جديد، كان صغيـرًا ولم أرتده؛ لذلك..." أخذت جلنار البنطال وقالت "لا، لا بأس، لا أمانع، شكرًا لك" احمر وجهه ولم يستطع أن يقاوم ابتسامته وهو يعود مكانه.
ألقى أغدراسيل قميصه فوق رأس جلنار لتهاجمها رائحة عطره التي تملأ القميص "اعتني به جيدًا، إنه المفضل لدي" مازح وهو يعود لمقعده "بالطبع ستفعل، هي فقط ستذهب لامتطاء تنين وهي ترتديه، لا تشعر بالقلق".
تجاهلت جلنار يوجين وأزاحت القميص عن وجهها وقالت "شكرًا لك، سأعيده نظيفًا" صمتت وهي تطويه، وقبل أن تصعد لغرفتها قالت "رائحة العطر التي تضعها جميلة" أرادت فقط مدح شيء ما كشكر له، لكنها لم تعلم أن هذا المديح سيزيد من أفكار أغدراسيل المزدحمة.
عندما أنهت ارتداء البنطال والقميص شعرت بأنها تغرق داخل ملابسهما، كان البنطال واسعًا لذلك اضطرت لإحكام خاصرته على خاصرتها بأحد الدبابيس، ثم وضعت القميص داخل البنطال حتى لا يظهرها بمظهر غبي. "لمَ يبدو صغيرًا عندما يرتديه أغدراسيل؟" تمتمت بسخط وهي تنظر للمرآة.
لم تتوقف تعليقات يوجين الساخرة طيلة مدة وقوفها أمام المرآة حتى تجمع شعرها للأعلى وحاولت تجاهله بالكامل "تبدين كحبة داخل كيس أرز، لا لا، تبدين كغطاء قلم في مقلمة كبيرة، أوه! هناك واحدة أخرى، تبدين كـ…" نظرت نحوه بحدة وصاحت "فهمت، توقف! ألا يمكنك أن تكون عاقلًا لمرة؟" أخفى ابتسامته ونظر للأسفل وتمتم بـ "آسف".
لم تمر دقائق حتى رفع رأسه مجددًا وقال "تبدو بطلات الأفلام لطيفات عند ارتداء قميص رجل إلا أنتِ، أشبه بنملة مسحوقة أو مشرد لا يمتلك ملابس" صدحت ضحكته مجددًا لتتنهد جلنار وهي تنظر نحوه بيأس.
أرادت تجنب الفرسان؛ فهي تعلم أن سخريتهم ستلحقها، لكن هيهات. كان جميعهم مجتمع أسفل السلم ينتظرون قدومها، ما إن لمحها جوزفين حتى انفجر ضحكًا لتزيد ضحكات يوجين معه.
حاول أوكتيفيان منع قهقهته فانتهى الأمر به ينظر بعيدًا حتى لا ترى وجهه، أما رومياس شعر بالخجل لأنها تردي بنطاله وهذا كل ما كان يغزو عقله.
"تشبهين طفلًا في ملابس رجل سمين" ازدادت ضحكات يوجين وهو يقف بجوار جوزفين "أنت محق تمامًا!" صاح ضاحكًا رغم أن جوزفين لا يسمعه.
"توقف، لا تكن صبيانيًا" نهره أغدراسيل الذي ابتسم وقال "دعكي منه، إنه فقط يريد مضايقتك" حدقت بجوزفين بطرف عينها بسخط وهي تتخطى جسده ويتبعها هارليك.
"إنه محق، تبدين سخيفة جدًا" أغمضت عينيها وتنفست بقوة عندما سمعت صوت أتريوس الجالس على الأريكة مستمتعا بالعرض. "ألا تملك عملًا سوى مضايقتي؟" تمتمت من بين أسنانها وهي ترمقه بطرف عينها.
"ماذا أفعل؟ من الواضح أن البشر أداة تسلية جيدة" التفت نحوه بكامل جسدها وقالت "لا، الأمر ليس كذلك، أنت فقط طفل صغير يشعر بالملل ويجد متعته في جذب انتباه الجميع بمضايقتهم" ابتسم ببرود وهو ينهض يقف مقابلًا لها "أليس هذا أفضل من كوني عالة؟" دحرجت عينيها وصاحت "عرقلة، عالة، لا فائدة منها! ألم تمل؟ عليك تحديث نفسك قليلًا، جد شيئا جديدًا لتسخر به مني".
اقترب بخطواته نحوها وقال "أعتذر إن كنت أشعرك بالملل، لكن مجرد التفكير في شيء جديد من أجلك هو أمر لا يستحق مجهود، تعلمين؟ هناك شيء واحد سيكون أكثر متعة لكلينا" رمقته باستغراب بينما يقترب منها أكثر حتى التصق بها بشكل مبالغ فيه.
مال برأسه ليهمس بجوار أذنها "أصبحتِ عاملًا خطيرا لمضايقة شخص آخر، أعترف أني لم أتوقع هذا منه هو بالذات" لم تفهم شيئا، بل كان من الصعب التركيز في شيء وهو قريب منها لهذا الحد وأنفاسه تضرب أذنها بسبب همسه وبكل جرأة أمام الجميع.
"ماذا تقـ..." لم تكمل جملتها لأنها شعرت بجسدها يندفع من مكانه بعيدًا عن جسد أتريوس ويد قوية تمسك بذراعها تدفعها لتقف خلف ظهره "أنت لست حقيرًا فحسب أيها السافل اللعين، ماذا ترجو من تصرفاتك تلك؟" صراخ أغدراسيل أفزعها بقوة، ولكن برود أتريوس وابتسامته أخافها أكثر، فهذا إن دل على شيء فهو يدل على قتال قادم.
"لمَ؟ إنها ليست احتكارًا لأحدهم؟" اتسعت عيناها لوقاحة قوله، ولكن لم يترك أغدراسيل مجالًا له ليتواقح أكثر لأنه اندفع ممسكًا بياقة قميصه "أتريد الموت؟" اتسعت ابتسامة أتريوس وهمس بصوت لا يسمعه سوى كليهما "أتظنها ملكك؟".
كاد أغدراسيل يلكمه بقوة لكن الصوت الذي صدح في المكان أوقفهما "ما اللعنة التي تحدث؟" نظر الجميع ناحية مدخل المنزل حيث كان يقف ثلاثة أشخاص هناك يحدقون بصدمة.
************************************
هالوووووو
المواقف عماله تحتدم بين اغدراسيل واتريوس وانا مبسوطه الصراحه
3 شخصيات جديده
تتوقعووووا ميييين
الفصول بتنزل بسرعة اكبر من الي اتصورتها انا شخصيًا الصراحه
الموضوع بقى موتر وبيطلع عن ايدي
انا بقيت مستعجله اكتر منكم
انجوي بالفصول
باااااايييييي
Love U 😘
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفالمزيد
ردحذفحمااس
ردحذفينفع اقول مين اللي ظهر طيب 😂😌 الحمااس قتلني 😭💃🏻
ردحذفحماااس 3 شخصيات جديدة 🔥🔥
ردحذفمع انهم اتحرقوا علي بس لسة حماااس،
ما اريد اغدراسيل الطرف الثالث 🥲💔
أحرق ع القرّاء الجداد؟😂🥰
ردحذفأرتيانو، زوندي، لافيان او تنرجام 😭
ردحذفلاااا ما اريد اغدراسيل طرف ثالث
ردحذفاخيرا باقي الفرسان ظهرو❤️
ردحذفمش هقدر استنى بسرعهه الجديد 😭😭
ردحذفزوندي ولافيان وتينر جان (ازواجي ☺️☺️)
ردحذففصل رائع
ردحذفالفصل كلش قصير 🥲
ردحذفوها شنو قصد اتريوس انه لم يتوقع هذا منه هو ؟ مافهمت يعني اتريوس عنده فصام لو يحجي عن احد ثاني 😂
ردحذفيقصد يروحي ب "لم اتوقعها منه" اغدراسيل "منه" تعود ع اغدراسيل عشان اتريوس لاحظ ان اغدراسيل معجب بجلنار
حذفواخيراااا ٣ شخصيات جديدة
ردحذفما تزحزحيها يا ايسو و ينزل ال21
ردحذفاغدراسيل my type 😔💕
ردحذفزوندى و لافيان و تينر جام 🥺♥️
ردحذفمنتظرة البارتات الي فيها تدريب اتريوس وجلنار سوا ومن تظهر قدراتها الخاصة
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالان هذا البارت العشرون شنو كان ترتيبة بالبارتات القديمة
حذفالفصلين قصيرين 💔💔💔💔💔💔💔💔💔
ردحذفمتى يجي ارتيانو، من لحظاتي المفضلة لمن يجي😭😭😭😭💜💜💜
ردحذفوكالعادة الفضل عظمة💜💜💜
🔥🔥🔥🔥😍❤️
ردحذفأحس بالغدرة ليش تعملي لنا بارتين قصرين 😣
ردحذف🥰🥰🥰🥰🥰
ردحذفLove you
ردحذفما اريد اغدراسيل يعجب بيها بعدين يتحطم لاااا بليز هو الوحيد الجيد في الرواية الباقي شوي و الباقي الاخر متعجرفين ( طبعا ترتوسة بس الي متعجرف 😂😭)
ردحذففهمت كلشي بس مو فهمت لما اتريوس قال لاغدراسيل أظنها ملكك ؟ لاااااا ياخييي عقلي راح لبعيييييد 😭😭😭💕
الفصل اسمه القديم كان بذرة في قلب احدهم💜
ردحذفاوكتيفيان مشخصنها مع جلنار اوفر ههههه
ردحذف«لابد أنكم أردتم مشاهدة الحديقة من إطلالة نافذتي» ضحكتنييي مقدرر وهي تشخصنها وتنادبهم منحرفين انهررتت، واتريوس قام يطقطق عليهم بعد😭😭
فديت ضحكة اتريوس بس 💗😭💗😭💗😭
يوم طلبت ملابسهم كتممههه، جلنار تموت اذا ما فشلت نفسها ههههههههههه ويوجين بس يطقطق ويذب ويضحك عليها والله رفيق جيد ههههه
بخصوص نصهم ضحكوا عليها بالملابس بس هي ما شخصنتها ولا ردت على احد الا لما اتريوس تكلم! هههههههههه
اتريوس خد باله ان اغدراسيل معجب بجلنار حتى من قبل ما اغدراسيل ياخد باله يخي فديته حبيبي اللماح 😭😭😭
ردحذفياااي اتريوس مايترك مجال ❤️😂😂😂
ردحذفحبييت طريقة جديدة عشان يقاهر اغدراسيل 😭😭😭 حاسة حالي حيوانة لأني بشجع اتريوس بس يا اخي شو اعمل بقدرش ما اوقف بصفه 😭😭
ردحذفبخصوص اني بلشت حب ثنائي اغدراسيل وجلنار
ردحذف"تبدو بطلات الأفلام لطيفات عند ارتداء قميص رجل إلا أنتِ، أشبه بنملة مسحوقة أو مشرد لا يمتلك ملابس" فصلت😭😭😭😭😂😂
ليه مثلثات حب دا اوحش حاجه في الرواية ل دلوقتي انا مبكرهش في حياتي قد مثلثات الحب
ردحذفحماس ♥️
ردحذف