الفصل السابع والعشرون | بلا قناع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إفصاح: "اللهم اجعل شهر رمضان شهر عز للإسلام وللمسلمين. اللهم اجعل صيامي في رمضان صيام الصائمين وقيامي قيام القائمين، اللهم نبهني فيه عن نومة الغافلين، واعف عني وارحمني برحمتك يا أكرم المكرمين".

إفصاح آخر "أود أن أوكد لك أنني لا أسمح لنفسي بأن يتكون لدي انطباع خاطئ بناء على مايقوله شخص .. فأنا أكون احكامي بنفسي". أجاثا كريستي

 مساحة لذكر الله

****************************************

الفصل السابع والعشرون



صمت الجميع المفاجئ الذي تزامن مع صوت اصطدام فأسه بالطبق ونظراتهم خلفي جعلتني أوقن أن هذا ليس فأس أي شخص آخر، إنما فأسه هو!

لمَ لم أبحث على غوغل من قبل عن كيف يمكن للشخص أن يختفي في ثانية؟ كان هذا ليكون مفيدًا.

أغمضت عيني وأخذت نفسًا استعدادًا للشجار القادم، ومن بين صمت الجميع حتى أن أصوات الملاعق قد توقفت صدح صوت الشخص الوحيد القادر على المزاح في موقف كهذا، صدح صوت يوجين وهو يحاول تقليد موسيقى مسرحية تصدر في المواقف الصادمة، جميل!

"أتمنى أن تكون السيدة تستمتع بصباحها الجميل" في الواقع... كنت أستمتع بالفعل حتى تذكرتك، أعتذر لنفسي ولكل الأشخاص الموجودين هنا، كان هذا خطئي.

التفت ببطء للخلف وحاولت وضع ابتسامة وقلت "صباح الخير لك أيضًا" النظرة التي كانت على وجهه جعلتني أبتلع تلقائيًا "انهضي" كانت تلك النبرة التي لا تحتمل النقاش، أردت عناده والبقاء ولكن بما أنه في حالة تسمح له بكسر رأسي قررت أن النهوض، حل سلمي أكثر.

"اتركها تكمل فطورها" أو ربما سيقرر أغدراسيل أن يتشاجر عوضًا عني، كما عن أي فطور يتحدث؟ اختلط الطعام بالزجاج يا رجل، لحظة! هل هذا طين على طرف فأسه؟ فطور بالزجاج والطين! لذيذ.

"انهضي" نطق كل حرف بقوة دون أن يعطي لعنة لأغدراسيل "ابقي مكانكِ، جلنار" لحظة حقيقة! أحب أغدراسيل أكثر لدرجة تجعلني أرحب بكل ما يقول ولكن أتريوس له مقدرة على نحري بينما يقف خلفي مما يجعلني عرضة للخطر، ولكن إن نهضت فأنا أضع أغدراسيل في موقف محرج وإن لم أنهض فسيتم تحويلي لطعام قطط، ألا يمكن لطرف وسط أن يتدخل؟

نظرت ناحية الجميع بغية المساعدة ولكني لم أجد الفرصة لأمرر عيني على وجوههم لأن يدي سُحبـ... أعتذر! أقصد نُزعت من مكانها بينما هو يسحبني بقوة لأنهض، هناك صوت طقطقة عظام... تلك عظامي بلا شك.

جرني خلفه كما تُجر البهائم إن كنا نريد أن نكون صُرحاء، ولكن شعرت بأني أقذف للناحية الأخرى عندما نهض أغدراسيل ممسكًا بمعصمي الآخر وسحبني ناحيته، أقدر مساعدتك ولكنني كدت أحطم المائدة بوجهي لولا أني توازنت في اللحظة الأخيرة.

"توقف عن جرها في كل مرة وكأنها لا تملك إرادة بما تفعل" وجهة نظر جيدة لبدء شجار. ظل أتريوس في مكانه يضبط تنفسه قبل أن يلتفت وينظر لأغدراسيل قائلًا "لا تضع نفسك بيني وبينها" نظرته موجهة لأغدراسيل ونبرته كذلك موجهة له، لمَ أشعر أنا بالخوف بحق الله؟

"بينك وبينها؟ أنت مدرب هنا، لا المسؤول عن حياتها، إن كنت تظن أنها ضعيفة كفاية للسكوت عن أفعالك فأنا لن أفعل" عذرًا! أظن أنني من أُهان الآن، صحيح؟

"يتملكني الحماس لأرى ماذا ستفعل" تقدم وأصبح يواجهه وجهًا لوجه بينما قفزت فكرة لرأسي، لمَ لا أنخفض وأهرب من تحت المائدة؟ فكرة سيئة، سيحطم المائدة لنصفين بينما أنا تحتها وسأموت ربما.

"شجار، شجار، شجار" لم أصدق مزاج يوجين والتفت نحوه صارخة بـ "حقًا!".

توجهت انظار الجميع نحوي قبل أن تتجه إلى ما أنظر إليه، اللا شيء تقريبًا ويوجين؟ انفجر اللعين في الضحك. نظفت حلقي وحاولت تدارك الأمر "كنت أعني… حقًا! ستتشاجران الآن و... " صمت أحاول تركيب بعض الجمل "هذا شيء سيء" فعلًا جلنار! هذا شيء سيء! هذا كل ما استطعتِ قوله؟

بدا الجميع مشوشًا لوهلة ولكن بدأ صبر أتريوس ينفد لأنه دفع كتف أغدراسيل ليبتعد واتجه ليسحب يدي ولكن منعه أغدراسيل بدفعه… المشكلة بأنها لم تكن مجرد… دفعة! هو تقريبًا قام بنطحه ليصطدم بالجدار الذي يبعد عنه مسافة متر، لقد حلق أتريوس.

نهض الجميع عندما تحول الأمر وأصبح جديًا، ولكن هل قلت أن هذا كان جدي؟ ما فعله أتريوس هو الجدي، لقد اندفع ناحية أغدراسيل وقذف بجسده فوق المائدة وحرفيًا تحطمت المائدة لنصفين، للأسف أفسد الملاعين الطعام.

صاح أوكتيفيان بهما ليتوقفا ولكن مع من نتحدث؟ لقد تحول كل واحد منهما لثور لا يرى سوى اللون الأحمر، نهض أغدراسيل وفرد جناحيه وقد تحولا لزجاج ذي أطراف حادة وفي المقابل تيارات الهواء داخل المنزل بدأت تتغير وتتحرك تجاه قبضة أتريوس، سيقتلان بعضهما!

لمحت ثونار ممسكة بطبق لم يتحطم بينما تجلس في زاوية وتشاهد وقد حركت يدها بتعويذة وأنشأت جدارًا يحميها بينما ابتعد جوزفين خلف أحد الأبواب واستخدمه كدرع، رومياس اختفى في مكان ما وكذلك هارليـ... أوه، هارليك مختبئ أسفل الأريكة، أوكتيفيان يبدو أنه قد يأس منهما مبكرًا لأنه أخذ كرسيًّا خشبيًّا وجلس واضعًا قدمًا فوق الأخرى، زوندي ما زال يكمل طعامه! ما اللعنة؟ لمحت أرتيانو ينزل من فوق السلالم قبل أن يتوقف وينظر لهما ببرود ويلتفت عائدًا إلى الأعلى... جبــان! كل واحد وجد مخبئا له إلا أنا!

أقف كالبلهاء أنظر نحوهما ونحو الجميع بفزع. هذا ليس بسببي، صحيح؟ أعني أنه إن مات أحدهما لن أتحمل ذنبه، ماذا إن مات أغدراسيل؟ إنه لطيف جدًا، إن مات أتريوس فأنا لا أمانع في الواقع. لا شأن لي، فقط ابتعدي من هنا، جلنار.

أليس هذا ما أقنعت به نفسي؟

لمَ إذًا بحق الله اندفعت بينهما عندما شعرت أن كليهما همَّ ليقتل الآخر؟ لم أعلم ماذا يحدث أو ما قد يحدث، فقط ركضت واقفة بينهما وصرخت ليتوقفا ولكن ربما كنت متأخرة قليلًا. حرك أغدراسيل جناحه بقوة ناشرًا عشرات القطع الزجاجية ناحية أتريوس الذي رفع يده وقد اشتد الهواء حولنا ولم أقوَ على فعل شيء سوى إغماض عيني والانكماش على ذاتي ومحاولة حماية وجهي بذراعي.

انتظرت الشعور بألم سيسببه زجاج أغدراسيل أو عمودي الفقري يكسر بسبب رياح أتريوس التي ستدفعني لأقرب حائط في المكان.

ولكن لا هذا ولا ذاك حدث! كانت هناك ذراع تلتف حولي بقوة بينما رائحة مألوفة أصبحت ما أتنفسه، رائحة تراب مبتل أشبه بتلك الرائحة التي تملأ الغابة وقد اختلط بها رائحة عطر خفيفة.

كنت مرعوبة من أني مضطرة عاجلًا أم أجلًا إلى فتح عيني، وفي النهاية فعلت، بدا كل شيء بطيء في هذه اللحظة رغم أنه لم يتعدَّ سوى أقل من دقيقة.

إدراكي أن صدره هو ما يواجهني قبل أن أرفع رأسي جمد جسدي، تلك اللحية الشقراء الخفيفة وخصلات الشعر فوق كتفيه، حتى وجنتيه وعينيه الشبيهة بالزجاج وتلك العقدة التي لا تفارق حاجبيه، ذراع يحاوط بها جسدي والأخرى يرفعها في الهواء، كل هذا جعل أنفاسي تتوقف. لقد صد هجوم أغدراسيل برياحه… ليس الهجوم كله، فأحد القطع قد أصابت وجهه وقد تركت أثرًا ينزف على خده.

كان الصمت يعم المكان لثانية مما جعلني أدرك أنني لست الوحيدة التي دخلت في صدمة، لم أسمع تعليقًا ليوجين حتى! ولكن بعدها أصبح المكان يعج بأصوات الجميع، يقولون الكثير من الأشياء التي لم أفهمها سوى إن كنت بخير أم لا.

"ألا يمكنكِ التوقف عن التصرف بحماقة لمرة؟" كان صوته الأقرب والأوضح قبل أن ينظر لأسفل... نحوي! لم أقوَ على الرد أو قول أي شيء وقح، كل ما تمكنت من فعله هو التحديق به وبتلك العينين.

هذا الرجل يقتلني من الداخل قبل الخارج!

عندما أدركت أن كلينا أطال التحديق بالآخر أبعدت عيني قبل أن أدفعه بخفة ليترك جسدي، هاجمتني ثونار وهي تسحب يدي نحوها وتحتضن جسدي وتصرخ بهمَا بقوة "إن أردتما قتل بعضكما فافعلا ذلك بعيدًا عنها، إنها الأنثى الوحيدة معي في الفريق! كما أنه من غير المسموح لكم قتل شخص بهذه اللطافة أيها المتوحشان، تبـ... بالطبع السيد أتريوس يمكنه فعل كل ما يريده، شكرًا لحماية صغيرتنا".

عرفت أن أتريوس رمقها بإحدى نظرات السفاحين خاصته مما سبب تراجعا قويا في نبرة صوتها وحديثها، حاولت إبعاد نفسي عنها؛ فقد كانت تحتضنني بقوة. أمسكت كتفي وهزتني بعنف قائلة "هل أنتِ بخير؟ هل أصابك هذان القاتلان بأذى؟" أنتِ من ستقتلينني، ثونار.

"ألا تظنان أنكما بالغتما قليلًا؟" قال أوكتيفيان الذي بدا جادًا ولكن لم يعره أتريوس انتباهًا والتفت متجهًا للخارج، قال دون أن ينظر نحوي "أنتظركِ خارجًا" ألم تستطع قولها بلطف منذ البداية؟ كان علي وضع حياتي على المحك؟

"واندر ستقتل كليكما" صحت ليتوقف هو عن المشي للخارج لوهلة وأكاد أقسم أنني شعرت بجسده يتصلب ولكنه أكمل طريقه وأغلق الباب خلفه.

تجمع غالبيتهم حولي من بينهم أغدراسيل الذي اندفع مسرعًا بعد أن أدرك ما حدث وظل يعتذر مئات المرات وهو يتفقدني إن كنت أُصبت بأذى قبل أن ينقلب فجأة ويصيح بي لما فعلته من جنون وأنه لم يكن علي الوقوف بينهما ثم عاد يعتذر مجددًا، أحب انفصام هذا الرجل أيضًا!

"لديك مشكلة أكبر مني، واندر لن تتركك حيًا" قلت كتلطيف للأجواء ولكنه بدا قلقًا ويشعر بالذنب لما حدث، وربما مندهشًا من أنه سبب دمارًا في المكان بنوبة غضب غير معتادة منه هو خصيصًا.

"كان هذا أكثر الأشياء حُمقًا" نظرت ناحية لافيان ولكنه أردف "ولكنه الأروع، إما أنكِ تتصفين بالحُمق الشديد أو شجاعة كبيرة" نكزه تينر جام ورمقه بحدة ولكنه دحرج عينيه بلا مبالاة "حاولي تجنب غضبه" قال تينر جام قاصدًا أتريوس "لا أعلم لما هذه الضجة، لقد كانا يتشاجران بهذا الشكل منذ أول يوم تقابلا فيه، ما الجديد؟" قال أرتيانو الذي قرر أخيرًا الانضمام لنا ولكنه تحرك بيننا واتجه للمطبخ دون النظر لأحد منا.

"هذه المرة كادت جلنار تموت" قالت ثونار ليعقد حاجبيه ويقول "من جلنار؟" اتسعت عيني ونظرت نحوه باستنكار، إنه حتى لا يتذكر اسمي "أوه، تقصدين البشرية؟ تلك كانت لتكون خدمة للفريق" أخذت نفسًا وحاولت ألا أمسك أي شيء بجانبي لقتله "شكله ولسانه متضادان تمامًا" قلت بصوت قصدت جعله يسمعه "لا شيء منطقي في جملتكِ حتى! متوقع من بشرية".

"تلك البشرية نجحت فيما لم تنجح به، أيها الطفل" قلت بحدة ليلتفت وينظر نحوي بحاجبين منعقدين "أيجب أن أشرح مائة مرة أن المـ..." قاطعته وقلت "ترهات لا أهتم بسماعها" حاولت ألا أقفز صارخة عندما لاحظت أنه يحاول تمالك أعصابه.

"سينتهي بنا الأمر أمواتًا وأنتِ تقوديننا" قال من بين أسنانه، انخفضت لطوله وقلت بحدة "إذًا اذهب واقتل نفسك من الآن" أجل، أتريوس وتأثيره على ردودي أصبح خطيرًا.

 ظل كل واحد منا ينظر للآخر بحدة قبل أن يلتفت كلٌ منا ويتحرك مبتعدًا عن الآخر، الحرب لم تنتهِ بعد.

نظرت ناحية البقية، كانت نظراتهم تبدو كـ 'أتمزحين؟' لذلك صحت متذمرة "هو من بدأ! أتعلمون؟ أنا ذاهبة" تحركت متجهة للخارج لأجد يوجين يقف في وجهي، تجاهلته ومررت من خلاله وفتحت الباب وخرجت "ماذا؟ ستترك تعليق عن أني كدت أقتل نفسي أيضًا؟" تظاهر بالتفكير وقال "لا، سأترك تعليقًا في نهايته علامة استفهام كبيرة، أتريوس لم يستمتع بمشاهدتكِ تموتين، بل وأنقذكِ أيضًا! لماذا؟" توقفت والتفت ناظرة نحوه وقلت "أهذا كل ما جذب انتباهك؟ لقد كدت أُقتل هناك!".

رفع كتفيه وقال "في الواقع… نعم، هذا كل ما جذب انتباهي. جلنار، أنتِ تحاولين قتل نفسكِ يوميًا، بحقكِ لقد كنتِ فوق ناطحة سحاب تنهار وأنقذكِ تنين يُعتبر أنه من نوع شرس وقاتل وآكل للحوم، وقبل كل هذا أنتِ تتدربين يوميًا مع شخص حاول قتلك، لا لن أتعجب من وقوفك بينهما".

وجهة نظر سليمة، لا يمكنني حتى مجادلته.

صحت بتذمر وقلت "حسنًا، أنت محق. لا أعلم لما وقف وأنقذني، ربما… ربما فقط خشى مسئولية موتي" نظر نحوي يوجين لمدة كـ 'جديًا!' لألوح بيدي وأقول "لا أعرف، يوجين! إنه معقد، اتفقنا؟" رفع كتفه ووضع ابتسامة خبيثة كبيرة ملأت وجهه وقال "أو ربما هو فقط..." ضيقت عيني وقلت "هو ماذا؟" كاد يتحدث ولكنه نظر خلفي وأشار برأسه قائلًا "إنه يقف هناك، لا تدعيه يلاحظ حديثكِ معي".

التفت أنظر حيث يقف، مستندًا على الشجر مكتفًا ذراعيه وهناك عقدة ضخمة بين حاجبيه، أخذت نفسًا قويًا وتحركت ناحيته وما إن لمحني اعتدل في وقفته والتفت نحوي بكامل جسده "ألا تريدين المزيد من الوقت للنوم أيضًا؟" دحرجت عيني وكدت أبرر ولكنه صاح بصوت أجفلني "توقفي عن التصرف كالأطفال! هل علي الركض خلفكِ في كل مكان؟".

"لقد كنت فقط من دقائق لطيفًا في طلبك، ألا يمكنك المحافظة على سلوكك هذا لساعة على الأقل؟" ابتسم وقال ساخرًا "تلك كانت شفقة لأنكِ كدتِ تقتلين نفسك كالحمقاء" صرخت في وجهه "هذا لأنكما تتصرفان كهمج ملاعين! لقد كدتما تدمران المنزل. أعتذر لأنني مليئة بالأخلاق التي لم تسمح لي برؤية اثنين يقتلان بعضهما بسببي والمشاهدة مكتفة اليدين، أعتذر لأني لست عديمة الاخلاق مثلك!".

أدركت أن صوتي كان عاليًا، وأعني بعالٍ أنني سمعت صدى صوتي في المكان. "واو، يبدو هذا كشجار زوجين" تمالكت أعصابي بصعوبة حتى لا أصرخ بأعلى ما أملك بسبب يوجين، لمَ لا يعود للنوم؟

"أعلم، تتمنين عودتي للنوم ولكن الأمر أصبح ممتعا" للجحيم يوجين، للجحيم.

"أنتِ تستهلكين أعصابي" تمتم وهو يدلك ما بين حاجبيه "ماذا تريد مني أن أفعل، ها؟ لقد سحبتني ثونار معها ولم أستطع الرفض ولم أكن أريد أن أرفض، احتجت إلى استراحة ولو كانت لليلة، لا يمكنني المواصلة بتلك الطريقة، لست محاربة فايكينغ".

"هذه حرب! ليست لعبة"

"أتظنني لا أعلم ما اللعنة التي نحن بها!؟"

"لا، لا تعلمين، لم تكوني في الميدان يومًا ولن تكوني إذا ظللتِ بتلك الطريقة، أنتِ لم تري كيف تبدو الحرب في حياتكِ ولو لمرة!"

"ماذا تعرف أنت عن هذه الحرب بحق الله؟"

"أعرف الكثير لأن حياتي كلها تتمحور حول هذه الحرب السخيفة!"

لم أستطع الرد، ليس لأني لم أجد الرد المناسب ولكن لأن الموقف تصاعد بشكل غريب، بشكل دفع كلينا للصراخ بأعلى صوت... تلك مرتي الأولى التي أرى أتريوس فيها منفعلًا بهذا الشكل، وتلك المرة الأولى التي أعرف فيها شيئا عن حياته، حتى وإن بدا غامضًا غير مفهوم، شيء ما لامس أتريوس هنا!

"أتحتاجان إلى بعض الليمونادة الباردة؟" لا أحد يخفف حدة المواقف سوى يوجين، لمَ ما زال يقف هنا بحق الله؟

تنهد كلانا في الوقت ذاته وابتعد هو عني بضع خطوات ومسح على وجهه وقد لاحظ انفعاله الغريب "دعنا نبدأ التدريب فحسب" تمتمت وكأني اكتفيت من الأصوات العالية "صراخكما بتلك النبرة وحده تدريب" إن كنت أقف وحدي لحاولت صفع يوجين بطريقة ما.

"سوف تبدئين بهذا؟" قال مشيرًا لملابسي مما نبهني أني لم أبدل ملابس النوم بعد "سأبدل ملابسي وأعود" قلت بهدوء "خمسون دورة حول المنزل كبداية" دحرجت عيني والتفت متجهة للمنزل.

بدلت ملابسي لأخرى مناسبة وتحركت للنزول ولكن أوقفني يوجين عند السلم وقد وقف أمامي وقال "جلنار، لا تحاولي التعرض لهذا الرجل كثيرًا" عقدت حاجبي بتعجب "ماذا تقصد؟" نظر بعيدًا عني لثانية ثم قال "إنه خطير، أعلم أنني دائمًا ما أمزح ولكن الأمر جدي هذه المرة… أظن أنكِ مسستِ شيئًا ما كان يجدر بك مساسه" ارتفع حاجبي وصحت "لاحظتَ ذلك!" أومأ قبل أن يتنهد ويسكت لوهلة.

"إنه دائمًا شخص بارد، حتى إن انفعل لا يكون انفعالًا حقيقيًا ولكن قبل قليل… تلك الهالة حوله لم تكن طبيعية" صعدت درجة أقترب من يوجين وتساءلت "أي هالة؟" زم شفتيه ونظر بجدية "قبل قليل تغيرت هالته... لا أعرف كيف يمكنني وصف الأمر ولكن بدا وكأنه يُظلم! وكأن الكثير من السواد ينبعث منه. اسمعيني جيدًا، جلنار… الجميع يملك نقطة تحول في حياته سواء مر بها أو لم يمر بها بعد، يمكنكِ تخمين نقاط تحول الجميع هنا إلا هو".

تحرك وحاول الشرح وهو يحرك يده "أيمكنكِ تخيل نقطة تحول هذا الشخص؟ كيف أصبح على هذه الحال؟ ألا يبدو الأمر وكأنه خُلق بتلك الطريقة؟ ولكن لا يُخلق شخص وهو قوي وعنيف لتلك الدرجة... نقطة تحوله في ماضيه، أيمكنكِ حتى تخيل ماضٍ مناسب له؟ الأمر كما لو أنه ليس مثلنا! ليس مثل الجميع، المشكلة هي...".

عض شفتيه وبدا مترددًا ولكن نظرتي أجبرته على الحديث "المشكلة هي أنكِ تقتربين منه بشكل سيء، جلنار. لا أحد هنا قريب من أتريوس كما أنتِ، امسحي نظرة الاستنكار تلك عن وجهك وفكري بعقلانية، أنا شخص جلّ ما أفعله هو مراقبة الجميع، وأنتِ! أنتِ قريبة من أشياء لا يجب أن تقتربي منها".

حركت رأسي وأنا أغمض عيني لوهلة لعل كل تلك التشابكات تُحل وحدها "يوجين، أنا أتدرب معه، أراه أمامي كل صباح، من الطبيعي أن أكون قريبة منه! ولكن أي شخص سينظر لنا سيعرف أن كلينا يتمنى لو يقتل الآخر، كما أن واندر أقرب له مني، ألستَ تراقب؟".

حرك رأسه للجانبين وقال بإصرار "نفسيًا، جلنار... نفسيًا أنتِ تكادين تلمسين قشرة هذا الرجل، إنه محاط بقشرة سميكة ويضع حولها مسافة آمنة لا أحد يتعداها ولكنكِ مختلفة، اعلم أن علاقتكما طبيعيًا قد تبدو بتلك العداوة ولكن أتريوس له قوانينه الخاصة وأنتِ تدركين ذلك، كما واندر! هناك خطب بها… على الأقل بينها وبين أتريوس، هي تعرف شيئًا ما، بل أكاد أوقن أنها تعرفه منذ وقت طويل".

عقدت حاجبي وقلت "لا أفهم ما ترمي له، واندر تعرف الجميع منذ أن أصبحت الراعية لهذا المكان، كمـ...".

"لا، جلنار… إنها تعرفه من قبل هذا، من قبل أن يتم اختياركم، تعرفه أكثر من الجميع، هذان الاثنان يعرفان بعضهما حق معرفة، لا أحد هنا يضع أعذارًا له كما تفعل هي ولا أحد ينظر له كما تفعل واندر ولا أحد يفهمه كواندر، أعلم يبدو حديثي غير مترابط وربما هناك الكثير من الثغرات التي تمنعكِ من رؤية هذا ولكن فقط من أجلي جلنار، كوني حريصة مع هذا الرجل، ضعي بينكما مسافة كافية وأنا أعنيها جسديًا و نفسيًا"

هذا معقد، إنه يتحدث وكأن الأمر يحمل مؤامرة ما أو شيء أخطر! أتريوس خطير وجميعنا يعرف هذا، ولكن هل يمكنه أن يكون أخطر؟

"جلنار!" التفت لأغدراسيل الذي ابتسم وصعد ليقف أمامي "ماذا تفعلين؟" تلقائيًا انتقلت عيني ليوجين ولكني أجبت "لا شيء، كنت أبدل ملابسي للتدريب" بدا متضايقًا بما أننا نتحدث عن شيء يخص أتريوس ولكن حاول محو تلك التعابير ووضع أخرى مبتسمة "حاولي ألا تؤذي نفسكِ كثيرًا" بادلته الابتسامة وقلت "إنها جروح بسيطة".

صعد الدرجة التي بيننا وأمسك بيدي بين يده وقال "لا يبدو هذا كجروح بسيطة" رفعت كتفي وقلت "ربما بالغت قليلًا لكن علي الاجتهاد أكثر" تنهد وقد بدأت ابتسامته تختفي وتمتم "أتمنى لو استطعت معرفتكِ في ظروف مغايرة". لم أقاوم ابتسامتي في الحقيقة هذه المرة ولم أجد ردًا جيدًا كخاصته لكنه ترك يدي وربت على رأسي قبل أن يقول "إن انتهيتِ مبكرًا اليوم قبل الغروب انتظريني خلف المنزل، هناك شيء أريد أن أريه لكِ".

نظرت نحوه بتعجب وقلت "ما هو؟" ابتسم وقال "لن تكون مفاجأة هكذا" غمز في نهاية كلمته قبل أن يتعدى جسدي ويصعد للأعلى، حسنًا، هذا كان لطيفًا.

قبل أن أتحرك لمحت يوجين يبدل نظره بيني وبين أغدراسيل الذي يصعد حتى اختفى عن أنظار كلينا "ما الأمر هذه المرة؟" كاد يقول شيئا ولكنه سكت وتمتم بـ "لا تهتمي".

لم أهتم بالفعل واتجهت للخارج، لأتريوس.

بدأت في الركض حول المنزل كما طلب مني وأنهيت الخمسين دورة في ساعة على وجه التقريب، أمسكت زجاجة الماء وشربتها كلها قبل أن أتجه ناحية أتريوس قائلة "انتهيت" أيقظته من شروده لينظر نحوي ويومئ ثم يتحرك مبتعدًا مما دفعني للنظر ليوجين بتعجب ثم أتحرك خلفه. ظللنا نسير لفترة حتى أصبح المنزل لا يُرى "هل سيقتلكِ؟" همس يوجين وكأن أتريوس لديه مقدرة على سماعه فرفعت كتفي كإجابة.

عندما طال الأمر ناديت قائلة "أين سنذهب؟". لم نكن حتى نسير باتجاه الغابة، كنا نبتعد في اتجاه لم أتحرك ناحيته من قبل، وعندما طال سيرنا بلا توضيح أسرعت من خطواتي حتى أصبحت مجاورة له وقلت "إلى أين ليس سؤالًا صعبًا لهذا الحد".

رمقني بطرف عينه قبل أن يقول "وصلنا" عقدت حاجبي وأنا أنظر له قبل أن يتوقف، التفت أنظر إلي أين 'وصلنا' لكن كل ما التقطته عيني مساحة ضخمة من التربة ولا شيء آخر. "ما هذا؟" التفت أخيرًا وواجهني وقال "تدريبكِ اليوم، يمكنكِ اعتباره كلعبة" جذب حديثه انتباهي بالكامل "أشبه بمطاردة الغابة" قال ثم أردف "كل واحد منا سيركض داخل الغابة محاولًا الابتعاد عن الآخر ثم سيحاول كلانا إيجاد الآخر، إن وجدتكِ أولًا ستتلقين ضربة أقل ما يقال عنها مؤلمة وإن حدث العكس ووجدتني أولًا يمكنكِ ضربي في المقابل ولن أدافع عن نفسي".

طرفت أكثر من مرة وقلت "أيحتوي التدريب الحقيقي على عقاب مشابه؟" زم شفتيه وحاول ألا يبتسم قال "لا، أضفته للمتعة" أخذت نفسًا وتمتمت "سادي لعين".

نظرت حولي قبل أن أقول "جميل؛ إلا أننا تنقصنا الغابة يا ذكي" وضع ابتسامة جانبية وأشار أن أبتعد قليلًا، أخذت خطوات للخلف لينحني هو فوق ركبتيه ويضع يده فوق الأرض لعدة ثوانٍ قبل تبدأ الأرض بالاهتزاز بقوة، هناك شيء يحدث، بالطبع هناك شيء يحدث! كانت التربية تتشقق وخلال دقائق المئات من الأشجار كانت تنبت بشكل سريع وتكبر وتصبح أطول وأطول حتى امتلأ المكان أمامنا كله بالأشجار الطويلة والكثيفة وتحولت الأرض إلى حشائش خضراء غطت المكان.

توقف اهتزاز الأرض بعد ثوانٍ من استقرار الأشجار مكانها وأبعد أتريوس يده عن الأرض ونهض وهو ينفض الغبار عنها وقال "أصبحنا نملك الغابة".

بدلت نظري بينه وبين الغابة بذهول "لقد… لقد… هذه غابة؟ يمكنك صنع غابة في دقائق؟" ظل يراقب وجهي وأقسم أنه يمنع ابتسامته بصعوبة "هل سنبدأ؟ سأترك لكِ فرصة الدخول أولًا" حاولت تدارك دهشتي وأغلقت فمي ونظرت للأشجار الكثيفة أمامي وتحركت للدخول.

"ألستِ خائفة من الضياع؟" صاح لأتوقف وألتفت ناحيته وأضع ابتسامة كبيرة ثم قلت "لا أظن أن هذا شيء قد أخاف منه" بدا يوجين فاهمًا مقصدي لأنه ابتسم بفخر.

في هذه اللعبة ورقتي الرابحة هي يوجين، يمكنه البحث عن أتريوس بسهولة ويمكنه التحليق أعلى من علو الأشجار مما سيساعده على تعقب كلينا.

دخلت الغابة وهرولت مبتعدة عن أتريوس قدر الإمكان ويوجين يحلق مسرعًا وهو يتبعني " هذا الرجل حقًا خطير، يمكنه بناء غابة في دقائق، تخيلي ما قد يتمكن من فعله" قال يوجين لأومئ كاتفاق على حديثه وأقول "الجميع يتحدث عن خطورته، أظن أن قتاله الحقيقي يكون في الميدان" قلت وأنا أفكر أن كل قتال رأيت أتريوس يخوضه سواء كتدريب أو كشجار لا يحمل نصف قوته حتى، من هذا الرجل؟

كانت الغابة مظلمة بالكاد يمكنك رؤية طريقك وهذا بسبب طول الأشجار التي غطت ضوء الشمس بمهارة؛ مما صعب الإسراع هنا دون التعثر كل دقيقة ولكني لم أقع على وجهي وهذا جيد، توقفت عن المشي بسرعة وسرت ببطء وحذر وأنا أتلفت خلفي كل ثانية.

سمعت صوت خطوات لألتفت ناحيتها ولكن لا شيء، صوت جذع يتكسر وبعدها الشعور بشخص ما من الخلف، لم ألتفت وأكملت السير ولكني أشرت ليوجين برأسي ليفهم ما أرمي له وينطلق خلفي يتفحص الأمر، إن كان علي المراوغة فعلي التمثيل بأني لا أشعر به وهذا سيمنحني الوقت للتفكير والهروب.

عاد يوجين بعد دقيقة وقال "يتنقل فوق الأشجار إنه في اتجاه الساعة الخامسة ويبدو متأكدًا من قدرته على إمساكك."

ابتسمت بسخرية وأكملت السير دون الالتفات، توقفت لثانية عندما لمحت بعض الأحجار الضخمة على مسافة من هنا، اتسعت ابتسامتي وبدأت الركض بسرعة فجأة.

توقفت التقطت أنفاسي وأنا مختبئة، لم أحتج المراقبة فيوجين كان يراقب عوضًا عني "إنه هنا" قال يوجين لأكتم أنفاسي بصعوبة "وقع في الفخ" صاح يوجين ضاحكًا قبل أن ألمح ظهره وهو يسير باتجاه الأحجار.

وقف عندها وتجمد وكأنه أدرك شيئًا ما ولكن متأخرًا. "وجدتك أولًا" قلت وأنا أخرج من خلفه، ظن أنني أختبئ خلف الأحجار كما كان ليظن أي شخص وكما أوحيت أنا له، ولكني غيرت اتجاهي في اللحظة التي أخبرني بها يوجين أنه يقفز من فوق الشجر على الأرض، لن يراني حينها مما ساعدني على لاختباء خلف أحد الأشجار الضخمة منتظرة وقوعه في الفخ.

أحب هذه اللعبة الآن.

تجمد لوهلة قبل أن يلتفت نحوي وهو يحدق بتشوش "اعترف، لقد أذهلتك. أنت مذهول" قلت مشيرة له لينظر بعيدًا لوهلة ويقول "ليس حقـ..." قاطعته صائحة "كاذب! اعترف أنني أذهلتك لوهلة، أتريوس" تنهدت ودحرج عينيه وقال "فقط لوهلة" صرخت وأنا أقفز. لقد نلتِ انتصاركِ، جلنار.

"لا تنسي العقاب، عزيزتي" قال يوجين وهو يجلس في الهواء واضعًا قدمًا فوق الأخرى مستمتعًا بلحظة انتصارنا.

"هناك عقاب" قلت ليتنهد ويقف ثابتًا ويقول "ها أنا هنا، افعلي ما تريدين" نظرت نحوه بشك وقلت "لن تدافع عن نفسك؟" حرك رأسه للجانبين بلا، التفت أسير خطوة بعيدًا عنه قبل أن ألتفت وأركل معدته بقوة، تراجع خطوتين للوراء وانحنى ممسكًا بمعدته وقد تأوه ، يمكنني الموت بسلام الآن.

"جلنار روسيل حققت حلم الأجيال وركلت أتريوس أخيرًا!" صاح يوجين وهو يصفق بيده.

"تلك كانت قوية قليلًا" قال ما إن اعتدل في وقفته لأمر من جواره وأقول "لم يقل أحد أنها ستكون سهلة" كان من الصعب ملاحظة تعبير وجهه بسبب قلة النور ولكن يمكنني ملاحظة ابتسامته، أمسك بذراعي وقربني ناحيته وقال "لا تتفاخري، حظ المبتدئين لا يدوم للأبد" نظرت لعينيه التي تلمع في الظلام بتحدٍ وقلت "لا أظن أنك شخص تؤمن بالحظ".

حدق لوهلة وكأني أوقعت به قبل أن يترك يدي ويقول "حاولي الابتعاد قدر الإمكان، لن أتساهل هذه المرة" ابتعدت عنه وركضت بعيدًا ويوجين يتبعني. "لقد كان مذهولًا" قال يوجين بفخر لأبتسم وأقول "مهما كذب كان الأمر واضحًا عليه". 

كررنا الأمر، حاولت الاختباء وحاول يوجين العثور عليه، كان الأمر صعبًا هذه المرة فكان يتحرك بشكل أكثر خفة وكان من الصعب على يوجين إيجاد مكانه لذلك حاولت الانحناء قدر الإمكان حتى يجده يوجين. 

شعرت بشيء يتحرك خلفي بسرعة مما أجبرني على النهوض والركض حتى لا يُمسك بي، ظل ذلك الشيء في الإسراع ويمكنني سماع خطواته ويوجين لم يظهر بعد.

حاولت الالتفاف حول الأشجار ولكن لا فائدة، لمحت يوجين قادمًا عن يميني وما إن لمحني صاح "انتبهي! إنه قـ.." لم يكمل ما كان سيقول لأنني صرخت بفزع عندما ظهر شخص ما أمامي وأمسك بجسدي المندفع للأمام.

"أمسكتكِ" همس بجوار أذني لأبعد وجهي عنه وأنظر لوجهه بصدمة "لكن كيف؟ أعني… خلفي كان…" كنت بالكاد أتحدث بسبب أنفاسي التي آخذها بصعوبة، ابتسم وأمسك بكتفي وأدارني للخلف وقال "هذا ما كان يطاردكِ" أسند ذقنه على كتفي وهو يقهقه وينظر لما أنظر له... كان كائنًا أزرق صغيرًا ويبدو لطيفًا للغاية يقف على مسافة من كلينا ويمسك بورقة شجر صفراء يتناول قضمات صغيرة منها وينظر لنا بأعين واسعة.

"حقًا!" صحت غاضبة لتعلو ضحكاته، هاها ممتع جدًا. "عليكِ التفريق بين خطوات الشخص وخطوات المخلوقات الأخرى" قال وهو يستمتع بإغاظتي "حاولت تحذيركِ ولكن…" قال يوجين ورفع كتفه في نهاية الجملة.

"مبارك، أعطيني العقاب واجعلنا ننتهي" التفت ناحيته وقلت بحقد ليبتسم ويقول "بكل سرور". أغمض عيني مستعدة لتلقي لكمة ولكن شعرت بموجة قوية من الهواء تهاجم جسدي وقد دفعتني بقوة للخلف ليصطدم جسدي بجذع الشجرة.

صحت بألم وحاولت النهوض ممسكة بظهري "مؤلم" تمتمت بألم ليتحرك ويقف جواري ويقول "لم يقل أحد أنها ستكون سهلة" اقتبس جملتي... اللعين، لقد محى روعة الجملة تمامًا.

تحركت مبتعدة وأنا أركل الأرض بغضب وأمسح على ظهري. حسنًا، تعديل في الخطة، كان خطئي أن أضع كامل اعتمادي على يوجين. "اسمع، ابقَ خلفه ولا تتركه، هذه المرة لن أكون الطريدة بل المطارد" أومأ يوجين وقال "تعجبني هذه الخطة".

تحرك يوجين خلف أتريوس والتففت من الناحية الأخرى أتتبعه بهدوء، حاولت السير على أطراف أصابعي وأنا أتتبع أثره من شجرة لأخرى. توقفت أنظر حولي عندما اختفى فجأة وحاولت البحث عنه بعيني "جلنار، تتبعي صوتي!" كسر الصمت المخيف صراخ يوجين، نقطة جيدة!

ابتسمت وحاولت تتبع صوت يوجين الذي يغني بصوت عالٍ لا يسمعه سواي. "اختبئي!" صاح يوجين لأختبئ بسرعة بين بعض الأشجار.

رأيت أتريوس يهرول ويمر من أمامي لأبتسم وأنهض قائلة "أمسكتك" توقف لوهلة قبل أن يتنهد ويلتفت نحوي "كيف فعلتِها؟" رفعت كتفي وأنا أرسم ابتسامة كبيرة وأقول "لست الوحيد الماهر هنا" اقترب ووقف أمامي قائلًا "هاتي ما عندك" جهزت يدي ولكمته بقوة.

ابتعدت وأنا أحرك يدي بسبب الألم، هذا ليس فك إنسان طبيعي!

اتجه وجهه للناحية الأخرى قبل أن يحاول تحريك فكه وتدليكه بيده. "فقط في الأمس كانت لكمتك أكثر ليونة" تمتم لأقهقه وأقول "لدي معلم جيد" رفع عينيه ناظرًا نحوي بدهشة، لم يتوقع أن أقوم بمدحه قط!

ظللنا على هذه الحال لثلاث مرات أخرى، أمسك بي مرتين وأمسكت به مرة وبهذا نكون متعادلين حتى الآن. قمت بلكمه عندما أمسكته مجددًا وقام هو برمي جسدي فوق الأرضية مرة ومرة أخرى استعمل رياحه التي كانت ضرباته أرحم منها.

تلك كانت المرة السابعة والأخيرة لأننا أخذنا الكثير من الوقت ولكن بدا الأمر ممتعًا، شعرت أنني تحسنت كثيرًا منذ أن تعادلت مع أتريوس.

لم أعتمدت على يوجين كثيرًا وحاولت الاعتماد على حواسي وتركيزها كما قال أتريوس، ليس فقط العينين، الأذنين وملمس التربة والرائحة، وحتى حدسي كان علي الاعتماد عليه، وبطريقة سحرية كان أتريوس ينجح كل مرة في إرشادي. اختفى يوجين هذه المرة وأطال مما جعلني أظن أنه ضاع عوضًا عني، رائع!

كان علي الاعتماد على نفسي كليًا هذه المرة، حاولت الإنصات جيدًا لكل صوت يصدر وأبحث بعيني جيدًا ولم أنسَ الاختباء، عندما طال بحثي ولم أجد أتريوس ولم يجدني هو بدأت أشعر بالقلق.

ماذا إن ظللت هنا ولم أستطع العودة؟ سيكون هذا سيئًا. ربما ذهب يوجين، وأتريوس ظن أني خرجت من هنا، لم يتأخر في إيجادي من قبل.

حاولت منع تلك الأفكار من التسلل لعقلي وركزت على إيجاد أتريوس أولًا ولكن بدا أنه اختفى. زفرت بقلق ونظرت حولي، الأمر وكأنني أسير على عمى ولا أهتدي بشيء.

أتريوس غالبًا ما يستعمل الرياح لإيجاد طريقة والشعور بالآخرين، ألا يمكنني فعل شيء مماثل؟

توقفت عن السير ونظرت لأعلى حيث أوراق الأشجار الضخمة تُغطي الشمس. إن كان بإمكاني الشعور به دون استعمال عيني لوجدته، ولكن كيف؟ ألا يفترض أن أكون أنا ابنة التوبازيوس؟ ألا يفترض أنني متفوقة على الجميع؟ ألا يجب أن أمتلك مزايا غير طبيعية؟

لا، إنها ليست 'يُفترض' بل هي... أنا أكون ابنة التوبازيوس.

استخدمي حواسك! أليس هذا الطبيعي؟ أن أجده باستعمال حواسي، ولكن... ماذا إن لم أستعملها؟ ماذا إن كان علي فقط إغلاق حواسي لوهلة والشعور، أهذا ما يفعله أتريوس؟

انحنيت على ركبة واحدة ووضعت يدي فوق التربة وأغلقت عيني، ليس فقط عيني، لا أريد الصوت أو الملمس، أريد ما هو أكبر من هذا... أريد أن أشعر بكل شيء هنا، تلك الغابة هي أتريوس، لقد صنعها، إن شعرت بالغابة شعرت بأتريوس. 

أخذت نفسًا وأخرجته بهدوء.

ركزي.

أنتِ هي ابنة التوبازيوس، هذا أقل ما قد تتمكنين من فعله، لست أقل من أحد بل أنا من سأقودهم، تمتلكين شيئًا ما سيساعدكِ بالتأكيد.

فقط كل ما أريده هو الشعور بالغابة.

كل ما رأيته كان الظلام وهو الطبيعي لشخص قد أغلق عينيه، ولكن ما حدث بعدها لم يكن طبيعي، ما حدث جعلني أخرج نفسًا بدهشة ولكنه أجبرني على التركيز أكثر. أنا أرى!

يمكنني رؤية كل شيء أريد، يمكنني الشعور به!

التربة! ملمسها ورطوبتها، يمكنني رؤية هيئة الأشجار والشعور بكل نسمة هواء تضرب أوراقها، كل خطوة لكل مخلوق هنا. الأمر أشبه... أشبه برؤية كل شيء ولكن من جديد... أنا أرى كل شيء! يمكنني رؤيتها وأنا مغمضة العينين، إنها أشبه بخطوط بيضاء على صفحة سوداء.

أسمعها أيضًا، صوت ارتطام أوراق الشجر ببعضها البعض، حبات الرمل التي يحركها النسيم، يمكنني سماع النسيم بذاته... يوجين! إنه على الطرف الآخر، يمكنني الشعور بهيئته وبعيدًا على الجهة الأخرى كان النسيم يتحرك بشكل مغاير، يمكنني تتبع حركة الهواء!

أشبه بكاميرا تتنقل بسرعة، هذا مذهل. بالكاد ألتقط أنفاسي، حركة الهواء تصبح أكبر، أنا أقترب! يمكنني الشعور بحركة كل شيء وهيئته وسماعها والشعور بملمسها!

يمكنني رؤيته!

أتريوس.

في الثانية التي توقفت عن الحركة وأنا أراه التفت بسرعة للخلف وكأنه رآني مما أفزعني وأجبرني على إبعاد يدي عن الأرض وفتح عيني. 

كنت أرتجف بقوة، يدي تهتز بجنون وأشعر بباطن يدي يلسعني بخفة، كانت عيني تدمع من هول ما حصل أشعر بأطرافي باردة، ما الذي فعلته للتو؟ ما كان هذا بحق الله؟

شعرت بشيء يسيل فوق شفتي مما دفعني لمسحه بظهر يدي، دماء!

مسحت أنفي بسرعة، أنا أنزف! نهضت من فوق الأرضية وحاولت مسح أنفي بكم ملابسي، كنت أرتجف وأقف بصعوبة مما دفعني للاستناد على الشجرة خلفي.

حاولت تهدئة نفسي قبل أن ألتفت وأنظر لجذع الشجرة الضخم، أيمكنني تكرار ذلك مجددًا؟

أغمضت عيني وأسندت رأسي للشجرة قبل أن أضع كلتي يدي فوق جذعها وأخذ نفسًا، كررت ما فعلته من قبل، لا أرى ولا أسمع ولا ألمس، فقط أشعر!

ونجح الأمر.

لم أصدق ما يحدث وقهقهت بدهشة، أشعر بكل خلية داخل الشجر بكل حركة وبكل ورقة، أشعر بالماء داخلها وهو يتحرك وبأوراقها تتحرك، هذا… إنه فقط جميل جدًا لاستيعابه.

"أمسكتك"

صرخت بفزع وفتحت عيني والتفت بسرعة، كان صوته منخفضا وهادئا ولكنه أفزعني بشدة. كان يقف خلفي تمامًا ولم يترك مساحة لأبتعد عنه لذلك أسندت ظهري لجذع الشجرة ووضعت يدي فوق قلبي قبل أن أصرخ به "اسم التدريب الإيجاد، لا فاجئني واقتلني واللعنة!" ضربت صدره بقبضتي وأنا ألتقطت أنفاسي ولكنه ظل يحدق بوجهي بصمت. 

"ماذا فعلتِ قبل قليل؟"

نظرت نحوه قبل أن أحول نظري ليدي وأقول "إنها تلسعني" نظر نحو يدي قبل أن يقول "ماذا حدث قبل قليل، جلنار؟ لقد حاولت معرفة مكانك باستخدام الهواء ولكن قبل قليل...".

نظر بعيدًا قبل أن ينظر لعيني ويقول بجدية "لقد اختفى!" صمت لوهلة وهو يتفحصني بعينه ثم قال "كل جسم يصدر منه نسبة بسيطة من الهواء مع كل حركة يتحركها، شعرت بكِ ولكن كل شيء اختفى! ليس فقط الهواء حول جسدك، لم أشعر بنسمة هواء لأي جسم آخر من حولي، هذا ليس تحكمًا بالهواء، جلنار، هذا شيء أقوى وأكثر خطورة!".

كان من السهل ملاحظة ارتجاف جسدي ونبرتي التي على حافة البكاء، لا أدري ما الذي يجب علي قوله؟ أنا لا أعرف ما حدث، كيف لي أن أصفه؟ مد أتريوس يده ممسكًا بذقني قبل أن يرفع رأسي لأنظر نحوه، تحركت يده ومسح الدماء التي سالت مجددًا فوق شفتي لتلوث كم قميصه. "تمرين بصدمة" لم يكن يسأل كان تأكيدًا، نفسيًا وجسديًا أنا بالفعل أمر بصدمة.

حولت نظري بعيدًا عنه وحاولت تمالك نفسي وهمست "أنا خائفة، أتريوس" نظرت لعينه وحاولت الاحتفاظ بدموعي التي شوشت نظري "خائفة مما يحدث ومما سيحدث، أنا لست طبيعية".

أبعد يده بعد أن مسح تلك الدماء وهمس في المقابل "لستِ طبيعية؟".

"لا يجب على البشر أن يتمكنوا من فعل ما فعلته"

"لكنكِ لستِ كباقي البشر!"

نظرت للأعلى في محاولة لمنع دموعي "أريد أن أكون كباقي البشر" قلت ولكنه حرك رأسه بهدوء وقال "أنتِ ابنة التوبازيوس".

"ماذا سيحدث بعد هذا؟"

"ستصبحين أقوى"

"وحينها؟"

"حينها ستقودين الجميع... ستقاتلين"

"أنا أنقذ الأرواح، أتريوس، أنا لا آخذها"

"أنتِ مجبرة على أخذها، ستأخذين أرواحًا لتنقذي أرواحًا أخرى"

"لن أتمكن من قتل أحدهم"

"ستفعلين، من أجل عائلتكِ ومن أجل حماية من تحبينهم ستقتلين"

"يبدو هذا بعيدًا، يبدو هذا الأذى بعيدًا عنهم جدًا"

"ولكنه عندما يبدأ سيصبح قريبًا وعندما تعودين سيحدث بسرعة لدرجة ستجعل الندم يأكلكِ حية لأنكِ لن تتمكني من إنقاذهم"

نظرت لعينه ولم أستطع منع دموعي أكثر من هذا "وماذا عنك؟".

 "ماذا عني؟"

"أهناك من يدفعك للقتال دفاعًا عنه؟ أرواح تحبها؟"

"لم أعد أعرف بعد الآن"

أخذت نفسًا بصعوبة ومسحت الدموع فوق وجنتي وقلت بصوت مرتجف:

"كل شيء يتغير بسرعة مخيفة"

"لا شيء سيبقى على حاله، لن تبقى جلنار ضعيفة للأبد ولن تبقى هي المغلوب على أمرها، لن تحتاج لحماية أحدهم قريبًا وستكون أقوى، الجميع يتغير"

"وأنت؟"

"وأنا؟"

"أنت تتغير"

"أنا لا أتغير، جلنار"

"كاذب"

نظر نحوي باستنكار واضح ولكني ابتسمت قائلة "تلك العينين التي تنظر نحوي الآن ليست ذات العينين التي نظرت نحوي من فوق المنحدر، نظرتك الخالية تغيرت وبطريقة ما أصبحت تحمل معنى".

ظل يحدق بي قبل أن يرفع يده ويمسح الدموع فوق خدي وهمس "أنتِ لا تعرفين ما تتحدثين عنه".

"أنت هو الشخص الجاهل بذاته هنا، لكني أراك أفضل من الآخرين" هبطت يده بجواره وقال "هناك حمل أكبر قادم لتحمليه، توقفي عن إشغال نفسكِ بي، هناك حرب قادمة".

"وماذا عن حملك أنت؟ التظاهر بأنك حقير طيلة الوقت والانعزال وتحمل نظرات الجميع لك، أتريوس هو الشخص الأقوى بيننا ولكنه الأكثر حقارة… أتتحمل هذا كل مرة؟ أنت لا تحارب في حرب واحدة، أنت تحارب نفسك وتحاربهم كل يوم" 

نظر نحوي لمدة طويلة بلا رد، بدا كشخص يريد الهرب في هذه اللحظة، وعندما ظننت أنه سيلتفت دون رد وسيقول انتهى التدريب، خالف كل توقعاتي!

أسقط رأسه فوق كتفي فجأة… وأنا؟ تجمدت حرفيًا. ظل كلانا صامتًا لمدة قبل أن يهمس بنبرة لم أسمع أتريوس يتحدث بها من قبل:

"أنا متعَب"

ابتلعت ولم أتحدث في المقابل ليعاود القول بعد أن أخذ نفسًا مرتعشًا:

"إنه مُتعِب، كل شيء هنا يجعلني مُتعَب، أريد لكل شيء أن ينتهي"

عضضت شفتي بتوتر قبل أن أقول "أنا أيضًا أتمنى الشيء ذاته"

"أتكرهينني؟"

"سبق وأجبت عن هذا السؤال ولم تتغير إجابتي بعد"

"الجميع يكرهني"

"إنهم فقط لم يروا حقيقتك"

"أريتها أنتِ؟" صمت لوهلة قبل أن أحرك رأسي للجانبين "لا أظن ذلك، واندر لا تكرهك" قهقه بيأس وقال:

"واندر حكاية أخرى، لكن أنتِ... يفترض أن تكوني مثل الجميع، لمَ لستِ كذلك؟"

لم يبدُ كسؤال يمكنني إجابته لذلك آثرت الصمت.

"أتمنى أن أختفي من هنا، أتمنى أخذكِ والذهاب بعيدًا عن الجميع… بعيدًا عن كل هذا قدر الإمكان"

"أخذي؟ لمَ أنا؟"

"لأنكِ تجعلين كل شيء أفضل بطريقة ما، تجعلين ذلك الشعور البغيض بالذنب يصبح أقل، لأنني اشتقت لذلك الشعور، أن يهتم شخص بي وأن يتمسك بي مهما حاولت إبعاده، اشتقت للشعور الذي تمنحيني إياه، جلنار، لأنني مهما حاولت إيذاءك تعودين وتتمسكين بي دون أن تشعري حتى، لمَ تهتمين بهذا القدر؟"

إما أني جننت أو أن هذا يحدث بالفعل، نبرته آلمت قلبي وكلماته جعلته ينبض بقوة لدرجة جعلت صدري يضيق ومن ثم... خالفت كل ما قاله يوجين من ساعات.

لم أبقَ بعيدة عنه ولم أبعده، ألتفت يدي حول ظهره والأخرى ربت بها على رأسه وفي المقابل لم يبعدني! خلال ثانية التفت ذراعيه حول خصري وضمني إليه بقوة.

كانت تلك المرة الأولى في حياتي التي أكون قريبة لرجل غريب لهذا الحد ولكني لم أفزع كما كنت أظن، في الواقع تمنيت لو يطول الأمر.

"لا تكرهيني" 

قال فجأة لأقهقه وأقول في المقابل "توقف عن محاولة قتلي في كل مرة وأعدك بأني لن أكرهك." اهتز كتفه وسمعت قهقهته مما أجبرني على الابتسام بقوة.

"أعدك" همس بها لأومئ وأقول "إن نقضت وعدك سأكسر خنصرك" أومأ بصمت.

رفعت رأسي لأرى يوجين يقف أمامنا بأعين متسعة وفك يكاد يُلامس الأرض، ابتعد أتريوس ونظر نحوي لمدة قبل أن يهمس "يبدو هذا غريبًا" أومأت برأسي ولكنه أخذ نفسًا وقال "لا تفكري به كثيرًا" عضضت شفتي ورفعت كتفي قائلة "سأحاول".

"علينا أيضًا معرفة ما سيحدث لك" أومأت مجددًا ليمسك بمعصمي ويقول "انتهى التدريب اليوم، لنخرج من هنا" تحرك بينما أسير خلفه وما زال يمسك بمعصمي حتى لا أضيع ولسبب ما ما زال قلبي ينبض بجنون.

نظرت ليوجين الذي يسير ويضع مسافة بيننا ويبدل نظره بيني وبين أتريوس ويبدو فارغ العقل، وعندما لاحظ نظرتي له أشر لي وقال:

"هناك الكثير لنتحدث عنه، الكثير جلنار روسيل"


****************************************

كل سنة وانتم طيبييييييييييييييييييييين وكل رمضان واحنا مع بعض ورمضات كريم عليكم وعلينا يارب 

حاسه اننا مقاطعين لحظه خاصة شوية وانا بقرأ

هو انا الوحيدة الي لما بتكتب مشاهد حساسة فيها عواطف بتكرنج شويه؟؟؟؟؟؟

بالنسبه عشان ناس كتير هتنصدم اوي من اتريوس وازاااااااييي يعمل كده 

جماعه شخصية اتريوس محاوطه نفسها بحاجز الكراهية الي حواليه بس لما شخص واحد يطلع يقلك في وشك مش بكرهك بعد ما عملت فيه العمايل فطبيعة اتريوس -ولاحظوا بقول طبيعه اتريييييوس مش اي حد - انه لوهله زي يستسلم او يبقى عايز ياخد نفس او راحه 

وده الي حصل مع جلنار

كانه لوهله حب يوقع القناع بتاعه يريح دقيقه ويرجع تاني يقتل البني ادمين

هل ده عادي؟

لا 

هل هو توكسيك

مليون في الميه بس المهم اننا مبسوطين

وعشان متزعلوش طبيعي اتريوس يكون توكسيك بعد كل الي مر بيه في حياته -هيوضح بعدين- ويبقى انسان طبيعي فــ يب هو توكسيك ومحدش يقدر يقول غير كده 

اغدراسيل = طبيعي 

اتريوس = توكسيك

جلنار = مجنونة

يوجين = سكرة

المهم 

خناقاتهم على الفطار بتفكرني بخناقاتي مع اخواتي كانت ايام والله الله يمسيهم بالخير 

جلنار بقت متبلده تقريبًا بس لما حصل حاجه اول مره تحصل وتثبت انها فعلا مش طبيعيه زي ما تقول بسم الله الرحمن الرحيم اتخضت كده اسم الله عليها بنتي 

حاسه وانا بقلكم انجوي بالفصول كاني بقول انجوي بمعاناة جلنار

بس 

فيه تنزيل في رمضان بس في نفس المعاد بس متشغلولش نفسكم عن الطاعه والذكر وتذكرونا من دعواتكم

انجوي بالفصول 

لوف يو

باي

Esraa A

احظ بوقت ممتع بعيدًا عن العالم.

44 تعليقات

  1. ❤️❤️❤️🦋🦋🦋

    ردحذف
  2. ”وعليك بكل خير 🖤🦋"

    ردحذف
  3. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  4. و اخيييرا لحقنا لأطول يوم في حياة جلنار بدايته مع ثونار منتصفه مع اتريوس مع تدخل من اغدراسيل قرب الغروب و خاتمتها مسك مع نبيل حقير في البداية حبيب القلب في النهاية و قصة ما قبل النوم لرومياس 😂😂😂

    ردحذف
  5. الفصل القادم افضل فصل، الفاصل في حياة جلنار ذلك الذي يخبرك ان الفتاة فعلا تغيرت و برزت البطلة التي يداخلها 😣🦋🦋🤭✨

    ردحذف
  6. يا لهوييييييي 😍😍😍😍اتريوس يا قلبي عليه 🥺🥺

    ردحذف
  7. اللللله 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ يا ربيييي فصل يجنن يخبببببل 😭😭😭😭😭

    ردحذف
  8. لوف يو انتتتييي تعرفي انا مستنيه كلمه انا متعب دي من امتى!!!!!!! ااااه يجدعاااان بجد بجد مكنتش متوقعه انها هتنزل يوم ميلادي اهيرا حاجه حلوه في اليوم اشكرك اسراء وطلبت منك انستجرام دوبل بس اي ثينك اني كدا تمام🥰🥰

    ردحذف
  9. يمااااا يالهوييييي لا دو مش فراشات دو دينصوراااات اااااااااااااااااااااع ترتوسة ياعمرييي

    ردحذف
  10. في الواقع....أنا مغرمة فعلا فعلا مغرمة بالتفاصيل البارت بين أتريوس وجلنار ولحظات الراحة اللي خدها اللي هو أخيراً...أخيرا يا أخي تنفست أخيراً 🥺❤️ المهم معلقتش من أول الرواية لأني متابعتها من زمان من وأنا في ٢ث تقريباً حاليا أنا في ٤ جامعة الأحداث كأنها مطموسة بس يعني لما يقرأ بفتكرها بس في تفاصيل تخطف قلبي تاني اهههه

    ردحذف
  11. المهم رمضان كريم يا إسراء وبشكرك علي مساحة الذكر اللي بتسبيها لينا ونفسي اوصل للجزء اللي كارلوس يظهر فيها عشان أنا متحمسة للجزء ده بالذات ونسياه تماما فاللي هو هيجي امتي ياربي بقي...عندي طلب بس استحي 🥺 ممكن الشابتر يكون في أحداث أكتر شوية يعني مش كلام أو تفاصيل أأقصد الأحداث هي اللي تزيد بس الحقيقة محرجة بسبب طلبي لأني عارفة إنك مشغولة بسبب الجامعة وأكيد ضغط مع الصيام إرهاق فمشكورة جدا بالتزامك معانا كده لحد دلوقتي وأخيرا رمضان كريم عليكي وربنا ييسرلك الأمر في دراستك يارب ❤️

    ردحذف
  12. الفصل هذا فيه فراشات🦋🦋🦋

    ردحذف
  13. 😭😭😭😭😭😭😭😭
    لا تعليق 😭😭💓💓💓
    الفصل يجنن بجنن يجنننننننن
    فراشااااات انهيااارت 😭😭😭💖💖

    ردحذف
  14. يوجين سكرة ومليون سكرة

    ردحذف
  15. وانتي طيبه ياقلبي 😘😘

    ردحذف
  16. روعة بجد تسلم ايدك يا إسراء رمضان كريم عليكي يا قلبي

    ردحذف
  17. 😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  18. رمضان كريم للجميع ول احلا كاااتبه + انصدمت من ايتريوس أنا مصدومه اكثر من يوجين والله 😂😂

    ردحذف
  19. يايمه فغاااشااات 🦋🌟✨💗
    ياخي شكراً كلش هواي مزاجي تعدل راح اقرة الادب بكل حبببببب لان الفصل جان جميل ياخي ثنكسسس سوسو ربي يوفقج ورمضان كريم

    ردحذف
  20. كل عام و انتم بخير رمضان مبارك لكل الامة الاسلامية 🥰🥰
    انتظاري لبداية تحول جلنار واستسلتم اتريوس انتهى أخييييييرا وها نحن على اول بوادر التحوا في الرواية
    جد متحمسة لما هو قادم 😍😍😍😍 بس هاد اللحظات المميزة بين اتريوس وجلنار جد مميزة

    ردحذف
  21. مشاعر كثيره وصدمات كثيره اتريوس يبوح مابداخله حسيته يتكلم مع شخص يعرفه من زمان 💥💥❤️💟

    ردحذف
  22. ورمضان كريم للجميع إن شاء الله 💟💟💟💟

    ردحذف
  23. من اكتر المومنتس اللى بحبها 🥹🥹

    ردحذف
  24. حد يفكرنى اسم الممثله اللى جلنار مستوحاه منها عشان ناسيها موت و هموت و افتكرها

    ردحذف
  25. متحمسه للقادم ♥️

    ردحذف
  26. رمضان مبارك للجميع🩶 اتريوس فتح قلبه اخيرا وقوة جلنار طلعت لأول مره، واندر فاتتها عركة الفطور 😂

    ردحذف
  27. المهم وقعت في حب جلنار واتريوس اليوم مومنتات بينهم انا اشوفها لطيفة بشكل 😭😭💖💖💘ورمضان كريم

    ردحذف
  28. الفصل عبارة عن جبر خاطر لنا وكاني اول مرة اقراها 😭🌧️

    ردحذف
  29. مومنتس اترينار بالقلب فعلا 😭😭 احلى اشي، هل هو توكسيك؟ مليون في المية بس المهم احنا مبسوطين 😂😂 بعدين ستنوا يا جماعة يعني هي جلنار طبيعية عشان تروح عند حدا طبيعي

    ردحذف
  30. كل عام و انتي بخير و سعادة يقمر 💕 الفصل المنتظر ببكي اخيرا اول انهيار لدفاعات اتريوس، حبيبي رحمته بجد هو جميل خالص و كل اللي فيه دا بسبب ولاد ال**** مش مسمحاهم بجد، بقعد اتخيل اتريوس كان هيبقى شخصيته عامله ازاي لو اللي حصل في ماضيه دا محصلش، بس مش مشكلة جلنار هنا علشان تصلح كل حاجة، بجدد حبي لعلاقتهم و حبي ليوجين بردو و حبي ليكي 😭💕💕💕

    ردحذف
  31. نا حبييييت اتريووووس 🥺❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  32. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  33. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  34. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  35. تعليقي هالمره طلع وايد طويل نفس الفصل الي فات شكلي بقسمه تعليقين! 👈🏻👉🏻

    ردحذف
  36. ليه اتريوس زعلان لهدرجة؟ كله فطور هدي يخويا

    اغدراسيلل يزينه يدافع عنها🥹 جنتل مان (او يمكن هو بس يدور سبب يتهاوش فيه مع اتريوس)

    جلنار في الموقف الحرج هههه لو قامت بتحرج اغدراسيل الي كان يدافع عنها ، ولو جلست اتريوس حيقتلها
    ابلشش

    "ان كنت تظن أنها ضعيفة كفاية للسكوت عن أفعالك فأنا لن أفعل" لا اغدراسيل جبت العيد مو كذا مو كذا😭

    مقدر الغدره كل واحد اخذ له مكان يتخبى فيه الا جلنار ضلت واقفه ههههه

    بس جلطتني يوم وقفت بينهم 💀💀 يحبيبيي كنت بتروحين فيهاا
    وجلطني اكثر اترييووسس!!! عااااا حماهااا فدييتتككك بسس 😭😭😭😭😭😭

    «كانت هناك ذراع تلتف حولي بقوة بينما رائحة مألوفة أصبحت ما أتنفسه، رائحة تراب مبتل أشبه بتلك الرائحة التي تملأ الغابة وقد اختلط بها رائحة عطر خفيفة.» الووصصفففف ققتتللنيييي
    حظها ياليتني جلنار 💔💔💔

    "ألا يمكنكِ التوقف عن التصرف بحماقة لمرة؟" صوته صوته يخوان صوته يقتل

    «هذا الرجل يقتلني من الداخل قبل الخارج!» فااههمتتك!!

    "إن أردتما قتل بعضكما فافعلا ذلك بعيدًا عنها، إنها الأنثى الوحيدة معي في الفريق! كما أنه من غير المسموح لكم قتل شخص بهذه اللطافة أيها المتوحشان، تبـ... بالطبع السيد أتريوس يمكنه فعل كل ما يريده، شكرًا لحماية صغيرتنا".
    ثونااارررر قتلتتننييي ما اقدر😭😭😭😭😭

    بس كيوت سحبتها تحضنها يقلبي انتي😞😞
    واغدراسيل يعتذر ياحلوه😭

    "سينتهي بنا الأمر أمواتًا وأنتِ تقوديننا"
    _"إذًا اذهب واقتل نفسك من الآن"
    !!!!!!!😭😭 اتريووسس اطلع من البنتت شتسوي هنا!!

    يمه هواش جلنار واتريوس.. وانفعال اتريوس المفاجئ يخوف
    ويوجين الي يقولك هواش متزوجين 💀😭

    نكرر ونعيد مره بخاطري اعرف ماضي اتريوس.. يارب يطلع قريب 🥹 بس الواضح انه بيطلع شي يكسر الخاطر لدرجة خلاه يوصل للشكا الي هو فيه.. يعمري عليه

    وكلام يوجين عن اتريوس! ايش فيه؟ ليش يخوفني كذا؟ لا تقتربي منه وحطي مسافات يمه لا تخوفني يولد اهجد
    الصدق يوجين اذا صار جدي اعرفوا ان الموضوع منجددد خطير وجدي لان ذا الشبح ما ياخذ اي شي بجديه😭

    تدرريببههمم ييججنننن!! ليش مو كل تدريباتهم حلوه زي هذا ههههه
    بس النذل ضاف العقاب عشان يستمتع😭

    حبيت استغلال وجود يوجين عشان يفوزون ههههههههههه بس حسيت افضل لو تعتمد على قدراتها شوي عشان هو بالنهايه تدريب، وهذا الي سوته فعلا، انها ما اعتمدت على يوجين بالكامل وركزت على حواسها برضو

    وقدره جلنار الجديده!!! يمه وش قاعد يصيررر ؟؟ واتريوس يقول ان هذا مو تحكم بالهواء انما شي اكبر ! عاااا ايش فييهه
    بنتي كالعاده تصدمنا كل فصل اكثر واكثر

    ردحذف
  37. اوكي اوكي اوكيييي 😭😭😭😭😭😭
    نجي لمشههدييييي الممفضضلللل😭😭

    انهرتت نهايه الفصلل!!

    بكت💔💔💔 برو بغيت ابكي معها الا دموع جلنارر!!
    حزنتني لما قالت انها تبي تكون طبيعيه مثل باقي البشر العاديين، يا قلبي انتي 💔
    لما قالت انا خائفة.. تكفون ابغى احضنها.. بس يلا عندها اتريوس يحضنها صح؟ 🌹

    ولما مسح دموعها والدماء بوجهها يا قلبي انت💔

    بكيت الحوار بينهم مؤثثرررر علق فيني ما اقدر انساااههه
    واتريوس لما اسقط تمثيله وقناعه المزيف وطلع شخصيته الحقيقيه 🥹 يقلبي هو

    "أتمنى أن أختفي من هنا، أتمنى أخذكِ والذهاب بعيدًا عن الجميع… بعيدًا عن كل هذا قدر الإمكان"
    "لأنكِ تجعلين كل شيء أفضل بطريقة ما"
    "اشتقت للشعور الذي تمنحيني إياه، جلنار،"
    "لا تكرهيني"
    عاااا بصررخخ فراااششاااتتتت😭😭💞💞💓🎀💗💘🎀💗💓💞💘💗🎀💞💘
    فديتكمم انتو الاثنيينن

    اتريوس يقولها لا تفكري بالموضوع هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    حبيبي انا من عندي مستحيل اني ما افكر فيه فكيف جلنار؟ ما اتوقع بتقدر انها ما تفكر 😭😭😭
    -
    صدمه يوججيينن متت هههههههههههههه
    "هناك الكثير لنتحدث عنه، الكثير جلنار روسيل"
    يتعامل كانه ابوها 😭😭😭

    ردحذف
  38. قللللبي وووقف 😭😭😭

    ردحذف
  39. انا كنت بقرأ توبازيوس من زمان وبعد فترة الانقطاع انطمست كتير من الاحداث ونسيتها وفي الفترة دي بدأت اكتب رواية ، مكنتش حاسة قد ايه انا متأثرة بعلاقة أتريوس وجلنار لانه خير اللهم اجعله خير بعد ما رجعت قرأت الجزئية الاخيرة دي اكتشفت ان عندي ثنائي علاقتهم شبههم بالضبط وحاليا قاعدة مش عارفة اعمل ايه

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال