السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إفصاح: "لا إلة إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين".
إفصاح آخر "ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما نراه". أحمد خالد توفيق
مساحة لذكر الله
****************************************
الفصل العشرون -1
إنها تلك اللحظة التي لطالما انتظرتها، انتظرناها جميعًا.
ثلاثتنا يقف أمام البوابة الضخمة ورغم أنني لم أقدم على فعل شيء بعد إلا أن قلبي يكاد يتوقف عن النبض لسرعته!
"أشعر وكأننا نحتاج لخمس دقائق أخرى لتهيئة أنفسنا" اومأت ليوجين دون النظر نحوه "هل قال يوجين شيء؟" سأل هارليك بهدوء "نعم، قال إننا نحتاج لبعض الوقت لتهيئة أنفسنا" حرك هارليك رأسه وقال "إنه محق".
عدنا نحدق بالبوابة بصمت لكني قطعت وقوفنا وأخذت نفسًا عميقًا ثم اتجهت نحو اللوح الموجود بجوار البوابة ليتقدم كلاهما يقفان بجواري ويحدقان بحماس مفرط. "هيا، أدخلي الأرقام!" صاح هارليك وهو يقفز، أمسكت دفتر الملاحظات ونظرت للأرقام الأربعة قبل أن أبدأ بإدخالها.
"أربعة عشر… ثلاثة… سبعة..." تمتمت بكل رقم وأنا أضغط عليه وفي كل مرة تُفتح خانة تكشف عن حروف خلفها توقفت عند الرقم الأخير ونظرت لهما ليومئ الاثنان معًا كتشجيع "عشرون" ضغطت الرقم الأخير لتنفتح آخر ثلاث خانات.
ست كلمات أصبح من السهل قراءتها، نظرت نحوها وأنا أعيد قراءتها داخل عقلي مرارًا وتكرارًا دون إدراك ليقرأها ثلاثتنا بصوتٍ عالٍ...
"تخلص من انتمائك وأفكارك؛ فالحقيقة مؤلمة!"
نظرنا لبعضنا بتعجب ولكن انجذبت أنظارنا نحو اللوح عندما أصدر صوتًا، كانت الألواح التي تغطي الكلمات تتفتت وتقع أرضًا واحدة تلو الأخرى، الأرقام كانت تقع مع لوحاتها المغلقة حتى ظهر خلفها لوح أبيض رخامي حفرت عليه كلمات بلون الذهب.
"الساعي وراء الحقيقة عليه تحمل تبعاتها
لا تتمسك بمعتقدات الماضي…
فالتاريخ صادق ولكن من يكتب التاريخ كاذب
تخلص من انتمائك وأفكارك؛ فالحقيقة مؤلمة
تعرى من كل ما يقيد عقلك الحر ولا تجعل نفسك حكمًا
فما مضى قد مضى، لا نكتب الماضي إلا لبناء المستقبل
فالأخطاء خير معلم"
لا أعلم إن كانت القشعريرة التي انتابتني بسبب أجواء الحدث التي
نعايشها أم بسبب الكلمات المكتوبة والتي أعدت قراءتها أكثر من عشر مرات.
أهي نصيحة؟ أم تحذير؟ أم أنه درس تعلمه من كتب هذه الكلمات؟ الساعي وراء الحقيقة! هل سعيت وراءها منذ مجيئي أم أنه كان الفضول فحسب؟
الأمر جدي! ليس مجرد تحدٍّ بين من يفتح البوابة أولًا، لم تُغلق ولم تُوضع تلك الأحاجي المحبوكة إلا لسبب، هل أنا حقًا مستعدة لما خلفها؟
لم أدرك أنني أسأل هذا السؤال أول مرة بجدية لنفسي، وبين وسط زحام الأفكار صوت قوي كان كفيلًا بإعادتي لأرض الواقع وبقوة.
كانت تلك البوابة بلا شك، العجلة التي على بابها تحركت! إنها تدور دورة كاملة وهي تخلف خلف كل حركة غبارًا ذهبيًا لامعًا ربما تراكم مع مرور الوقت.
حتى الغبار ليس كأي غبار. تراجع ثلاثتنا للخلف وقد ارتفعت رؤوسنا للأعلى ننظر للبوابة بأفواه مفتوحة، عندما توقفت العجلة عن الدوران صوت قوي تلى توقفها وعندها تحركت البوابة أخيرًا، افترق البابان عن بعضهما وانفتحا ليتركا المجال لنا للدخول.
لقد فعلناها!
لقد فتحنا البوابة أخيرًا! الغبار الذهبي ملأ المكان حاجبًا الرؤية بوضوح ولكن شيئا فشيئا بدأ يختفي حتى أصبحت الرؤية أوضح، قلبي كاد يخرج من مكانه ويداي ترتجفان بشدة؛ لذلك قبضتهما وأمسكت ردائي بقوة. أردت النظر لملامح رفيقَي، أردت معرفة في ماذا يفكران في هذه اللحظة، لكني لم أستطع تحريك عيني بعيدًا عن البوابة.
علي التقدم، علي أخذ خطوة للأمام.
حثثت نفسي مرارًا حتى تجرأت وخطوت نحوها، خطوة تليها أخرى حتى توقفت أمامها تمامًا على استعداد للدخول، نظرت للخلف أخيرًا حيث يقفان بذهول "هل تنويان القدوم؟" نظرا نحوي ثم للبوابة قبل أن تتسع ابتسامتهما الصبيانية ويتقدم كلاهما ليقفا بجواري.
كان المكان مظلم ورائحة الورق القديم تملأ الهواء في كل نفس نأخذه، ما إن أخذنا خطوة للداخل حتى بدأ المكان يُضاء لوحده، لم أعلم مصدر الأضواء حتى، لم أتمكن من رؤيته لكن النور غزى المكان بسرعة مما أجبرني على إغلاق عيني لوهلة.
"مذهل!" لم أجد كلمة تصف المكان سواها، كيف واللعنة يمكن لهذا المكان أن يكون حجمه عشرة أضعاف حجم المنزل؟ كنا أمام قاعة رخامية ضخمة، كان رخامها باللون الرمادي وزخارف بيضاء على الأرضية، والكتب؟
كانت في كل مكان، كانت الجدران محفورة لتشكل رفوف تحوي الكتب، كان هناك مكتبات من خشب ناعم مليئة بالكتب المرصوصة بترتيب، وهناك أحد الجدران محفورة على شكل مربعات متراصة أشبه بخلية، كل مربع منهم يحوي مجموعة من خمسة أو ستة كتب، وفي إحدى الزوايا كانت هناك مكتبة ضخمة مليئة بلفافات الأوراق المهترئة.
"ما اللعنة؟" نظرت حيث نظر يوجين للأعلى، كان السقف أشبه بقبة كبيرة، بل ضخمة من الزجاج الرقيق الذي سمح لنا برؤية السماء بكل وضوح وكأن القبة غير موجودة، ليس هذا فحسب… حول القبة كان هناك ما يقارب الثلاثين كتابًا مرصوصًا داخل جدرانها!
وفي المنتصف تمامًا كان يطفو مجسم ضخم ذهبي لكرة ضخمة تدور حولها حلقات مفرغة وقد وزعت على مدار هذه المدارات المذهبة كرات اصغر حجم، كان أشبه بالنظام الشمسي لكنه اكبر واعظم من نظامنا الشمسي الذي اعرفه انا.
كنت أملك فكرة معينة عندما كنت أحاول فتح هذا المكان، سأقرأ كل شيء.. يمكنني صفع نفسي الآن سأحتاج خمسة أعوام لقراءة جدار واحد من الكتب.
كانت المكتبات الخشبية تلتف حول نفسها تاركة القاعة في المنتصف فارغة، وهناك خمسة وعشرون طاولة طويلة مشكلة على هيئة شكلٍ مُضلع، وحولها الكثير من المقاعد المريحة وهناك مجموعة من الكتب أمام كل كرسي متراصة فوق بعضها.
تقدمت بحذر أنظر عن كثب للمكان من حولنا، هذه أشبه بقاعة الأحلام ربما، من كَتَبَ كل هذه الكُتب؟ وعلى ماذا تحتوي بالضبط؟ من صمم المكان؟ الكثير من الأسئلة التي لا إجابة لها حتى الآن.
التفت حيث يوجين وهارليك اللذين كانَا يحدقان بالمكان بدهشة "هذا أشبه بالجنون، أشعر وكأني سأتوقف عن التنفس" أومأ كلاهما وقد كانا ينقلان عينيهما بيني وبين المكان بتشتت "نحن في الداخل الآن، ماذا علينا أن نـ..." عقدت حاجبي لنظرتهما المتسعة بشكل مبالغ فيه.
"أعلم، المكان مذهل لكن ما بال تعبيركم يا رفاق؟" نظر كلاهما نحوي قبل أن ينظرا خلفي مجددًا "أنا هنا" أشرت بسخط لكن ملامح هارليك الفزعة أخبرتني أن الأمر لا علاقة له بروعة المكان. "خلفك" همس يوجين وهو يشير خلفي "مـ… مـ… ماذا؟" ارتجفت جراء نظراتهما الفزعة "خلفك، إنه خلفك" همس يوجين بصوت حارب لإخراجه مما زاد فزعي.
ابتلعت والتفت بأبطأ سرعة قد يتحرك بها المرء لأنظر خلفي إلى ما أفزعهما لهذه الدرجة…
توقفت عن التنفس وربما توقف قلبي في اللحظة ذاتها عندما وقعت عيني على هيئته!
كان هذا قبل أن أخرج صرخة مدوية أجبرت كل من يوجين وهارليك على الصراخ و الركض خارجًا.
التفت لأركض وأنا أصرخ لكني وقعت على وجهي بقوة لأنني خطوت على ردائي، التفت نحوه وزحفت بعيدًا "أيها الخائنان عودا!" صرخت بهما وأنا أحاول النهوض للهرب.
"مرحبًا بكم داخل المكتبة المتواضعة"
توقفت في مكاني كما فعل الفتيان، التفتنا للخلف مجددًا ننظر للرجل الذي انحني باحترام وبابتسامة بسيطة قبل أن يعتدل مجددًا وينظر لنا.
كان رجلًا عاديًأ يرتفع شعره الأسود للخلف مع عينين غريبتين إحداهما سوداء والأخرى زرقاء اللون، حليق الذقن وابتسامته لوهلة تشعرك بالراحة، قامة طويلة ويرتدي قميصًا أبيض اللون وبنطال أسود وقفازين أبيضين من الحرير ربما!
ما زال قلبي ينبض بقوة شعرت جرائها بصعوبة في التنفس، من هذا؟ وماذا يفعل هنا؟ كيف دخل إلى هنا ونحن نحاول منذ... ستة أيام تقريبًا؟ هل تم حبسه هنا؟
"يبدو عليكم التفاجؤ! دعوني أعرفكم بنفسي" نهضت من فوق الأرضية وأنا أمسح رأسي بسبب الألم.
"أدعى روبليون كاليسيو دي سنا لونيو" مـ… ماذا؟ بحق الله ما هذا الاسم؟ "اسمه أطول من درس التاريخ" علق يوجين وهو يميل نحوي.
"يمكنكم مناداتي بـ كاليسيو، أنا أمين هذه المكتبة بأمر من الحكيم الكبير وقد ورثت حراسة هذه الكتب من أجدادي السابقين، إنه لشرف عظيم أن ألتقي بأول شخص استطاع فتح هذه البوابة منذ عقود، اسمحوا بأن أرحب بثلاثتكم تتشرف المكتبة باستقبالكم أيها الساعون للحقيقة"
هناك الكثير من المعلومات والأحداث التي يجب أن أعالجها داخل عقلي في هذه الثانية، الحكيم الكبير؟ وراثة الحراسة؟ منذ عقود؟ ثلاثتنا؟! ماذا يحدث بحق الله؟
"ثـ… ثلاثتنا؟" صحت بها بإدراك في الوقت ذاته مع يوجين ليومئ بالابتسامة ذاتها "أدرك أنكم ثلاثة لا اثنان، لكن ثالثكم غير مرئي للعين المادية، رغم ذلك تنبعث من هيئته اللا مادية طاقة قوية بإمكاني استشعارها بسهولة، رغم أني لست ببراعة أجدادي لأتمكن من رؤيته وسماعه إلا أنني أستطيع الشعور به".
نظرت ليوجين بفاه مفتوح بفعل الذهول ولكنه تحرك ووقف بجوار الأمين وقال "سليه أين أنا الآن" ابتلعت ونظرت للأمين "يسألك أتعرف أين هو الآن؟" حرك رأسه موافقًا وقال مبتسمًا "على جانبي الأيسر" لم أستطع إخفاء دهشتي كما لم يستطع يوجين كتم صرخته المذهولة.
"هل بإمكاني التعرف على أول القادمين خلال البوابة؟" أومأت على مضض دون إدراك حتى ولكن هارليك الذي تحرك نحو الأمين بحماس بدأ بتعريفنا "أنا أودلالف هارليك سباستي، سررت بمعرفتك، وهذه هي جلنار روسيل والرجل الغير مرئي هو يوجين" أومأ الرجل برأسه وقال "إنه لشرف لي بمعرفة أسمائكم".
صمت قليلًا ثم قال "لابد أن رحلتكم كانت طويلة إلى هنا، خصوصًا وأن كليكما من وطنٍ مختلف، العمالقة والبشر، من كان ليعلم أن اثنين من شعبين مختلفين قد يندمجا هكذا برفقة روح غير مرئية!" سقط فكي أرضًا وصحت "كيف عرفت؟".
تحرك نحوي قال "من الحكيم أن تعرف صفات من تحدثه، وأتمنى أني لم أخطئ، العمالقة مشهورون بألوان أعينهم الصفراء كما ورد هنا، عدا أن الجيل الجديد منهم أصبح يملك أعين مختلفة، لكن العملاق ذو الأصل العريق سيظل يمتلك أعين صفراء حتى يختلط نسبه" بدا هارليك فخورًا بنسبه وعرقه الصافي.
"والروح غير المرئية طاقتها تشبه تمامًا طاقة الروح داخل الجسد الحي لكنها باهتة لأنها فقدت جسدها، ولكنها تظل روحًا، وإن كان تخميني صحيحًا فهذه الروح قد جاءت معكِ، أي أنه كان بشرًا من قبل لأن طاقته مرتبطة بك نوعًا ما" لم أفهم! طاقته مرتبطة بي؟ "ألهذا علاقة بكوني أراه؟" حرك رأسه وقال "ربما! وربما أنتِ فقط من أهل الحكمة التي لا تخشى الحقيقة، لذلك رفع الحجاب عن عينيكِ، ربما تلك الروح هنا لتساعدك".
نظرت ليوجين الذي يبدل أنظاره بيني وبين الأمين كاليسيو بصمت. "أما أنتِ" أشار نحوي ثم ابتسم مجددًا.
"لست من الإلترانيوس؛ فرد فعلك عندما رأيتني كان مختلفا عن رد فعل أي إلترانيوسي كان ليتخذ من عناصر الطبيعة قوة دفاعية، ولستِ ساحرة؛ وإلا لاكتشفتِ بكل بساطة السحر الذي يربط المكان، لستِ من الأموات؛ فبشرتكِ ليست باهتة، ولستِ من العمالقة؛ فلون عينيكِ ليست الأصفر ولا تبدين من الجيل الحديث، لستِ مجنحة؛ فغالبًا ما تكون عظام أكتافهم صلبة وقوية، ولستِ من المتنكرين؛ فهم يحملون علامة صغيرة أشبه بالندب تحت ذقونهم، لستِ صانعة أدوات؛ فأيديهم أكثر صلابة وقوة، ولستِ متحكمة كائنات؛ فهم يحملون علامة أشبه بالخطوط تحت عينهم اليسرى" التفت حولي وقال "أخيرًا لستِ من العباقرة؛ فهذا واضح هيئتهم مختلفة تمامًا، ولستِ من المستذئبين لأن الطاقة التي تحيط أجسادهم بسبب روح المستذئب أنتِ لا تملكينها".
هل يتميز كل واحد منهم لتلك الدرجة؟ لمَ لم أنتبه سابقًا؟
" لكنكِ بشرية، طريقة نطقكِ، إيماءتك، تكوين جسدك، واختلاف عقليتك و... نجاحكِ في فتح البوابة، أنتِ مختلفة لأنكِ بشرية"
نظرت نحوه بجدية وقلت "ألا تظن أننا مجموعة من المعاتيه لا نملك عقلًا وأننا فُصلنا عن باقي الكواكب لأننا أجرمنا والتوبازيوس عاقبتنا؟".
ضحك حتى انكمشت عينيه مُغلقة قبل أن يأخذ نفسًا وينظر نحوي بأعين خالية من الفكاهة ولكن لازالت الابتسامة المهذبة علوا محياه "عزيزتي، التاريخ صادق ولكن من يكتب التاريخ كاذب".
التفت مبتعدًا وقال "الأحمق من يصدق كل ما يُتلى على مسامعه، ويبدو أن الحماقة أصبحت داء يتعاطاه جميع من خارج هذه البوابة" ضحك هارليك فجأة ورفع يده قائلًا "أظن أنني كنت أحد من يتعاطى داء الحماقة" ابتسم الأمين كاليسيو وربت على رأسه "ولكن وصولك إلى هنا يعني أنك بدأت في أخذ الدواء".
"بما أنكم من فتحتم المكان فيحق لكم قراءة ما تريدون هنا" فرد يديه مشيرًا للمكان "الكتب ملك لكم".
"من صنع هذا المكان؟" وجهت أول سؤال أردت إجابة عليه "العقل من صنع هذا المكان والحقيقة وحدها هي ما تقيم هذا المكان" عقدت حاجبي بانزعاج وقلت "لا أريد ألغاز، أريد أشخاص، أسماء".
"لا يمكننا الركض دون أن نتعلم كيف نمشي، لقد سألتِ، ألا ترين أن طريق الإجابة وحدك من يمكنكِ السير عليه؟" كتفت يدي وقلت "أي أنك لن تخبرني وستتركني بين كل هذه الكتب لأعرف، ستترك الفضول يلتهمني؟" حرك كتفيه وقال "أليس الفضول هو ما يدفعنا؟ كلما بحثنا أكثر كلما انكشفت أسئلة وإجابات ما كنا لنفكر بها".
صفق بيده وتابع "أخبريني من أين ستبدئين وأنا سأساعدكِ على اختيار الكتب التي تريدينها" ماذا أريد في هذه اللحظة؟ ما الذي أريد معرفته!
"أريد كل شيء له علاقة بتنين الشفق وكيفية التحليق بتنين" نظر الفتيان نحوي بتعجب لأقول "ماذا؟ هذا ما يخطر على بالي في هذه اللحظة" أومأ الأمين وبحركة بسيطة لوح بيده بخفة، خلال ثوانٍ كانت هناك ثلاثة كتب تحلق فوقنا تدور حولنا، حرك يده مجددًا لتتبع الكتب الثلاثة ستة كتب أخرى.
"أظن أن هذا سيكون كافيًا" قلت قبل أن يجلب المزيد لينظر نحوي ويومئ، صفق بيديه مرتين لتقع الكتب بانتظام فوق إحدى الطاولات التي تتوسط القاعة.
"أيمكنني رؤية بعض الكتب أنا أيضًا؟" حرك الأمين رأسه نحو هارليك وقال "بالطبع".
"أريد معرفة التاريخ الحقيقي للعمالقة، هل حقًا استطاع الملك جولديان التحكم في جنون العمالقة؟ هل بإمكاني التحكم بنفسي إذا ما تحولت؟"
بسط الأمين شفتيه مفكرًا "ربما هذا قد يفيدك" حرك يده مجددًا ليقع كتابان بين يد هارليك الذي صرخ بحماس "هذان الكتابان مهمان ولكن إن أردت التعمق أخبرني؛ سأوجهك لقسم خاص بكل ما يخص العمالقة" أردف كاليسيو ليشكره هارليك بحرارة ويركض نحو أحد المقاعد ليبحث بتركيز.
"سأذهب لتنظيف بعض الأرفف، إن احتجتم إلي يمكنكم مناداتي" تحرك بعدها مبتعدًا بينما وقفت في مكاني أنظر للكتب على الطاولة "هذا الرجل يخيفني، كيف تمكن من البقاء لعقود وحده؟" حركت كتفي بلا أعلم واتجهت نحو الكتب التسعة أحملها وأجلس على أحد المقاعد وأبدأ بتفحصها.
"تتصرفان ببرود" تمتم يوجين وهو يتحرك ليجلس بجواري.
كانت غالبية الكتب عن تدريب التنانين وكتابان فقط يتحدثان عن السلالات الخطرة كسلالة الشفق، كانت المعلومات هنا أكثر تفصيلًا وهناك رسوم مفصلة.
يبدو أن تنانين الشفق قديمًا كانت سلالة نادرة وخطرة تعيش منعزلة على الجزر المهجورة ولكن مع استيطان هذه الجزر بدأ السكان في محاولة قتل تنانين الشفق مما أجبرها على تطوير مهارات الصيد لتصبح مهارات للقتل دفاعًا عن نفسها، وحتى تعلمت كيف تقتل الأشخاص كدفاع عن نفسها، كان غالبيتها قد مات ولم يتبقَ سوى أعداد قليلة تموت بسبب الكثير من العوامل.
يصل طول جسده وذيله معًا إلى ثلاثة أمتار أو أربعة، فطول جسده متران وطول ذيله متر ونصف أو متران، جناحيه يعادل طولهما طول جسده، فقد يصل طول الجناح الواحد من مترين ونصف إلى الثلاثة أمتار، ونهاية جناحيه سنون مدببة تعمل على مهاجمة الفرائس القريبة منها على الأرض.
جلد الجناحين أخف من جلد جسده وذلك ما يساعده على الطيران بسرعة وسهولة، علامات جسده البيضاء تعمل كالمصباح في الأماكن شديدة الظلمة فتنير المكان، وعينيه تتحول للأسود بالكامل ويصغر البؤبؤ ويتحول للون الأبيض عندما يشعر بالغضب، يملك أربعة أنياب أمامية، اثنان في فكه السفلي واثنان في العلوي وخمسون سنًا أشبه بالشفرات وخمسة وعشرون ضرسًا قويًا يساعده على المضغ.
يمتلك ذيلا ينتهي بالريش يساعده على معرفة اتجاه هبوب الرياح، يمتلك عظام جسد قوية وعضلات قدمه وأجنحته سميكة جدًا، لم يظهر أي علامات ودية تجاه الأشخاص من قبل ولم يتمكن أحد من امتطائه.
حسنًا، أنا تمكنت من ذلك، عليهم تصحيح معلومة هنا.
الباقي لم يكن مهمًا جدًا كأنه يحب النوم في الأماكن الدافئة والمظلمة، يتناول اللحوم البحرية أكثر من لحوم المخلوقات البرية، وبعض المعلومات الأخرى…
كتب تدريب التنانين كانت مذهلة ومفيدة لحد كبير، كيف أتعرف على مواطن قوة وضعف التنين، كيفية صنع سرج وتثبيته وكيفية استعماله للتحكم في طيران التنين، كلها كانت معلومات مفيدة؛ لذلك تحركت لغرفتي وأخذت دفتر ملاحظاتي لتسجيل الكثير من الخطوات.
"جلنار، لن تصدقي!" صراخ هارليك هو يركض نحوي أجبرني للالتفات نحوه "انظري، لقد كان الأمر حقيقيًا! قام جولديان بالفعل بالتحكم في جنون العمالقة، إنه مكتوب هنا، ولكن تم إخفاء الأمر مع الوقت" اتسعت عيني والتفت نحوه بكامل جسدي "ما الطريقة إذًا؟" ضم شفتيه قليلًا بضيق وقال:
"لم تكتب بشكل صريح، يقولون أن جولديان كان يتمتع بقدرات لم يتمتع بها أي شخص من قبل وأنه ساعد العمالقة على فهم قوة تحولهم وتحول عقولهم وأنه يجب التركيز عند النقطة الفاصلة بين الوعي واللا وعي للعملاق، لم أفهم شيء من هذا ومهما بحثت لا أجد سوى أشياء مكررة عن هذه النقطة"
ابتسمت وقلت " لن تعطيك الكتب الإجابة على طبق من ذهب، ربما عليك أن تجرب" اتسعت عينيه وصاح "مستحيل أتعلمين الفوضى التي نحدثها؟ قد نقتل أحدهم" صمت كلانا وأخذت أفكر في طريقة "ربما مكان فارغ ومحاط بأسوار عالية سيفيدك؟" تنهد وقال "لا يوجد مكان مماثل".
شعرت بالحزن للإحباط البادي على وجهه لذلك ابتسمت باتساع وربت على كتفه "سنجد حلًا، لم تُختر كفارس إلا لأنك تملك شيئا مميزا عن البقية؛ لذلك لا تيأس" حرك كتفيه وتمتم بـ "ربما...".
نظر نحوي مجددًا بجدية وقال "هذا يعني أنكِ تملكين شيئا مميزا؛ لذلك تم اختيارك؟" دحرجت عيني وقلت "حالاتنا مختلفة، فمن الطبيعي أن يُختار عملاق ولكن ليس من الطبيعي اختيار بشري" صمت قليلًا وبدأ يتمتم "إذا كان المختار شخصًا مميزًا فهذا يعني أني مميز كما الجميع، وهذا يعني أنكِ مميزة لكن أنتِ بشرية ولم يتم اختيار بشري كفارس من قبل وبهذا أنتِ تعنين أن هناك خلل في اختيارك وأنه ربما ما كان يجب اختيارك وأن التوبازيوس قد أخطأت، لكن التوبازيوس لم تخطئ من قبل، هذا يعني أنك اخترتِ لسبب ولكنكِ الأولى من البشر وهذا يعني…".
"أين يقع زر إغلاقه؟" صاح يوجين بسخط ولكن هارليك توقف من تلقاء نفسه وقال "هذا يعني أنكِ مميزة عشرة أضعاف التميز العادي؛ فأنتِ أول من اختير من البشر. نعم، هذا هو التفسير المنطقي" حاولت قدر الإمكان ألا أسخر منه وقلت "لمَ لا تقرأ شيئا آخر تشعر بالفضول نحوه؟" اتسعت ابتسامته وقفز قائلًا "محقة، لنبحث عن البشر!".
فليرحمني الرب…
شيئا فشيئا كتب التنانين أصبحت أكثر، وتحول الأمر من القراءة حول التنانين إلى القراءة عن الإلترانيوس وتاريخهم وقوتهم، وطال الأمر الساحرات أيضًا وقد وجدت كتب تحوي تعاويذ منطوقة ومكتوبة، وجدتِ نفسي أبحث عن كل شيء وأي شيء، وحينها أصبحت على يقين أنني لن أعود إلى غرفتي الليلة.
***************************************
هالوووووووووو
بدووووون صياااااااح
عارفه الفصل قصير وده سبب رقم 1 الي مكتوب جنب عنون الفصل
الفصل قسمته لجزئين لانه لازم يتقسم لجزئين لان الجزء التاني اخير من وجهة نظر غير وجهة نظر جلنار غالبًا وجهة نظر الراوي
المهم الجزئين نزلين النهرده متقلقوش
اخيرًا المكتبه اتفتحت
جلنار وهارليك تحس ينفع عليهم ريأكشن "مفيش وقت للتفسير"
تأقلموا انهم فتحوا المكتبه ودخلوا في الموضوع على طول
إلي هو خلونا نخلص مش وقته
للناس الي ديمًا بتسأل، الفصل ده بيعادل قديمًا الفصل 34
ومفيش حاجه اتحذفت من الرواية الفصول اندمجت مش اكتر وكام فقرة اتوضحت واتغير السرد فيها
فمتقلقوش
القُراء الجدد متدخوش في بالكم الدنيا معاكم فُل كملوا قراءة عادي
انجوي بالفصول
لوف يو
بايييي
❤❤❤
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفاحسد القراء الجدد كل يوم فصل جديد😠
ردحذفاهتدي بالله يا بنتي ترى اذا زالت عنهم هي النعمة راح نروح معاهم احنا كمان😂😂
حذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفبجد فصل التوبازيوس هو الي بيصنع يومي ♥️♥️
ردحذفالجزء التانييي بسرررعه 😭😭
ردحذف💓💓🔥🔥
ردحذف😍😍😍😍💜💜💜
ردحذفتدري اني كنت لسه هعيط من قُصر البارت بس قلتي ان فيه واحد تاني فييين قبل ما اناااام
ردحذفاكتشفت اني قرأت الجزء التاني من الفصل قبل الاول وانا اللي قايلة انو في حاجة غريبة 😂😂
ردحذفبس يبا ما علينا الفصل خفيف ولطيف اووي 💖💖
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف♥️♥️♥️♥️
ردحذف😍😍😍🔥🔥🔥
ردحذف✨التاريخ صادق لكن من يكتب التاريخ كاذب ✨ اصدق جملة قرأتها حقيقي
ردحذفبصرررخخ فتحووهاا فتحوا البوابه اخييراا😭😭❤️🔥
ردحذفيا الله فخري فيهم تخطى الحدود بيصيبني جنون العظمة منهم
امين المكتبة كاليسيو- اسمه! اسمه اطول مني كيف هو حافظه اصلا حموت هههههه
بس حبيته يعني شعر اسود وعيون ازرق واسود ننناارر❤️🔥
💟💟💟💟💟💟
ردحذفمنتظره الصدمه على وجوه الفرسان 🤭💖💖💖💖💖
ردحذفاكثر شخص بياخذ صدمة من فتح المكتبة هو ..... 🤭🤭🤭😂
ردحذف