السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
*****************************************
الفصل
السادس
ربما كنت أقل الأشخاص الذين قد يدخلون في محادثة مع من حولهم، نسبة اختلاطي بالآخرين لا تتعدى العشرة في المئة، لا أورط نفسي في المشاكل لذلك لا أضطر لدخول في محادثات حادة مع والدتي ولا مع الشرطة أو حتى مع أصدقائي، لأنني لا أملك أية أصدقاء!
لكن
بالنسبة لي أو لشخصٍ غيري، فهذه ستكون المحادثة الأغرب التي يمكن لأي شخص الخوض
فيها.
حاولت رسم صورة لشخصٍ ما يمر من هنا ويرى ما يحدث، لربما سيهرب أو يتصل بمصحةٍ عقلية هامسًا أن هناك فتاة تتحدث مع نفسها.
استغرق الأمر عدة دقائق حتى استطعت إيجاد مكانٍ خالٍ من البشر تمامًا، وتلك الروح تبعتني وأكثر ملامح الحماس قد اعتلت وجهه، جلست فوق أحد الكراسي الخشبية التي صُنعت لثلاثة أشخاص قبل أن أرفع نظري نحوه...
"هل يمكننا التحدث الآن؟" ما إن لاحظ أنني نظرت نحوه أطلق سؤاله بسرعة وابتسامته توسعت بشدة، تنهدت قبل أن أومئ بنعم ليقفز صارخًا بـ "أخيرًا".
"أنا سأسأل وأنتَ تجاوب". قلت بتحذير ليومئ بسرعة، أمتَلِكُ مئات الأسئلة التي تدور في خُلدي، أيُها أسأل أولًا؟ فكرت بصمت قبل أن أنتقي سؤالي الأول "هل أنت حقيقي؟" لقد أردت أن أتأكد من صحة عقلي! أعني لما لا أحد يراه غيري؟
"بالنسبة لعالم الأحياء فأنا غير موجود لكن أنا حقيقي بالكامل، أرى وأتحرك وأتحدث، بالنسبة للعالم الآخر فأنا موجود". أجاب بابتسامة ثقةٍ على وجهه "لماذا لا أحد يستطيع رؤيتك؟" قلت ليجلس بجواري ويتنهد "السؤال الأصح هو لماذا أنتِ تستطيعين رؤيتي؟ من المفترض أن لا أحد يراني، أي بشري لم يستطع رؤيتي قط، لكنكِ استطعتِ فعل ذلك". قال لأعقد حاجباي في تفكير "ما هي حقيقتك؟ انا لا أفهم ما أنت، شبح أم روح أم كيان لا أستطيع فهمه؟"
"أنا روح!" قال ببساطة "الأرواح تجوب الأرض بعد موتها؟ هل هناك أرواح أخرى غيرك؟" سألته ليبتسم ويومئ بنعم "ظننت أن بإمكانك رؤيتهم في البداية، لكن أنا الوحيد الذي يمكنك رؤيته".
صمت لثواني وهو ينظر حوله قبل أن ينظر لكفيّ يديه ويقول: "جميع تلك الأرواح تمتلك هيئة مختلفة غير الجسد البشري، أنا الوحيد الذي أمتلك الهيئة البشرية. كما أنهم لا يتفاعلون معًا ولا يتحدثون مع أحد، لقد كنت الوحيد الذي حاول التحدث. بدا وكأنهم لا يرونني حتى!" رفع كتفيه في النهاية.
هناك أرواح أخرى؟ لكن بدون هيئة آدمية! هذا غريبٌ ومحير، ولما هو الوحيد الذي يمكنني رؤيته؟ "إذًا لقد كنت بشريًا من قبل؟" أومئ بنعم لأردف "هل تتذكر أي شيء عن حياتك؟" زم شفتيه قبل أن يحرك رأسه نافيًا ويقول..
"كل ما أتذكره هو اللحظة الأخيرة قبل أن أغلق عيناي وأفتحها وأجد نفسي في مكان غريب لا يراني فيه أحد". واو هذا مرعب "ما هي آخر ذكرى لك؟" سألت لينظر نحوي بصمت. شعرت بالندم في لحظة إلقائي السؤال لذلك تراجعت فورًا قائلة: " بالتأكيد لست مجبرًا على إخباري، إنها ذِكراك الوحيدة".
ابتسم بشكل يبعث الراحة وقال: "لا أمانع مشاركتها معك، أنتِ الشخص الوحيد الذي بإمكانه التحدث معي في النهاية".
ابتسمت نحوه كنوع من الدعم، لقد شعر بالكثير من الوحدة، هذا مؤلم " لقد كان حادث دراجة نارية، كل ما أتذكره هو اللحظة التي كادت دراجتي النارية تصطدم بأحد شاحنات النقل وحاولت تجنبها وانتهى بي الأمر بالاصطدام بسيارة أخرى مسرعة، ثم... لا شيء". توقف قليلًا ثم أردف "مازال الشعور ذاته يراودني في كل مرة أتذكر بها تلك الليلة، الرعب، الفزع، البرودة تتسلل لأطرافي وصدري ينقبض بقوة".
إن كان شيء ملموسًا لربما ربت على كتفه بمواساة، أخذ نفسًا قبل أن يقول بمرح قاطعًا الجو الكئيب الذي سُحبنا فيه "ولكن كان هذا منذ مدة لا أتذكرها، والآن هل لديكِ أسئلة أخرى؟" حاولت التفكير قبل أن أسأل مجددًا "ألا تتذكر أين منزلك أو عائلتك أو حتى مكان دراستك أو عملك؟ أي شيء عن حياتك؟" حرك رأسه نافيًا وقال:
"لا شيء سوى اسمي الشخصي حتى أنني لا أتذكر اسم عائلتي، وأتذكر أنني كنت أعمل لا أدرس لكنني لا أتذكر ما نوع عملي بالضبط". أي أنه كان أكبر مني في العمر! رغم أنني ظننته في عمرٍ مماثل.
"منذ متى وأنت تتبعني؟" سألت ليحاول التذكر قبل أن يقول: "قبل أن تستطيعي رؤيتي بحوالي أسبوعين". هذه مدة طويلة هل كان يحوم حولي منذ ذلك الحين؟ "كيف عرفت أنني سأكون قادرة على رؤيتك؟" سألت بشك ليجيب "لم أكن أعلم. لقد تتبعتك لأن طاقة جسدك مختلفة عن الجميع، ثم تفاجأت بأنك يمكنك سماعي ثم رؤيتي". قال لأتوقف عند نقطه معينة "طاقة جسدي مــ- مختلفة؟" سألت ليومئ.
"نوعًا ما عندما أصبحت روحًا متجولة أصبحت قادرًا على رؤية شيء كالطاقة، إنها متعلقة بالروح أو الجسد لا أعلم تمامًا، إنها أشبه بعلامة على صدر الشخص تضيء بلونين الأزرق والأحمر، إنها نوعًا ما تشبه علامة اليينج واليانج لكن بشكل أبسط. العلامة الزرقاء تشير للأشخاص المسالمين بطبعهم هادئين غير انفعاليين، سواء أكانوا إيجابيين أم سلبيين جميعهم يشتركون بالهدوء والحكمة، لطفاء وحولهم تلك الهالة اللطيفة وحتى السيئين منهم لكنهم سيئين بطريقة باردة. أما الحمراء فهي غالبًا للأشخاص الانفعاليين الممتلئين بالحماس والنشاط والحركة، بعضهم سريع الغضب والانفعال جريئين وصاخبين، مزعجين غالبًا لكنهم ممتلئين بالأدرينالين".
توقف قليلًا قبل أن يردف "والبعض يمتلك علامة مختلطة نصفها أزرق والنصف الآخر أحمر اللون هؤلاء يتميزون بمزاج مختلط وغريب أحيانًا هم باردون كالثلج وفجأة قد يتحولون لشيطانٍ مرعب، يتحمسون بقوة مرة ومرةً أخرى يكونون مسالمين كسولين إنهم قليلون جدًا ومميزون نوعًا ما".
كل بشري يمتلك علامة طاقة؟ أنا فقط مندهشة من قدر المعلومات الذي استطاع تجميعها "كيف عرفت كل هذا؟" سألت ليبتسم بفخر " لقد كنت أملك وقت فراغ لذلك كنت أتتبع أغلبهم ولاحظت أن أصحاب العلامة الزرقاء مشتركون في الهدوء والحمراء في الصخب واللونين يشتركون في الصفتين معًا".
لقد قضى الكثير من الوقت وحيدًا لا ريب في هذا "إذا... كيف يمكن أن أكون مختلفة؟" نهض قبل أن يقف أمامي "الطاقة حولك مختلفة بشكلٍ كلي، إنها تجعلني ممتلئ بالنشاط دائمًا متفائل بطريقة غريبة، لا أحد من البشر يملك هذا التأثير في طاقته كما هي طاقتكِ، لست أنا وحسب حتى الكثير من الأرواح تحوم حولك بسبب الطاقة المنبعثة من جسدك".
الأرواح تحوم حولي! رائع أنا سأصاب بسكتةٍ قلبية في وقتٍ قريب. تجاهل تمامًا ملامح وجهي الفزعة قبل أن يكمل "لكن تعلمين ظننت أنك ستمتلكين علامة زرقاء بامتياز أنتِ هادئة بشكل غبي جدًا وضعيفة بشكلٍ مستفز، حتى أنني كنت موقنًا أن علامتك ستكون رمادية باهتة لا زرقاء". سخر لأُدحرج عيناي لكنه أكمل بحماس
"لكنّ الأمر كان مختلفًا بشكل مذهل أنتِ تمتلكين علامة صفراء كما أنها ليست فوق صدرك، إنها هنا". قال قبل أن يشير نحو مقدمة رأسي بإصبعه ويردف "عكس الجميع، علامتك هنا على مقدمة رأسك كما أنها صفراء مشعة بقوة وحتى شكلها مختلف إنها تشبه شكل..." زم شفتيه وأمال برأسه بتفكير قبل أن يردف
"الجوهرة، إنها أشبه بجوهرة".
جوهرة! هل يحاول السخرية مني؟ "هل تسخر مني؟" سألته للحظة بشك لتتسع عينيه قبل أن يقول: "ماذا سأستفيد من الكذب والسخرية على أي حال؟ أنا فقط أخبرك بالحقائق، لا أظن أنني سأسخر من الشخص الوحيد القادر على رؤيتي". حسنا أنه محق أنه روح فحسب "لذلك لقد بقيت حولك، رغم أنني حظيت ببعض التسلية من مراقبة حياتك لكن الطاقة الجيدة التي كنتي تمديني بها جعلتني متفائل، حتى المشاعر السلبية بالوحدة اختفت جميعها. لقد كان الأمر كالسحر لذلك بقيت حولك، حتى اشتدت الأمور حماسًا عندما وجدتي هذا الكتاب ووجدتُ نفسي أتبعكِ في كل مكان".
ازداد حماسه بشدة بينما يشرح "تلك الألغاز، الواحد تلو الآخر كان الأمر وكأنني أشاهد فلمًا ما، لم أتوقف عن الشعور بالذهول عندما رأيت براعتك في حلها، لقد كان تتبعها أكثر الأشياء متعة".
واو هو كان يشعر بالمرح بينما أنا أُعاني من وقت عصيب "إذا لا علاقة بظهورك بذاك الكتاب الغريب؟" رفع كتفيه قبل أن يجيب "من يعلم!" هذه إجابة غير واضحة البتة "ماذا تقصد بالضبط؟" سألت ليجيب " أنا لست متأكد، أنا رأيت هذا الكتاب لأول مرة معك لكن المرة الأولى التي سمعتِ بها صوتي كانت في اللحظة التي فُتِحَ الكتاب بها، ومنذ ذلك الحين بدأتِ بسماعي ورؤيتي كما أن العلامة خاصتك مختلفة وكذلك الهالة ألا تظنين أن كل هذا مرتبط نوعًا ما؟"
ملاحظته سريعة وجيدة حقًا، لكن كيف يمكن أن ترتبط هذه الأمور الغريبة ببعضها؟
تنهدت في تعب يبدو أن الأمر معقد أكثر مما تخيلت، التفت نحوه قبل أن ألحظ الابتسامة الضخمة والنظرة التي تتوقع مني قول شيء ما.
"ماذا؟" سألت ليرفع كتفيه مجددًا ويقول: "فقط... هل انتهت أسئلتك؟" أسئلتي؟ أوه لا لقد نسيت نصفها بسبب التفكير في أمر الكتاب "لا أتذكر الباقي لكن إن قفز لرأسي سؤال ما سأسأل" قلت ليومئ ولكن مازال ينظر نحوي "ماذا تريد مني أن أقول بحقك؟" سألت بيأس ليقول بسرعة " ألن تسأليني عن اسمي؟" اسمه؟ لقد نسيت أنه يمتلك اسمًا بكل تأكيد، فقد ناديته بالروح والشبح، لذلك لم يخطر ببالي اسم!
"ما اسمك؟" سألت لتتسع ابتسامته قبل أن يقف بشكلٍ متعالي ويقول بصوت عالي وبفخر
"اسمي هو.... يــــوجــــيــــن".
رمشت عدة مرات قبل أن أنظر نحوه بملل قائلة: "لما تنطق اسمك وكأنك لويس التاسع عشر؟ ما الشيء الذي يدعو للفخر باسمك؟" نظر نحوي بحقد قبل أن يقول: "إنه الشيء الوحيد الذي أتذكره بكل وضوح عن حياتي السابقة لذلك أنا فخور به" هكذا الأمر إذا "يوجين". تمتمت بالاسم قبل أن ابتسم، حتى اسمه يروق لي.
نهضت واقفة قبل أن أمدد جسدي وأعدل حقيبتي فوق كتفي "حسنا هذه الأسئلة التي أملكها حاليًا". قلت ليومئ بتفهم "أنت ستظل تَتبَعُني صحيح؟" سألت بترقب لتتسع ابتسامته ويومئ بنعم لأتنهد "لا أملك طريقة لإبعادك؟" سألت ليرفع حاجبًا ويقول "هذا بغيض جدا يا آنسة". دحرجت عيناي قائلة:
"لا أظن أن بشريًا عاقل سيرحب بروح شخصٍ ميت تتبعه طيلة حياته". حرك رأسه للجانبين ينفي الأمر "لن أبقى حولك طيلة حياتك، فقط حتى أستطع تذكر من أنا ولماذا ما زلت في هذا العالم، لذلك أجوب مانشستر في محاولة لتذكر أي شيء عن نفسي". حسنا هذا معقول نوعًا ما.
"لا تتوقع مني مساعدتك في هذا". التفت قائلة بلا مبالة لتتسع عينه ويصرخ "أنتِ حقا شريرة، أعني تملكين قوة استنتاج رائعة إن تعاونا معًا يمكنني معرفة من أكون أسرع".
التفت متجاهلة نظراته الحاقدة " لست مجنونة للحد الذي يجعلني أجوب مانشستر للبحث عن شخص ميت". تمتمت بلا مبالاة. ركض قبل أن يقف أمامي مع ابتسامة جانبية "حسنا إذا، بما أن الأمر هكذا سأبقى حولك طيلة حياتك يبدو هذا الخيار مسلي أيضًا".
اللعنة على هذا الطفل، نظرت له بطرف عيني منزعجة وقلت: "ستمل مع الوقت، حياتي ليست بتلك الروعة". ابتسامة ضخمة احتلت وجهه، بدت خبيثة نوعًا ما "لا أعلم لما، لكن لدي ذلك الشعور الذي يخبرني ان حياتك لن تكون كالسابق أبدًا".
نعم ربما لأن هنا شبح غير مرئي يلتصق بي.
"حسنا سأساعدك! لكن إن طال الأمر عن الحد ولم نستطع معرفة شيء عمن تكون. ستذهب بعيدًا عني ولن أراك مجددا، اتفقنا؟" قلت ليقف أمامي ومد يده قائلًا "اتفقنا".
نظرت نحو يده قبل أن أرفع نظري نحوه مع حاجبًا مرفوع "حقا!" تحمحم قبل أن يسحب يديه ويقول "آسف إنها العادة".
قهقهت قبل أن التفت متجه إلى المنزل وهو يطفو بجواري "ماذا ستفعلين اليوم؟" سأل لأفكر قليلًا، لا أملك أي فروض أو شيء خاص بالدراسة لإنجازه ربما فقط التحضير للامتحانات لكنني ما زلت أملك الكثير من الوقت لهذا.
"لا أعلم". أجبت بصدق ورفعت كتفي لثواني، زم شفتيه قبل أن يقول: "لننظر للكتاب مجددًا".
نظرت نحوه لثواني قبل أن أعيد عيني إلى الطريق، لا تبدو فكرة سيئة لكن.. "لقد بقيت ساعات أنظر نحوه ما الذي سيفيد؟" رفع كتفيه ثم قال: "ربما سنجد شيءً ما معًا هذه المرة، شيء قد يدل على الشخص الذي كتب الكتاب أو وضع الرسائل الغامضة لكِ". حسنا أنا أملك وقت فراغ كبير.
بدأ ازدحام الناس حولنا يصبح أكثر فأكثر، وأصبح التحدث مع الرو.. أعني يوجين أصعب لكن الأحمق استمر في رمي التعليقات المضحكة حول كل شخصٍ يمر حولنا، بما أن لا أحد يسمعه فقط نال راحته تمامًا في توجيه النقد الحاد للجميع، وأنا نلت وقتي الصعب في محاولة كتم ضحكي.
...
بحثنا بدقة في كل إنش لكنا لم نجد شيءً، حتى الغلاف الخلفي كان فارغًا، صيحة تذمر صدرت من يوجين عندما طال الأمر كثيرًا "ربما القفل به شيء ما أو المفتاح".
القفل كان عادي لكن المفتاح مميزٌ نوعًا ما "المفتاح يأخذ شكل تنين تتوسطه جوهرة صفراء هذا هو الشيء الغريب". قلت ليعقد يده فوق صدره ويستغرق في التفكير "ألا ترين أن اللون الأصفر تكرر مجددًا، علامتك الصفراء التي تأخذ شكل جوهرة والآن جوهرة صفراء على المفتاح".
"يوجين هذا ليس أحد أفلام الخيال، لا أعرف الكثير عن طاقة الروح وما شابه، لكن أعلم جيدًا أن هذا الكتاب لا علاقة له بشيء غريب، ربما شخص مهووس بأفلام الخيال قام بتأليف هذا الكتاب وقام بوضع كل الألغاز للتسلية" قلت ليرفع يوجين حاجبًا ويقول "لا أظن، تلك المعلومات بلغة لا أظن أنني رأيتها من قبل، الرسوم قد تحتاج لسنوات حتى تستطيعين رسمها بهذه الدقة وبخيال خصب، وأيضًا.. المتحف ألا تتذكرين؟ تلك الشفرة، لقد كانت الآلة تتحرك وحدها، لا أحد كان سمع الرنين سواك! كيف يمكنكِ تفسير هذا؟"
حسنا إنه محق نوعًا ما، ربما أستطيع تلفيق الأمر كله لكن حادثة المتحف مخيفة، لا أحد استطاع سماع الرنين غيري!
"لحظة التنين". قال يوجين فجأة قاطعًا
أفكاري، أشار نحو المفتاح قائلًا "التنين على المفتاح، لقد كانت هناك الكثير
من الصفحات تتحدث عن التنانين ربما إن بحثنا عن صورة هذا التنين المنحوت على
المفتاح قد نجد شيء ما!"
لا أعرف فيما سيفيد هذا لكن الفضول بالفعل دفعني لأبدأ بالبحث عن صورة للتنين الموجود على المفتاح ولم يطل البحث حتى وجدنا بالفعل صورة التنين، لكنها كانت على شكل رمز! لم يتم رسم التنين بوضوح كان وكأنه رمز صغير قد يوضع على عَلَم لكن الغريب هو أن بجوار صورته كانت الصفحة فارغة من أية معلومة إلا ثلاثة سطورٍ فقط. أعني جميع الصفحات مليئة بالمعلومات، بالطبع لا أستطيع فهمها لكن هناك شيء ما تمت كتابته لكن هذه الصفحة فارغة وفقط ثلاث سطور موجودة "هذا.. إنها فارغة تقريبًا". قال يوجين لأومئ بالموافقة.
"ما
الفائدة؟ لا أستطيع فهم حرف واحد". قلت بخيبة وأنا أحاول فهم رمزٍ واحد أو
كلمة. مررت إصبعي على السطر الأخير في تركيز أريد قراءة المكتوب، أريد معرفة ما
علاقة هذا بي، بيوجين بكل الأمور الغريبة التي تحدث مؤخرًا.
"ما اللعنة؟" صرخ يوجين ولم أحتاج أن أسأل عن سبب صرخته لأن عيناي أخذت أكبر اتساع لها وقد اختنق الهواء داخل حلقي من الصدمة، السطر الأخير والذي مررت إصبعي عليه للتو، السطر الغير مفهوم المكتوب بحبرٍ عادي أصبح مصدرًا لضوءٍ قويٍ قبل أن تتبدل الحروف الغير مفهومة لأخرى إنجليزية مفهومة جيدًا.
سحبت يدي اليمنى بسرعة نحو صدري ممسكة بها باليد الأخرى وعيناي معلقة بالكتاب اختفى الضوء تدريجيًا وأصبح السطر الأخير واضحًا، حاولت ترطيب حلقي الجاف، إهدئي، هذه ليست أول ظاهرة غريبة تحدث معي!
"ماغلادروث.. لندعو الرب ألا ينتهي سُباته، وأن يحفظ الأكوان من غضبه".
قرأت انا ويوجين السطر معًا قبل أن ينظر كِلانا للآخر بتعجب "ماغلادروث!!" نطق كل منا بالاسم في الوقت ذاته بنبرة ممتلئة بالاستغراب.
"اسم جذاب" مدح يوجين بينما استغرقت في التفكير، هل هذا اسم التنين أم شيء أخر؟ "من الواضح أنه اسم التنين". قال يوجين وكأنه يقرأ أفكاري لكنه كان يقرأ أفكاره الخاصة بصوت عالٍ فحسب "ومن الواضح أن هذا الشيء سبب الذعر للكاتب". سخر بضحكةٍ جانبية.
"يوجين
ليس وكأن كوكبنا يحتوي على تنانين بحق الله!" هتفت ساخرة لينظر نحوي وقد رفع
إحدى حاجبيه "جلنار، حرفيًا أنتِ تتحدثين مع روح شخص ميت الآن، لقد رأيتِ آلة
وسمعتي صوتها في متحف داخل علبة زجاجية مغلقة ولم يراها أو يسمعها شخص غيرك! والآن
هناك كلمات لعينة مكتوبة بحبر أسود تحولت للتو للإنجليزية بعد أن أصدرت ضوءً ولا
أظن أنه من الطبيعي أن يصدر كتاب ضوءً ما وتتغير حروفه، هذه ليست سنة ألفان
وثمانون". إنه محق، أنا فقط لا أستطيع تجميع الامور.
"لكن تنانين؟ تبدو كمبالغة نوعًا ما". تمتمت ليدحرج يوجين عينيه وكاد يقول شيئًا لكن باب الغرفة فتح فجأة قبل أن يظهر لوش. أغلقت الكتاب بسرعة ووضعته في أحد أدراج المكتب.
"مع من تتحدثين؟" سأل وعينه تتفحص الغرفة ببعض الشك. رطبت حلقي ووضعت تعابير بريئة "لا أحد!" أجبت بسرعة لينظر نحو الدرج "ما الذي خبأته للتو؟" لما عليه أن يكون مزعجًا؟ "لا شيء!" قلت بالتعبير ذاته ليقترب من المكتب مع تعبير يعلن عن نيته في التلصص على أدراجي.
"يا
رجل أَخبَرتكَ لا شيء فقط أخرج". قال يوجين بتوتر "لماذا أنت متوتر؟ إنه
لا يراك". همست بغيط ليوجين "ماذا قلتِ؟" التفت نحو لوش وأجبت
بسرعة "قلت ماذا؟" عقد حاجبيه قائلًا: " لقد همستي بشيءٍ ما
للتو".
" من همس بماذا؟" سألت متظاهرة بالغباء
"أنتِ فعلتِ".
"فعلت ماذا؟"
"الهمس". صرخ بغضب
"همس! ماذا عنه؟ من همس؟" أكملت التظاهر بالحماقة ليزداد غيظًا.
"ما خطبكِ واللعنة؟" صاح بغضب مشيرًا نحوي بإصبعه "خطبي! ماذا؟ أنا جيده. ما خطبك أنت؟" أعدت السؤال نحوه "أنتِ تتصرفين بغرابة".
"أي
غرابة؟" سألت مجددًا
"تبًا، هل يمكن أن يتحدث شخصٌ واحد فقط". صرخ يوجين بتشوش
"لا، لا يمكن" أجبت بدون قصد على يوجين
"اللعنة جلنار، مع من تتحدثين؟" سأل لوش بارتباك "من يتحدث؟" تظاهرت بالغباء
"أنتِ!" أجاب بصراخ "أنا ماذا؟"
"توقفي عن طرح الأسئلة" صاح مجددًا، وقد وجدت الأمر ممتعًا حقًا" أي أسئلة؟" قلت بغباء.
"تبًا هذا يكفي" صرخ قبل أن يخرج مغلقًا الباب بقوة.
"ما الذي حدث للتو؟" تساءل بين أنفاسه لأضع يدي فوق فمي وأهمس ب "هششش سيسمعك". توقف يوجين عن الضحك قبل أن يقول: "أنا روح لشخص ميت لا يمكنه سماعي". نظرت نحوه وقد توقفت عن الضحك مرت ثانيتان من الصمت قبل أن ينفجر كِلانا بالضحك مجددًا.
استطعنا التوقف أخيرًا وجلست التقطت أنفاسي من الضحك هذا كان ممتعًا أعترف بذلك "أخرجي الكتاب بسرعة". قال يوجين لأومئ قبل أن أتأكد أن غرفتي مقفلة بالمفتاح وأعود إلى مكتبي وأخرج الكتاب من الدرج، فتحت الصفحة ذاتها التي توقفنا عندها "لنحاول معرفة شيء عن ماغلادروث هذا". قال يوجين وهو يميل بجذعه نحوي لينظر للكتاب
نظرت للكتاب للسطر الوحيد المفهوم بالتحديد، لكن تجمدت وقد اتسعت عيني بتفاجؤ! "يوجين". تمتمت بصدمه وعيناي معلقة بالكتاب "تبًا". هسهس يوجين وهو ينظر بصدمة للكتاب.
"ما مشكلة هذا الكتاب بحق
الخالق؟" صاح يوجين بإحباط لأتنهد وأغلق الكتاب وأفتحه للمرة العشرون لكن لم
تتغير الحروف "يوجين أنت أيضًا رأيتها صحيح؟ لقد كان السطر بالإنجليزية لكن
الآن عادت الحروف لهذه اللغة الغريبة". لقد بدأت أشكك في صحة عقلي مرة أخرى
"نعم، لقد كانت الحروف انجليزية بكل تأكيد". قال وهو يحرك يده بعصبية.
أوه! إنه غاضب أكثر مني. تنهدت قبل أن ألقي بالكتاب داخل أحد الأدراج "لم
نستفد شيء حتى وإن كان السطر بالإنجليزية على أي حال." قلت قبل أن أقف عن
الكرسي واتجه للنافذة، الشمس تكاد تغرب لقد انقضى الوقت بسرعة.
"يوجين، ألم تحاول تذكر أي شيء عن حياتك السابقة؟" سألت ما خطر في عقلي
قبل أن التفت نحوه وأُقابل نظراته "لقد أخبرتكِ من قبل، أنا أجوب مانشستر
كلها لعلي أتذكر شيئًا، أنا أحاول طيلة الوقت". رفع كتفيه في النهاية
"حادث الدراجة، لقد قلت إنه آخر ما تتذكر. هل تذكر أين كان الطريق؟ شكل
دراجتك؟ أو أين كنت ستذهب؟" صمت قليلًا وهو يحاول التذكر قبل أن يحرك رأسه
بالنفي.
كاد يقول شيءً ما لكن طرقٌ على باب غرفتي أوقفه "جلنار هناك شخصان يدّعيان
أنهما أصدقائك". صوت لوريندا تلا طرقها، لأنظر نحو يوجين بتعجب واضح
"منذ متى تملكين أصدقاء؟" سأل يوجين باستغراب "لقد كنت أتساءل عن
الأمر ذاته". أجبت متعجبة.
وقفت أحدق في الهيئتان أمام مدخل المنزل، حسنًا هذا مفاجئ نوعًا ما، ما الذي تفعله
ألسكا وصديقها هنا؟ "مرحبًا؟" خرجت مني شبيهة بصيغة السؤال دون أن انتبه
حتى لينتبه الاثنين لي.
"جلنار ما الأخبار؟" قالت ألسكا بينما تحتضن جسدي بخفه وقد بادلتها نوعًا ما "منزلك لطيف!" تحدث الفتى ذو الوجه الطفولي، الشخص نفسه الذي قام بمراجعة لمظهري العام مسبقًا!
"كيف عرفتم أين يقع منزلي؟" هذا أول سؤال تبادر لذهني، لم أدعوا أحدًا
إلى هنا سابقًا "اوه ذلك لقد سألنا مشرف القسم". أجاب الفتى رافعًا
كتفيه "لم نأتي هنا لنثرثر، هذا الأحمق سيقيم حفل رائع في حانة 'ذا بين أند
بانسيل' وسيكون الجميع هناك بعد ساعتان من الآن". قالت ألسكا بحماس
"ولماذا تخبريني بهذا؟" سألت بتعجب "لأنكِ مدعوة بالتأكيد!"
تحدث الفتى هذه المرة بنبرة ساخرة.
المرة الأولى التي يدعوني أحدهم لحفل "شكرًا، لكن سأرفض". قلت ببساطة رافعةً كتفاي". من أخبرك أن الرفض مسموح؟ هيا يا فتاة، الاختبارات النهائية قادمة لن يكون هناك فرصة للابتسام في وجه صديقك حتى، فلتستمتعي قليلًا". قال الفتى في محاولة لإقناعي.
أمسكت ألسكا بكتفي ونظرت برجاءٍ قائلة: "جلنار فقط تعالي، إن لم يعجبك الأمر
سأعيدك للمنزل". تنهدت قبل أن أومئ قائلة:
"سأحاول". ضحك كل منهما قبل أن تحتضنني ألسكا بسرعه قائلة:
"سننتظرك".
أغلقت الباب قبل أن أتنهد، ما كان هذا؟ "هذا كان مفاجئ". نظرت نحو يوجين
قبل أن أومئ موافقة
"ستذهبين؟" سأل بينما يتبعني لغرفتي "لا". أجبت دون تردد قبل
أن أغلق باب الغرفة واتجه نحو مكتبي "هيا، سيكون الأمر ممتعًا". تجاهلته
ليتقدم ويجلس فوق المكتب "لن نخسر شيئا جلنار! فقط سنلقي نظرة". دحرجت
عيناي قبل أن أخرج أحد كتبي، يجب عليّ الدراسة.
"جلنار، لا تكوني مملة. لم أحضر حفلًا منذ وقتٍ طويل". تذمر مجددًا
لأنظر نحوه بحدة "إذا يمكنك الذهاب وحدك". تنهد قبل أن ينهض ويتجول
طافيًا في الغرفة، واستمر الأمر لساعة كاملة تقريبًا..
الأحمق
فقط كطفل صغير لا ينفك عن إزعاجي بأمر الحفل، وأنا أحاول أن أُشغل نفسي وأتجاهله.
"جلنار ارجـ..." قاطعته بنفاذ صبر "لا ولا.. وللمرة المئة، لا لن
اذهب يوجين. أنا لا أنتمي الى هناك، اتفقنا؟ الموسيقى الصاخبة والشراب والحفلات
والكثير من الأجساد الثملة قد أُصاب بنوبة ذعر يا رجل". وقفت بينما ادفع كرسي
مكتبي بانفعال ليتوقف أمامي.
"أنتِ لم تحضري حفلًا من قبل جلنار، كيف يمكنكِ أن تحكمي على الأوضاع بهذه
الطريقة؟ الاختباء في الغرفة وسط كومةٍ من الكتب الدراسية لن يجعل الحمقى يتوقفون
عن التنمر! ولن يعطيكِ أي متعة حتى تتحولي إلى عجوزٍ شمطاء يخافُها أطفال
الحي".
هززت رأسي على السخافة التي يتفوه بها، لن أتحول لعجوزٍ شمطاء يخافها الأطفال إلا
إذا قرر البقاء معي حتى أموت! كدت أتجاهله مجددًا لكنه وقف أمامي "حسنًا
اسمعي هذه المرة تملُكين تلك الفتاة وأصدقائها في صفك، تتذكرين ذلك الفتى الغاضب
معها ماذا كان اسمه مجددًا؟" دحرجت عيناي بملل قبل أن أقول
"مارفن!"
"نعم بالضبط مارفن، سيكون قادرًا على لكم وجه أيا يكن من يزعجك، فقط خمس
دقائق سنذهب لخمس دقائق وسنعود، أمنية من شخصٍ ميت أرجوك". رفعت حاجبًا قبل
أن أقول: "شبح شخصٍ ميت تحديدًا". دحرج عينيه وضغط شفتيه بانزعاج
"أيًا يكن، والآن لنذهب. لن تحتسي أي شراب ولن تثملي، لن ترقصي، لن تقومي
بالاحتكاك بأي شخص هناك. فقط سنلقي نظرة ونعود". بقيت أنظر نحوه بينما عقلي
يصرخ بلا توافقي، لكن ما أسوء ما قد يحدث؟ أعني سنلقي نظرةً سريعةً ونتجنب غضب
ألسكا وصديقها مني ونعود!
"آه، حسنًا لقد فزت. سنذهب فقط لخمس دقائق ونعود". صحت بيأس ليقفز صارخا
بـ.. أخيرًا في أرجاء الغرفة، سأتسبب بمشكلة لنفسي بكل تأكيد.
"انتظر في الخارج سأبدل ملابسي ونذهب". قلت لينظر نحوي مع حاجبًا مرفوع
"ألا تريدين مني البقاء هنا وحراستك؟" نظرت نحوه بـ 'أوه حقًا!' ليقهقه
قبل أن يمر من خلال الباب ببساطة، أوه! لم أعتد على ذلك بعد.
حسنًا ماذا يرتدي الآخرون عند الذهاب لحفل؟ لما أفكر في الأمر حتى؟ لن أذهب
للاحتفال فقط إلقاء نظرة. أي شيء أقل من العادي سيكون كافي، سروال من الجينز وسترة
خضراء خالية من أي تفاصيل سخيفة كان أكثر من مرضية بالنسبة لي.
"هل تمازحيني؟"
...
توقفت في مكاني أنظر نحو البناية المضاءة بالكامل بينما صوت الموسيقى شبه مكتوم من
هنا "ها نحن ذا". قال يوجين بحماس لآخذ نفسًا قبل أن أتجه إلى الباب
الذي يقف لحراسته كائنين ضخمين، يا رجل ماذا يتناول هؤلاء على الغداء؟
أوقفني أحدهما قبل أن يطلب بطاقة هويتي للتأكد من كوني بالغة وهذا ما فعلته رغم أن
صديق ألسكا أخبرني أن أقول أنني من طرفه لكن لا بأس، أعادها نحوي قبل أن يتزحزح من
أمام الباب سامحًا لي بالدخول.
ما إن أصبحت في الداخل حتى تجمد جسدي تمامًا، الإضاءة تسببت العمى لعيناي تقريبًا،
صوت الموسيقى يضرب بقوة في أذناي، الكثير من الأشخاص في المكان وحلبة الرقص تبدو كمسلخ
خنازير متعرقة. الجميع تقريبًا يكاد يرتدي شيئًا ما حتى أنهم يهزون فقط أجسادهم
بشكل كارثي وتلاصقهم مثير للاشمئزاز.
"إن خيرتني بين الموت أو أن أذهب بينهم، فأنا أفضل الموت". قلت صارخة
ليوجين حتى يتمكن من سماعي قبل أن التفت نحوه لكنه لم يكن هنا!!
"يوجين!" صرخت بذعر وعيناي تبحث في المكان، توقفت عيناي حيث يقف منسق
الموسيقى، مسحت وجهي بنفاذ صبر وأنا أرى الأحمق يقف أمام المنسق ويهز مؤخرته
باستمتاع شديد.
حياة
الأشباح سهلة حقًا.
"يوجين". صرخت مشيرة نحوه لكن صوتي كان بالكاد مسموع، لا لن أذهب إلى
هناك أو أقترب حتى "جلنار اللعنة هذا ممتع". نظرت نحو يوجين الذي قفز
طائرًا حول الحشد قبل أن يتوقف فوق البار وهو يرقص بأسخف طريقة رأيتها يومًا. يشبه
أفعى مصابة بمشاكل في المعدة!
"هي أنظري ألا يبدوان كطائرين مسالمان في الحب؟" قفز يوجين نحوي قبل أن
يشير إلى يميني. التفت لأرى ما يقصد لكني كدت أتقيئ حرفيًا، هذه أبشع قبلة رأيتها
وقد أرها في حياتي، اللعنة الجراثيم هنا تعيش في حالة من النعيم "هذا مقرفٌ
بحق، يوجين". صحت بينما أبعد عيناي قبل أن تحترقا لينفجر ضاحكًا.
"أفسحي الطريق يا حمقاء". دفعت إحداهن جسدي بينما تمر بجوار صديقتها وهي
تنظر نحوي نوعا ما باشمئزاز "هذا مقرف! لا أصدق أنها لمستني توًا".
تذمرت بينما أعدل نظاراتي.
"الكثير من اللئيمات، ستعتادين". قال يوجين بلا مبالة "لا لن أفعل
لأننا سنبحث عن ألسكا، نلقي التحية، ونخرج". قلت ليرفع كلا يديه باستسلام
قائلًا "حسنا، لكن لستِ مضطرة للبحث عن صديقتك أنها هناك". أشار إلى
إحدى الطاولات التي يجتمع عليها عدد كبير من الأفراد، جميعهم تقريبًا في ذات القسم
معي "تبًا". تمتمت قبل أن أتجه إلى هناك.
"ألسكا". حاولت جذب انتباهِها لتلفت وتنظر نحوي قبل أن تتسع ابتسامتها
وتقفز من فوق الكرسي "إلهي ظننتك لن تأتي! أنا حقًا سعيدة بوجودك". قالت
بينما تحتضن جسدي "في الواقع لم أرد إغضابك جئت فقط لــ-" قاطعني صوت
روكي صديق ألسكا الذي جاء من الخلف محتضنًا جسدي بيده اليمنى بما أن الأخرى مشغولة
بحمل صينية مليئة بالجرعات.
"إلهي! سعيدٌ بمجيئك جلنار لقد حققنا معجزةً للتو". قال قبل أن يصرخ وهو
يضع الجرعات على الطاولة بحماس "لقد وصلت المتعة، الباقي في الطريق".
صرخ الجميع بحماس لكن لم أستطيع تجاوز بعض النظرات نحوي.
"ما الذي تفعله هنا؟" كانت النظرات لوحدها توضح هذا السؤال والبعض الآخر
اكتفى بالنظر نحوي بسخرية والآخر تجاهلني تمامًا "مرحبًا". صوت بجواري
فاجئني لأنظر إلى مارفن ذو الملامح الجامدة، ويبدو أنه حصل على مشاجرة قبل وقت
قريب لأن زاوية شفتيه مصابة.
أومأت نحوه كنوع من الرد "هيا انضمي لنا، سنبدأ بمسابقةٍ للجرعات الآن".
قالت ألسكا وهي تدفع جسدي لكني توقفت بسرعة وحاولت ألا أفزع "لا، لا بأس جئت
فقط لإلقاء التحية أنا لا أشرب عادةً". قلت بسرعة لتنظر نحوي متململة
"توقفي عن الامتناع عن كل شيء ممتع".
تنهدت بيأس وأنا أنظر للمحيط الذي لا أنتمي له على الإطلاق. يجب أن أعود للمنزل.
"يا إلهي لا أصدق عيناي، أنظروا من هنا". صوت مزعج صدر من أحد الأفراد
حول الطاولة ونعم إنها فريونكا "الفتاة المثالية تنضم للحفل! هل بدأ سن
التمرد يا صغيرة؟" وبدء مسلسل الضحك المعتاد حيث أصبح انتباه أغلبهم موجه
لهذا المشهد الصغير بعنوان ’ لنسخر من جلنار’
"يمكنني القول إنها تأنقت بشكل جيد أيضًا"؟ سخر أحد الفتية الذي يلف ذراعيه حول فتاتين لينفجر الجميع في الضحك "جلنار لنذهب". صوت يوجين البارد كان بجواري لكني لم أنظر نحوه.
علمت أن المجيء إلى هنا فكرة سيئة منذ البداية "لما لا نعيد بعض الحياة
لسترتك الجميلة؟" سخرت فريونكا بينما عينيها تنظر خلفي "جلنار
انتبهي". صاح يوجين لألتفت بسرعة وقد كاد أن يُسكب السائل الأحمر فوق رأسي
كليًا لولا تنبيه يوجين، لكنه كان كافيًا ليصيب الجزء السفلي من سترتي.
"هل أنتِ بخير؟" هتف يوجين بانفعال، لكني ظللت أنظر لسترتي وأحاول بشدة
منع صراخي بسخط. صوت ضحكهم كان يجعلني أريد الخروج من هنا ولكن الأسوأ هو لفت
أنظار أغلب الأشخاص في الحانة واستمتاعهم بالمشاهدة.
"ما لعنتك بحق الله؟" ألسكا التي اندفعت من خلفي ممسكة بعنق الفتاة صاحت
بغضب مما وتر الأجواء بين الجميع، يبدو أن ألسكا ليست شخصًا يحب الآخرون إغضابه.
"لا بأس أنا بخير، دعيها ألسكا". صرخت بفزع بينما أحاول سحب جسدها بعيدًا، لقد كانت تشتم بعصبية لكن حاولت منعها بشدة.
"هذا يكفي ألسكا". صرخت بها لتتوقف بينما تتنفس بعنف ونظراتها النارية
متجهة نحو الفتاة التي أحتل وجهها ملامح الفزع "ما اللعنة التي تحدث
هنا؟" تبًا، تبًا. ليس هذا ما كنت أحتاجه، التفت بأنظاري نحو ديفيد الذي نظر
نحوي بصدمة "جلنار؟" ركض نحوي بينما روكي جاء ليسحب ألسكا بعيدًا قبل أن
تقوم بجريمة.
"ماذا تفعلين هنا؟" سأل ديفيد الذي أمسك بكتفي فجأة لكني كنت متوترة
كفاية لأجيبه لذلك أبعدت يده وقلت على مضض "أوقعت الشراب على سترتي، سأذهب
لدورة المياه". هذه ليست إجابة سؤاله لكنّي أريد الابتعاد عن الأنظار المتجهة
نحوي هنا.
"ألسكا دورة المياه؟" سألتها بسرعة لتمسك بمعصمي تجرني خلفها دخلنا
للمكان الفارغ تقريبًا لتغلق الباب من خلفنا "تلك اللعينة العاهرة كــ-"
قاطعتها بسرعة قبل أن تبدأ بكلماتٍ أسوأ من هذه "ألسكا لا بأس، ربما لم تقصد
فــ-" قاطعتني بغضب "لم تقصد! هل تمزحين معي جلنار؟ لما لم تقومي
بصفعها؟ تصرخي عليها واللعنة أفعلي شيئًا ما، ألست غاضبة؟" ظلت تلوح بيدها
بانفعال.
"الأمر لا يستحق". تمتمت بينما أحاول إزالة البقعة الحمراء عن ملابسي بالماء.
هدأت
تعبيرها بينما تحدق بي، لم أرفع رأسي حتى وظللت أحاول الانشغال بتلك البقعة
اللعينة.
"آسفة، أنا من قمت بدعوتك وتحظين الآن بليلة سيئة بسببي". قالت بإحباط
واضح في نبرة صوتها. نظرت نحوها وابتسمت قائلة: "توقفي عن الثرثرة بالتفاهات،
هل يمكنك إحضار بعض المناشف؟ لا أظن أن المناديل الورقية تفعل شيئًا". أومأت
بسرعة قبل أن تخرج من المكان. تنهدت قبل أن أغلق صنبور المياه بعنف وأتنهد وقد
تخليت عن محاولة تنظيف سترتي.
"تبًا". زمجرت بعنف بينما أركل الحائط "أنتِ بخير؟" التفت نحو
يوجين الذي كان واقفًا بصمت منذ فترة "نعم، بأفضل حال". سخرت ليتنهد
قاضمًا شفتيه "آسف، ما كان يجب أن أصر على المجيء إلى الحفل الغبي".
حقًا! متأخر جدًا.
"لما لا تقومين بفعل شيء حيال ذلك بحق الله؟ ستسمحين بالأمر أن يمر بهذه
السهولة؟" قال بعدم تصديق لأنظر نحوه بغضب "ماذا تريد مني أن أفعل؟ أمسك
بهن وأبدأ بالشتم؟ أو أقوم بضربهن أو الرد عليهن؟ كيف أفعل هذا بحق الله؟ هل يجب
عليّ سحب شعر كل واحدة وأخرج غضبي فوقهم، آسفة لأنني لا أستطيع! فأنا لست ألسكا
التي لا تهتم ولست بديفيد القوي ولست بفريونكا الجريئة. أنا فقط جلنار الحمقاء
التي تبدأ بالفزع ما إن ينظر نحوها شخصًا ما".
ربما انفعلت بشكل مبالغ، لكن طفح الكيل. أتعرفون ما الشيء الذي يجعلني غاضبة حقًا؟
أنني أتمنى لو كنت واحدة من الأسماء التي سردتها الآن.
كاد يوجين أن يقول شيئًا ما لكني قاطعته "لا بأس، آسفة لم أقصد الصراخ عليك
الأمر كله ذنبي". قلت قبل أن أنهض ولما تأخرت ألسكا بحق الله؟
ما أن وقفت على قدمي شعرت فجأة بدوار ضرب رأسي لأمسك بأحد الأحواض "هل أنتِ بخير؟" سأل يوجين بسرعة لكن لم أستطيع أجابته بالكاد أستطيع الوقوف، ما الذي يحدث؟ أمسكت برأسي قبل أن أئن بألم، تبًا هذا يؤلم بحق الله.
"إنه ينجح!" صوت ما جديد تمامًا على أذناي هاجم رأسي، نظرت حولي لكن لا يوجد سوى أنا ويوجين الذي يحرك فمه بشيءٍ ما لا أستطيع سماعه.
"توقف!" صرخت بألم بينما أضغط على
رأسي. لم أكن أعلم أن كل شيء سيتوقف بالفعل! ليس الألم فقط، كل شيء توقف! الأصوات
من حولي، الهواء في المكان، الإضاءة، لا شيء.. فقط لثانية سريعة كل شيء أصبح
كالفراغ قبل أن أنظر بعيني إلى الأعلى وشيء أشبه بالضوء الأحمر يهبط نحوي أو ربما
يُقذف بالمعنى الأصح، وقبل أن أُحرك ولو أصبعٍ واحد. كان الأمر أسرع من الضوء،
شعرت بالعمى بسبب الضوء الأحمر تلاه شعوري بقوة ساحقة تضرب صدري.
وكأن مطرقة ضخمة ضربت صدري؛ لأشهق بقوة من الألم قبل أن يرتد جسدي فوق الأرض بقسوة
وأفقد الوعي تمامًا عن كل شيء آخر.
ضغطت على عيناي بقوةٍ منزعجةً بسبب الضوء الذي هاجمها ما إن حاولت فتحها، أشعر
بشيءٍ قاسي أسفل ظهري، في الواقع أنا مستلقية فوق شيءٍ ما قاسٍ! حاولت فتح عيناي
وأنا أنهض لكن ألم قوي ضرب رأسي. حاولت الاستناد على أي شيء صلب بجواري للنهوض.
بدأت عيناي بإدراك الصورة من حولي، هذه حديقة منزلي! ما الساعة الآن؟ الشمس
تقريبًا في منتصف السماء! ما الذي حدث؟ ولما أنا ملقاة أمام باب منزلي؟ حاولت
موازنة جسدي للوقوف، تبًا هذا أصعب من اختبار الطب التشريحي.
ما الذي حدث أمس؟ الحفل! أتذكره جيدًا، وبعدها أنا في دورة المياه مع يوجـ...
يوجين! أين يوجين؟ التفت حولي بسرعة وكان قرارًا أحمقًا لأن ألم رأسي تضاعف. ربما
عليّ دخول المنزل أولًا، بحثت عن المفتاح في جيبي قبل أن أخرجه وأفتح الباب
للداخل.
تبًا، لما رائحة الكحول تنبعث مني بهذا الشكل المقرف؟ نزعت حذائي قبل أن ألقي به
بإهمال.
شهقت بصدمة وأنا أنظر إلى انعكاسي، شعرٌ مبعثر نوعًا ما فوق كتفاي، سترتي ممزقة من
الأسفل ونصف معدتي مكشوف تمامًا وسروالي تحول إلى .... هل أستطيع القول إنه يغطي
شيء؟ لأن قدمي بالكامل ظاهرة حتى فخذاي، ما اللعنة التي حدثت؟
يا إلهي يوجين، عليّ إيجاد يوجين! ركضت نحو غرفتي لكنه لم يكن هناك نظرت للمنبه،
إنها الثامنة والنصف. أردت الخروج لكن شعرت بالاشمئزاز من رائحتي خاصةً. نزعت شبه
الملابس التي عليّ قبل أن أتجه للمرحاض، حمامٌ صغير لن يضر! لا أستطيع التجول بهذه
الرائحة أشعر بالقرف.
أنهيت حمامي بسرعة وأنا أحاول قدر الإمكان مقاومة الصداع القوي، لازلت أشعر
بالتشوش لا أستطيع أن أفهم ما الذي حدث؟ ارتديت الشيء الأول الذي وقعت يدي عليه
قبل أن آخذ بعض الحبوب لألم الرأس، صنعت بعض القهوة قبل أن أخرج من المنزل.
علي الذهاب للجامعة وإيجاد ألسكا بما أن يوجين قرر الاختفاء الآن.
ما إن خطيت داخل الحرم الجامعي حتى تصلب جسدي، نعم غالبًا ما ينظر بعض الاشخاص
نحوي لكن هذه المرة مختلفة، الجميع بلا استثناء ينظر نحوي! الهمسات ربما أكثر من
مجرد كلمات مسيئة هنا وهناك. الأمر أكبر من هذا، بحق الله ماذا حدث ليلة أمس؟
"أوه عزيزتي، لقد كنتِ مشتعلة ليلة أمس". أحد الفتية صَرَخ بصوتٍ عالي
وهو يمر بجواري مع ابتسامة جانبية "حتى الفتاة الذكية يمكنها أن تكون سيئة
لليلة!". صوتٌ آخر صاح بجملة من أغنية مبتذلة من بين مجموعة مجتمعة جميعها
تنظر نحوي.
"جلنار هذا كان رائعًا، شخص ما أوقف فريونكا أخيرًا، عليكِ أن تكوني هكذا منذ اليوم". إحدى الفتيات التي توقفت أمامي قالت بحماس قبل أن توافق صديقاتها بهز رؤوسهن وتصفع كتفي بخفه وتلوح مودعة.
ماذا. حدث. ليلة. أمس؟
هل كان أنا من تضرر عقله ليلة أمس أم الجميع؟
حاولت تجاهل كل شيء والتركيز على إيجاد ألسكا
والتخلص من الصداع الذي بدأ يزداد الآن.
"جلنار، هنا". صرخ أحدهم من بعيد، ألتفت نحو روكي الذي كان يلوح أمام
بوابة المبنى مع ألسكا ومارفن، حمدًا لله أنهم هنا.
ركضت نحوهم مسرعة "إلهي ألسكا، من رائع أنني وجدتك!" قلت بسرعة وأردت
السؤال عن الجحيم الذي حدث أمس لكنها سبقتني صائحة بحماس جامح "يا فتاة! ما
كان هذا بحق الخالق. لقد كنتي حرفيًا كشخص آخر، لقد سحقتِ فريونكا حرفيًا ليلة
أمس". لحظة.. ماذا؟؟
"ليلة أمس؟" التفت نحو كل من روكي الذي أومئ بحماس لكن مارفن كان يتجنب النظر نحوي تمامًا بشكل ملحوظ وغريب "مارفن، هل أنــ-" قاطعني بسرعة بتوتر غريب "مساء الخير لكِ أيضًا، لدي شيءٌ ما، المبنى الثاني هناك". في الواقع لم أفهم كلمة واحدة مما قال البتة لكنه تجاوز جسدي مسرعًا بعيدًا عنا؟ "مساء الخير؟ نحن في الصباح! كما أن المبنى الثاني خلفنا".
نظرت نحو ألسكا وروكي وبدى الاثنان وكأنهما يقاومان الانفجار ضحكًا في أية دقيقة
"ما باله؟" سألت لينفجر روكي ضحكا وألسكا تحارب بشدة "ماذا؟"
صحت بيأس بهما " ألا تتذكرين؟" سألت ألسكا لأعقد حاجباي "أتذكر
ماذا؟"
"ليلة أمس، لقد حاولتِ-" انفجرت
في الضحك منضمةً إلى روكي "بحق الله ماذا؟ ماذا حدث أمس؟"
أخذت ألسكا نفسا قبل أن ترسل صدمتها نحوي قائلة: "لقد حاولتِ تقبيل مارفن
أمس، يا فتاة كان عليكِ رؤية وجهه".
....... أنا ماذا؟؟ تـ...تــقبيل! مـــ...ـمارفن!
"توقفي عن الضحك على الفور" صحت بألسكا لتتمالك نفسها "ماذا حدث أمس بالضبط؟" سألت بحدة "حسنًا اهدئي، هل أنتِ بخير بعد كمية الكحول التي شربتها ليلة أمس؟ لقد كنت على شكٍ في أنك ستتمكنين من فتح عينيكِ اليوم!" كــ- كحول؟ أنا؟ ويا إلهي.
لا تذعرِ لا تذعرِ، جلست على الأرض في محاولة لتهدئة نفسي ويبدو أن ألسكا انتبهت
لذلك لتركع نحوي "هل تشعرين بالدوار؟ ربما يجب أن نجلب لك بعض
المسكنات". هززت رأسي رافضة الفكرة.
"جلنار". التفت نحو ديفيد الذي ركض نحونا "أنتِ بخير؟ ألم رأس؟ دوار؟ هل يجب أن نذهب للممرضة؟" ابتسمت نحوه بصعوبة. اللعنة يا فتى توقف عن الاهتمام لهذا الحد.
"بالأمس أنتِ-" نظرت نحوه بخوف من أن أكون فعلت شيئًا سيئًا له
"تعلمين انسي الأمر يمكننا التحدث لاحقًا". قال بينما يجلس بجواري، أنا
ممتنة لديفيد المراعي أكثر من ديفيد الأحمق بشدة "إلهي، أنتِ هنا!" صوت
آخر أعرفه صدر من خلفي، صوت أردت سماعه منذ الصباح، التفت أنظر نحو جسده الشاحب
الواقف على مسافة بعيدة قليلًا "يوجين!" صحت بينما أقف على قدماي.
اتسعت عينيه قبل أن يركض نحوي، كدت أفعل المثل لكن تذكرت الأشخاص من حولي "
يــ- يــو- ماذا؟" التفت نحو ديفيد الذي ينظر نحو المكان الذي أنظر نحو وهو
يبحث بعينيه وكذلك فعل البقية.
"اتبعني". همست ما أن مررت بجوار يوجين وأكملت طريقي إلى دورة المياه.
أغلقت الباب بعد التأكد من أن جميع دورات المياه فارغة، نظرت لوجهي في المرآة،
تبًا! أبدو كمدمنة لعينة، شعر شبه مبعثر وعينين حمراوين ووجه باهت، أشبه بالزومبي
ربما!
"جلنار". التفت إلى يوجين الواقف أمامي بصدمة "واللعنة اين تكون
عندما أحتاجك؟" سألت بعصبية ليعقد حاجبيه وهو يتقدم نحوي محرك يده أمام وجهي
بحماقة "تستطيعين رؤيتي صحيح؟"
نعم الوقت المناسب للمزاح "لا، أنا أرى
مؤخرة جدتي الميتة، هل ترى أي شبحٍ ملعونٍ في المكان غيرك؟" صحت في نهاية
الجملة بانفعال.
"لما تلومينني؟ بحق الله أنت من تصرف بالأمس وكأنني أصبحت خفيًا مجددًا، أنتِ
في الأمس كنتِ شيئًا آخر؟ هل تمتلكين انفصام لعين أو شيئًا كهذا؟" نعم الأمس!
النقطة التي أريد الوصول إليها.
"هل أنتِ متأكدة مما تريدين سماعه؟ ستصابين بجلطةٍ ما ربما؟" هذا يخيفني
ربما لن أحب ما سأسمع لكن سأقتل نفسي إن لم أعرف ما فعلت "فقط هاتِ ما
عندك".
**************************************************************
هالووووو
سوري على التأخير المفروض الفصل ينزل بدري عن كده النهرده
بنحاول نخلي التنزيل يومي ان شاء الله عشان نخلص الفصول بسرعه
الفصل كان هينزل بكره لكن اتحمست بسبب رساليكم وكل الحاجات اللطيفه الي بتعملوها للروايه.
في حساب بيعمل ريلز وبوستات للروايه هو اكتر حاجه محمساني جدا لانه بيعيشني اجواء الروايه من اول كانها اول مره فشكرا لكل القائمين على الحساب ده
_.topazios._
حابه حماسكم جدا ومحمسني انزل كل الفصول وانزل الجديده اكتر منكم والله بس بنزلهم فصل فصل عشان لما توصل للفصول الجديده تكون فيه كميه كويسه منهم مكتوبه ومخدش وقت في التنزيل
شكرالكل حد متفهم♥
بدأنا ندخل في الفصول الحرااااقه
الواحد متحمس اكتر منكم والله
انجوي بالقراءه
لوووف يووو
بسم الله نبدأ
ردحذفجبرني 🥺
ردحذف"ما اسمك؟" سألت لتتسع ابتسامته قبل أن يقف بشكلٍ متعالي ويقول بصوت عالي وبفخر
ردحذف"اسمي هو.... يــــوجــــيــــن".
اقتباس للتاريخ 😂❤
متحمسه للقادم 🥺❤️
ردحذفااااااااااااااا حمااااااااااااااس 🤪🤪🤪
ردحذفثونار ومصايبها😭❤
ردحذفبالضبط هههههه
حذفحماااااس مازلت اذكر شوية من الرواية من هنا يبدأ الحماس اكثر
ردحذفكان عندي الروايه لحد الفصل 60 وكنت كل فتره اقرهم واقول امتي هتنزل بقي
ردحذفمش مصدقه انها بتنزل بجد دلوقتي حماس جدا
ذاكرتي مبهمه بس اذكر ان ذيك سيطرت عليها 😭😭 ياخي ذاكره السمكه مشكله جد
ردحذفاتذكر الاحداث من 2018... اشتقت للرواية ومو قادرة انتظر لباقي الاحداثث والفصول تنزل
ردحذفمن سنه ٢٠١٨ لسنه٢٠٢٤ ومازالت مستمره
حذفثوووووناااار ظهررتت عااااااا
ردحذفمينفعش بدل ما تنزلي بارت كل يوم تنزلي بارت كل ساعة 👈👉
ردحذفبصدق بصدق، احس بالحماس كأني اقرأ الرواية اول مرة! ياخي شعور لطيف أني ارجع اقرأ الرواية كذا اخيرا بعد كل ذيك المعاناة 😭😭😭
ردحذفبالنسبة للفصل أنا متحمسة للمصايب الي سوتها ساحرتنا الصغيره 😭😭😭😂😂😂😂يااربييي
حمااااااااااس المغامرات قد اقتربت 😩❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ردحذفانا مش مصدقة بجد اني رغم اني فاكرة كل الاحداث وكل اللي بيحصل وهيحصل الا اني بقرأها بحماس زي المرة الأولى واكتر 😭❤️❤️
ردحذفاسراء تعيش تعيش تعيش ياهووووو 💕💕💕💕
ردحذفعاااااااا يا الله بجد انا بنبهر كل مره بالرواية الجااامده دي ❤️🩹❤️🩹
ردحذفو لاني لا اجد ما اعلق به من فرط الحماس حتى ان الكلمات اصبحت بلا معنى فسأكتفي بالقلوب❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفحبيبتي اسراء شكرا على تنزيلك للرواية و عن جد توباز افضل الافضل رغم اننا حافظين الاحدث الا ان التأثر بها و الحماس و الضحك فيها لا يزال هو نفسه كأنها اول مرة🥺❤️❤️❤️✨
ردحذفو تسجل معنى ثونار اول ظهور لنا يأكد على انها من بين الاتفه و الاخف ظلا من الفرسان😂😂😂
ردحذف💞💞💞
ردحذفاووووه بيبـدأ الجنون اخـيراً 👏👏😭😂
ردحذف🔥❤️
ردحذفانهرتت يوم دخل اخوها الغرفه وجلسوا يصرفونه 😭😭
ردحذفولا يوم يوجين يرقص بالحفله وجلنار شبهته بافعى عندها مشاكل بالمعدة ممققددررر
يمهه وش صار بالحفله يخوف التغير فيها ههههههههههههههههههه
😂😂😂😂😂😂💔
ردحذفاوويييييييلللللليييي بداايية الحمااااااس 😂😂😂😂😂
ردحذفواتتتتتتتتتتتتت😂😂😂😂😂😂😂مت ولله متحمسة نشوف الأحداث القادمة من ماعرفتش فين كنت حتى ما شفتش هاد الإبداع كلو🫶🫶🫶🫶🫶🫶🫶🫶🫶❤️🔥
ردحذفنحن نعيد القراءة في الحقيقة، لكن بحماس أكبر 🥹🩵👑
ردحذفمالقيت الفصول 2.3.4.5
ردحذف