الفصل السادس والعشرون | رجل بلا لون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إفصاح: "اللهم اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".

إفصاح آخر "بشيء من الحظ يمكن للكلمات اذا استخدمت بذكاء تغطية بشاعة الحقائق المجردة ". أجاثا كريستي

 مساحة لذكر الله

****************************************

الفصل السادس والعشرون




مر أسبوعان تقريبًا! أسبوعان من جحيم أتريوس منقطع النظير...

طيلة الوقت كل ما كنت أتدرب عليه هو حمل الأثقال… أو ربما الأطنان! والركض حول المكان كل صباح والاستيقاظ قبل شروق الشمس وأحيانًا عدم النوم حتى اليوم الثاني.

أصبحت ساعات نومي تعادل الثلاث إلى أربع ساعات فحسب، حتى أنني لم أعد أتناول ما يحلو لي وأصبح جسدي محطم، كل عضلة فيه أصبحت تؤلم، تمارين ضغط وسحب وأحيانًا يجب أن أتعلق بجذع شجرة وأرفع جسدي مائة مرة، وأحيانًا أخرى علي الوقوف ما يعادل خمسة عشرة دقيقة على قدم واحدة.

كنت على حافة ركل أتريوس وقتل نفسي وعدم التمرن مجددًا، ولكن ما أوقفني هو أن ما يفعله كان يجدي ثماره! أكره الاعتراف بهذا ولكن هناك عضلات في جسدي برزت لم أكن أعلم بوجودها، الكثير من التغيرات في أسبوعين كانت مدهشة.

كنت اتأقلم كما يقولون، ذراعي أصبحتا أكثر قوة وكذلك قدمي، عضلات ساقي أصبحت بارزة وربما أكبر وكنت صحيّة أكثر من أي وقت مضى. إن كنا سنعترف بالحقيقة... فلطالما اشتكت والدتي من نحفي المبالغ فيه بسبب إهمالي لوجباتي، والآن أصبح جسدي أكثر بروزًا وقوة.

مع انتهاء الأسبوع الأول جاءت الحكيمة بالفعل كما قالت لاختبار كل واحد منا، اختلف الاختبار من شخص لآخر واختباري كان خاصًا فقط بالقوة البدنية... لم أقاتل! لم أحاول إخراج نيران من يدي أو تغيير موجات الهواء، فقط كان اختبار تحمل وأثقال وما شابه، وإن أردت قول الحقيقة كان أسهل من تدريب أتريوس.

نجوت من التدريب المكثف كما نجا كل من أتريوس وأغدراسيل وكذلك أوكتيفيان وثونار، وللمفاجأة أن كل من هارليك وذلك المستفز أرتيانو نجح وفشل البقية! رومياس كالعادة كان كالأحمق يستخف بنفسه ويستصغر نفسه أمام من يختبره، أما لافيان فقد حاول المزاح مع الجميع بصنع متفجرات صغيرة أسفل كراسيهم قبل بدء التدريب فحُكم عليه بالفشل قبل أن يُختبر حتى.

تينر جام رائع جدًا في قوته الخاصة ولكنه كان سيئًا في القتال الجسدي، الوضع نفسه لجوزفين الذي تسلق شجرة طويلة عندما رأى حجم الشخص الذي عليه مقاتلته والذي كان ضخمًا جدًا بالمناسبة، زوندي كان يستخدم جسده كدرع ونسبة هجومه كانت أقل من دفاعه.

وبذلك كل من زوندي، لافيان، رومياس، جوزفين وتينر جام ذهبوا من بداية الأسبوع مع الحكيمة للخضوع لتدريب مكثف، استغرق الأمر يومين ثم عادوا بعدها ولكنهم عادوا جثثًا تتحرك تقريبًا... حتى زوندي النصف ميت كان ميتًا كليًا، ورؤيتهم بهذه الحالة جعلني أتوقف عن التذمر من حال أتريوس معي، فأظن أنني أعيش أسفل جناح الرحمة هكذا.

لم أستطع مقابلة رومياس لإخباره بكل ما أعرفه، فقد أصبحت تدريباتهم داخل الغرف التي رأيتها في المنزل، كما أن أتريوس لا يعطيني فرصة حتى لأتنفس. الشيء الوحيد الجيد هو أنني سرقت بعض الوقت للهروب من بين يديه والذهاب إلى السوق، استطعت رؤية جولدامون مجددًا وللمفاجأة كان سعيدًا برؤيتي، مررت على مونيكا أيضًا وأعطيتها خمسة تصميمات لتقوم بصنعها، أحدها كان خاصًا للتدريب، قميص قطني أسود بلا أكمام وسروال من قماش مطاط يسهل الحركة مع سترة فوقهما.

بنهاية الأسبوع الثاني لم تأتِ الحكيمة لأن هناك أمورا طارئةً لم يتم إخبارنا ما هي، وبهذا تنفس الجميع براحة. لم أكن أعلم أن الأسبوع الثالث هو أسبوع الكدمات الخاصة.

كالعادة استغرقت في النوم ولم أستيقظ إلا على صوت واندر التي تمنع أتريوس كل يوم بصعوبة من إيقاظي بدلو من الماء البارد، أصبحت تستيقظ قبلنا لتقوم بمنع أي شجار قد يشُب بيننا.

أَخَذت هذا القرار بعد أن أيقظنا المنزل كله بشجارنا في أحد الأيام. لم يقم الأحمق بإغراقي بدلو من الماء، لقد قام بملء حوض الاستحمام وحمل جسدي بينما أنا نائمة وألقاني في الماء، كدت أُصاب بنوبة قلبية بدون مبالغة.

كنت أصرخ بينما هو يبتسم بكل برود، تبعته في المنزل كله وأنا أصرخ وهو ينظر نحوي بكل برود مما أثار غيظي فأمسكت إناء الزهور ورميته نحوه، ولولا رد فعله السريع وإبعاد الإناء عنه مستعملًا تيارات الهواء لكان تحطم فوق رأسه عوضًا عن اصطدامه بالحائط وتحطمه.

صرخ وصرخت ثم جننت، أعترف بأني لم أكن أعرف ما أفعل ورميت أول ما وقعت يدي عليه... سكين المطبخ الذي تم شحذها ليلة أمس.

لم تصبه بالطبع ولكن يمكنني القول أنني فاجأته، ولولا استيقاظ الجميع ورؤيتهم ما حدث لكنت جثة مدفونة لم يعلم أحدهم مكانها.

صفقت ثونار لي بكل فخر واعتزاز وصفعت واندر رأس كلينا وقامت بركل أتريوس خارج المنزل، عاد البعض للنوم وقرر آخرون أن يستمتعوا بما تبقى من العرض وعلى رأسهم يوجين.

لذلك أصبحت المسكينة واندر تستيقظ قبلنا وتمنع أتريوس من الدخول لغرفتي منعًا باتًا.

هبطت السلالم بينما لم أنسَ أهم جزء في الروتين اليومي، لعن أتريوس وشتمه مع كل درجة أنزلها، أستمتع كثيرًا بفعل هذا.

كالعادة أصبحت واندر تُعد الفطور لكلينا بعد أن وبخت أتريوس قائلة أنه طفح الكيل من أفعاله لذلك وافق على شرط أن الأصناف التي ستُحضر ستكون حسب جدول يختاره هو!

كان الأحمق يجلس على المائدة يتناول إفطاره بهدوء وقد وضعت واندر حصتي مقابلًا له وذهبت لتكمل نومها قبل استيقاظ الجميع. أردت أخذ طبقي والجلوس بعيدًا، أبعد مكان في المائدة عنه، ولكن هذا ما يريده هو لذلك جلست أمامه حتى يتضايق.

صمت جال لدقائق قبل أن يقطعه "منذ اليوم سنبدأ تدريبكِ على القتال" حاولت بصعوبة ألا أختنق بما آكل ونظرت نحوه بأعين متسعة، بادلني نظرات ساخرة وقال "ماذا؟ ظننتِ أننا سنبقى طيلة عمرك على تلك التمارين البسيطة؟" تلك كانت تمارين بسيطة؟

أعدت عيني للطبق أمامي وآثرت الصمت على الشجار معه، ولكني لم أستطع التحمل لأنه في الواقع وإن كنت أريد أن أكون صريحة، الشجار معه يعطي نكهة ممتعة لليوم، خاصة إن كنت أنا الطرف المنتصر… كلاميًا.

"لا تستغل الفرصة وتقتلني، إنه شيء متوقع منك" قهقه بسخرية وأشار نحوي بشوكته وقال "لا يفكر الجميع كالأطفال مثلكِ" رفعت حاجبًا وألقيت نظرة اللا مبالاة نحوه وقلت "محاولة سيئة لاستفزازي" ابتلع ما وضعه في فمه وقال "إذًا محاولتكِ أسوأ" وضعت الكوب بقوة على الطاولة دون رد، ولكنه تمتم بصوت مسموع "يبدو أن محاولتي لم تكن سيئة لهذه الدرجة".

نظرت نحوه بعدم تصديق وقلت "أنت طفل حقًا" ابتسم وحرك كتفيه قائلًا "أحيانًا علينا أن نتعامل كالأطفال مع الأطفال" فتحت فمي وأغلقته عدة مرات ولكني لم أجد ردًا جيدًا كفاية... تبًا، خسرت!

"محاولة جيدة، بندقية العينين. انهضي سنبدأ" طرفت عدة مرات قبل أن أصيح "لم أنهِ فُطوري بعد!" التفت حول المائدة وأمسك معصمي يسحبني لأنهض مجبرة أتبعه وأنا أنظر لفطوري بحسرة "سأخبر واندر" تمتمت بعبوس ليتوقف ويلتفت ناظرًا نحوي ويسحب خدي بقوة مؤلمة ويقول "إلهي، كم عمركِ مجددًا؟".

صفعت يده بعيدًا وسحبت معصمي من يده الأخرى وسبقته للخارج.

تنهدت وأنا أحدق بلون السماء البنفسجي، يكاد الصباح يحل... لون السماء وأصوات الصفير الخافت الذي يزداد كلما أضاءت السماء لتلك المخلوقات الصغيرة التي تستيقظ تجعلني أشعر بالراحة… شيء واحد يفسد كل هذا وهو يقف خلفي الآن.

التفت أنظر نحوه ولكنه كان مشغولًا بتصفح جهاز ما ذي إطار أبيض لا شاشة له، فقط صورة ضوئية. زفر فجأة وأغلق الجهاز وهو يثني الإطار ليتداخل ويصبح أشبه بالقلم ثم يقول "أتعلمين أسس القتال؟".

لويت فمي وقلت ساخرة "ماذا تظنني؟ بالطبع لا!" دحرج عينيه وتقدم نحوي وقال "أتعلمين حتى وضعية قتال؟" رفعت كتفي ووقفت مباعدة بين قدمي وكورت يدي في شكل قبضتين وقلت "هذا ما أراه في الأفلام عادةً" اقترب مني وقام بإمساك كتفي وإعادته للخلف ودفع قدمي اليمنى للأمام بقدمه، وأمسك بقبضتي يدي واضعًا اليسرى لخلف واليمنى أمامها.

"ليس سيئًا، هناك ضربات أساسية إن كنتِ في قتال بالأيدي مع العدو، هناك ما يسمى باللكمة المباشرة" وقف أمامي تمامًا قال "كل ما عليكِ فعله هو توجيه قبضتكِ لذقن المقاتل، هيا" قال وهو يقف أمامي لتتسع ابتسامتي وأتمتم "كما تريد".

دفعت بقبضتي ناحية ذقنه وأنا أرسم صورة له ممسكًا بوجهه متألمًا لكن سرعان ما خاب أملي لأنه تفادها بتحريك رأسه وإمساك معصمي وسحبي ناحيته، كدت أقع ولكنه أمسك بجسدي وقال "من السهل أيضًا تفاديها وتوجيه ضربة لمعدة الخصم بواسطة الركبة" قال وهو يوجه ركبته ناحية معدتي قبل أن يدفعني لأقف مجددًا.

"ما أن تري أن الخصم تفادى الضربة لا تنتظري رد فعله وخذي مسافة آمنة فورًا أو حاولي الهجوم ولا تقفي كالبلهاء" ابتلعت ونظمت تنفسي وأومأت بتفهم.

"إن كنتِ على مسافة قريبة من الخصم فاستخدمي اللكمة التصاعدية، قومي فقط بتوجيه قبضتك من الأسفل لضرب ذقن الخصم بهذه الطريقة" قال وأمسك بكف يدي وحركه بطريقة سريعة ناحية ذقنه.

"هناك لكمة جانبية، ستبرزين كوعكِ بتلك الطريقة للخارج وتوجهين لكمتكِ لفك الخصم" أومأت دون أي تعقيب على حديثه.

تحرك ناحية جذع شجرة ووضع كف يده عليها، تحرك الجذع وبرز منه شكل دائري خشبي "يمكنكِ تخيل هذا على أنه وجه الخصم، كل لكمة أخبرتكِ عنها اليوم ستتدربين عليها، ستلكمين وجه الشجرة هذا مائة مرة لكل لكمة" نظرت نحوه باستنكار وقلت "عفوًا!" رفع حاجبًا وقال "ماذا قلنا عن الاعتراض؟" أخرجت 'هه' ساخرة وأجبت "تريد مني أن أحطم يدي بتلك الطريقة ولا تريد مني أن أعترض؟" ابتسم براحة وقال "لا أجبركِ على شيء، الحكيمة من تقرر في النهاية".

عضضت شفتي بغيظ ووضعت انتباهي على وجه الشجرة اللعين وبدأت في لكمه. نظر نحوي كـ 'حقًا!' لأصيح به "ماذا؟".

"إن لكمتِ الخصم بتلك الطريقة ربما سيظن أنكِ واقعة في غرامه"

دحرجت عيني وأعدت انتباهي لما أفعل… لن أحطم يدي! ماذا يظن؟

شعرت بجسده خلفي قبل أن تُحيط يده ذراعي ويمسك بقبضتي، قريب جدًا! أقرب مما ينبغي في الواقع… قريب لدرجة أنني أشعر بملمس ذقنه الخشن يلامس وجنتي، توقفت عن التنفس وعن الاستماع لما يقول رغم أن صوته أقرب الأصوات لأذني وشعرت بأني على حافة البكاء، وأيًا يكن ما كان يفعله فأنا لا أدركه حتى.

انسوا كل ما قلت؛ لأنه في الثانية التالية عادت حواسي جميعها للعمل وانطلقت الحواس العصبية لعقلي بجنون صارخة بالألم في مفاصل يدي، اللعين دفع بقبضتي للجذع بقوة لدرجة أنني أسمع طقطقة كلما حاولت تحريك إصبع منها.

صحت بألم وعدت للخلف كرد فعل ولكنه ظل ثابتًا في مكانه، لم أهتم بصدره الملاصق لظهري ولا محاولته لكبح ضحكته، كل ما أهتم به هو مفاصل يدي الثمينة.

نظرت نحوه بغضب وقد دمعت عيني من الألم، هذا مؤلم حقًا. "ستعتادين مع الوقت" تمتم وهو يعض شفتيه حتى لا يضحك، تنفست بقوة، يريد مني أن ألكم؟ له ذلك إذًا.

كورت قبضتي رغم الألم الذي يصرخ بها ووجهتها بسرعة من الأسفل ناحية ذقنه، لكمة تصاعدية رائعة يا رجل.

أصبته هذه المرة لأنه تراجع متفاجئًا وقد تأوه ممسكًا بذقنه بينما تأذت قبضتي بشكل أكبر، لذلك شتمته وأنا أحرك قبضتي ممسكة بها باليد الأخرى أحاول تلين مفاصلي لتعتاد الألم.

النظرة التي رمقني بها بعد ذلك جعلتني أكتم جمل الشماتة التي كنت أجهزها. المشكلة هي أنني أتألم أكثر منه، هذا غير عادل! تقدم نحوي بنفس النظرة وانتظرت تلقي لكمة تذهب بصف أسناني الأمامي ولكن كل ما قاله هو "أهذا كل ما تملكينه؟ ظننتكِ ستلكمين بقوة أكبر!" اتسعت عيني ولكنه تنهد في المقابل واختفت تلك النظرة المخيفة وتمتم بيأس "أمامكِ وقت طويل".

انتهى الأمر بي بلكم جذع الشجرة ذاك، ورغم الألم القاتل إلا أني أكملت، وكما قال... اعتدت الألم، ما زالت تؤلم بالطبع ولكن ربما سيكون ألمًا أفضل مما مروا به في التدريب المكثف.

كان أتريوس يحوم حولي ويقيم طريقة لكمي وفي كل مرة يقول عيبًا في طريقتي، وأحيانًا أخرى يقول أشياء غير موجودة في طريقتي فقط لاستفزازي.

دار حول الشجرة ويديه خلف ظهره وقال "الدفاع، السرعة والقوة.,. هؤلاء الثلاثة أهم ما عليكِ الحفاظ عليهم أثناء القتال، إن كان دفاعكِ رديئًا ستتلقين ما بين السبعين إلى مائة وخمسين لكمة، مهما بلغت لكمتكِ من قوة لن تكون ذات أهمية إن لم تكوني سريعة كفاية، تذكري أيضًا أن القوة مقترنة مع الأسلوب الذكي، توجيه لكمات عنيفة ستؤلم الخصم لكنها سترهقكِ في المقابل؛ لذلك عليكِ التركيز والتحكم بقوتكِ وتوزيعها ما بين هجوم ودفاع".

استمرت نصائحه وفي كل مرة كان علي التطوير من لكمتي... عليها أن تكون أسرع، أقوى، وعلي ألا أتذمر أو أتوقف حتى أتقن ما يقول، صوته العالي كان يشكل ضغطًا يجبر على إكمال ما يأمر به حتى وإن كنت على حافة الموت.

لقد ظللت ألكم دون توقف، حتى عندما شعرت بالدماء تغطي مفاصل يدي لم أتوقف، لم أخبره حتى أنني أنزف، واصلت بلا توقف، كان علي فعل ذلك على كل حال… ليس فقط لأني أصبحت أكره نظرات أتريوس التي يوجهها نحوي وكأني دمية يمكن ركلها وتوسيخها بالوحل كما يشاء، بل لأنني رأيت الجميع يبذل مجهودًا قويًا لدرجة أن كل شخص منهم قد كسر يدًا وقدمًا وحتى تأذى بشكل كبير ولكنهم لم يتوقفوا.

ما الفرق بيننا؟

تحملت وأكملت بصمت… كان الأمر صعبًا، أن أشعر كل مرة بجروح يدي تلتحم مع الخشب القاسي وأحاول في ذات الوقت إخفاء عيني التي تدمع في كل مرة أتألم عن أتريوس.

توقف عن انتقادي وأصبح يراقب بصمت، لا أعلم أهي شفقة أم أن أخطائي قلّت، ولكني كنت سعيدة لصمته!

أنهيت الثلاثمائة لكمة وتنفست معها الصعداء، مفاصل يدي الاثنتين مغطاة بالدماء لذلك وضعتها داخل جيب البنطال ونظرت لأتريوس وأنا أحاول التنفس براحة وقلت "انتهيت".

أخذ نفسًا وأومأ ببساطة ثم قال "انتظري هنا" عقدت حاجبي بتعجب ولكنه تركني واتجه للداخل. أخرجت يدي من جيبي ونظرت نحوها بألم، إنها تلسع كثيرًا… كان المنظر سيئا ولا يمكنني قياس حجم الضرر بسبب الدماء التي تغطي الجروح.

ما إن عاد مجددًا أخفيت يدي خلف ظهري وجلست مسندة ظهري للشجرة وأنا أنظر نحوه.

فتح زجاجة ماء وألقاها نحوي وأخرج من جيبه مكعبًا صغير الحجم ما إن ألقاه فوق الأرضية تحرك وانفتح مُخرجًا الكثير من الأدراج ليصبح بحجم علبة كبيرة.

"حالة يدكِ سيئة، قومي بغسلها وتطهيرها ولفيها بالضمادات" نظرت للعلبة المفتوحة المليئة بأدوات طبية ثم نحوه وقلت "لا أحتاج لـ…" قاطعني "لم أسألكِ عما تحتاجين، إن ظلت يدكِ على هذا الحال ستحتاجين أسبوعًا للتحكم بها مجددًا، مما يعني أنك ستقومين بتعطيلي… من المفترض أنكِ طبيبة؟".

نظرت نحوه بزاوية عيني، لعين! كيف لاحظ حتى؟

حسنًا، مع من أمزح وجهي يمكنه أن يخبرك أني امرأة على وشك الولادة.

حاولت إمساك علبة الماء لغسل يدي وما إن أمسكتها وأملتها وقعت أرضًا، لا أشعر بمفاصلي حتى! تبًا.

تنهدت وحاولت إمساكها مجددًا ولكني لم أستطع، كانت يدي ترتجف بطريقة لا يمكنني التحكم بها، سمعته يتنهد قبل أن يقترب ويجلس مقابلًا لي ويلتقط زجاجة الماء "يمكنني فعلها وحدي" قلت باقتضاب ولكنه سحب يدي "قلت أنه يمكنني فعلها وحدي واللعنة" صحت به وأنا أسحب يدي ولكن قبضته اشتدت على معصمي وسحبها نحوه لدرجة أنني كدت أقع فوقه.

"اثبتي" قال من بين أسنانه قبل أن يسكب الماء البارد فوق يدي، ضغطت على شفتي حتى لا أصيح بألم، ما إن زالت الدماء رأيت شكل الجروح على كامل مفاصلي، حتى أن انحباس الدماء وصل لأصابعي.

"كيف عرفت أنني طبيبة؟" لست طبيبة لكنني كنت لأكون واحدة إن لم أصل إلى هنا، تمنيت لو يتحدث حتى أنشغل عن ألم المطهر اللعين فوق يدي "لقد ظللتِ تتبجحين بذلك سابقًا عندما قمتِ بمعالجتي" قال مما دفعني لتذكر ذلك اليوم.

"كما أن واندر لا تنفك عن التفاخر بذلك" تمتم بينما يضع كامل تركيزه على تطهير الجروح مما أعطاني فرصة لتأمل وجهه دون أن يمسك بي.

"أنت وواندر تبدوان مقربين" قلت بينما ما زالت عيني متعلقة بخصلات شعره وذقنه وفكه... تبًا، أعترف أن هذا الشخص وسيم ، ربما إن كان أقبح لساعدني ذلك على كرهه أكثر.

همهم كرد على سؤالي والتقطت الضماد الطبي وبدأ بلفه حول كف يدي وما زال تركيزه بعيدًا عني، آثرت الصمت حتى لا أبدو كثرثارة فضولية وفضلت النظر لوجهه.

لم أستطع كبت ابتسامتي وأنا أنظر لوجهه، عاقدٌ حاجبيه كالعادة وعينه ثابتة على ما يفعل، شفتيه منطبقتان بتركيز ويبدو كطفل يحاول حل مشكلة ما.

لو يبقى أتريوس فقط هكذا… ربما كنت لأعجب به! ولكن ما إن يفتح فمه ويخرج الهراء منه حتى يدفعك للرغبة بقتله.

لم أنتبه أني أحدق به وأبتسم كالحمقاء إلا عندما انتهى ورفع عينه نحوي بينما كان يقول شيئًا ما لم أسمع منه حرفًا، صمت هو الآخر عندما لاحظ شرودي وحدق نحوي باستغراب.

أخفيت تلك الابتسامة بسرعة ونظرت بعيدًا بينما نظفت حلقي وقلت "أعتذر، تذكرت شخصًا ما" نظرت نحوه بطرف عيني لكنه كان يحدق بيدي بصمت وقال دون رفع عينه "غيري الضماد كل ليلة حتى لا تتلوث جروحك" أومأت وسحبت يدي من بين يديه.

نظر نحوي لفترة سببت ارتباكي "مـ… ماذا؟" تمتمت ولكنه نهض بصمت وقال "لديكِ استراحة" واتجه للمنزل، رجل غريب!

نظرت ليدي التي التفت الضمادات البيضاء حولها، حركت أصابعي لأتأوه بألم، بعض الوقت وستصبح جيدة مجددًا. نظرت لصندوق الأدوات الطبية بجواري وحركت يدي لأحاول حمله ولكن ما إن لمسته تحرك بشكل سريعًا وأُغلق حول نفسه وعاد شكله الصغير، هذا الصندوق لا يحبني ربماَ!

"صباح الخير" التفت ناحية الرأس الأزرق الصغير الذي يركض نحوي ووجدت نفسي أبتسم بلا إدراك. ما إن توقف هارليك أمامي سحبته محتضنة جسده صغير وبعثرت شعره الريشي المبعثر لوحده، أحب هذا الفتى.

علا صوت قهقهته بينما ما زالت بحة النوم متعلقة بصوته "أيها الشقي لا أستطيع إمضاء الوقت معك منذ انخراطك في ذلك التدريب" أنبته ليجلس فوق قدمي وأحتضن جسده وقد أسند ظهره لصدري وربما يحارب حتى لا يعود للنوم.

"لن تصدقي ما حدث معي أبدًا، أصبحت جيدًا في استعمال السيوف واتضح أن حجمي الصغير له مميزات أيضًا. لقد كان الأمر رائعًا رغم أن التدريبات متعبة جدًا، ولكن التفكير بأنني أصبحت حقًا واحدًا من الفرسان الآن يجعل الدماء تتدفق بقوة داخل جسدي. مدربي رائعٌ حقًا، ظننت أنه ربما سيقلل من شأني لأني أصغر من في الفريق ولكنه كان يعاملني بجدية، لقد ساعدني في الشعور بمقدار المسؤولية لأنه تم اختياري. أتعلمين أيضًا؟ لقد تحدث عنكِ، الجميع يتحدث عنكِ، يظن أنكِ مذهلة كابنة التوبازيوس... أتتذكرين؟ إنه السيد سيف الذي ساعدكِ في المجيء إلى هنا، قال أنه من المحرم الحديث عما رأى على الأرض لكنه وصفه بالمذهل"

الكثير والكثير من الحديث اللا نهائي ورغم أن شخصا آخر قد ينزعج كثيرًا من كثرة كلام هارليك كيوجين على سبيل المثال؛ إلا أني استمعت بإنصات مع ابتسامة كبيرة مستمتعة. اشتقت للجزء المسالم في حياتي هنا، وهارليك هو قطعة من هذا الجزء.

كان يفرك عينه كل دقيقة ويتثاءب مما دفعني لسؤاله "لمَ استيقظت الآن؟ انظر، الشمس تكاد تشرق، واندر لا تيقظكم في هذا الوقت" أومأ برأسه ليقع شعره على عينه مما دفعني لتحريكه للخلف "اليوم وعدني السيد سيف أنني سأتدرب على استخدام أسلحة الباورنوم؛ لذلك بالكاد نمت من شدة الحماس" عقدت حاجبي بتعجب وأملت رأسي ناظرة له وسألت "الباور... ماذا؟".

"تعلمين؟ أحد أهم عوامل الدخل الاقتصادي للمملكة هنا هي أسلحة الباورنوم، أسلحة بحجم الذراع تقريبًا تُشحن عن طريق كُرات صغيرة استطاع الوسطاء اختراعها، تحول الطاقة اللا ملموسة من حولها إلى طاقة ملموسة يمكنها قتل الآخرين" واو! لنتمنَّ أن أتريوس لا يمتلك واحدًا.

التفت برأسه نحوي نصف التفاتة وسأل "ماذا عنكِ؟ هل السيد أتريوس سيء معك؟ الجميع يقول أنكِ بالتأكيد تعانين بسبب قسوته. رأيته وهو يتدرب مرة، لقد كان مخيفًا، ولكنه كان جيدًا جدًا كمقاتل" زممت شفتي بتفكير وقلت "لا نختلف جميعًا على أنه قاسٍ بكل تأكيد، أحيانًا يتحول لشيطان لعين" دحرجت عيني وأنا أقول الجملة الأخيرة ثم تابعت "ولكنه مدرب جيد، بعيدًا عن حس الرحمة المنعدم عنده فتدريبه يأتي بنتيجة، لقد كنت لا أفقه شيئا في التدريب ولكن انظر، أصبحت أمتلك بعض العضلات".

قلت ممازحة وأنا أريه ذراعي ولكنه قطب حاجبيه وأمسك بكف يدي وقال "أهو من فعل هذا؟" حركت رأسي نافية وقلت "لقد ضغطت على نفسي، هو من قام بتضميدها" التفت نحوي بسرعة وبأعين متسعة وصاح "هو فعل ماذا؟" أدرت رأسه مجددًا وقلت "أتريوس ليس بهذا السوء… حسنًا، ربما قليلًا، لكن لنقل أن لديه انفصام يظهر لثوانٍ... انفصام جيد".

لم يعقب على كلامي وحرك كتفيه بصمت، لا يمكنني تصنيف أتريوس حقًا... من السهل جدًا بالنسبة لي -ولأني شخص كان يمضي حياته بلا علاقات- أن أصنف الأشخاص لمجموعات، بعيدًا عن التصنيف النمطي المعتاد، كان ذلك ممتعًا، حتى الجميع هنا قمت بتصنيفهم ولكن لا أجد لأتريوس مجموعة قد أضعه فيها!

الأمر أشبه وكأنه مجموعة منفردة بذاتها... ليس جيدا وليس سيئا، بل هو سيء جدًا وأحيانًا جيد، إنه حتى ليس موجود ضمن المنطقة الرمادية، لا أبيض ولا أسود، لا رمادي… لا لوني!

أتريوس شخص بلا ألوان أو ربما يملك ألوانه الخاصة، ألوان لا أعرفها… مهما نظرت للجميع؛ أتريوس هو الشخص الوحيد الذي ستراه بعيدًا، وكأنه مظلم ووحيد ولكن بطريقة ما لا أفهمها ظلامه مضيء وجذاب.

"هل يوجين هنا؟"

أجفلت بعيدًا عن أفكاري ما إن قاطعها صوت هارليك، تمتمت بـ 'لا' ليومئ ويعود لصمته مجددًا وكلانا ينظر للسماء التي تحولت للون أزرق من شأنه إزاحة همّ صدري.

مر الوقت بكلينا ونحن نحدق بالسماء حتى أشرقت الشمس، وحينها بدأت أصواتهم داخل المنزل تعلو كعادة كل يوم ووجدت نفسي أبتسم تلقائيًا لهذا الشعور الجيد. نهض هارليك ليتناول فطوره مع البقية وظللت وحدي حتى عاد أتريوس بملامحه الباردة كالعادة وعدنا مجددًا للتدريب.

رغم إصابة يدي كان علي استعمالها مجددًا؛ مما دفعني للتذمر بينما هو يرمقني بسخرية كعادته.

"عليكِ معرفة بعض نقاط الضغط إن كنتِ في هجوم مباشر وغير قادرة على هزيمة الخصم، أولها ضرب الجبهة، إذا استخدمتِ أسفل راحة يدكِ عوضًا عن القبضة لضرب الجبهة سيسبب هذ..."

"ارتجاجًا في المخ وسيُعيد رأس الخصم للخلف، أعلم" قاطعته ليومئ ويكمل "ماذا عن الصدغ؟" رفعت كتفي وأجبت ببساطة "إن ضربت الصدغ بمفصل الإصبع سيسبب نزيفًا حادًا أو ارتجاجًا وأحيانًا الموت" درست هذه الأشياء جيدًا.

"ماذا عن عظم الصدر؟" ابتسمت بفخر وأجبت "مكان جيد، لا يوجد عضلات أو دهون قد تحمي عظم الصدر لذا فهي هشة، لكمة قوية قد تفصلها لنصفين".

"عظم الترقوة؟" زممت شفتي وقلت "ماذا عنها؟" ابتسم وكأنني خسرت وقال "إن ضربتِ بأصابعكِ خلف عظمة الترقوة وضغطت هناك ستجبرين الخصم على النزول على ركبتيه" اومأت أنا هذه المرة بينما ضغطت بأصابعي على عظمة الترقوة كتجربة.

أكمل حديثه وفي كل مرة يقول شيئا جديدًا يجب علي إتقانه، ظللنا حتى نهاية اليوم نتدرب، اللكم والركل والتفادي ونقاط الضغط والمواجهة والقتال المندفع وغيرهن الكثير الذي أتذكره جيدًا بسبب ذاكرتي القوية. ظل يوجين يتردد علينا بين الفنية والأخرى يتفقد إن كنت قد مت أم لا ثم يذهب ويراقب البقية.

منذ ظلام سماء الفجر وحتى ظلام غروبها كانت نتيجة اليوم جيدة، يمكنني اللكم الآن ويمكنني تفادي بعض اللكمات بسرعة لم أكن لأتخيلها. تحطم جسدي بالطبع؛ فذلك اللعين كان يلكم ويرمي جسدي في كل مرة فوق الأرضية الصلبة بجدية.

لم أشعر بسعادة في حياتي كالتي شعرت بها عندما استطعت إسقاطه، عندما رمى جسدي وظن أنه ربح ركلت كاحل قدمه بقوة مما تسبب في سقوطه فجأة، وبكل فخر أقول أني فاجئت أتريوس أخيرًا.

عندما تأخر الوقت قرر أننا انتهينا لليوم، لم يذهب لتدريبه اليوم، ظل طيلة يومه يقوم بتعذيبي, أكاد أقسم أن هناك كدمة على ذقني، أشعر بها، فقد سقطت بقوة على وجهي حتى أن أنفي نزف مرتين. 

تحرك كلانا للمنزل، أو تحرك هو وأنا كنت أعرج وبالكاد أسير كفتاة طبيعية.

كان الجميع مجتمع حول المائدة وقد التفتوا لنا ما إن دخلنا.

"أوه، من الجيد أنكم انتهيتما لـ... يا إلهي، جلنار!" صاحت واندر ما إن رأت وجهي مما أفزعني، لا أريد النظر للمرآة، أشعر بأني أشبه فقمة منتفخة الوجه ربما.

ألقت نظرة قاسية تجاه أتريوس الذي لم ينظر نحوها حتى وألقى بجسده فوق الأريكة "أتريوس، ما لعنتك بحق الله؟ قالت الحكيمة قم بتدريبها لا تدميرها، أنـ.." سكتت عندما أمسكت بكتفها وحركت رأسي بألّا بأس "أنا بخير، واندر. الأمر ليس بهذا السوء، كما أنني من أخبرته ألا يتساهل لذلك لا يمكنكِ لومه".

نظرت نحوي بتفاجؤ لكني ابتسمت وقلت "سآخذ حمامًا سريعًا وأنضم لكم، يبدو الطعام لذيذًا" حاولت الابتسام وأومأت وقد ألقت نظرة غير راضية على أتريوس.

"لا يمكنكِ تناول أي شيء تريـ..." جاء صوته المتكاسل لأدحرج عيني وأقاطعه وأنا ألقي وسادة الأريكة على وجهه "مرة واحدة لن تقتلني، حياتك بائسة بالمناسبة" أزاح الوسادة ورفع رأسه ناظرًا نحوي بحاجبين معقودين "مرة قد تجر مرة و..." قاطعته مجددًا "حاول منعي إذًا" ركضت ناحية المائدة وأمسكت أول طبق وقعت عيني عليه وأخذته راكضة لأعلى. 

"عودي إلى هنا، جلنار. غير مسموح لكِ بتناول هذه الكمية من الدهون" بطريقة ما قفز أمام السلم يمنعني من الصعود لألتف بعيدًا وأنا أحشو فمي بالطعام، هرول ناحيتي لأركض بعيدًا وأستند على الحائط حتى لا أقع، حاصر جسدي بكلتي يديه ولكنني انحنيت ومررت من أسفل ذراعه وركضت للناحية الأخرى من المائدة ليتوقف ويكتف ذراعيه "أعيدي الطبق" رفعت حاجبًا وأمسكت الفطائر وحشوت فمي بها.

"أحسنتِ، هذه فتاتي!" صاحت ثونار ليلقي نحوها نظر قاتلة "أعني عليكِ الاستماع لمدربك" خائنة!

"هذا يكفي" قال بصوت عالٍ لأرفع كتفي وأبتلع ما في فمي وأقول "أنت محق، هذا يكفي" بابتسامة أريته الطبق الفارغ لتتسع عيناه "سأذهب لآخذ حمامًا وأظن أنى سآخذ هذا معي" التقطت طبقا آخر وكأس عصير وسط نظرات الجميع المندهشة وضحكات بعضهم وركضت بأقصى سرعتي للأعلى قبل أن يُمسك بي.

وضعت الطبق والكأس على طاولة المكتب ونظرت ناحية يوجين الطافي على الهواء نائمًا، أخذت منشفتي وملابسي واتجهت للحمام.

علي القول أنني أتفهم فزع واندر ما إن رأت ملامح وجهي، أبدو في حالة فظيعة، بعض الأتربة هنا وهناك، وبالطبع كما توقعت، كدمة زرقاء على جانب فكي وهناك واحدة هنا فوق عظمة وجنتي، جروح هنا وهناك وقد تجلطت الدماء عليها. كان هذا فقط وجهي، أما جسدي فكان فوضى، الكثير من الكدمات الزرقاء في كل مكان وبعضها أصبحت بنفسجية.

 أوتش! النظر لها مؤلم.

أبعدت الضماد عن يدي وملأت الحوض بالماء وبعض المعطرات.. الكثير منها في الواقع، لقد أفرغتها تمامًا في الحوض، وما إن استلقيت هاجم الألم جسدي ولكنه ما لبث حتى أصبح ألمًا معتادًا والمياه ساعدت في تخفيفه.

عندما خرجت من المرحاض وجدت يوجين مستيقظًا، نظرت نحوه بطرف عيني دون التحدث معه واتجهت للنوم "ما خطبكِ الآن؟" لم أجبه مما جعله يحلق ويجلس فوق السرير "هيا! تعلمين أني لن أظل حولكِ لرؤية أتريوس يقوم بتعذيبك، الأمر يصبح مملا مع الوقت" دحرجت عيني والتفت للناحية الأخرى.

"لقد زرت كارولوس اليوم" قفزت جالسة ونظرت نحوه صائحة بـ "حقًا؟" أومأ قبل أن ينظر بتذمر ويقول ساخرًا "بدا مشتاقًا لي... كثــيرًا" نطق كثيرًا بقوة مما أجبرني على الضحك "اللعين ما إن رآني قفز من مكانه ولكن عندما لم يجدك معي عاد للنوم" انفجرت ضحكًا لتذمره، اشتقت لكارولوس. "حاولت الترفيه عن الفتى قليلًا وأخبرته أنكِ مشغولة في بعض التدريبات، هل فهم ما قلت حتى؟" أومأت برأسي وقلت "إنه يفهم، هل هو بخير؟" أومأ برأسه وقال "بدا كسولًا كالعادة".

صوت طرق الباب قاطع حديثنا، نظرت ناحية الباب قبل أن أتبادل النظرات مع يوجين، تحركت وفتحت الباب ليظهر من خلفه شعر أحمر ناري ومجعد مع عينين بحريتين بدرجة فاتحة. "ثونار؟" كانت تقف ممسكة بوسادتين وترتدي ثوب نوم خفيف "من الجيد أنكِ مستيقظة، اتبعيني" تحركت بسرعة على أطراف أصابعها ولكني ظللت واقفة مكاني أنظر نحوها بتعجب.

التفت نحوي وتركت وسادتيها لتقعا أرضًا قبل أن تقتحم غرفتي وتأخذ الوسادة من فوق السرير وتدفعها نحوي لأمسكها وتجرني خلفها، التقطت وسائدها وأشارت لي بأن أتبعها بهدوء.

تحركت معها وأنا لا أعرف إلى أين نذهب في الواقع! صعدت الدرج إلى الطابق السادس وتحركت ناحية أحد الأبواب وفتحتها وأشارت برأسها للداخل وهمست "من هنا" تحركت معها بينما يوجين يتبعنا بقلق.

كانت الغرفة مظلمة لا أرى باطن يدي من ظاهرها لذلك همست "ثونار؟ لا أرى شيء" شعرت بيدها فوق معصمي تسحبني معها قبل أن تتوقف وتقول "تمسكي جيدًا ولا تصرخي" عقدت حاجبي وكدت أسأل عن مقصدها ولكنها تمتمت بشيء ما قبل أن ترسم بيدها أشكال هندسية تشع باللون الأخضر في الهواء وفي النهاية نظرت نحوي بابتسامة استطعت رؤيتها بسبب انعكاس ضوء تلك التعويذة الطافية "استعدي" وقبل أن أنطق بشيء فرقعت بأصابعها.

خلال ثانية اختفت الأرض الصلبة من تحتي وأصبحت أنزلق للأسفل وهي تنزلق أمامي، صرخت بفزع وأنا أحتضن الوسادة بقوة مغمضة عيني بينما هي تقهقه باستمتاع.

سمعت صوت تأوه لها قبل أن تلعن، وقعت بقوة على ظهري لأتأوه وألعن تمامًا كما فعلت هي. نهضت بسرعة ونظرت لها وصحت "ماذا حدث بحق ا…" توقفت عندما جذبني المنظر خلفها، كانت السماء مليئة بالنجوم، ليس هذا فحسب يمكنني رؤية قمرين من هنا!

نظرت حولي لتتسع عيني بفزع، نحن نقف فوق أرضية ترتفع عن الأرض بمسافة لا يمكنني تقديرها... نحن فوق السحاب إن صح التعبير.

"لا تقلقي، لن نقع. من الرائع أن تحظي بليلة هنا بعيدًا عن منزل الرجال ذاك، تعلمين، ليلة فتيات" قالت قبل أن تصفق بيدها وتقول "ويرفولمر" ظهرت سجادة فوق الأرضية قبل أن تهبط فوق السجادة من اللا مكان وسادة ضخمة في حجم السجاد تقريبًا وهناك الكثير من الوسائد الصغيرة فوقها وزجاجات للمشروب.

ركضت ثونار وقفزت فوق كل تلك الوسائد التي تبدو واللعنة مريحة لمجرد النظر لها، تحركت واستلقيت بجوارها وتنهدت براحة ما إن انغمر جسدي بين كل تلك الوسائد والسماء من فوقنا بهذا المظهر المذهل "جعة؟" قالت وهي تمد الزجاجة نحوي ولكني أشرت بـ لا.

رفعت كتفها قبل أن تصفق بيدها وتقول مجددًا "ويرفولمر" ظهرت بجواري الكثير من العلب المليئة بالبسكويت المحشو بما يشبه الشكولاتة وبعض العصائر معها. "كل ما تريدينه تحت إمرتك" قالت بنبرة مسرحية أجبرتني على الابتسام.

"إن كان هذا حلم فلا أريد الاستيقاظ" تمتمت وأنا أريح رأسي فوق ذراعي "لا داعي للقلق من الاستيقاظ؛ فهذا ليس حلم، السحر يمكنه أن يكون مذهلًا أحيانًا" قهقهت وقلت "السحر دائمًا مذهل" بالحديث عن السحر... يوجين لم يأتِ معنا! فاته الكثير.

"ناه، الأمر ليس كما تظنين، حتى تتمكني من السحر يكون الأمر مؤلما، وإن كان سحركِ سيء ستكونين سيئة" نظرت نحوها ويمكنني معرفة أنها لم تمر بتجربة سهلة ربما!

"أنا لا أعرف شيئا عنكِ تقريبًا، عن حياتكِ قبل أن تكوني ابنة التوبازيوس العظيمة، لمَ لا تخبريني من هي جلنار بالضبط؟" دحرجت عيني للفظ ابنة التوبازيوس الذي لم يأتِ من بعده إلا الشقاء.

"لا شيء مثير للاهتمام، مجرد فتاة كأي فتاة وربما أقل بقليل" قلت رافعة كتفي ولكنها تحركت واقتربت بحماس وهي تحتضن وسادتها وقالت "أريد أن أعرف". 

تنهدت ونظرت بعيدًا وكأني أنظر لحياتي كشريط فلم مصور.

"لا شيء مهم، عائلتي مكونة مني أنا وأمي وأخي الأكبر لوش وأختي الصغرى لوريندا، عائلة بسيطة... أمي هي الصورة النمطية للمرأة التي تعاني ليبقى منزلها قائمًا، وأخي هو صورة للفتى الفاشل اجتماعيًا؛ فهو عاطل بلا وظيفة كما أنه سخيف جدًا ويتناول الأخضر واليابس، ولوريندا هي تلك الفتاة الشعبية ذات الملابس الأنيقة والكعب العالي رغم أنها تبلغ الخامسة عشر فحسب"

صمت مبتسمة ثم قلت "لكنهم كل ما أملك تقريبًا. أمي رغم عملها الدائم إلا أنها تحاول أن تكون بيننا ويمكنها الفوز بلقب أسوأ طباخة في المجرة كلها" قهقه كلانا لهذا قبل أن أكمل "لوش فاشل أحيانًا ولكن يمكنه أن يكون مراعيًا، أعني… لا يمكنني تخيل حياة بلا شجاري معه، ثم لوريندا، إنها تخفي دائمًا اهتمامها أسفل تعليقاتها اللئيمة ولكنها فتاة ذكية، حتى أني أمسكت بها مرة تبحث عن عمل لتساعد أمي".

نظرت لثونار بعد أن ظللت فترة بين الصمت والابتسام "وماذا عنكِ؟" هَمَست لأرفع كتفي وأقول "لاشيء... حقاً أنا لا شيء بين كل هذا، لست شخصًا قد يجذب الأنظار. أنا تلك الفتاة في زاوية الفصل تحيط عينها إطار النظارات وتدرس بصمت وكأنها خُلقت لهذا، فتاة تحاول تجنب كل ما يجذب النظر حتى وإن أحبت ما تتجنب، أحصل على درجة عالية ولا أحصل على اهتمام الجميع سوى أيام الامتحانات فيقترعون على من يجلس خلفي ليأخذ الإجابات مني. ثم هناك فيرونيكا التي لا تترك ظلي دون أن تتنمر عليه حتى أصبحت فتاة جامعية أدرس الطب".

عقدت ثونار حاجبها لوهلة وقالت "تتنمر؟" رفعت كتفي وقلت "نعم! أخبرتكِ لم أكن تلك الفتاة التي يهابها أحد، يمكنني القول أني حصلت على أصعب أيامي بسبب فيرونيكا ومجموعتها، السخرية مني وسكب أي مشروب فوق ملابسي وتقطع كتبي وفروضي وما شابه ومحاولة دفعي للانتحار أو هذا ما تظنه هي، حتى ظهرت ألسكا ومعها ديفيد. تعلمين؟ لقد رأيتِ فيرونيكا، تلك الفتاة التي لكمتِها في الحانة"

صاحت ثونار قائلة "لحظة واحدة!" أجفلت لصراخها المفاجئ لكنها لم تهتم وجذبت جسدي ممسكة بعنق قميص نومي "أنتِ؟ ابنة التوبازيوس؟ الفتاة التي وقفت في وجه أتريوس؟ الوحيدة الذي يراهن الجميع عليها بأنكِ ستكونين قادرة على ركل مؤخرته... تركتِ تلك الفتاة الأشبه بفرع شجرة تتنمر عليكِ؟ لقد احتاج الأمر لكمة واحدة لإخراسها، جلنار! هل تسخرين أم... لحظة واحدة، من ديفيد؟".

بعد زوبعة من الصياح توقفت بابتسامة كبيرة وهي تسأل وقد تركت قميصي مما دفعني لأقول "عفوًا؟" ردت بنفس الابتسامة الحمقاء "لقد قلتِ ديفيد! من ديفيد؟ هناك رجل في الأمر؟ من هو؟" حسنًا، هذا تحول كلي في المزاج! 

"إنه فقط... صديق؟" بدا كسؤال لنفسي أكثر من كونه تأكيد، رفعت حاجبًا وقالت "أتتساءلين؟ هذا يعني أنه ليس مجرد صديق" حركت رأسي وصحت بيأس وقلت "لا أعرف، حسنًا، الأمر معقد، إنه فتى مزعج… شعبي وسيم حوله الفتيات في كل مكان، وهو زير نساء من الدرجة الأولى، أحمق فوضوي مزعج و... أي صفة أكرهها ستجدينها بديفيد لكن..." أخذت نفسًا بينما أتذكر كل ما حدث.

"لكن ماذا؟" حاولت كبت ابتسامتي وقلت "لكنه شخص جيد! أحمق ولكنه ليس... ليس سيء، حاول مساعدتي كثيرًا ولم يهتم بما يُقال عني. أجل، ورطني ببعض المشاكل لكنه شخص تشعرين بالراحة في وجوده، حتى أنه كاد..." ابتلعت الباقي وزممت شفتي ولكنها سحبت كم قميصي بقوة وقالت "كاد ماذا؟ هيا جلنار، لا تضعيني بين النيران ثم تصمتي" قهقهت لحماسها وقلت "كاد يعترف لي كما أظن".

ظلت تحدق بوجهي لوهلة قبل أن تتسع عينها وتصرخ بصوت عالٍ "يعترف؟ تعنين كاعتراف حقيقي؟ كحبيب؟ كشاب وفتاة؟ لمَ لم يفعل بحق الله؟ لحظة، لا تخبريني بهذا، أخبريني عنكِ أنتِ... أتحبينه؟" عقدت حاجبي وقلت "لا أعلم، لا يمكنني معرفة أي شيء عن هذه الأمور" زمت شفتيها بتفكير قبل أن تشير نحوي بسبابتها وتقول "أينبض قلبكِ أسرع من المعدل الطبيعي بجواره؟" حركت رأسي للجانبين وقلت "لا، لا أظن".

"أتتوقف أنفاسك ما إن يقترب منكِ؟"

"لا، لم يحدث شيء مماثل"

"تضطرب معدتكِ في وجوده؟"

"لا"

"تشعرين بالسعادة عند سماع اسمه"

"ليس كثيرًا، لكني كنت أكثر سعادة عندما نتحدث"

"تفكرين بما يحب وما يكره وتحاولين معرفة ما يكون ومن هو بالضبط؟"

"ديفيد ككتاب مفتوح؛ لذلك لا أظن أن هناك شيء قد أريد معرفته، ولكني أهتم إذا قام بمدحي أو ما شابه"

صفقت بيدها وقالت "انتهى الأمر، لستِ واقعة له، أنتِ في منتصف مراحل الإعجاب ليس إلا، ربما إن قضيتِ وقتًا أطول معه لوقعتِ له" تنهدت وألقيت جسدي لأستلقي مجددًا.

"ماذا عنكِ؟ بالتأكيد ساحرة الفريق تمتلك قصصا مذهلة عن نفسها" ضحكت لوهلة وقالت "هناك الكثير صدقيني" التفت نحوها باهتمام لتقول "حسنًا، بداية نحن لا نملك ما يسمى بعائلة، لا أم وأب نولد عن طريق شـ...".

"شجرة الحياة، تلفظ مائة ساحرة في أوقات معينة" ارتفع حاجبيها بتعجب لأقول "قرأت بعض الأشياء تحسبًا" ابتسمت وأومأت ثم أردفت "تمامًا، هناك أوقات معينة من الزمان لا تتغير حيث تُلفظ مائة ساحرة من شجرة الحياة، أنا كنت الاستثناء الوحيد، لقد جئت وحدي بدون تسعة وتسعين طفلة في وقت ما كانت الشجرة لتضع طفلًا فيه" لنقول إن التحدث عن الشجر كامرأة حامل هو شيء غريب ولكنني اعتدت الغرابة هنا.

"بداية ظن الجميع أن وجودي... معجزة" برزت شفتاي باستغراب وقلت "إنها تبدو كمعجزة!" هزت رأسها وارتسمت ابتسامة على وجهها "ليس تمامًا، فما حدث هو أنني كنت خطيئة كما كانوا يقولون في دار التربية، يبدو أنني كنت أسبب بعض... الكوارث ربما، تعلمين، أحرقت المكان أكثر من مرة، لم يكن خطئي على أي حال، كنت أجرب بعض التعويذات... لم يكن من المفترض أن أتعلمها في ذلك السن ولكنه الفضول، دمرت المكان عشرات المرات وكدت أقتل بدون قصد أحد المربيات، كما أني كلما لفظت بتعويذة تحول الأمر لكارثة لذلك فرت جميع المربيات كلما حاولت المسئولة تعيين واحدة لي".

ضحك كلانا في النهاية وقلت أنا "الأمر ليس بهذا السوء، الأطفال دائمًا يكونون كوارث متحركة، لا أظنه سببًا ليقولوا عن ولادتكِ خطيئة" ابتسمت بهدوء وقالت "لم يتوقف الأمر هنا في الواقع، خرقت العديد من القوانين المحرمة ويومًا ما قتلت فتاة" اختفت ابتسامتي ونظرت نحوها بصدمة.

لم تنظر نحوي لتتفقد تعبيري ظلت ابتسامتها الهادئة على وجهها وأكملت "كان على كلينا أن نتبارز أمام الملكة، شيء معتاد ولكنها كانت تكرهني، كانت فتاة الملكة المفضلة، حتى أن بعضهم كانوا يقولون لو أن الملكة أنجبت فتاة ما كانت لتحبها كما أحبت تلك الفتاة، كان القتال بيننا يجب أن يكون شبه ودي ولكنها تمادت كثيرًا وكادت تقتلني لذلك توقفت عن الدفاع وهاجمتها ثم... ماتت".

ظلت تشغل يدها بخيوط الوسادة دون النظر نحوي وأردفت "تغاضوا عن هجماتها الجدية في القتال واتهمني الجميع بمحاولة قتلها عمدًا، أصبحت خطيئة الساحرات وتم عقابي من قبل الملكة ولم يستمع أحدهم لتبريراتي، ما عرفته لاحقًا أن الفتاة كانت مُحصنة من قبل الملكة حتى لا تصاب بأذى أثناء أي نزال، لم يكن غضب الملكة ومن معها فقط لأني قتلت فتاتهم المفضلة، بل لأني بطريقة ما كسرت تلك التعويذة وقتلتها. ما سمعته أن الملكة تأذت لأن تلك التعويذة بطريقة ما كانت تُستمد من طاقة روحها؛ لذلك أصبحت أيضًا الساحرة التي تجرأت على الملكة وما شابه، ثم… لم أحاول أن أتوب وأكملت طريقي وأنا أكسر المزيد من القوانين واكتشفت أنني استطعت كشف غطاء المثالية عن الساحرات وأن الحياة أفضل بدونها".

نهضت جالسة وصحت باستنكار "تعويذة لحمايتها؟ لقد كانت تغش!" ارتفع حاجب ثونار وقالت "أسمعتِ أي كلمة مما قلت؟ لقد قتلتها!" قهقهت بسخرية وقلت "لا، لم تفعلي! كان دفاعًا عن النفس، لقد حاولت قتلكِ أولًا، هي من كادت تقتلكِ لا العكس، كما... كانت الملكة تحميها، وأصبحتِ أنتِ المخطئة؟ لا إهانة لكِ ولكن قومكِ مجموعة من الحقراء" اتسعت ابتسامتها وقالت "كنت أعرف أنكِ تعجبينني لسبب".

حركت رأسي بعدم تصديق وقلت "خطيئة؟ بحق الله أظن أن لا خطيئة في العالم سوى تلك الملكة" انفجرت ثونار ضاحكة وقالت بصعوبة بين أنفاسها "هذه أفضل إهانة سمعتها يومًا" أملت شفتي بلا مبالاة وقلت "إن كنتِ أنتِ خطيئة فأنتِ أفضل خطيئة ولدت في العالم".

هدأت وتوقفت عن الضحك ونظرت نحوي لفترة مع ابتسامة "من بين الفوضى اللعينة التي حدثت ووجودي بين هؤلاء الفرسان، أنتِ الحسنة الوحيدة في كل هذا".

زفرت وقلت بتكبر مصطنع "أرجوكِ! ألديكِ شك كما… أعتذر لكسر قلبكِ ولكني لا أميل للإناث، أنا ذات ميول ذكورية، حظ أوفر" اتسعت عيناها ورمت الوسادة نحوي "حمقاء".

ظللنا طيلة الليل نتبادل الكثير من الأحاديث وتناول الطعام وكلما انهت زجاجة جعة استبدلتها بواحدة أخرى، ومع طلوع الفجر ذهبت كلتانا لنوم عميق بدون أن ندرك حتى.

 لم يجبرني شيء على فتح عيني وترك هذه الاستراحة المهدئة للأعصاب سوى ضوء الشمس القوي والذي يضرب عيني ولا ستائر تمنعه، تأففت ووضعت وسادة فوق وجهي لتعزل الضوء عني ولكن بلا فائدة.

انزعجت ثونار من الضوء لترفع يدها للأعلى وبدون أن ترفع رأسها عن الوسادة تمتمت بصوت ناعس بتعويذة ما وفرقعت أصابعها، ورقة شجر ضخمة حجبت ضوء الشمس عنا لأتنهد براحة وأحتضن الوسادة وأعود للنوم.

استغرق الأمر دقيقة مني لاستيعاب أن الشمس تنتصف السماء وهناك رجل يسمى أتريوس يجلس فوق أريكة وينتظر قتلي! 

صرخت بفزع ونهضت جالسة لتنهض ثونار بسرعة صارخة بفزع "مـ… ماذا… ماذا هناك؟ من يهاجمنا؟" نظرت حولها بأعين متسعة وتائهة "لا أحد ولكن سيتم مهاجمتي وقتلي قريبا جدًا!" صحت وأنا أنهض وأقف فوق الأرضية.

زفرت ثونار وعادت عينيها تنغلقان مجددًا "اللعنة ثونار، أتريوس سيقتلني!" صرخت لتفتح عينيها بفزع وتقول بصوت نائم "أجل، أجل أنا... أنا مستيقظة ولست... أنا لا أنام، أنا جيـ..." لم تكمل جملتها وعاد رأسها يترنح وعيناها تنغلقان مما دفعني لالتقاط وسادة ورميها على وجهها.

"أعيديني للمنزل" صاحت بتذمر وقالت بنبرة باكية "لمَ على ذلك المتوحش إنهاء أوقات راحتي، لمَ لا نقتله معًا؟ سنتعاون وسنكون مزيجًا لا يقهر". 

دحرجت عيني وتمتمت بسخرية "أخشى أننا من سيُقتل، تحركي ثونار، ذلك المجنون يكون خطرًا وهو ثائر". 

زفرت وألقت الوسائد التي فوقها بعيدًا ونهضت واقفة "لدي خطة جيدة، دعيه يقع في حبك ثم اقتليه بينما هو نائم" نظرت نحوها بحاجب مرفوع وقلت "أيبدو لك من النوع الذي قد يقع في الحب؟" رفعت كتفيها وقالت "اذًا لا تعترضين على فكرة القتل بحد ذاتها؟" تنهدت بيأس لحال هذه الفتاة.

نظرت للمكان من حولنا، السحاب في كل مكان والسماء تبدو صافية من هنا، سأحب أن أتواجد هنا مجددًا في وقت ما، لكن لن يكون ذلك أثناء أيام تدريب أتريوس بالطبع، أنا جثة اليوم.

تحركت ثونار ووقفت بجواري ممسكة بوسادتها، حركت يدها في الهواء كليلة أمس وهي تُتمتم بتعويذة ما وفي كل حركة كان هناك شكل هندسي يُرسم حتى تكونت الكثير من الأشكال الهندسية المتشابكة، صفقت بيدها ليتحرك الشكل ناحية كلتينا ويمر من خلالنا.

اختفى المكان من حولي وتبدل ووجدت نفسي أقف أمام سلم المنزل، التفت لأجد الجميع مجتمع حول مائدة الإفطار ولم ينتبه أحد لظهورنا السحري إلا عندما صاحت ثونار بسعادة لرؤية الطعام وركضت نحوه.

صمت الجميع والتفتوا نحونا ولكن لم تبدُ ثونار وكأنها مهتمة، نهضت واندر بسرعة وسألت بهلع إن كنت بخير لتجيبها ثونار بفم ممتلئ "لا بأس، لقد قضينا ليلة فتيات رائعة". 

"حقًا! أين؟" تدخل جوزفين بفضول لتنظر نحوه ثونار ووجنتاها منتفختان بسبب ما تضعه في فمها "ألم أقل ليلة فتيات؟ أوه، أعتذر، آنسة جوزفين، نسيت اصطحابكِ معنا" انفجر غالبيتهم في الضحك بينما لاحظت ذلك العبقري يحدق للجميع بيأس قبل أن يضع رأسه على الطاولة.

"ساحرة حمقاء" تمتم جوزفين وهو يرمي نحوها أحد الفواكه فوق الطاولة لتلتقطها وتتناولها.

 تنهدت واندر بأسى وقالت "بما أنكما هنا فلتتناول كل واحدة منكما فطورها، سأذهب للسوق بما أنني تناولت فطوري سلفًا" تحركت وقبلت خدي قبل أن تفتح أحد الأبواب وتذهب.

"أحدنا ينتظره يوم عصيب" قال لافيان بنبرة غنائية ناظرًا نحوي لأتنهد متذكرة أتريوس "لا بأس، يمكنني المجيء معكِ ومحاولة التحدث معه" قال تينر جام بابتسامة "لا نريد زيادة في أعداد الجثث" رد جوزفين ساخرًا بينما غرق هارليك في ضحكه.

"لا يمكنه فعل شيء لكِ، لا بأس إن تأخرتِ يومًا، كما أننا لم نعد نقضي وقتًا معكِ كما كنا بسببه" تحدث أغدراسيل أخيرًا، في الحقيقة اشتقت لحديثه، نهض تينر جام من مكانه متجهًا نحوي وأمسك بكتفي يدفعني للمائدة قائلًا "انضمي لنا على الفطور، أنت وأتريوس معتادان على بعضكما، لن يقسو كثيرًا عليكِ" همهم الكثير كموافقة بينما دفع جسدي للجلوس.

نظرت نحوهم باستغراب وقلت "أنا؟ أنا وهو لسنا معتدان على بعضنا" انكرت ليقهقه زوندي ويقول "بحقكِ، لم أرَ أتريوس يتعامل بسلاسة مع أحدهم سواكِ" قهقهت بإنكار وقلت "إنه يدربني؛ لذلك من الطبيعي أن نتحدث لوهلة، ولكننا نتشاجر كلما تحدثنا، لا أظن أن هناك أي نوع من الاعتياد بيننا" كاد شخصًا آخر ليتحدث ولكن أغدراسيل قاطع الجميع قائلًا "دعنا من هذا الأمر ولنتحدث في موضوع بعيدًا عن التدريبات القاسية" وافقه الجميع مرحبين بالاقتراح.

لاحظت زيادة في أعداد الأفراد، فقد كان المدربون الخمسة معنا يتحدثون مع الجميع براحة مما جعلني آخذ نفسًا مطمئنة، لمَ القلق؟ لن يحدث شيء سيء مع أتريوس على أي حال.

انضممت للمائدة وقبل أن أضع شيء في فمي جفلت لصوت صراخ يوجين الذي حلق مسرعًا نحوي وهو يصرخ باسمي، حاولت التنفس لأهدئ نفسي ونظرت نحوه بغضب وكدت أصرخ بـ ماذا؟

"أنتِ بخير؟ لم تموتي بعد؟ يوم أمس اختفيتِ مع تلك الصهباء ولم تعودي، ظننتها قتلتكِ، حمدًا لله" هل هو درامي أم أنني أصبحت عديمة المشاعر لبقائي مع أتريوس لوقت طويل؟ تنهدت وأومأت برأسي بخفة دلالة على أن لا شيء حدث.

أخذ نفسًا وقال "كنت خائفًا ولم أستطع النوم سوى اثنتي عشرة ساعة ثم استيقظت لأطمئن عليكِ" نظرت نحوه بطرف عيني كـ 'حقًا!' ليرفع كتفه ويقول "ما أسوأ ما قد يحدث؟" دحرجت عيني ولم أنتبه للجميع إلا عندما نادى جوزفين باسمي بصوت عالٍ.

كان الجميع ينظر نحوي والصمت يعم المائدة "إلهي، أين عقلك؟ كنا نتحدث معكِ منذ ساعات، تبدين كرومياس عندما يتحدث مع ذئبه" على ذكر رومياس، التفت نحوه بينما كان يرمق جوزفين بنظرة منزعجة "بالمناسبة علينا التحدث لدي أخبار رائعة." عقد حاجبيه وأشار على نفسه لأدحرج عيني وأقول "أهناك أحد غيرك أساعده هنا ليعقد هدنة مع ذئبه؟"

تبدلت أنظار الجميع له لينكمش في مقعده، لكني أكملت وأنا أحشي فمي "هناك الكثير لا تعرفه عن نفسك حقًا، أنت تعتبر أعجوبة" بدل الجميع نظره بيننا "وكيف تعرفين تلك الأشياء التي لا يعرفها رومياس عن نفسه؟" سأل أوكتيفيان بنبرة استجوابية وعوضًا عني رد هارليك بنبرة مستمتعة "ألم أقل لك أن هناك أشياء لا يستطيع فعلها سوى جلنار!؟". 

بادلته ابتسامة لا يعرف سرها سوانا وثالثنا شبح مستمتع بالمشاهدة "لحظة واحدة، وجدتِ طريقة لمساعدة رومياس، ماذا عني؟" قبل أن أجيب كان ذلك سيف الذي قال "ماذا عنك هارليك؟ أنت تتحسن في القتال جيدًا، أهناك شيء غير هذا؟" بدل هارليك أناظره بيني وبين سيف بصمت "لا أعلم إن كنت مخولة لمعرفة هذا الأمر بعد أم أنني ما زلت أحتاج المزيد من الوقت، هارليك". 

"هل يمكن لأحدكما أن يخبرنا ماذا يدور بينكما أيها الخائنان؟" صاح لافيان وهو يرمي ملعقته ناحية هارليك "هذا صحيح! يفترض أننا فريق" صاح زوندي ليهمهم الجميع، حاولت كتم ضحكتي وقلت "من يعلم، سنفكر في إخباركم يومًا ما" أصدر الجميع أصوات اعتراض ولم أستطع كتم ابتسامتي وأنا أنظر لهم حتى وقعت على أغدراسيل الذي يهز رأسه مبتسمًا وهو ينظر نحوي لتتسع ابتسامتي.

"إلهي، تبدون في حال مريع" قالت ثونار ضاحكة عليهم "أتعرفين ما يخفون أيضًا؟" صاح جوزفين "لا، لا أعرف شيئًا" قالت ببساطة ليقول لافيان "لمَ تضحكين وكأنك ضمن هذه العصابة إذًا؟" حركت يدها وقالت ساخرة "لأنني فقط أتذكر كيف كنتم جميعًا عندما جئتم إلى هنا للمرة الأولى. سيد أوكتيفيان، ألم تكن الشخص القائل إنك لا تريد من أحد التطفل عليك وآخر ما قد تشعر به هو الفضول تجاه أحدنا؟". 

نظرت ناحية أوكتيفيان الذي نظر بعيدًا وتمتم بشتيمة ربما "ماذا علي القول؟ حتى رومياس أصبح أكثر مرونة، وماذا عنك أغدراسيل؟" اتسعت عيناه ونظر لثونار بتحذير ولكنها لم تهتم وتابعت "عندما عرفت أن هناك بشرية ستكون بيننا ألم تقل إنك لن تختلط بها أبدًا!" نظرت لأغدراسيل بأعين متسعة وأنا أحاول منع ضحكي بينما هو خبأ وجهه بين يده وهمس بـ 'آسف'.

"أنتِ لم تري وجه زوندي عند لقائنا الأول، كان الشخص الذي يجلس في مكانه ويراقب الجميع، ولافيان كان هجوميًا أكثر، تينر جام ما زال لطيفًا كما هو، أنه أكثر الأشخاص ترحيبًا بكِ في الواقع" ضحكت وأنا أومئ له كشكر "وذلك العبقري ازداد وقاحة عما كان والفضل يعود لكِ" قال لافيان لأقول باستفهام "أنا؟" أومأ الجميع ليقول أغدراسيل "إنه يشعر وكأنكِ منافسته؛ فقد حللتِ أحجية البوابة والحكيمة تعطيكِ اهتمامًا خاصًا" نظرت نحوه باستنكار وقلت "لا أظن أنها تعطيني أي اهتمام". 

"عدنا لخاصية جلد الذات مجددًا، ألا يمكنكِ الافتخار بنفسكِ قليلًا؟" كان هذا دور يوجين في المشاركة بالطبع.

"ما نراه نحن مختلف" قال زوندي رافعًا كتفيه "بالطبع ستفعل! أنتِ ابنة التوبازيوس" قالت مدربة رومياس، سكارليت "كما أنكِ البشرية التي كان من المستحيل للجميع وجودها" قال تينر جام وهو ينظر للجميع بحاجب مرفوع.

"حتى صاحب الفأسين ذاك" قالت ثونار "أتريوس؟ ماذا عنه؟ إنه النذل ذاته، لم يتغير منذ مجيئي" قلت ليهمهم الجميع بعدم اقتناع "كأنه عالق معك نوعًا ما، إن رآنا جميعًا لن يستفز سواكِ" نظرت نحو تينر جام كـ 'حقًا!' وقلت "أجل، هذه دلالة على كم هو نذل، لقد حاول قتلي منذ المرة الأولى التي تقابلنا فيها" نظر كل من المدربين ومن لم يعاصر تلك الحادثة نحوي بصدمة "قطع رأسي مرة" قال زوندي "لكنه يعلم أنك لن تموت". 

"ليس تمامًا، كان يجرب إن كان سيموت أو لا، لذلك تعتبر جريمة قتل" قال لافيان لأرفع كتفي وأقول "على الأقل لم يمسك بيدك من فوق منحدر قبل أن تسقط وينظر في عينك قائلًا أن لا فائدة منك ثم يترك يدك لتقع، لولا أغدراسيل لكنت في خبر كان" أشارت ثونار نحوي بملعقتها وقالت "هذا يبدو كترحيب مناسب لأتريوس" همهم الجميع كموافقة.

"ماذا عني، ها؟" سأل جوزفين لتنظر نحوه ثونار وتقول بلا اهتمام "أنت هو أنت، الفضولي الأحمق بيننا" انفجر الجميع ضحكًا بينما أمسك جوزفين بمناديل المائدة ورماها على وجه ثونار.

كانت مراقبتهم والابتسام هو الشيء الذي أنا ممتنة له حقًا، لوهلة يمكنك أن تشعر أن كل شيء بخير وأنك أخيرًا يمكنك التقاط انفاسك. اتجهت عيني تلقائيًا حيث كرسي أتريوس الفارغ، كائن يستعمر فقاعة الوحدة.

 كيف كان ليبدو لو يجلس هنا الآن؟ يرمق الجميع بسخرية أو سيحاول استفزاز شخص ما ربما.

أو بكل بساطة سيرمي فأسه فوق طبقي ليحطمه لنصفين وهو يقف خلفي كما فعل الآن!

هل كان علي التفكير به؟ هذا أسرع تخاطر رأيته في حياتي... أنا ميتة!


*******************************

هالووووووووووو

اخباركم؟ احوالكم؟

الفترة دي عايشة على وضع البقاء على قيد الحياة

الواحد لما بيبدأ يفتح المحاضرات المتكومة بيبقى عايز يقفل صندوق بنادورا الي فتحه ويرجع ينام تاني

اكتشفت ان فوق مشاريعي في واجبات متعملتش واخر واحد مش باقي عليه الا 5 ايام

حد هيجي يقولي : واحنا مالنا يا ستي

هقلك ملكش بس انا صيوحه و i am just a girl وعايزه اصيح وخلاص

مش بنزل فصول؟!!

يبقى اصيييييييييح دي مساحة صياحي لحد ما تعدي امتحانات الميد ترم

او تعدي فترة الجامعه كلها اصلا

اكتشفت ان في مادة عندي بتعلم ازاي ابرمج ألعاب وكده

استنوني بعد عشر سنين مع لعبة توبازيوس الاسطورية هخليكم كلكم تعيشوا عيشة جلنار

بس دلوقتي يارب انجح احرك شخصية لقدام وورى عشان مرسبش ام الماده

حاسه اني وقحه وانا مش مدياكم مساحه تصيحو 

احكولي انتم بتدرسوا في اي سنة واخبار دراستكم ايه

اعتبروا التعليقات مساحة صياح على الدراسه وعلى الفصل 

اه نسيت الفصل 

اتريوس وجلنار ثنائي عايز الحرق الحمد لله 

ثونار هتبدأوا شويه شويه تعرفوا شخصيتها

اخر سين وهما بيفطروا بحسه كوزي اوي -دافي-

بس والله 

انجوي بالفصول -والصياح-

لوف يو 

باي

Esraa A

احظ بوقت ممتع بعيدًا عن العالم.

45 تعليقات

  1. اول تعليق ❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. لا ولشي , انا وانا مدشرة 3 تشابترز بيوكمستري والميدتيرم بكرا و قاعدة بقرا وحتى تأنيب ضمير فش : 🤡

    ردحذف
    الردود
    1. عندي امتحان رياضيات وقاعدة برضه 💀💀

      حذف
  3. تانيه ثانوي علمي
    وربنا يوفقنا جميعا
    الرواية روعة 😘😘

    ردحذف
  4. ❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. تاني تعليييق❤️❤️

    ردحذف
  6. في تالتة كلية آداب، وخايفة افتح المحاضرات أنا كمان عشان عرفة المستنيني🙂
    كنسل أم المحاضرات ويلا بينا نقرأ الفصل🚶🏻‍♀️

    ردحذف
  7. باقي لي سنه وترم وأتخرج من الجامعة، قرأت توباز بالثانوي،
    فاقدة لشغف الدراسة،عندي اختبار بكرة وجاية للرواية🙃🥲...
    خلاص تعبت مالي خلق اتحلطم.

    ردحذف
  8. روعة بجد تسلم ايدك يا إسراء
    الحمدلله خلصت دراسة من سنتين ربنا معاكي ويوفقك يارب ياقلبي

    ردحذف
  9. ادرس ثانية ثانوي لغات اجنبية و شغفي الدراسي مات و روحه انتقلت لشغف قراءة الروايات 😂

    ردحذف
  10. أول سنة في كلية الطب البيطري وكنت فاكر اني تعلمت من أخطأ الترم الأول بس لأ بضيف عليهم أخطأ جديدة

    ردحذف
  11. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  12. بدرس جامعة في سنة تانية في تركيا 😭😭😭😭😭😭😭الدروس صعععبة

    ردحذف
    الردود
    1. انا ادرس هندسة كهرباء والكترون في تركيا ومعي لاب اذا رسبتي فيه بترسبي في المادة وتمنعي من دخول الفاينل واول اسبوع في رمضان عندي اختياره في مادة تانية وبس الحمدلله

      حذف
    2. في سنة ثانية من الجامعة

      حذف
  13. ♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  14. كنت مستنيه لحظه تحطيم الفأس بالطبق دى من ساعه ما ثونار خدت جلنار 😂😂

    ردحذف
  15. بدرس هندسة برمجيات سنة اولى في تركيا برضو ومتحمسة اخد برمجة العاب انا كماااان

    ردحذف
  16. الحمد لله لسه ليا سنه و اتخرج
    بس حاسه هشتاق للكليه اوى

    ردحذف
  17. عزيزتنا الكاتبه لسه ليكى كام سنه على التخرج ؟!

    ردحذف
  18. تالتة حقوق وعليا حاجات اد كدة بس بحتفل بنجاحي ومش قادرة اهتم بصراحة والفصول كانت وحشاني سوووو🙈🙈💖

    ردحذف
  19. اسراء ممكن تكتبي وين صرنا بالفصول عشان اعرف وينتا دتنزل احداث جديدة 😭😭 بتعبب وانا احكيي قدي كتاباتك بتجنن، واااو عنجد مع اني بعيد الرواية بس نفس الانبهار منين بتجيبي هذا الابداع ما شاء الله 🤩🤩😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. احنا حاليا في الفصل 42 بالقيم

      حذف
    2. دا البارت الواحد و الاربعين بالتنزيل القديم

      حذف
  20. من الجزائر طالبة علاقات عامة و اتصال باقيلي ترم واحد و اتخرج عندي بالغد حصة منهجية قالتلنا الدكتورة نختار موضوع و إشكالية و عشان ندرب على عمل مذكرة تخرج ماعملتش ولا حاجة
    و احتمال كبير حتهزأني غدوا أو تطاردني برا الحصة 😅

    ردحذف
  21. متحمسة للاحداث الجاية بين الثنائي وتطور قدرات جلنار 🥺🥺🥺🥺
    موضوع الدراسة نخلوه على جنب عشان لو راح اصبح مش حخلص على قد ما عندي دروس اذاكرها، على فكرة انا ثالثة طب

    ردحذف
  22. شكلي الوحيدة لي خلصت 😁😁😁
    الحمدلله هاذ العام عام خير خلصت دراسة ورجعت توبازيوس وفآخر الشهر اول راتب استلمو ❤️

    ردحذف
  23. أنا ما بدرس تركت والحمد الله عندي ولد 😂 ووو بسس الروايه بتجنن يسلم ايديكي يروحي 🌸💙

    ردحذف
  24. اخر سنة جامعة ليا واتخرج وحرفيا عندي مشاريع ومشروع التخرج وانا ولا همني بس استنى فصل الرواية ينزل وانام

    ردحذف
  25. بحس اني اتسحبت لعالم بعيش احداثه وبدي ريأكشنات شخصياته وفجأة بقع بقوة ع الارض مع اخر كلمة ف الفصل ببكيييي ليه توبازيوس مش حاجة اتحشر فيها عمري كلههه
    المهم بالنسبالي للدراسة فانا متخرجة من 2022 هيهيهي، معايا ليسانس ف اللغة التركية (كنت ف كلية الألسن) وحاليا بحاول ابدأ حياتي كفتاة عاملة هتصحا بعد 4 ساعات، محدش مرتاااحح، ربنا معاكي ويعينك وبإذن الله تخلصي ع خير 🥺❤️

    ردحذف
  26. تخرجت من ثلاث سنين تقريبا او سنتين مافتكر قرات التوباز من كنت تقريبا اول جامعه 💥🔥💥🔥حاليا انا متجوزه وعندي ولد الحمدلله وماناسيه التوباز ابد اول روايه حبيتها من بعد سلسله روايات اجاثا كريستي

    ردحذف
  27. فصل لطيف ان شاء الله الاحداث تبدأ تسخن وتبدأ مغامرات جديدة احس جوهم رايق بدون اكشن

    ردحذف
  28. طالبة مايكرو بيولوجي تاني سنه و أختباراتي بعد رمضان ف مضطره انظم وقتي بين دراسه و العباده و روايتك و كنت اقرى ف توبازيوس من إيام التانوي 😔

    ردحذف
  29. عجبتني فكرة اللعبه تخيلتها حتكون لعبه بلايستيشن مدري ليش😭

    ردحذف
  30. أحم أحم أحم وبكل الغرور اللي بالدنيا تووي متخرجة من كلية اللغات قسم الترجمة😌😌😌😌😌😌🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

    وبالمناسبة لو يوم قررتي تروحي للعالمية وتنشري الرواية انجليزي كمان بشرفني ويسعدني ويبسط كل حياتي اترجمها لك بكل سرور💜💜💜🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
  31. بدون حرق بس مومنت بداية الفصل الجاي يا حبي لها💜💜💜

    ردحذف
  32. اليوم نسيت أني ما فتحت بدري الصباح وقرأت الفصل وفرحت نفس شعور لمن حد يتذكر فجأة انو معو أكل مخبيه 😭😭😂😂😂💜💜💜💜
    وعندي سؤال، هل بيستمر التنزيل برمضان عادي؟
    أكيد ما بيمنعنا من العبادات طبعا، حرفيا بيكون قطايف ما بعد التراويح💜💜💜💜

    ردحذف
  33. في تانية حقوق و معنديش ميد تيرم الحمدلله بس نتجتي لسه ظاهرة و مكنتش الطف حاجة بس الحمدلله على كل حال، بجد بحب شخصية ثونار، مش عارفة ليه بس بتخيلها بنكي باي من مهرتي الصغيرة بس بشكل ادمي، بالنسبة لعلاقة جلنار و اتريوس يخي بجد عسلات خالص كتكت اووي، خناقاتهم كلها في قلبي 😭😭😭💕💕💕

    ردحذف
  34. مشتركة في جمعية مرافعات و المفروض اكتب مرافعة و احفظها بس انا مكتبتش حاجة 😭😭😭

    ردحذف
  35. اسراااء اريد بارت فدوة اقراه وارجع اكمل عربي الشوق قطعني وصلللل اريد بارتات باسرع وقت

    ردحذف
  36. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  37. فصلي المفضل للان 💗💗💗💗
    -
    احب فقرة تدريبات جلنار وأتريوس مره احبها للحين هي المفضله عندي 😭

    «كنت اتأقلم كما يقولون» قدرة البشر ، والي يميز جلنار عن البقية 🫴🏻
    -
    «أما لافيان فقد حاول المزاح مع الجميع بصنع متفجرات صغيرة أسفل كراسيهم قبل بدء التدريب فحُكم عليه بالفشل قبل أن يُختبر حتى.» هههههههههههههههههههه!!! لاففيياانن مو طبيعي 😭 ضحى بنفسه عشان يسويلهم اجواء فديتك هههههه
    -
    «حتى زوندي النصف ميت كان ميتًا كليًا» جلنار الان ولاول مره تحمد ربها على نعمة تدريبات اتريوس ولا انها تروح لعذاب تدريبات الحكيمة
    -
    انكتتممتتت من الضحك على جلنار واتريوس لما جا يصحيها ورماها في حوض الاستحمام مره وحدة😭 شدعوه يمزح مزح لطيف 👈🏻👉🏻
    عاااا وهي رمت عليه مزهريه وسكينه!!! ككففوو ادعمم فخريي هههههههههه
    وثونار الخوي الكفو تعزز وتصفق لجلنار، مييتتهه😭

    ياعزتي لواندر بس مبتلشه بهذول الاثنين ومشاكلهم ههههههههه

    ياخي تعورت بدال جلنار وهي تلاكم حسيت بالالم بيدي

    "إن لكمتِ الخصم بتلك الطريقة ربما سيظن أنكِ واقعة في غرامه" 😭😭😭😭😭 حلوه حلوه

    مييتتههه ضحك لما اتريوس وقف ورا جلنار ودفع يدها للشجره بقوه ، جلنار كانت سرحانه وكاتمه انفاسها لانه قريب منها اخرتها يسوي كذا ههههههههههههههههههههه ما اققددرر
    بس حبيت لما رجعت لورا واصطدمت فيه وهو النذل كاتم ضحكته 👈🏻👉🏻
    بس والله كفووووو اسطورتيي عطته لكمة غير متوقعة هههههههههههههههههههههههههه
    -
    والله جلنار تتطور بسرعه! حتى تفكيرها واهدافها تتطور يعني في البدايه كانت مو متقبله الموضوع ولا انها فارسه وكل شوي تكرر "هذا حلم، حلم" ولا كانت تبي تتدخل في قتالات او حاجه
    بس الحين؟ كلامها عن انها ما تبي توقف ، رغم يدها كانت تنزف وتعورها بس كملت عشان ايش الي بيوقفها؟ ايش الفرق بينها وبين باقي الفرسان ؟ محد وقف ليش هي بتوقف؟ ددممووععع بنتي تكبر وفخري فيها يكبر اكثر
    -
    مقدر مقدر انهرتتتت اتريووسس كيووت لما عالج يدها 🥹💞💞💞
    وهي تتأمله يا حظها ياليتني جلنار بس
    -
    هارللييييك زمان عنهه انبسطت لما جا للغابه
    ممققدرر جلنار لما حضنته وبعدين جلس في حضنها يسولف عيالي لطيففييينن💕 طب حتنى ابغى احضنه وابعثر شعره😞
    -
    -عندما رمى جسدي وظن أنه ربح ركلت كاحل قدمه بقوة مما تسبب في سقوطه فجأة، وبكل فخر أقول أني فاجئت أتريوس أخيرًا.- كففوووو يا رهيبه انتي 🌹🌹

    برو سرعه تطور وتعلم جلنار مو طبيعيي بيوم واحد قدرت تتعلم 3 لكمات وكيف تصدهم وتتفاداهم وحاجات ثانيه كثيره! واو مره واو❤️‍🔥
    -
    انهررتتت ضحك على جلنار وهي تهرب من اتريوس مع الاكل 😭😭😭😭😭 يضحكون وهم يتلاحقون هههههههههههههه
    وكالعاده ثونار تعزز لها من ورا ههههههه
    -
    جلسة البنات جلنار وثونار تجنن 🥹 ليش ما خذوني معهم والله عيب ما ازعج انا مفروض اخذوني 💔

    وانصدمت ان ثونار قتلت بنت بس لما كملت سالفتها عذرتها مدري ليش يلومونها باقي الساحرات مو طبيعيين، والملكة حقتهم تغث تغث تغثث
    -
    "لمَ على ذلك المتوحش إنهاء أوقات راحتي، لمَ لا نقتله معًا؟ سنتعاون وسنكون مزيجًا لا يقهر" أدعم بكل جوارحي ولو بغيتوا مساعدة للقضاء على أتريوس انا هنا ✋🏻

    "لدي خطة جيدة، دعيه يقع في حبك ثم اقتليه بينما هو نائم" ثوناااررر متت😭😭😭😭😭 جوييي كان عندي بعد نظر يوم حبيتك ههههههههههه
    -
    ثونار تموتني لما تذب على جوزفين كل شويه ههههه احس ودي اشبكهم حلوين مع بعض 👈🏻👉🏻 بس برضو صداقتهم حلوه

    جلسة الفرسان عالفطور تجنن ابغى اكون معاهم 💔 تكفون احبهم واحب سوالفهم وجلساتهم هذي تونسس ولطيفه
    بس زعلانه ان اتريوس مو معاهم 😞 والله صدق كلهم متجمعين الا هو مكانه فاضي -دموع دموع-
    بس حبيبي ما خلاها بخاطري داهم فطورهم هو وفأسه الي في نص صحن جلنار !هههههههههههههههههههههه

    ردحذف
  38. القفلة 😂😂😂 جلنار ميتة رسمي 😂

    ردحذف
  39. الحمد لله عندي فاينل بكرا لمادة مفتحتش منها ولا محاضرة بس اهم حاجة اني خلصت الفصل

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال