السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسود وضخم! غير قابل
للتدمير، مهما حاولت فلن يجدي نفعًا، هذا الفاصل بيننا قويٌّ ومتينٌ ومظلم، ولكن
قلبي يخبرني أننا لم نكن في حاجة للإريبوس حتى ندرك هذا.
الحاجز بيننا نحن النبلاء وهؤلاء المواطنين لطالما كان كهذا الجدار المظلم... معتمٌ وقويٌّ وإن حاولت تدميره سيرد لك الضربة وبقوة.
مسحت الدماء التي سالت من مقدمة رأسي بظهر يدي. محاولة ضربه بقوة بينما أعلم أن الأمر غير مفيدٍ كانت محاولةً غبية، ولكني لم أستطع كبح نفسي؛ لذلك فعلتها مرارًا وتكرارًا وحقيقة أن جسدي كان معتادًا على الألم لدرجة ألا أشعر به دفعتني لضربه بقوةٍ أكبر لأني أردت الشعور بالألم.
من السيء أن يعتاد جسدك على الألم، ستصبح كدميةٍ من القماش خالٍ من الداخل. قتل الألم ليس بالشيء الصعب، إن فقدت روحك مع الأيام فلن تشعر بالألم بعدها.
لقد كنت قلقًا بحقٍّ من أن تفقد تلك العنيدة روحها بعد تلك الخسارة الموجعة، بالنظر لشخصٍ مثلها فيمكنك أن تتوقع كسرها من مجرد هزيمةٍ واحدة، ولكنها لم تستغرق سوى يومٍ لتتعافي من الهزيمة! كيف تفعلها؟ كيف تنجح كل مرة في إذهالي وإذهال الجميع؟
ومع كل كلمة تقولها يكون هناك جزءٌ منها يذكرني بتلك المرأة! جزءٌ كبير من جلنار يذكرني بها وما يغضبني أن ذلك الجزء المشترك بينهما تسبب في مقتلها.
أنا أخشى أني أعيش حلقة زمنية تتكرر، ومع الوقت تلك التعابير وتلك الحماسة ستبهت وسأرى جسدها أمامي ملقى تحيطه الدماء ووجهها يحمل تعبيرًا باردا.
إن كانت تلك نهاية هذه العنيدة أيضًا فالحل هو الابتعاد عنها والتوقف عن القلق بشأنها، كلما تعلقنا بشخص أصبح رحيله أكثر صعوبة، وذلك الهمجي أتريوس يدرك ذلك جيدًا أيضًا.
"هل ستبدأ بإغراق نفسك بالشفقة أيضًا يا كلب الملك؟".
وبالحديث عن الشيطان لا بد أن يحضر!
زفرت بملل ولم أكلف نفسي عناء الالتفات والنظر نحوه "ما الذي تفعله هنا؟". تحرك قبل أن يقف بجواري ويجيب عن سؤالي "ألم تعرف؟ أنا معجب سري بك؛ لذلك أردت التحديق بك دون أن تدرك، ولكن للأسف فشلت خطتي". متى كان هذا الرجل جادًا بحق الله؟
"ألا يمكنك إخراج جملة من فمك دون سخرية؟" أزحت عيني عن الجدار ونظرت نحوه. "لسوء حظك؛ هذه خاصية لا يمكن تعطيلها".
"هل أنت دائمًا... هكذا؟". أشرت نحوه ليرفع كتفيه قائلًا: "ستجدنا بكل الأشكال والألوان". تنهدت عندما أدركت أن لا فائدة من التحدث معه بجدية أو الخروج بجوابٍ واحدٍ صريحٍ غير ساخرٍ أو مهينٍ.
"إذًا حتى النبلاء يشعرون بالذنب لهذا؟" أشار نحو الجدار برأسه في النهاية. "ألا تشعر أنت؟" أجبت عن السؤال بسؤال آخر ورفعت حاجبًا نحوه، لم يكن سؤالًا ساخرًا أنا جاد حقًا في معرفة إن كان شخصًا كأتريوس يشعر بالذنب.
"لا، لا أفعل".
أنا أعرف أنه شخصٌ حقير بالفعل، ولعلي كنت أتوقع من شخصٍ مثله عدم الشعور بشيءٍ إطلاقًا، لكن بطريقةٍ ما وحتى عندما كنت متوقعًا شيئًا كهذا فسماعه يقولها بالفعل دفعني للاندهاش؛ لذلك التفت نحوه بقوةٍ وغضب، كيف يمكن لشخص مثله أن يتم اختياره كفارس؟
النظرة على وجهه أوقفت قبضتي التي كانت في طريقها للكمه، أنا محارب وطيلة حياتي رأيت الكثير من نظرات الكره والحقد والغضب، ولكن في حياتي لم أهتز لنظرة أحدهم كما فعلت لنظرة فلورمان.
النظرة في عينه لم تكن نظرة الرجل الساخر اللعين، بل كانت نظرة سخط، نظرةٌ لرجلٍ قادرٍ على سحب فأسه وقطع رأسك دون أن يرمش.
"لن أشعر بالذنب لأن هذا ليس خطئي، ولن أترك فرصةً للذنب أن يعتريني لأنني سأعلق رؤوس المذنبين الحقيقين قريبًا في كل مكان. ترك من فعل هذا على قيد الحياة هو الذنب الوحيد الذي قد أرتكبه".
عينه تحركت نحوي في النهاية، ولكنها لم تحمل النظرة ذاتها "إنه دورك في أن تختار جانب… يا كلب الملك".
راقبته بينما يبتعد عن المكان وشيئًا فشيئًا ذلك الضغط الذي يسببه حضوره اختفى. سؤالٌ آخر لا أجد إجابةً له: كيف تتعامل معه جلنار يوميًا بحق الله؟
منذ انضمامي لهذه المجموعة وأنا أواجه كل يومٍ شيئًا جديدًا من أفرادها يغير كل شيءٍ ظننت أنني أعرفه سابقًا. ظننتني قابلت أكثر الأشخاص قوةً من قبل، ولكني كنت مخطئًا، ظننتني قابلت أكثرهم تعقيدًا وغموضًا، ولكن هؤلاء الفرسان وقائدتهم يثبتون لي مع الوقت أني مجرد غِرٍّ لا أعرف شيئًا عن العالم.
مجرد أحمقٍ يحمل فكرةً نمطية عن الجميع وكسرُها سبب الكثير من التشوش لأفكاره.
رفعت معصمي أمام عيني عندما جذبني الضوء الصادر من السوار، لمسته بخفة لينطلق صوت شخصٍ لم أتوقع أن يراسلني شخصيًا… ألفن!
"نتوقع حضورك لقصر ألفن الغربي خلال ساعةٍ أيها المقدم أوكتيفيان ألفن، انتهى". قصيرةٌ ومختصرةٌ و... حاسمةٌ كعادته دائمًا.
طريقته في نطق اسمي الأخير كانت كفيلةً بجعلي أدرك أنه يريد التأكيد لمن أنتمي في نهاية اليوم.
عيني اتجهت لقبضتي التي اشتعلت بقوة بينما أقبضها بجواري، لا يجب أن أفقد السيطرة الآن، لقد سيطرت على نفسي طيلة هذه السنوات، لن أخسر الآن!
بسطت يدي وأخذت نفسًا ببطء وهدوء، أوكتيفيان ألفن! هل من الصعب عليه أن يتوقف عن ربطي بعائلته اللعينة؟ أنا أوكتيفيان هولمز، لا ألفن.
فقط كن صبورًا... علي الصبر.
بنظرة أخيرة دعيت أن يظل من هم على الجهة الأخرى بخيرٍ واتجهت نحو القصر الغربي لأستمع لهراء ألفن.
....
المرور من أرض سكان الحدود إلى العامة ومنها
لأرض ألفن تجعلني مدركًا أن الفروق بيننا ليست طبقية فقط! نحن نعيش في عالمين
مختلفين تمامًا، ألفن وحده يمتلك قصورًا كثيرة، نصفهم فارغٌ لا يسكنه أحد، قصرٌ
واحدٌ يمكنه استيعاب ألف فرد...
ويتحدثون عن العدالة.
لم أكن مضطرًا للوقوف وأخذ تصريحٍ للدخول؛ فعلى الفور كان كل من أَمُر به ينحني باحترام ويفتح البوابات من أجلي، احترامٌ مزيفٌ يتفتت عندما أدير ظهري لهم ويتحول لازدراءٍ وهمساتٍ يتبادلها الجميع، أصبح الأمر معتادًا حد الملل.
دلفت للقاعة الكبرى حيث طاولة ضخمة للاجتماعات تتوسط القاعة الفضية، رؤية هذا العدد من أفراد ألفن مجتمعًا لم يشعرني بالراحة؛ فحتمًا لا يجتمع النبلاء إلا إذا أرادوا ابتلاء شخصٍ ما بمصيبة.
عيني التقطت بعض الأشخاص البارزين هنا، أولهم سيد العائلة وولداه فلوريان وبنجامين ألفن، وبالطبع خطيبة بنجامين ملتصقةٌ به كالعادة حتى يصبح وجهها مألوفًا بين العائلة، تروس ألفن شقيق رئيس العائلة الأصغر كان حاضرًا أيضًا، والأسياد في فنون القتال كانوا موجودين.
وهو!
تجاهلت وجوده في المكان بالرغم من نظرته الباردة والمعلقة علي وظلت عيني ثابتةً على القائد ألفن قبل أن تصدح جملتي: " المقدم أوكتيفيان هولمز قد حضر". نظرات التوتر اتجهت نحو ذلك الشخص تحديدًا ولم أقاوم للحظة استفزازه بنطق اسم هولمز أمامه وأمام ألفن بالرغم من أن هذا ليس من ضمن الخطة.
انقباض فكه واحمرار عينه الغاضب دفع ابتسامةً جانبيةً صغيرة للارتسام على وجهي، ولكني قاومت وأخفيتها، وفي المقابل وجه ألفن نظرةً صارمة نحوه حتى لا يفكر حتى في فعل شيء.
"هل يمكنني أن أعرف سبب هذا الاستدعاء؟" سألت مباشرةً وعيني تجولت على العشرين فردٍ في المكان.
"نحن هنا للحديث عنها" عقدت حاجبي باستفهام، ولكني أدركت من يقصد عندما ظهرت صورةٌ مجسمة لجلنار مغمضة العينين تغني بصوتٍ قوي داخل حانةٍ ما، كان علي توقع مجيء هذا اليوم.
عيني تحركت لألفن مجددًا باستفهام وكان سؤالي واضحًا دون النطق به، ما شأني أنا بها؟ بالرغم من أني أعلم جيدًا ماذا يريدون، ولكن أَفضل لعبةٍ ضد شخصٍ ما هي أن تتظاهر بالغباء دائمًا.
"إنها أحد الفرسان معكم! ولكن بالرغم من ذلك أفعالها تنم على أنها تخطط لانقلابٍ كاملٍ ضد النبلاء" تروس نطق هذه المرة وعينه اتجهت لألفن. "لا أظن أني أملك صلاحيةً تخولني للعبث باختلاف آراء كل الفرسان، بالطبع لن يفهم جميعهم أهمية النبلاء" قلت بنبرةٍ جامدةٍ وكدت أضحك على نفسي.
"لا نريد تغيير آراء شخص، فهذا لا يهمنا. إيقافها شخصيًا هو المهم" اللواء هارتيل نطق بقوةٍ وذراعه الفولاذية ضربت الطاولة بغضبٍ معتادٍ منه.
"أتريدون مني قتلها؟" تحكمت بنبرتي التي كادت تتحول لتقزز، ولكني أخرجته كسؤال عادي. "لا، قتل فارسـ... بل قائدة الفرسان لهو غباء لن يقدم حتى أحمقٌ على فعله. لن نقتل روحها، بل نريد قتل إيمان من حولها بها" فلوريان قال وأعاد ظهره للخلف يستند على مقعده.
"لا أظنها تشكل تهديدًا قويًا حتى!" على من أكذب؟ إنها التهديد بعينه للنبلاء. "لا تشكل تهديد؟" عيني انتقلت لخطيبة بنجامين التي تتحدث معي للمرة الأولى، بالرغم من ذلك عينها لم تقابل عيني، ظلت شاردةً وهي تتحدث بنبرة مرتعشة.
"في حفل سيد عائلة جلين، في تلك اللحظة، عندما وعدت بإبادتنا، ألم ترَ تلك النظرة المجنونة في عينها؟ حتى اليوم أشعر بأنه سيتم نحر عنقي في أي ثانيةٍ بسببها. تلك النظرة لم تكن لشخصٍ عادي، في حياتي لم أشاهد نظرةً مفزعةً كتلك".
أردت قول أنها تبالغ، لكنها كانت ترتجف ويدها تلقائيًا كانت تحتضن جسدها، الأكثر دهشةً أنهم لم يحاولوا نفي ما قالت، لم يحاولوا الصراخ بكبرياءٍ قائلين هراء' كيف يمكن لفتاة أن تخيف النبلاء؟'.
التوتر الذي طغى بينهم جعلني أدرك أن هذه الفكرة هي ما تجول في عقولهم، ولكن فيوليت خطيبة بنجامين وحدها من أفصحت عن أفكارها، ما خطب هذا الجو السائد بينهم؟ لم أرَ عائلة ألفن تتعرض لهذا الضغط منذ اختفاء الملك!
فتاة واحدة تركت أقوى العائلات في موقفٍ كهذا؟ من أي طينة صنعت جلنار حقًا؟
"ما المطلوب مني بالضبط؟" وجهت سؤالًا مباشرًا وانتظرت إجابةً مباشرة. "ستفسد أيًا يكن ما تخطط له هذه الفتاة، وسيظهر ذلك بشكلٍ غير مقصود، وفي كل مرة تخطئ بها سيفقد الجميع إيمانهم بها وسننتهي منها بهدوء".
تلقائيًا كنت أضغط فكي ضد بعضه واعتصرت قبضتي أمنعها من الالتحام مع وجهه ما إن سمعت صوته يتحدث، رفعت عيني نحوه بقوة. "ولمَ علي تلقي الأوامر منك؟" نبرة الازدراء كانت واضحةً مما دفعه للنهوض وضرب الطاولة بيده بقوة "لأنني اللواء هنا، ولأنك أيها النكرة من صُلبي!".
لا تجعلني أضحك! أكثر ما أندم عليه هو كونك أنت والدي، أيها اللواء جيرمي ألفن.
"هذا يكفي!".
صوت ألفن القوي فصل المجادلة التي كانت على وشك أن تبدأ، وأُجبر هو على الجلوس في مكانه مجددًا والاكتفاء بإرسال نظرات غاضبة نحوي.
"لقد وضح اللواء جيرمي طلبنا جميعًا، وكفردٍ من النبلاء فتلك الفتاة تعاديك كما تعادينا، امتثل للأوامر أيها المقدم أوكتيفيان". تلك الغبية، لذلك كنت حريصًا على أن تتوقف عن إثارة الضجة في الجوار، لكنها فقط متفجرة، ما إن شعرت بالغضب تثير جلبة.
كيف بإمكاني حمايتها من النبلاء الآن؟
"بصعوبةٍ منعنا تسرب ذلك الفيديو المصور لها عندما واجهت السيد جلين؛ لذلك لن يسمع أحدهم عن بطولاتها، ونريد أن تستمر الأمور على هذا النحو". عيني ارتفعت لتروس، تبًا، حتى تلك المواجهة منعوا إذاعتها.
زفرت نفسًا ورفعت عيني لألفن بنظرةٍ جامدة كنبرة صوتي عندما أجبت "سمعًا وطاعة".
نهضت من مكاني والتفت أخرج من المكان، تبًا… تبًا، جلنار، تبًا. فقط إن استمعت لي منذ البداية… خطأها أنها استهانت بالنبلاء كثيرًا، لا تعرف حقًا وجههم الحقيقي.
الهجوم على قائد من النبلاء في عقر داره هو بمثابة إعلان حرب، ووضعنا الحالي لم يكن يسمح بهذا، علي التفكير في حلٍ حتى أخرج نفسي وأخرجها من هذا الوضع.
"من تكون هذه الفتاة حقًا؟".
توقفت عن السير والتفت لصاحب الصوت، يقف مكتفًا ذراعيه ويستند على الجدار وعينه تحدق بي بجرأة، اللعين المتعجرف، أكره هذا الفتى منذ أن كنا أطفالًا.
"ماذا تقصد؟" تظاهرت بالغباء، لكنه ضحك بسخريةٍ قبل أن يقوم بمحي أي أثرٍ للفكاهة على وجهه. "دعنا لا نلعب لعبة من الأغبى بيننا! تعلم المقصد من سؤالي، ما الذي يعنيه قائد العائلة بقوله قائدة الفرسان؟ كيف تمكنت فتاة مثلها من استعمال أربعة عناصر في الوقت ذاته؟ هذا مستحيل... كما أن لا وجود لها في سجلات المملكة، ليس هذا فقط، اسمها غير موجودٍ في أي سجلٍ لأي مملكةٍ أخرى؛ لذلك سأكرر السؤال مجددًا، أوكتيفيان جيرمي ألفن، من تكون هذه الفتاة؟".
كنت أعلم أن الاستهانة ببنجامين غباء وحُمق! إن سألت أي نبيلِ عن بنجامين ألفن سيخبرك أنه مجرد مدلل يفضل الاسترخاء متمرغًا في ثروة والده، ولكنه أذكى من بعض القادة حتى! هذا الفتى باستطاعته قيادة الخمس عائلات بعقله فقط.
التذاكي لن يكون مفيدًا معه. أقحمت يدي داخل جيبي وأجبته ببساطة: "ستعرف عندما يقرر الحكماء أن تعرف".
أنهيت النقاش بيننا والتفت أنسحب من المكان، من بين الجميع، لمَ كان عليكِ أن تعلقي مع بنجامين؟ وكأنك مولودة مع خاصية جذب الخطر لكِ.
أخذت مركبتي حتى حدود العامة وتركتها هناك عمدًا، فضلت العودة مشيًا عوضًا عن استعمال مركبة؛ فالأمر يساعدني على تصفية أفكاري. إن رفضت طلبهم بوضوح لن يضعوا ثقتهم بي، وحينها لن أصل لمنالي أبدًا!
كيف يمكنني الخروج من هذا المأزق؟
ألقيت بالقلنسوة على رأسي عندما أصبحت بين العامة، يا لها من سخرية! لا يمكنني إظهار وجهي لهم حتى، فأغلبهم يعرفون أني ابن اللواء جيرمي وفارس من النبلاء.
لا تنقصني المشاكل في هذا الوقت.
شيءٌ أبيض مر من أمام عيني ووقع أرضًا، عقدت حاجبي وانحنيت للإمساك بتلك الورقة أتفحص ما بها.
عيني اتسعت بصدمة وأنا أقرأ الكلمات الكبيرة بخط أحمر.
"جلين ليس نبيل، جلين هو القاتل!".
التفت أنظر من حولي! آلاف الأوراق كانت تتساقط على رؤوس الجميع وكأن السماء أمطرت أوراقًا.
كل من كان يسير توقف والتقط ورقةً يقرأ ما كُتب بها. عيني بسرعة حاولت البحث عن الفاعل، ولكني لم أرَ أي مركبةٍ أو أي شخصٍ يقف على أسطح الأبنية العالية.
ما الذي يحدث الآن؟
صوت تشوشٍ عالٍ صدح في المكان وجذب انتباه الجميع، الشاشات المجسمة التي كانت تعرض أخبار روتينية وإعلانات مملة كانت تصدر تشوشًا عاليًا قبل أن يتحول لصفيرٍ كصوت صفير الإنذارات دفع الجميع لتبادل النظرات بتعجب مما يحدث.
"يا له من صباح جميل يا سكان الإلترانيوس! أتمنى أن تكونوا مستمتعين بيومٍ آخر من الأكاذيب" صوت حيوي وعالي تم العبث به من خلال بعض البرامج ملأ المكان وصورةٌ لشعار يشبه العنقاء أصبحت موجودةً على كل الشاشات المجسمة.
"اليوم لدينا عرضٌ مثير، دعونا نعرض بعض الحقائق المخبئة، ما قولكم؟ هل نبدأ؟" صوت العابث قال بعفويةٍ وأكمل: "بدايةً؛ هذا بث إجباري يا رفاق، أي أن المملكة كلها تشاهدني الآن، أوه! محرجٌ جدًا أن أكون في بثٍ مباشر؛ لذلك اعذروا أخطائي فما زلت مبتدأ". ما الخطب مع هذا الرجل؟ أهو جاد؟
لحظة! هذا الأسلوب! هل بدأ التحرك أخيرًا؟؟
"ثانيًا؛ أولئك الذين يحاولون قطع بثي الرائع! أنتم تجهدون أنفسكم لأجل لا شيء؛ لأنه منذ اليوم... وقت (إي) الرائع سيكون إجباريا ولن تتمكنوا من إسكاته، فحان الوقت للحقيقة أن تظهر أيها الحمقى".
الجمع تبادل الأحاديث المدهوشة من هذا الشخص، لكن بدأ الأمر يتضح لي الآن، شخصٌ واحدٌ يمتلك هذا الأسلوب الكوميدي الساخر.
"لا بد أنكم تمسكون بالحقيقة بين أيديكم الصغيرة الآن، منشوراتي تملأ المملكة كلها، أتسمعني يا إدوارد غاري جلين؟ تظن أنك قائد عائلةٍ نبيلة؟ أيها الأحمق، أنت لا تمثل سوى نفسك، فالنبيل الحقيقي يتصف بالنبل والتضحية والأخلاق ومهما بلغت قوته فهو موجودٌ لأجل الشعب".
نبلاء لأجل الشعب! لم أسمع هذا منذ وقتٍ طويل، منذ موتها.
"سأخبركم بأسرار عائلة جلين الصغيرة يا رفاق، ولكن تذكروا جيدًا أن في كل مكانٍ هناك ما هو طالحٌ وما هو صالح، فلا تخلطوا الاثنين معًا، ومع الوقت سنحل هذا اللبس معًا، اتفقنا؟" صوته العفوي والمازح صدح مجددًا قبل أن تتغير الصورة على الشاشات وتتبدل لصورة ورقةٍ لأمرٍ رسمي من قائد عائلة جلين وموقعةٍ بخط يده.
"ما ترونه أمامكم هو سبب ما حدث لسكان جولد، بينيفيا وهايبر، هذا أمرٌ وإقرارٌ رسمي من إدوارد جلين يأمر به الجنود بالتحرك من موقع الحماية الذي اتخذوه لحماية سكان الحدود إلى موقع التصادم مع العدو، قصر جلين".
الجميع بدأ يتهامس وأعينهم تتفقد أمر جلين الواضح في الوثيقة!
"أتعلمون ما حدث؟ الإريبوس توقعوا هذه الحركة، أتعلمون لماذا؟ لأنهم يعلمون أن قادة النبلاء ما هم إلا عبيد أموالهم! كل ما يهتم لأمره هو ثروته وقصره ولتذهب حياة الإلترانيوسيين للجحيم، أتظنون أن هذا الدليل الوحيد؟".
صوت صفيرٍ ساخرٍ صدح قبل أن يردف باستمتاع: "لقد نطقها جلين بنفسه يا سادة، لمَ لا تجلبون بعض الوجبات الخفيفة وتشاهدون هذا المقطع الذي تم منعه من العرض معي؟ أعدكم أنكم ستحبونه كثيرًا".
الصورة على الشاشات تغيرت ومقطعٌ مسجلٌ لحفل جلين بدأ في العمل!
طرق جلين كأسه جاذبًا انتباه الحضور وبدأ في نخبٍ على شرف الفارسة التي كانت السبب في نصرهم، اتسعت عيني وأنا أرى جلنار تتقدم من جلين، ولكن... هذا المقطع تم اختيار بعناية! لأن وجه جلنار لم يظهر أبدًا! أتذكر أن المكان كان يحوي عشرات الكاميرات، ومن نشر هذا يقصد ألا يُظهر وجه جلنار.
أصبحت متأكدًا من خلف هذا الفعل المتهور الآن!
راقب الجميع بعناية المشهد الذي يشاهدونه للمرة الأولى، ومع انطلاق جلنار نحو جلين واستجماع العناصر لتقوية قبضتها تعالت الصيحات المذهولة والأسئلة كانت تتقافز بين الجميع عن هوية هذه الفارسة!
الحوار بين جلنار وجلين كان واضحًا كوضوح ضوء الشمس، فقط مقطعٌ من دقيقتين كان كافيًا لتوضيح موقع الفرسان وموقع النبلاء من الحادثة الأخيرة.
ذكي جدًا!
"كما شاهدت أعينكم الجذابة للتو، أوه! أسمع صوت سؤال هنا... بل أسئلة كثيرة، لا تشعر بالحيرة أيها الشعب العزيز، فكل شيءٍ سيكون واضحًا مع الوقت. لنبدأ في استعراض المعطيات، هيا هيا! أسمع ما تريدون قوله، من هذا الشخص الذي أطاح بسيد عائلة جلين بقبضةٍ واحدة؟ أوه، أسمع سؤالًا آخر، لمَ الفرسان يتقاتلون مع النبلاء؟ همم، فكروا أيها الإلترانيوسيين، لمرةٍ واحدة في حياتكم لا تتركوا النبلاء يحركونكم كما يريدون!".
الجميع تبادل النظرات وبعض الأقوال بدأت تعلوا والاستنتاجات…
"هل يعقل أن هناك خطبٌ وقع بين النبلاء والفرسان؟".
"من وراء كل هذا؟".
"رفاق، ذلك الشخص في المقطع استعمل أكثر من عنصر!".
"ألم تفهم يا ذكي؟ من الواضح أن الفرسان يكرهون النبلاء بقدرنا".
فوضى لم يوقفها سوى صوت الشخص في البث وهو يتابع: "الحيرة شيءٌ سيءٌ، أعرف أعرف، يا لي من شخصٍ عديم الذوق. سأخبركم فقط ببعض النقاط المهمة وسأترككم تفكرون بها، فبضع الأوغاد يحاولون تحديد موقعي لإعدامي".
الشاشات أظهرت كلام مرتب على شكل نقاط أساسية ظهرت تتابعًا مع صوت الفتى.
"لقد تم خداعكم أيها المساكين، النبلاء يريدونكم أن تكرهوا الفرسان وأنتم وقعتم في الفخ،
هذا واحد.
اثنان:
الحادثة الأخيرة لم يكن الفرسان يعرفون أنها ستحدث، بل من تصرف بتلقائية وأمر الجنود بالتحرك هم قادة النبلاء.
ثلاثة:
لا تصدقوا كل ما تسمعونه من الإشاعات، ثقوا بهؤلاء فقط… الفرسان! وأريد أن أضم نفسي لهم، ولكن سأكون غبيًا إن فعلت ذلك؛ فأنا مجرد عارض للحقائق وأنتم لا تعرفونني.
أربعة:
هناك فارس بين الفرسان يعيش بينكم، بل وتحبونه كثيرًا، ثقوا به؛ فالنبلاء سيحاولون الإيقاع به حتى يخسر إيمانكم.
خمسة:
تذكروا جيدًا، قادة النبلاء لا يمثلون النبلاء. في كل شيء هناك الطالح والصالح، لا تخلطوا الأوغاد بالنبلاء".
صوت موسيقى طفولية ارتفع في النهاية وارتفع بعده صوت المتحدث مودعًا: "كان معكم المذهل والوسيم والرائع (إي) في نشرة أخبار الحقيقة، امضوا يومًا جميلًا بلا أكاذيب وتذكروا أن تحرصوا على ارتداء ثيابٍ خفيفة فالأجواء الحارة ستبدأ، وفي النهاية تذكروا جيدًا..."
صمت لوهلة قبل أن يصيح بصوت مسرحي:
"عهد النبلاء الحقّ سيعود!".
وبهذا... التشوش عاد مجددًا قبل أن يختفي رمز العنقاء من على الشاشات وتعود نشرات الأخبار والإعلانات مجددًا. ارتفعت أصوات المارة واحتدت النقاشات وأصبح الجميع في حيرة من أمره.
التفت وحرصت على تغطية وجهي، نظرت للورقة بين يدي ولاحظت علامة العنقاء في الزاوية، مبهرجٌ كثيرًا كعادته!
لقد كان يراقبنا منذ البداية وأعلن عن نفسه أخيرًا.
لقد بدأ إيراكوس في التحرك وأخذ زمام الأمور من هنا، تنتظرنا أيام مجنونة يا رجل.
لم أقاوم رسم ابتسامة جانبية بينما صورةٌ لهذا الفتى المشاكس ترتسم داخل عقلي وهو يقفز ويصيح بسعادة ويدندن بألحان طفولية. لن يتوقع الأوغاد الحاليون من أين ستأتيهم الضربة.
ولن تتوقع جلنار كم من الأشخاص سعداء لظهورها، بل ويقفون خلف ظهرها.
....
تزامنًا مع عودتي لمقر
الفرسان الحالي كانت السماء قد أظلمت بالفعل؛ لذلك توقعت ظهور جلنار في أي لحظة،
ولكن كانت هناك ضجة أخرى داخل المكان، فالجميع كان يتحدث عن البث المفاجئ الذي حدث
اليوم.
"أوكتيفيان! هل عرفت بما حدث؟" هتف زوندي ما إن دلفت للمكان، أزحت القلنسوة عن رأسي وأومأت بهدوء مجيبًأ: "كنت على أراضي العامة، كانت هناك منشورات أيضًا" قفز لافيان من فوق الأريكة ووضع أحد المنشورات أمام وجهي. "منشوراتٌ كهذه؟" سأل فأومأت كإجابة.
"كنت في السوق وفجأة وجدت الأوراق يتم رميها فوق الجميع!" صاح بصدمة وناول المنشور لهارليك الذي تفحصه بقلق. "كيف تمكن شخص من العامة أو سكان الحدود من الوصول لوثائق ومقاطع مهمة كهذه؟" تساءل تينر جام وعيناه اتجهت على الفور لأرتيانو وأتريوس، فكلٌ منهما جلس بهدوء دون أن يأبه بما يحدث.
هذان الاثنان يشبهان بعضهما كثيرًا، ولكن جانب أتريوس الهمجي هو ما يضع فارقًا ضخمًا بينهما. "لأنه ليس من سكان الحدود أو العامة" أجاب أتريوس ببساطة، ذكي.
"ماذا تقصد؟" أغدراسيل بدل عينه بين أتريوس وأرتيانو والذي تحدث أخيرًا قائلًا: "أي أن هذه من فعلة شخصٍ من النبلاء".
الصدمة ضربتهم وعيني تلقائيًا حلقت لواندر التي ظلت جالسةً مكانها تراقب الجميع باهتمامٍ كعادتها قبل أن تقع عينها علي وتبتسم، أومأت في المقابل وسحبت مقعدًا للجلوس.
ثونار ما زالت فاقدة الوعي، وجوزفين ليس هنا أيضًا، وجلنار ورومياس لم يعودا بعد، لمَ أشعر وكأن جزءً كبيرًا مفقودٌ هذا اليوم؟
سخافة.
"لمَ قد يفعل نبيل هذا؟ لمَ قد يفضح نبيلٌ نبيلًا آخر؟" هارليك صاح وحك رأسه والتشوش أصبح باديًا عليه. "إن قابلت ذلك النبيل سله! أو ربما عليك توجيه أسئلتك لنبيلٍ آخر" عين أرتيانو وقعت علي في النهاية والتفت الجميع نحوي.
لا يمكنني إخبارهم الآن، سأورطهم في مشاكل هم في غنى عنها، يمكنني تحمل هذه المشاكل وحدي حاليًا وعليهم التركيز على آخر التطورات ضد الإريبوس.
رفعت كتفي كإجابة وقلت بلا مبالاة: "أتعرفون كم عدد النبلاء في كل عائلة؟ الأمر لا يشبه نادي ترفيهي يعرف الأعضاء فيه بعضهم بعضًا، قد يكون أي نبيل قد فعل هذا، ليس لكوني نبيلًا سأكون على معرفة بما يفكر به أي النبلاء آخر".
همهم أغلبهم بتفهم، ولكن لم تفتني ارتفاع زوايا شفتي أتريوس ساخرًا، أملك شعورًا غريبًا بأن هذا الرجل حقًا يملك ذكاءً مخيفًا ويتظاهر بالغباء، ليس إلا.
بل أكاد أجزم أن لا شيء يحدث هنا لم يتوقعه، ولا يفاجئه أي شيء، باستثناء شخصٍ واحد، المرات المعدودة التي رأيت الصدمة على وجه هذا الرجل كانت في وجودها... عندما تكون جلنار حوله.
وبالحديث عن القطة!
"رفاق، لقد عدنا!" صوتها صدح في المكان وراقبت وجوه الجميع التي أنارت فجأة، هل حقًا افتقدوها بعد يومٍ واحد؟
هارليك قفز من مكانه وركض نحوها وهو يصرخ مُرحبًا ورأيت الابتسامات تتسع على وجوههم وكأن الجو لم يكن مكفهرًا من ثوانٍ فقط.
لكن لم تفتني تنهيدة الراحة التي غادرت صدر أتريوس، ما الذي يجري بينهما؟
كان الجميع يتحدث في نفسٍ واحد، يحاولون إخبارها بما حدث اليوم، بينما هارليك ورومياس انسجما مجددًا. نهضت واقفًا عندما لاحظت تلك الخدوش السيئة على معصمها، عيني تلقائيًا حلقت لرومياس الذي يرتدي ملابسًا مختلفةً عن تلك التي كان يرتديها صباحًا!
"ماذا حدث؟" سألت مباشرةً والتفت الجميع نحوي، الاستغراب ارتسم على وجهها، ولكنها رفعت النبتة الغريبة بابتسامةٍ واسعة وقالت: "لقد حصلنا عليها". لا تجعلينِي أضحك، بحق الله كيف لها أن تبتسم بهذه العفوية بينما من المفترض أن تمقتني؟
"لا أقصد هذا، بل ذاك" أشرت على معصمها ولاحظت النظرات التي تبادلتها مع رومياس، على الفور اندفع أغدراسيل يعاين معصمها وحاولت هي طمئنة الجميع بأنها مجرد خدوش عادية.
"لا تتهربي من السؤال، لقد سألكِ للتو؛ ماذا حدث هناك؟" تنهدت عندما تدخل أتريوس بنبرة تحذرها من محاولة التهرب أو التظاهر بالغباء. "أظن أن حالة ثونار أهم الآن! في النهاية سأخبركم بكل شيء شئت أم أبيت" نظرت في نهاية جملتها لأتريوس، في الواقع لا يمكن لأحد فهم النظرات التي يتبادلها هذان الاثنان أو حتى الأفكار العالقة بينهما.
لطالما أيقنت أن أي شخصٍ سيقضي وقتًا طويلًا مع أتريوس سينتهي به الأمر إما ميتًا أو مجنونًا، ولكن هذه المرة لم يكن الأمر كما توقعت، وكأن الوقت الذي أمضاه هذان الاثنان معًا أنشأ رابطةً لا يمكن فهمها بينهما.
صاحت في النهاية بهم حتى لا يقلقوا وسألت: "كيف حالة ثونار الآن؟". صوت جوزفين الذي هبط السلام ببطء أجابها "إنها مستقرة، بالرغم من أنها عانت من تشنجاتٍ منذ ساعة".
بالحديث عن هذا الرجل... يبدو مرهقًا جدًا، هل ظل بجوار الساحرة ليومين تقريبًا دون نوم؟ في كل مرة أظن أنني فهمت هذه المجموعة أشعر بأني غبي مجددًا.
جلنار أمسكت بحقيبتها وبتعبيرٍ حازم قالت: "اعتنوا بها، سأذهب لصناعة الترياق من أجلها، لن يستغرق وقتًا طويلًا، وحاولوا التواصل مع الطبيبة الملكية لتحضر فورًا". أومأ الجميع وتحرك لافيان وزوندي للاتصال بالطبيبة.
جلنار ربتت على ظهر رومياس وأمرته بالذهاب ونيل قسطٍ من الراحة، ولم تنتظر النقاش مع أحدنا لأنها انطلقت لمقر ثونار الفوضوي.
"إنها ليست بخير".
بنظرة قلقة هارليك راقب جلنار وهو يتمتم بحزنٍ وبدا عاجزًا عن فعل شيءٍ ما، أخذت نفسًا قبل أن أبعثر شعره بخفة وأحاول التخفيف عنه "لا بأس، ستصبح بخير".
اندفع رأسه بسرعة بعيدًا عن يدي ويده الصغيرة تلمست رأسه بصدمة، ما الخطب؟ أكنت قاسيًا معه لهذا الحد؟
تمالك نفسه في ثوانٍ وارتدى نظرةً غاضبةً وأشاح بوجهه عني قائلًا: "لا أتحدث معك". تلقائيًا حاجبي ارتفع باستنكار، لا يعقل أنه ما زال منزعجًا بسبب صراخي عليهم حتى اليوم!
"ألا تعرف متى عليك التوقف عن هذه الأفعال الصبيانية؟" وبخته وانتظرت تراجعه عن موقفه، لكنه كتف ذراعيه ومال بجسده للخلف وقال بنبرةٍ لا مبالية: "ألا تعرف متى عليك الاعتذار؟".
لم أتمكن من إخفاء ذهولي لطريقته، حتى الطفل بدأ يزعجني! متى أصبح بهذه الفظاظة؟
في النهاية التفت وقرر الذهاب، ولكني مللت من العبث معه؛ لذلك أقحمت يدي داخل جيبي وقلت على مضض: "حسنًا حسنًا، إن كنت لحوحًا؛ أنا أعتذر".
تجاهلت النظرات المصدومة على وجهه وتعديت جسده وأنا ابتعد، ولكني لم أقاوم ابتسامة الانتصار، هو لم يتوقع أن أعتذر حتى و... لحظة!
لمَ ابتسم بحق الله؟ هذا طفولي جدًا، ما اللعنة أوكتيفيان؟ هل سأجاريه في هذا؟ البقاء معهم حقًا يؤثر على كل شيء في عقلي.
نظرت للباب الخشبي أمامي أحاول أن أدرك متى أخذتني قدمي إلى هنا! لقد تبعت جلنار في النهاية، لا أنفك عن التفكير فيما يجب علي أن أفعل بشأنها، إن خالفت أوامرهم فهذا أقصر طريق لفقدان ثقتهم وهذا آخر ما أريد فعله، لقد عملت بجد للحصول عليها.
لكن في المقابل كيف يمكنني فعل شيءٍ كهذا؟ بالتفكير في الأمر؛ أنا حتى لا أعرف ما الذي تخطط له جلنار. في كل مرة هي تفكر بخطوتها القادمة طيلة الوقت، وعندما يحين وقت تنفيذها تخبرنا بما ستفعل وكأنها تضعنا أمام الأمر الواقع، كيف أفسد خططًا لا أعلمها؟ بدأت أصاب بالصداع.
تراجعت عن فكرة الدخول والتفت ابتعد من هنا، لكن جسدي تجمد عندما سمعت صوتها في الداخل تتحدث مع أحدهم، هل تبعها شخصٌ ما إلى هنا؟ لأني أتذكر جيدًا أن الجميع كانوا في الأسفل!
كانت تتحدث وفي المقابل لم أتمكن من سماع صوت الشخص الذي تتحدث معه. بالتفكير في الأمر تلك ليست المرة الأولى، سمعتها من قبل تجري محادثةً مع نفسها، إما أنها جُنت حقًا أو أن هناك شيءٌ لا يعلمه أحدنا يدور حولها.
ولأني الشخص اللعين الذي يشك بكل شيءٍ لم أقاوم الالتفات والعودة مجددًا وفتح الباب.
بدت متفاجئةً لوجودي وجميع تلك المخلوقات الصغيرة توقفت عن حركتها الجنونية في المكان والتفت نحوي أيضًا تبحلق بي. مسحت المكان بعيني أبحث عن شخصٍ آخر قد تتحدث إليه، لكن لم يكن هناك غيرها، ما الذي يجري بالضبط؟
"أ… أوكتيفان! ماذا تفعل هنا؟" عيني عادت لتقع عليها وحاولت أن أبدو طبيعيًا. "لا شيء، ظننت فقط أن أغدراسيل هنا" أردت الخروج وإغلاق الباب، ولكنها منعتني عندما قالت: "لقد كنت في الأسفل للتو معه! هل تظن أن هذا سيخدعني؟" ربما كان عليكِ مسايرتي فقط، جلنار.
"لا شيء مهم" تمتمت والتفت للخروج، ولكنها منعتني من إغلاق الباب وأمسكته بيدها بقوة "أنا منزعجةٌ بما فيه الكفاية، أنا مرهقةٌ وأشعر أن كل شخصٍ يحاول إزعاجي يستحق القتل بطرقٍ بشعة؛ لذلك لا تختبر صبري أيها المقدم".
ما خطب الهالة السوداء حولها؟ وكأن شيطان تلبسها فجأة!
"عُدن للعمل حالًا!" رمقت الجنيات بقوة لتتحركن بسرعة وتصطدم كل واحدة بالأخرى لشدة توترهن. "ماذا كنت تريد؟" مجددًا وجهت سؤالها نحوي.
حاولت رسم ابتسامة صغيرة علها تنفع، ولكن يبدو أن محاولاتي كانت فاشلة لأنها دفعت جسدي للخارج وأغلقت الباب بعد خروجها. "صبري ينفد، أوكتيفيان ألفن" أعلنت بغضب ولم أتمالك عقدة حاجبي لنطقها الاسم.
"هولمز، أوكتيفيان هولمز".
لم أكلف نفس عناء التفسير
بسبب التعبير المستغرب على وجهها، ولكن حتى مع هذا لا تزال منزعجةً جدًا، ماذا حدث
بالضبط؟
"لا يوجد خطب على أي حال" قلت على مضضٍ في محاولة للتخلص منها والتفت للذهاب، لكنها منعتني عندما اعترضت ساقها طريقي وركلت الجدار، لمَ أملك شكًا أن الجدار أصابه بعض الضرر لـ... أنا محق، لقد سببت تصدعًا الجدار للتو!
"اليوم اضطررت للتعامل مع أشقاء رومياس اللعناء، ثم كان علي التعامل مع ليكان خائنٍ لعينٍ يحمل قوة الإريبوس، وعلي الآن تحضير علاج ثونار لأن كل دقيقةٍ تمر تؤذيها بسببي، وبين كل هذا يجب أن أحتمل نكات يوجين السخيفة ومزاج كارولوس المتقلب، ثم علي التفكير في طريقة لتحطيم ذلك الحاجز بيننا والسكان لأنقذهم قبل مضي عشرة أيام ووضع خطةٍ محكمةٍ لإنشاء محرقةٍ للنبلاء. هل تظن أني أملك المزاج لأتوسل حتى تخبرني؟".
تراجعت خطوة وأنا أرى توهج عينها القرمزي وكل وريدٍ داخل جسدها أصبح يضخ النيران عوضًا عن الدم، هي لا تنوي إحراقي حيًا، صحيح؟ لأنه لسبب ما باتت حقًا مخيفة.
لكن بالتفكير فيما قالته؛ فأنا محق لإخفاء هذه المشاكل عنها، تحمل ما يكفي من المسؤولية على عاتقها إن لم تكن تحمل المسؤولية بالكامل. سواء أعجبتني هذه الحقيقة أو لا؛ هذه الفتاة تحمل مشاكلنا كلها على عاتقها.
"ليكان خائن؟" توقفت عند هذه النقطة أحاول استفسار ما يعنيه هذا. يدها وجدت طريقها لجبهتها تحول تدليكها وأغلقت عينها تحاول الهدوء بينما تردف: "شيءٌ كهذا، لقد هاجم قطيع رومياس، ولكننا أوقفناهم".
اللعنة! هذا سيء، إن انضم الليكان إلى صف الإريبوس فهذا يسبب تفاقم المشكلة أكثر وأكثر. "لم ينضم الليكان، فقط الذين لا يؤمنون بالسلام منهم وانشقوا عن قطيع الليكان، يبدو أن ملك الظلام وجد مكانًا لهم" أجابت على سؤالٍ لم أنطق به قبل أن تفتح عينها، وغضبها أصبح أقل توهج.
"إذًا، ماذا تحمل في جعبتك؟" سألت بهدوء وقابلتها بتنهيدة "أحمل الكثير، لكني سأتعامل معه وحدي، جلنار". ربما أبدو كشخصٍ استسلم، لكني ما زلت مصرًا على إنهاء هذا وحدي، لطالما كان الاعتماد على الآخرين فكرةً أتجنبها.
أزاحت قدمها عن طريقي دون اعتراض وبصرها ظل ثابتًا علي. "تعلم أننا فريق، صحيح؟ مشكلة فردٍ واحدٍ هي مشكلتنا جميعًا؛ لذلك..." تفاجئت عندما رأيتها ترسم ابتسامة كبيرة مرحة واسترسلت: "عندما تستيقظ ثونار دعنا نجتمع ونحاول حل مشاكلنا معًا، ليس من العدل أن تحلها وحدك، حسنًا؟".
أن تبتسم في ظل هذه الظروف، وأن تحاول مع الجميع حتى لا يحمل شخصًا همًا وحده، ما معدنها بالضبط؟ بدأت أتساءل إن كانت هذه الفتاة قابلة للكسر حقًا!
في النهاية؛ لأني وقفت كالأبله أحدق بها ربتت على كتفي وعادت لمختبر ثونار مجددًا.
نحل مشاكلنا معًا! في حياتي كلها لطالما حللت مشاكلي بنفسي…
وما بال شعور الراحة الذي اعتراني فجأة؟
حماقة، أنا فقط أنجرف في هذا، عندما تنتهي هذه المهمة حياتي ستعود كما كانت، كمقدم في الجيش، لن يكون لأي من هذا معنى، لن أهتم.
توقفت عندما ومض شيءٌ ما داخل عقلي فجأة…
من يوجين؟
لقد ذكرت هذا الاسم سابقًا أيضًا، ربما شخص تعرفت عليه من السكان المحليين، ولكن لمَ أشعر أن الأمر غير طبيعي؟ شيءٌ ما خلف جلنار لا أعرفه.
ولأن أحدهم تمكن من إخفاء سرٍ ما عني فهذا يزعجني.
....
ظللنا حتى الفجر ننتظر انتهاء علاج ثونار. لم
أكن قلقًا، أو هكذا أقنعت نفسي. لسبب ما أنا واثق من أنها ستنجح ككل مرة تحاول
فيها فعل شيءٍ ما. الطبيبة الملكية جاءت على وجه السرعة وقضت الوقت مع جلنار،
وأرتيانو تم جره إجبارًا معهما لأنه الأذكى في أي شيءٍ وكل شيء.
عيني جالت عليهم جميعًا، لم يحاول أحدهم النوم في غرفته، جوزفين لم يكن بيننا لأنه فضل البقاء في غرفة ثونار، وانضمت واندر له. بينما انتظرنا هنا البعض منا سقط نائمًا لشدة التعب، كرومياس الذي أصر على البقاء مستيقظًا حتى التأكد من أن ثونار بخير، وفي حضنه كان هارليك يقاوم إغلاق عينه، ولكنه استسلم في النهاية.
رأسٌ سقط على كتفي قبل أن أسمع صوت شخير، دحرجت عيني وحاولت تعديل وضعية لافيان، لكنه احتضن ذراعي وتمتم باسم حبيبته، مقزز يا رجل!
زوندي كان يلعب لعبةً ما مع تينر جام ولم يكن أحدهما متعبًا، حتى بالرغم من تثاؤبهما المستمر، وأغدراسيل كان مستيقظًا، ولكن رأسه يتأرجح مستندًا على الأريكة وعينه مغلقة.
عيني التقت بالشخص الوحيد الذي لم أظن أنه سيكون هنا معنا، يضع قدمًا فوق الأخرى وعينه شاردة وهو ينظر لنقطة وهمية. بالنظر له مرتين ستكتشف أنك مجرد أحمقٍ لأنك حكمت عليه من النظرة الأولى، ولكنه مختلف، شيءٌ ما به مختلف...
لأنني عندما رأيته للمرة الأولى ظننت أني رأيت نسخة أخرى عنه، نسخة عن جيرمي ألفن أو الشخص الذي أنجبني إن كنا واضحين، وهذا ما جعلني أمقت أتريوس بقوة.
لكن جيرمي ما كان ليبقى هنا معنا! جيرمي ما كان ليقلق بشأن أحدهم أبدًا، ولم يكن ليضع نظرة الغضب على وجهه لأن شخصًا ضعيفًا تعرض للدهس كتلك النظرة التي رأيتها على وجه أتريوس صباحًا.
جيرمي لن يبدو مسالمًا جدًا وهو شاردٌ كما أتريوس، جيرمي حقير منذ الولادة دون أي تدخل من أحدهم، وكأنه ولد ليكون الشخصية الشريرة، لكن أتريوس؟ أتريوس ليس حقيرًا، إنه فقط يدعي الحقارة حتى يبعدنا عنه.
"إن كنت معجبًا بي فلا أريد كسر قلبك منذ الآن، أظن أني أملك بالفعل شخصًا أنا مهتمٌ به".
حاولت إخفاء إجفالي بسبب إمساكه بي بالرغم من أنه لم ينظر نحوي حتى. "يا لك من شخص مضحك" سخرت ببرودٍ والتفت أنظر بعيدًا عنه وعدلت رأس لافيان حتى لا تسقط. "لمَ أنت هنا؟" سؤالي الذي أفصحت عنه لم يكن ساخرًا هذه المرة لأني أريد معرفة إن كان حقًا قلق على ثونار.
"ذكرني إن كان
المنزل باسم كلب الملك!".
دحرجت عيني بتململ من سخريته المستمرة. "أنا جاد!" قلت بجدية لينظر نحوي أخيرًا ويقول بابتسامةٍ مصطنعة: "مرحبًا، جاد! أنا أتريوس". ملامحي تجمدت للمزحة السخيفة ولثانية نظر بعيدًا وقال بجدية: "إن تجرأت وقلت أنها مزحةٌ سيئةٌ سأقطع رأسك هنا".
"البقاء مع جلنار خطيرٌ حقًا" تمتم بينما مسح وجهه بضيق، تعبيره كان حقًا لا يقاوم، وبالرغم من أني تفاجأت بسلاسة تعامله على عكس الشخص الذي حاول ركلنا جميعًا عندما جاء هنا لأول مرةٍ ضحكت! لم أقاوم حقًا الضحك؛ فقد بدا كشخصٍ مُحرَجٍ لثانية.
نظر نحوي بزاوية عينه وتمتم: "مزعج".
هذه الأجواء، بالرغم من القلق والخوف والإرهاق والجهد الذي سقط فوق ظهورنا فجأة، أظن أنني ممتن، لم أكن محاط بهذا الكم من الأشخاص من قبل، لم يتسنَّ لي الضحك بسبب أحدهم من قبل، ولم يستنَ لي أن أشعر بهذا الشعور…
منذ أن ماتت لم أتمكن من الشعور بهذا الدفء!
"واو! أنتم حقًا مجتمعون هنا من أجلي!".
تجمدت لصوتها ذي البحة والرنة المميزة، والتفت بسرعة أنظر لها تقف على الدرج وشعرها الأصهب في كل مكانٍ وعينها متسعةً وهي تحدق بنا، وخلفها كانت جلنار وقد ألقت برأسها على كتف الأخرى براحة.
"أجل، كنا ننتظر أن تنتهي جلـ..." أغدراسيل توقف عندما أدرك من يتحدث وفتح عينيه وصاح بصدمة: "ثونار!".
صوته العالي أفزع الجميع، حتى أن رومياس قفز من مكانه صارخًا: "أين العدو؟".
أدرك ما يحدث وعينه اتجهت لثونار بصدمة، بينما هارليك كان يمسح رأسه التي اصطدمت بالأريكة بقوة ويحاول أن يدرك أين هو.
"أنتِ... بخير؟" تينر جام ركض نحوها بسرعة يتفحصها، لون وجهها قد عاد للحياة مجددًا. نظرت للافيان الذي لم يستيقظ ودفعت رأسه ليسقط للجهة الأخرى. "ماذا هناك؟" تمتم بانزعاجٍ ورفع رأسه، ولكنه صرخ ما إن رأى ثونار.
ابتسمت نحونا ولوحت قائلة: "انظروا من استيقظ؟ إنها أنا! سوف أزعجكم منذ الـ..." لم تكمل جملتها لأن لافيان احتضنها بقوةٍ وشاركه زوندي هذا العناق. "أيتها الساحرة الشمطاء، إن حاولتِ إرعابنا بهذه الطريقة مجددًا سأقتلكِ!" هز جسدها بقوة بينما حدقت بهما بصدمة.
تينر جام ضحك بقوةٍ وحاول تمالك نفسه وهو يقول: "كنت خائفًا من أن تموتي بحق". جلنار تحركت وأحاطت رقبة ثونار قبل أن تصدم رأسها بخفة "ما كنت لأسمح لها بتركنا".
هارليك كان عاطفيًا جدًا، لأنه بدأ بالبكاء فجأة وهو يحتضنها ويصرخ عليها ثم يربت على رأسها ثم يلكمها لأنها تجرأت وحاولت الموت!
بالنظر إلى حالتهم لم أملك سوى التنهد براحة، إنهم يتمالكون أنفسهم أخيرًا، يومان ونصف تقريبًا قد مرا منذ خسارتنا في المعركة. ثونار أصبحت بخير أخيرًا! جلنار استعادت نظرتها الحيوية منذ استيقاظ ثونار، وشيئًا فشيئًا عدوى العزيمة انتقلت لهم فردًا فردًا.
بالرغم من كون جوزفين سقط نائمًا براحة في غرفة ثونار عندما استيقظت، لكن واندر قالت إنه كان يضع ابتسامة صغيرة حتى وهو نائم.
بزاوية عيني نظرت لأتريوس الذي لم يتحرك من مكانه، ولكن عينه كانت تحدق بشخصٍ واحد من بين الجميع، لم يبعد عينه عن جلنار منذ اللحظة الأولى، عيني أخذت أكبر اتساعٍ لها عندما ابتسم! لم تكن ساخرة! لم تكن لاستفزاز أحدهم! ابتسامته كانت طبيعية، وكأنها... وكأنها ابتسامة شخصٍ يشعر بالراحة.
هل ابتسم للتو عندما ضحكت جلنار؟
"حتى المقدم قاسي القلب كان قلقًا لأجلي!" التفت نحو الصهباء التي نظرت نحوي بصدمةٍ وانفعالٍ مبالغٍ فيه. " لا تبالغي، لقد كنت فقط أحـ..." جسدها اندفع واحتضنتني بقوة صارخة: "أنا حقًا متأثرة!". زفرت بانزعاج وربت على رأسها حتى تبتعد.
"صاحب الفأسين!" صاحت وعينها مليئةٌ بالدموع الوهمية ونظرت لأتريوس الذي رمقها ببرود، وعندما كادت تلقي بجسدها عليه أصابتها إحدى نظراته المخيفة. "لا تتجرئي على لمسي" بالرغم من أن نبرته كانت هادئة، لكن بدا الأمر كشخصٍ نشر البرودة في المكان فجأة.
هذا الفريق حقًا! غريب الأطوار، ولكن… هل كنت لأشعر برضى كهذا مع أي فريق عملت معه سابقًا؟
صوت تصفيق جلنار جذب انتباه الجميع وأجبرهم على الهدوء.
"أعلم أننا
جميعًا نشعر بالتشتت لما حصل، يومان تقريبًا منذ هزيمتنا، لكن هذا لا يعني أن
الحرب انتهت وأننا خسرنا، لدينا الكثير من الأمور حتى نهتم بها، وأنا أعني الكثير!
منذ هذه اللحظة سيتغير سير الأمور بيننا وبين أنظمة المملكة، وعوضًا عن أخذ
الأوامر منهم نحن من سنأمر بها".
الجميع تبادل النظرات ووجدت البعض يعطي انطباعًا حماسيًا لهذا.
"لكن كبدايةٍ؛
لديكم القرار، أتنوون الراحة لهذا اليوم أم المتابعة؟".
نظرت للجميع تنتظر إجاباتهم. "لقد نمت ليومين، أشعر وكأن جسدي نشيطٌ تمامًا" ثونار أجابت ببساطة. "عن أي راحةٍ تتحدثين؟ لدينا الكثير من العمل" التفت لجوزفين الذي يفرك عينه بينما يهبط الدرج، شمر عن أكمامه قائلًا بحماس: "هاتِ ما عندكِ يا قائدة".
ظننت أنه لن يستيقظ إلا بعد سنة؛ فهو الوحيد الذي لازم ثونار دون راحة، ولأن جوزفين صاح بحماس بالرغم من أنه أكثرنا تعبًا تبعه الجميع على الفور، حتى أرتيانو الذي هبط الدرج وهو يتمتم بـ "مزعجين" لم يعارض.
"سأحضر بعض الوجبات بما أنكم قررتم البقاء مستيقظين" واندر أيضًا شاركت بطريقتها وتمنت لنا الحظ الجيد قبل أن تذهب للمطبخ. "بالحديث عن الجميع، أين الطبيبة؟" تينر جام سأل وهو يبحث عنها حوله. "دفعناها لأخذ راحةٍ في غرفتي" جلنار أجابت وهي ترفع يدها بفخر.
الجميع صمت فجأةً وتبادلنا النظرات فيما بيننا. "على أحدنا البدء، صحيح؟" همس لافيان وهو ينظر لجلنار. "أنا سأفعل!" التفتنا نحو ثونار التي صاحت بحماسٍ قافزةً وركضت نحو المائدة. "اقتربوا، لن نقيم اجتماعًا دون طاولة اجتماعات" ربتت على الطاولة بيدها بحماس.
كيف أصبحت المائدة طاولة اجتماعاتنا فجأة؟ النظرة على وجه كل من أغدراسيل، أتريوس وأرتيانو جعلتني أوقن أنهم يفكرون بالشيء ذاته، لكننا تحركنا هناك على أي حال ونظرنا لثونار.
"في الواقع أنا
كنت نائمةً لمدة يومين كما تقولون؛ لذا عليكم إخباري بما حدث فيهما وهكذا سنجمع
قطع الأحجية".
منطقي نوعًا ما. "كبدايةٍ؛ خسرنا الحرب، وعدنا خائبين، والجدار الذي بيننا وسكان جولد وبينيفيا وهايبر لم نجد طريقةً لاختراقه" بدأ زوندي ليتبعه أغدراسيل: "الجميع اكتئب وجلنار كانت شبه ميتةٍ وانخفضت معنويات الجميع إلى الحضيض". وجه جلنار انفجر بلون أحمر وأشاحت به بعيدًا.
"ثم عادت معنويات جلنار بقوةٍ وبشكلٍ خطير" جوزفين أكمل وضحك وهو ينظر لها. "حدد المعنى بـ خطير" ثونار استفسرت لأتدخل أنا قائلًا بانزعاجٍ من تهورها الذي قد يقتلها يومًا ما: "أي أنها اقتحمت حفلًا لجلين ولكمته أمام الجميع".
كتفت ذراعيها ونظرت نحوي بكبرياء. "لا أهتم! ما زلت فخورةً بهذا، فخورة جدًا" قالت ودعمتها ثونار التي صرخت بحماس قائلة: "هذا حقًا رائع، اضربي كفكِ بكفي أيتها القائدة!" الاثنتان تصافحتا ونظرتا نحوي قبل أن تمد كل واحدةٍ لسانها.
من المفترض أننا فريقٌ لإنقاذ العالم، صحيح؟
تنهدت بيأس وتجاهلت أفعالهم الصبيانية. "ثم جلنار عادت إلى هنا وحاولت البحث عن علاجٍ لحالتكِ" هارليك قال مكملًا سلسلة الأحداث. "استغرقت وقتًا في مقركِ حتى وجدت علاجًا مناسبًا، وكنا نحتاج لنبتةٍ غريبة الشكل" لافيان قال، وهنا اتجهت نظرة ثونار إلى جلنار شاكرة، ولكنها تبدلت في ثوانٍ صارخةً: "الكتاب!".
لم أفهم عن أي كتاب تتحدث، ولم أفهم إجابة جلنار التي قالت بسرعة: "لا تقلقي، أعدته لمكانه". بدت ثونار متفاجئةً، لا أعلم إن كانت متفاجئةً حول أن جلنار وجدت كتابًا ما أو حول أنها أعادته لمكانه!
"الاثنان اتجها إلى كوكب رومياس" تينر جام قال مشيرًا لرومياس الذي أومأ وقال: "وحينها أخذنا النبتة التي كانت تعتني بها اللونا في حديقة منزلها، ولكن..." نظر لجلنار بتردد، هذا صحيح، لا أحد يعلم عن هجوم الليكان بعد!
"وحينها أحد الليكان هاجم قطيع رومياس" جلنار أخذت دفة الحديث قائلةً، وحينها ارتسم القلق على وجوههم. "ظننت أن المستذئبين والليكان قد تصالحوا!" هارليك علق وعينه اتجهت لرومياس بتساؤل.
"وهذا صحيح،
لأن الليكان الذي هاجم قطيع رومياس لم يكن إلا أحد المنشقين عن قطيع الليكان. في
الواقع يمكن تصنيفه كخائن؛ فهو ضمن جنود الإريبوس ويستخدم قوتهم".
بدت الصدمة على وجوههم جميعًا في هذه اللحظة. "أتقصدين أن بعض الليكان أصبحوا ضمن الإريبوس؟" صاح لافيان بذهول. "أخشى ذلك" تمتمت جلنار بينما بدت شاردةً لوهلةٍ وكأن شيء ما يشغل بالها. "لكن رفاق، لقد هزمتموهم، صحيح؟ هذا يعني أنهم ليسوا بتلك القوة" زوندي قال متمسكًا ببعض الأمل.
"هذا أكثر ما أخشاه، لقد كان ليكان وإريبوس في الوقت ذاته، كيف قد نتمكن من هزيمته؟ أخشى أننا لم نهزم الحقيقيين" إجابة جلنار المبهمة وضعتنا في حيرة. "إنها تقصد أنه لحسن الحظ من هاجموا قطيع رومياس لم يكونوا سوى تجارب مبدئية، قوة الليكان والإريبوس معًا ستكون شيئًا مرعبًا، ملك الظلام أرسل عيناته الأولى، أتريد أن تخبرني أن دمج قوتين كهاتان سيكون بهذه السهولة؟" أرتيانو وضح، ولكن بدا البعض مشوشًا.
"ما نقصده أن هؤلاء ليسوا إلا عينات تجريبية، أن يكتسب ليكان قوة الإريبوس ليس بالشيء السهل أو حتى المسموح على مستوى الممالك، لا بد أن الكثير من الاختبارات أُجرت عليهم والكثير من القوى السحرية تم العبث بها وهؤلاء ما هم إلا أول مجموعةٍ نجحت في استعمال قوة الظلام" حاول رومياس تبسيط الأمر بطريقته ليفهم الجميع.
"أي أنه يحتفظ بأفضل ألعابه" أتريوس تمتم ورفع عينه نحوي وفهمت ما يقصده.
إن لم نسرع فسكان الحدود خلف الحاجز سينتهي أمرهم، إما أنهم سيكونون فئران تجارب للإريبوس، أو ضحايا سيجرب ملك الظلام الدمى خاصته عليهم، هذا سيء.
الجميع أجفل عندما ضربت جلنار الطاولة بيدها قائلة: "لا أريد رؤية هذه التعابير على وجوهكم جميعًا، لقد تم اختيارنا لأننا نعلم ما علينا فعله؛ لذلك سنهزم أيًا يكن هؤلاء الجنود، ولهذا نحن نجتمع هنا، حتى نجد طريقةً ذكيةً أو نقطة ضعف".
إنها محقة، مهما بلغت قوة أي كائنٍ في هذا العالم فهو يملك نقطة ضعف، إن عرفتها فيجب أن تستغلها. "لا تتوقفوا هنا، فلنكمل سرد ما حدث. أهناك أي أحداثٍ يجب أن نعرفها غير هذه؟" سألت جلنار ونظرت للجميع.
تبادلت نظراتٍ مع أغدراسيل الذي أومأ. "هناك شيءٌ أخير" قلت لتنظر نحوي تنتظر أن أخبرها. "عندما كنتما في مملكة المستذئبين، شيءٌ غريبٌ حدث هنا" قلت ونظرت للجميع.
لافيان أخرج أحد المنشورات ووضعها على الطاولة. "هذا ما حدث" قال ونظر لجلنار التي التقطت المنشور تحدق به باستغراب، هارليك قفز فوق كرسيه وفتح جهازه ذا الصورة المجسمة ووضعه على الطاولة أمام الجميع.
البث الحي الذي تم عرضه سابقًا أمام المملكة بالكامل بدأ بالعمل والجميع راقبه باهتمام، خاصةً أولئك الذين لم يكونوا موجودين وقت الحدث. بدا التفاجؤ على وجه جلنار وأصبحت أحاول قراءة تعابيرها كل دقيقة من تغير لآخر، أحاول اكتشاف ما تفكر به بالضبط.
عندما انتهى المقطع ظلت شاردةً لثوانٍ قبل أن تقول بتلقائية: "من فعل هذا هو أحد النبلاء". لم يكن سؤالًا، بل تأكيد، اللعنه انها حقًا ذكية!
"كيف يمكن لنبيلٍ أن يفعل هذا بحق الله؟" سألت ثونار دون اقتناع. "شخص عادي لن يتمكن من الوصول لتلك الوثائق بسهولةٍ ولن يتمكن من استخدام تقنيةٍ تمكنه من اختراق بث المملكة بالكامل إلا بمساعدة مادية من نبيل، ولن يتمكن من الوصول إلى تلك المقاطع من داخل قصر جلين إلا إن كان من بينهم. هناك فرضيتين، إما أنه فرد من العائلة الملكية أو أنه نبيل، وأنا أرجح كونه نبيلًا أكثر".
تبًا! علي أن أتذكر أنها أذكى مما تبدو بكثير. "لمَ قد يفعل نبيلٌ هذا بحق الله؟" جوزفين تمتم متسائلًا ولم يجد أحدهم إجابة، أنا أملك إجابةً لكني ما زلت غير مقتنعٍ بطرحها أبدًا.
"ربما يكن ضغينةً ضد جلين؟" زوندي اقترح، لكن جلنار نفت قائلة: "لا، لا أظنه أمرًا شخصيًا؛ فحديثه كان يشمل النبلاء جميعهم، لكن..." توقفت لثانية وجذبت أنظار الجميع. "ولكن؟" ردد أغدراسيل يحاول أن يتبين ما تفكر به.
"أظن أنني أملك
فكرةً حول هدفه الحقيقي، ولكن التسرع في الاستنتاج ليس في صالحنا؛ لذلك سأدفعه
للبوح عن هدفه بنفسه".
حاولت تمالك نفسي وألا أصرخ بـ 'لا تكوني عنيدة!'. كيف لها أن تعرف بحق الله؟ يبدو أن سؤالي كان يتقافز في رؤوس الجميع أيضًا، وهنا تدخلت واندر ووضعت صينية من الفطائر المحشوة مع كؤوس العصير البارد وأمرتنا بتناولها كلها لأنها تحضّر المزيد.
لم نمانع بما أننا كنا كـ وحوشٍ لم تأكل منذ سنين في الواقع.
"كيف ستعرفين، جلنار؟" ثونار سألت بفمٍ محشوٍ، فتركت الفطيرة من يدي ووضعت تركيزي على ما ستقول.
أخفيت إجفالي بصعوبة عندما ارتفع مستوى بصرها نحوي بابتسامة جانبية لم أشعر بالراحة لها، أمسكت بجهاز هارليك وعبثت به قبل أن توقف مقطع البث عند لقطةٍ معينةٍ وتضعه أمامنا.
"شخصية أيًا يكن من أقام البث شخصيةٌ استعراضية، بل وإنها شخصيةٌ مجازفةٌ لحدٍ ما، ودائما الأشخاص أمثاله يتمسكون بشعاراتهم ورسالتهم. هنا، صورة العنقاء ليست رمزًا جماليًا تم اختياره، ترمز العنقاء للولادة بعد الموت، فعلى كوكب الأرض العنقاء كائنٌ أسطوري معروف أيضًا، إن تتبعت أصل هذا الرمز سأصل لهدف هذا الشخص كما..."
صمتت لثوانٍ وشعرت أنني أحبس أنفاسي معها بتوتر؛ فهي تكشف نصف الأوراق بكل سهولة.
"ما يجعلني متأكدةً أن هذا الشخص ليس سوى نبيلٍ هي آخر جملةٍ قالها في البث: 'عهد النبلاء الحقيقي سيعود'. تلك لم تكن جملةً عبثية إطلاقًا".
الجميع صفر بإعجابٍ وبعضهم صفق بحماسٍ، ولكني لم أستطع إعطاء رد فعلٍ مناسب، هذه الفتاة غير عادية.
لقد استخففنا بها كثيرًا، إن كان قاموس معلوماتها أكبر بقليلٍ حول تاريخ مملكتنا لتمكنت من استنتاج كل شيءٍ خلال خمس دقائق أخرى.
إنها داهية.
عيني اتسعت عندما تلاقت بنظرها معي، ابتسامتها الجانبية ونظرتها المستمتعة أوصلت رسالةً واحدةً دون أن تنطق بها، إنها تعلم أنني أعرف شيئًا، ولن يهدأ لها بالٌ حتى تكتشف كل شيء.
ولسبب ما ابتسمت! أردت منها أن تبحث، أن تعرف كل شيء، أردت منها أن تكون في صفنا، لم أكن أعرف أن البشر مخلوقاتٍ عنيدةٍ لهذه الدرجة، وأنا أريد من هذه العنيدة أن تقف معنا.
لن تستسلم، وهذا ما نحتاجه. بسبب وجودها، بدأت أرى أن نهاية ما نفعله طريقٌ مضيءٌ بعد أن ظننت أنه طريقٌ مغلق.
الجميع هدأ عندما بدأت جلنار بأخذ دفة الحديث مجددًا قائلة: "إذًا… هذا كل ما حدث في اليومين الماضيين، وبناءً على هذا ستختلف الأحداث، ومنذ اليوم..." نظرت لنا جميعًا قبل أن تبتسم ابتسامةً جانبيةً ذات مغزى واسترسلت: "لقد مللت من تلقي الأوامر؛ لذلك من اليوم… نحن من سيقود هذه المملكة".
واقع الجملة كان قويًا على الجميع، سأكذب إن لم أقل أني لم أهتم، فالنبض الجنوني داخل صدري لم أشعر به في أعتى المعارك التي خضتها سابقًا.
"وكيف سنقودها أيها القائد؟" بنبرةٍ ساخرةٍ وتعبيرٍ مستمتع أتريوس سأل واستند على الطاولة ينظر لوجهها، تعبيرها اختل لثوانٍ، ولكن ابتسامتها عادت بشكلٍ أكبر.
"ببساطة سيكون لنا الحق في معرفة كل ما يحدث، نحن من سيعطي الأوامر منذ اليوم للجيوش بالتحرك، لن يضع أي نبيلٍ يده في هذا وسيتحركون تحت إمرتنا نحن، من سيجتمع مع الحكماء هم الفرسان والأميرة فقط، لا غير".
لم أستطع تمالك الضحكة التهكمية التي خرجت مني ونظرت نحوها باستنكار. "أي أنكِ تقولين ببساطة أننا سنجرد النبلاء وكل قائدٍ من عمله ونحن من سنصدر الأوامر، وبكل بساطةٍ هم سيوافقون على اقتراحك؟".
الجميع بدا مؤيدًا لمنطقي، ولكنها ضحكت بقوة مما أثار تعجب الجميع. "اقتراح؟" نطقت باستهزاء قبل أن تخرج ورقةً من جيبها وتضعها على الطاولة قائلةً بصرامة: "من قال إننا نقترح أو نطلب؟ هذا أمر أيها المقدم".
نظرت للورقة التي وضعتها أمامنا جميعًا، إنها قوانين! وبقلمٍ أحمر وضعت دائرةً بجوار قانونٍ كان بارزًا من بينهم، التقطت ثونار الورقة وقرأت بصوتٍ عالٍ:
"في حال دخول المملكة في حال الخطر واختيار التوبازيوس لفرسانها فهم حينها الآمر والناهي في المملكة، وبحكم القانون ستمائة وسبعة وعشرين لمملكة الإلترانيوس العظيمة؛ يلتزم كل ذي منصبٍ في المملكة لأوامر الفرسان حتى انتهاء حالة الخطر تحت ملاحظةٍ من الملك والحكماء".
الدهشة كانت على وجهها كما كانت على وجوه الجميع. "بينما كنت أقرأ في المكتبة وجدت نسخةً من كتاب القوانين الأصلي في المملكة، ووجدت هذا الشيء المثير للاهتمام فيه" وضحت جلنار، ولكن جوزفين صاح "أتقصدين أن هذا قانونًا رسميًا؟ لمَ لم يخبرنا أحدٌ به من قبل؟".
أتريوس ضحك بقوةٍ ممسكًا بمعدته قبل أن يبصق: "الملاعين". عينه ارتفعت لنا وقال بهدوء: "أليس هذا واضح؟ من سيعرف القوانين أكثر من الملك؟ والملك مختفٍ وابنته الشابة وجدت نفسها محل الملك في ليلةٍ وضحها، لقد تم إخفاء هذا القانون عن الأميرة وكل شخصٍ يكره النبلاء".
أومأت جلنار مؤكدةً لما قاله للتو.
"ومن سيقرأ
كتاب القوانين في وقتٍ كهذا؟ المملكة تحوي ما يفوق الخمسمائة ألف قانون".
حسنًا، أنتِ قرأتِ هذه
القوانين في وقت كهذا.
دمر خطط ابنة التوبازيوس…
الجملة صدحت في رأسي فجأة، أنا أعلم نصف ما تخطط له الآن ويمكنني ببساطةٍ تدميره، وبهذا ستظل ثقة النبلاء قوية بي، لكن إن دمرت خطتها فأنا أدمرهم جميعًا! بصري جال على حماسهم وعزيمتهم القوية في هذه الثانية... أدمر هذا؟
"سنتجه للقصر الملكي مع طلوع الشمس، وسنتحدث مع الأميرة" جلنار أعلنت بوضوحٍ حتى يجهز الجميع نفسه قبل أن ينتهي هذا الاجتماع بجملةٍ أخيرةٍ من جلنار: "هذه فقط الخطوة الأولى لإنقاذ سكان الحدود".
الجميع تحرك ليرتدي ملابسه والنوم والتعب فارق أجسادهم، ووقفت أنا في مكاني أحاول قتل الأصوات اللعينة داخل رأسي.
اُنتزعت من شرودي عندما يد أحدهم وضعت فوق كتفي، التفت نحو جلنار التي ابتسمت وخلفها وقف أتريوس وقد كتف ذراعيه وعينه لم تبتعد لثانية عني. "علينا التحدث" بصوتٍ خافتٍ قالت وأشارت برأسها نحو باب المنزل حتى نخرج.
لم أكن مرتاحًا حول هذا، لكني تبعتهما بانصياعٍ للخارج بعيدًا عن الجميع. جلنار أخذت نفسًا قويًا وزفرته بابتسامةٍ وهي تنظر للسماء التي تكاد تُضيء.
"أعلم أن هناك الكثير خلفك، كلب الملك، ولكن... ماذا يدور في رأسك حالًا؟" أتريوس بدأ بهدوء، ولكن نظرته لم تكن بهدوء نبرته. "لا أفهم ما تقصد" لعبت لعبة الغباء، ولكنه ضحك لثانيةٍ قبل أن يتقدم ويقف أمامي. "أين كنت صباح يوم الأمس؟" سأل بجمودٍ لأرفع كتفي وأجيب ببرود: "لقد أخبرتكم سابقًا، أراضي العامة!".
كاد يقول شيئًا ما، لكن منعته يد جلنار التي ضغطت على كتفه ورمقته بانزعاج.
"هذا ليس
استجوابًا، أتريوس". دحرج عينه نحوها واقترب منها قائلًا بسخرية: "إنه
كذلك بالنسبة لي".
دفعته بخفة. "إن كنت تلاحظ، أوكتيفيان ليس العدو! إنه من الفريق" زجرته بنبرتها الجدية مما فاجأني، إنها تعرف أني أخفي شيئًا ما ولا تزال تصر على أني لست عدوًا؟ أتعلمين حتى أنكِ الشخص الذي أفكر بأذيته؟
أخذت خطوة للخلف عندما نظرت نحوي بابتسامتها البسيطة وسألت: "هل أنت بخير؟ تبدو لي مرهقًا". لماذا؟ بحق الله؟ هي تعلم أني أخفي شيئًا سيئًا، ولكنها بالرغم من ذلك تقوم بهذا؟ هل تحاول تأنيب ضميري مثلًا؟ لأن الأمر يفلح.
تنهدت وشبكت يدها خلف ظهرها. "أعلم أنك دائمًا ما تظن أني ربما خائنةٌ أو أقوم بمؤامرةٍ ما، أو أن كل ما أفعله لكم يا رفاق لمصلحتي الشخصية، ولكن أنت لا تفهمني، أوكتيفيان...".
من قال إني أظنكِ خائنة؟
ربما فقط الجزء الثاني صحيح، ولكن... إن كانت هي خائنة فما أكون أنا؟
"أنا حقًا أكره أن يحمل شخصًا ما عبئًا لوحده بينما نحن جميعًا هنا ويمكننا حمله معك، لا أعلم ما الذي يرهقك هكذا، ولكن أيًا يكن ما تظنه صحيحًا قم بفعله، وإن أفسدت الأمر نحن سنصلحه" قالت قبل أن ترفع إبهامها.
"إن أفسدت الأمر سأفسد وجهك" أتريوس كرر، ولكن بطريقته الخاصة.
راقبتها تلكزه بقوة وتنظر له بغضبٍ قبل أن يبدأ كلاهما في الجدال كعادتهما، لا أصدق أن هؤلاء الأشخاص حقيقيون؟ أهي جدية؟ أفسد الأمر ونحن سنصلحه؟
هل هذا طبيعي وأنا الوحيد الذي أشعر به غريبًا فقط لأني طيلة حياتي كنت محاطًا بأشخاص يهتمون بمصالحهم الشخصية قبل كل شيء؟
"النبلاء
يريدون إفساد صورتكِ أمام السكان".
كلاهما صمت ما إن أخرجت ما في جعبتي أخيرًا ونظرا نحوي، ولكني استرسلت: "وقد طلبوا مني أن أقوم أنا بهذا". اندفعت للخلف عندما أتريوس أمسك مقدمة ملابسي واندفع بقوةٍ نحوي هامسًا: "أيها اللعين الـ..." لكن جلنار منعته ووقفت بيننا بسرعةٍ ودفعت أتريوس.
"هل أنت غبي؟
فقط توقف!".
لقد صرخت به للتو؟ ظننت أنني الشخص الذي سيتم لكمه هنا؟
زفرت نفسًا وقالت لأتريوس: "الرجل لم ينتهِ من حديثه، لنستمع لما لديه". التفتت نحوي تنتظر أن أضيف شيء آخر، ولكني رفعت كتفي وقلت: "كنت أفكر بأن أفعلها". انتظرت لكمتها أو شيء كهذا، لكنها ابتسمت وغمزت قائلة: "ولكني أجبرتك في النهاية على إخباري".
أهي جدية؟
"ألا تدركين ما يحدث؟ أقول أني كدت أدمر ما تحاولين فعله! بحق الله لقد فكرت في فعلها، جلنار! وأنتِ تـ..." أوقفتني عندما رفعت كتفها وقالت: "لا أهتم! لأنكِ لم تفعل شيئًا، وحتى إن فعلت فأنا متأكدةٌ من أنك كنت تفعلها لأنك تملك دوافع جيدة".
هذه الفتاة حقًا! كيف؟ كيف تثق بهذه الحماقة بنا؟
"ما الذي
يجعلكِ واثقةً بدوافعي بحق الله؟" لم أتمالك نفسي وصحت بها، لكنها قابلتني
بهدوء وأجابت: "لأن التوبازيوس اختارتك! ولأنك في فريقي، وأنا أثق بفريقي. إن
أردت أذيتي فقد كنت تمتلك الكثير من الفرص ولكنت فعلتها".
التوبازيوس! أتملك جلنار كل هذا الإيمان بنا وبالتوبازيوس؟
قبضت فكي بقوةٍ لإدراكي مدى حماقتي طيلة الوقت، هدفي وهدفها واحد. أنا فقط من كان يفكر كالنبلاء، لأنني اعتدت العيش بينهم لم أقابل أشخاصًا مثلها في حياتي.
"أنا آسف".
عينها اتسعت عندما تمتمت ونظرت بعيدًا عنها، ولكني استرسلت بلا اهتمامٍ بما ستظن عني: "كان يجب إخباركم منذ البداية، ولكن حتى أنا أملك هدفًا وسأضحي بأي شيءٍ من أجله". ابتسمت هي وربتت على كتفي ."إذًا سأساعدك في تحقيق هدفك، أوكتيفيان، لأننا فريق" تخطت جسدي واتجهت للمنزل، ولكنها صاحت: "لا تقف عندك كثيرًا، لدينا لقاءٌ مع الأميرة!".
راقبت جسدها يبتعد بذهول. بالتفكير بأني سأقابل شخصًا مثلها في حياتي، لمَ أشعر بفخرٍ غريب؟ أكان هذا ما قصدته أمي عندما قالت يومًا أن العالم لا يقتصر علينا فقط؟ وأني علي الإيمان بأن في مكانٍ ما في هذا العالم سأقابل شخصًا مميزًا… مميزًا جدًا لدرجة أنه سيجعلك تقف بذهولٍ وتقدم حياتك لأجله، شخصًا يملك إيمانًا يمكنه أن يقلب موازين العالم.
لو ظللتِ حية قليلًا بعد لجعلتكِ تقابلين، جلنار، كنتِ لتكونين سعيدةً جدًا بها، أمي.
ارتعشت لنية القتل التي شعرت بها خلفي، وقبل أن ألتفت يدٌ ضغطت على كتفي بقوةٍ وأتريوس وقف بجواري. "لا أهتم بما تظنه جلنار عنك، ولكن إن حاولت مساس شعرةٍ منها أو فكرت حتى بهذا مجددًا لن أتردد ثانيةً قبل سحب فأسي وتركه عالقًا داخل جمجمتك".
لم يكن تهديدًا، إنه جاد في كل كلمة قالها. نبرته وطريقته وحتى النظرة كانت جادةً ومخيفةً ولوهلةٍ شعرت وكأن هالةً سوداء حقيقةً تحيط به.
ترك كتفي وابتعد نحو المنزل، ولكني أوقفته وقلت بثبات: "لا تغتر كثيرًا، أتريوس. منذ هذه اللحظة لست الوحيد الذي يفكر بحمايتها".
التفت نحوي ولم أغفل عن التفاجؤ البسيط في تعبير وجهه؛ لذلك تابعت:
"أنا جادٌ في هذا، لن يمس أحدهم هذه الفتاة طالما أتنفس، هذا قسمي كنبيلٍ حقيقي".
********************************************
هالوووووووو
هذا قسمي كنبيل
يختشيييي كميله يا ناااااس
كيوت اوي اوكتيفيان ده والله، الهيترز بتوعوا يطلعولي كده عيزاكم في كلمتين على جنب
بصو عشان نحسم جدل كده كان قائم من فترة
لو في حاجه وحيييييييييده تقدروا تثقوا بيها في الروايه دي كلهااااا
حرفيا
هي التوبازيوس
بمعنى متثقوش في اي حاجه و اي حد إلا التوبازيوس واختيارتها وبسسسسسس
اظن واضح اختيارات التوبازيوس هي ايه بالظبط
لان ببساطة اختيار التوبازيوس مش بيقدر يتدخل فيه مخلوق واحد حي
فالاختيار بيكون لاشخاص فعلا قلبًا وقالبًا هما مش زي اي حد تاني واشخاص صعب يتكرروا على مر الزمان
حتى لو الروايه لحد دلوقتي متعمقتش اوي في حياة بعضهم
بس قصة كل واحد وشخصية كل واحد موثوقة جداااا وافعالهم كلها وحشه او لا ليها سبب كويس
فدونت ووري من ناحية التوبازيوس فقط
افتكر وقت ما كتبت الفصل ده كنت مستمتعة اوي وفي نفس الوقت قلقانه
مستمتعه ان بجرب وجهة نظر شخصية جديده مكتبتش عن وجة نظرها قبل كده وخايفه ادمر الصورة او الهالة الي كنت مديها لاوكتي طول الروايه او اكشف جزء كبير اوي عن شخصيته بينه وبين نفسه
بس عدت على خير الحمد لله
على فكره صح جماعه في غلط بسيط علمته انا اسفه والله
بس حسبت الفصول الي باقيه غلط
لان عامله مجلد فيه الفصول المتصححه ومتعدل عليه وكان كوجود فيه اخر فصل هو ال 49
بس طلع فيه كام فصل تاني كنت نقلاهم مجلد تاني ومش واخده بالي منهم وخدت بالي امبارح وانا قاعده برتب كام اخر فصل هينزلوا
فاسفه والله انا عارفه انكم كنتم متحمسين وعاملين عد تنازلي بس متقلقوش
الفصول الي كنت مش عداها هم تقريبا 3 فصول ان مكنتش دمجت فصول منهم
فيعني تقدروا تقولوا باقي تقريبا 9 فصول على اخر فصل
وبعدها هتنزل الفصول الجديده
وانا عن نفسي بحاول قدر الامكان ان الفصل الجديد ينزل على العيد بحيث اقدر اعيد عليكم بيه
بس والله
لوف يوو
باس
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفFirst one
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفافتكرت من ٣ سنين او ٤ مش متاكده أن كان ٣ فصول من توبازيوس نازلين وكنت فرحانه لدرجه انى قعدت اعيد الفصول كذا مره ♥️
ردحذفودلوقت رجع ليا الاحساس دا😭
شكرا توبازيوس واسراء بجد♥️♥️
❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفيااااااخ الحماااااااس شديد
ردحذفانا لن اقول شيء فأتريوس قال كل شيء هنا: "إن كنت معجبًا بي فلا أريد كسر قلبك منذ الآن، أظن أني أملك بالفعل شخصًا أنا مهتمٌ به".😚
ردحذفحماااااااااااس 😭😭♥️♥️
ردحذفو مجددا يا قلبي الصغير ادركت لماذا كان لإيراكوس غرفة واسعة فيك😍✨ الولد يوجين بمعدل ذكاء اعلى و على قيد الحياة😂😂😂 و حبنا ليوجين ما يستاهل تبرير، الشبح حرفيا هو سكر القصة كلها😚😂😂
ردحذفمن ايراكوس و ايش علاقته بيوجين انا راسي عمل ايرور
حذفانا متابعة جديدة
حبيت و الف حبييييت 😭❤️❤️❤️
ردحذفالحماس عدى الف حسيت و كأننا دخلنا الفصول الجديدة خلاااااص ربما لأني ما لحقت اعيد الفصول القديمة من هذا الفصل فصاعدا لذا ما كنت حافظة الاحداث فحيستها عن جد جديدة علي و اول مرة اقراها😂😂
ردحذفسو من الان فصاعدا سيبدأ العد التنازلي للفصول رسميا، فل يصرخ جميع الميلاجروس القدامى معي:
ردحذف"تسعة"
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفخلص عجبتني يا اوكتيفيان 🤝🏻💍
ردحذفيا ربي على الجمال 💖💖
ردحذففي انتظار فصل نزال لاجل الصهباء
ردحذفحماسي جدا ذاك الفصل فعلا منتظرينو على نار
حذفمن الفصول المفضلة بالنسبة لي لأنها وضحت وجهة نظر أوكتيفيان وكيف انه برضو يعاني مع انه نبيل
ردحذففصول أكثر يعني متعة اكبر 🫡
ردحذفتسعة 😭✨
ردحذفافتكر زمان لما اول ما الفصل دا نزل الناس كانت زعلانه عشان يوجين مش ظهر فيه 😂😂
ردحذفابحب الفصل دا اوى
ردحذفانا عموما مش كنت بكره اوكتيفيان زمان اصلا و لا لما قرأت تانى
كنت حاسه انو العقد النفسية بتاعته هى السبب فى الشخصيه دى
بس أسلوبه مع جلنار كان يعصب شويه
بس افتكر لما قالت له حته انو دا بيمشى فى دمك ، حسيت بزعل عشانه
لانو الموضوع مش قشرته كدا من جوا
مس*
حذفوجهة نظر اوكتيفيان كانت ضرورية لنعذره ونعرف حقيقته ومعدنه مع انو معرفناش ماضيه اللي خلاه يكره أبوه ويفتقد شخصا ما افترق عنو، فعلا تعاملو مع جلنار كان مستفز ونابع من قلة ثقة فيها ومن طبيعتو انو عايش بين النبلاء اللي كل واحد فيه يجري على مصلحتو وبس ، والحمد لله او تعرف على جلنار وقدرت تغيرلو وجهة نظرو تجاهها 😍😍😍 اصلا هي عسولة ومتتقاومش ، قوية بشكل مذهل وذكية بشكل مخيف وشجاعة بشكل خيالي
ردحذفمتحمسين للفصول الجاية ومثل ما قالت واحدة قبلي ، فصول اكتر متعة اكتر وحماس أكتر
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️😍
ردحذفحماااااس♥️♥️♥️♥️
ردحذفجلنار اصبحت حقيقي ابنة التوبازيوس ..الفصول القادمة راح تكون مليئة بالحماس والاكشن .اعجبتي جملة اتريوس لما قال عنده من هو معجب فيها وكلنا نعرف من هي .....❤❤❤
ردحذفالفصل كان جميل و ممتع و حبيت كونه من وجهة نظر اوكتيفيان......من بداية قرآءتي للروايه ابدا ما كرهت اوكتيفيان لأن ما حسيته شرير او مزعج المره الوحيده الي انزعجت منه هي اثناء تأنيبه لثونار و جلنار لكونهم خاطروا و ساعدوا هارليك حتى يتحول لعملاق عاقل..المهم انه بهذا الفصل اقدر اقول انه اوكتيفيان انظم لقائمة شخصياتي المفضله بجداره😔😔❤️❤️❤️❤️
ردحذفشكراا على هذا الفصل الرائع بأنتضار الفصل القادم بفااااارغ الصبر❤️❤️
الفصل كان جميل و ممتع و حبيت كونه من وجهة نظر اوكتيفيان......من بداية قرآءتي للروايه ابدا ما كرهت اوكتيفيان لأن ما حسيته شرير او مزعج المره الوحيده الي انزعجت منه هي اثناء تأنيبه لثونار و جلنار لكونهم خاطروا و ساعدوا هارليك حتى يتحول لعملاق عاقل..المهم انه بهذا الفصل اقدر اقول انه اوكتيفيان انظم لقائمة شخصياتي المفضله بجداره😔😔❤️❤️❤️❤️
ردحذفشكراا على هذا الفصل الرائع بأنتضار الفصل القادم بفااااارغ الصبر❤️❤️
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفيهبل يموت خياااال 🤣
ردحذفرغم اني قريت كل هل فصول قبل بس كلما اقرأ فصل نفس الحماس اللي جنت احس بيه قبل ينعاد للفصل الجاي 💗 افضل كاتبه هي اسراء 💝
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفعد تنازلي من أول وجديد ايه يعني🌚
ردحذفالعد التنازلي للفصول الجديدة
"تسعة"
متحمسه للفصل الي بيتكلم عن جوزفين وثونار جدااا
ردحذفوكمان الفصل الي بينكشف فيه حقيقة جلنار للعامة وازاي بتقدر تكسبهم ف صفها 🥹
مستنيين الباقي ♥️
✨ تسعة✨
بحببببهم
ردحذفجمدانن
ردحذفمفيش بارت النهارده
ردحذفماكو بارت جديد اليوم؟ 🥲🥲
ردحذفاخر من يقرأ الفصل لاني جمعت الفصول 😭😭
ردحذفتوقعاتي للفصل ان الي عمل البث كان من سكان الترانوسي و عنده قدره نار و أصبح من النبلاء و برغم انه يقدر يتخلص من النبلاء بنفسه لكن يخلي الفرسان هم المنقذين ، مدري سلكو لتحليلاتي😭😂
ردحذفمرعبة جداً بالنسبة لي كيف الرواية ذي تقلب مزاجي، أخاف جداً لو جت الفصول الجديدة وصار شي ما توقعته وكان حزين يقتلني الاكتئاب بلا رحمة ✨✨✨💔
ردحذفاسراء الرواية كم فصل وتنتهي يعني تتعدا ال90 فصل؟ 😭
ردحذفاحس مستحيل اتخطى يوم اشوف "النهاية" لرواية تبازيوس
ردحذفبالله بحب اوكتفيان حتى من قبل ما اعرف قصته هو انسان كريزما كده و مستفز ساعات بس بحبه علشان هو انسان كويس من جواه 😭💕
ردحذفالفصل.. كيف اقولها؟ مميز!
ردحذفحبيت وجهة نظر اوكتيفيان مرة! وساعدتني افهم شخصيته المعقدة وافكاره اكثر وصراحة صرت احبه اكثر من قبل..
بببكككيييي ثونناااارريييي صحت !!! يا فرحتيي 🥹🥹🥹💞💞
ردحذفوحشتني مره 😞💗
"اقتربوا، لن نقيم اجتماعًا دون طاولة اجتماعات".
ردحذفكيف أصبحت المائدة طاولة اجتماعاتنا فجأة؟
المشهد لطيف او انا بس اشوفه كذا؟ تطور علاقتهم من بداية الرواية للحين ووين كنا وكيف صرنا بقللبييي للابد
توبازيوس وشخصياتها هي مساحتي الآمنة 💗
اوكتيفيان خلاني انتبه لنظرات أتينار المشفرة 😭 وكيف جلنار تتغير تعابيرها شوي لما تناظره كيوت
ردحذفارتعشت لنية القتل التي شعرت بها خلفي، وقبل أن ألتفت يدٌ ضغطت على كتفي بقوةٍ وأتريوس وقف بجواري. "لا أهتم بما تظنه جلنار عنك، ولكن إن حاولت مساس شعرةٍ منها أو فكرت حتى بهذا مجددًا لن أتردد ثانيةً قبل سحب فأسي وتركه عالقًا داخل جمجمتك".
ردحذفعاااااا صرررخختتتت 😭😭
اترييووسسس 💗💗💗💗
"لا تغتر كثيرًا، أتريوس. منذ هذه اللحظة لست الوحيد الذي يفكر بحمايتها".
ردحذف"أنا جادٌ في هذا، لن يمس أحدهم هذه الفتاة طالما أتنفس، هذا قسمي كنبيلٍ حقيقي".
اوكتيفيياانن!! ييجججنننننن فديته تغير شخصيته رهيب
الي اسمه "إي" حبيته شخصيته تجنن ههههه
ردحذفابغى اعرف هويته ما اقدر اصببررر
وكفو عليه والله تاج راسي اطلق شخصيه 🌹
اتمنى نرجع نشوقه قريب مع نشرة اخبار الحقيقة الرائعه حقته
لكن لم تفتني تنهيدة الراحة التي غادرت صدر أتريوس، ما الذي يجري بينهما؟
ردحذف-
أتريوس سأل واستند على الطاولة ينظر لوجهها، تعبيرها اختل لثوانٍ، ولكن ابتسامتها عادت بشكلٍ أكبر.
-
وكأنها ابتسامة شخصٍ يشعر بالراحة. هل ابتسم للتو عندما ضحكت جلنار؟
جلنار واتريوس هذا الفصل 💗💞💓💗💞💕💓
"أنا جاد!"
ردحذف"مرحبًا، جاد! أنا أتريوس"
"إن تجرأت وقلت أنها مزحةٌ سيئةٌ سأقطع رأسك هنا".
السخيف!!! 😭😭😭😭😭 ولا بعدين متفشل من الذبه قام يهدده ههههههه
ما عجبتك النكته؟ بتموت
ذكاء جلنار مرعب، فعلا داهية
ردحذفلْـۆ سمحتو شلون اقرا الفصل 44 ما يضهر عِنـ.̷̷̸̷̐ـديّ ؟
ردحذفهل استطعتي ايجاد الفصل 44 ؟
حذفانا لم استطع ايجاد كل من الفصل 44.52 و 53