السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إفصاح: "اللهم وسع علينا في ارزاقنا حتى لا نمد ايدينا إلا اليك ،ولا نتوكل بقلوبنا إلا عليك ،اللهم وصل إلينا ارزاقنا بغير مهانه، ولا مذله".
إفصاح آخر "في الربيع حين يكون كل شي جميلاً وأخضر ومتبرعماً أشعر برغبة في إدارة ظهري للدروس والهرب بعيداً للأستمتاع بالطقس هنالك الكثير جداً من المغامرات في الحقول إنه لأكثر متعة ان تحيا الكُتب بدلاً من كتابتها". جين ويبستر
مساحة لذكر الله
****************************************
الفصل الثلاثين
"أما زالت في غرفتها؟" أومأ هارليك
بصمت لتتنهد واندر بأسى. "هل فهم الجميع وجهة نظري الآن؟ ما كان عليها
المجيء، يصعب علي الاعتراف بذلك ولكن ذلك الحقير أتريوس تمكن بالفعل من جعلها
تتحسن، لقد نقلها من مستوى منخفضٍ لآخر عالٍ، لقد كانت جيدة وقد تبقى لها القليل
فقط لتصبح مقاتلة، عندما تأتي وترى شيئًا مؤلما كهذا ستظن أنها غير قادرة على فعل
شيء وأنها ضعيفة، سوف تُهدم كل الثقة التي حاولت بنائها ولن تصدق أحدنا إن
أخبرناها أن شيئا مماثلا يحصل للجميع".
انفجر أوكتيفيان قبل أن يلقي المنشفة التي يحاول مسح الدماء بها من فوق يديه "لكن على ذلك الوغد أن يعاندني ويأخذها معنا" قاصدًا أتريوس تمتم بغيظ وألقى جسده فوق الكرسي.
"أتريوس لا يقوم بشيء كهذا لإغاظتك أوكتيفيان، لقد فعله لسبب وأنا على يقين أنه يعلم منذ البداية ما ستواجه جلنار هناك، بل أراد منها مواجهته، حمدًا لله أن الأعداء كانوا قد رحلوا قبل مجيئكم" قالت واندر لينظر نحوها الغالبية باستنكار "لمَ تدافعين عنه حتى؟" قال زوندي لتقهقه ثونار وتقول "سيدة المنزل هنا محقة، دعونا نتحدث بصراحة، من بيننا جميعًا أهناك من يعرف جلنار بقدر أتريوس؟".
صمت الجميع لتردف "قد يبدو الأمر وكأنهما ثنائي يودان قتل بعضهما ولكن الوحيد القادر على التعامل مع جلنار هو أتريوس والوحيد الذي يقضي معظم الوقت معها هو أيضًا أتريوس، قد نلقب هذا الرجل أحيانًا بالهمجي والنذل ولكن جميعنا يعلم أنه ذكي ويمكنه قراءة أي واحد منا".
رفعت رأسها ونظرت للجميع وأردفت "هل يظن أحدكم أني مخطئة؟" لم يعارض أحدهم ما قالت "رأيتم! جميعكم يعلم أن أتريوس يعرفها أكثر منا وجميعنا أيضًا يعرف أن لا أحد يعرف أتريوس كجلنار، وواندر بالطبع".
صمت الجميع ولم يعترض أحدهم أو يحاول نفي حديث ثونار، حتى أغدراسيل الذي ظل يعبث بالخنجر بين يده وقد رفع عينه نحوها بانزعاج واضح وهناك عقدة كبيرة بين حاجبيه، ولكنه زفر وأعاد عينه نحو الخنجر بصمت.
"جلنار إلى متى تخططين البقاء بهذا
الصمت؟" زفرت ودثرت نفسها بالغطاء ليتنهد ويقول "لا يمكنكِ إنقاذ
الجميع، لا أحد يمكنه ذلك" حاول مجددًا لكنها تمتمت بانزعاج وبصوت يكاد يكون
واضح "اتركني وحدي، يوجين" نظر لهيئتها تحت الغطاء وتنهد للمرة الألف.
طَرقٌ على باب الغرفة جذب انتباه يوجين ولكنها ظلت على حالها ليصلها صوت أغدراسيل من خلف الباب "أتنوين حبس نفسكِ للأبد هنا؟" لم يسمع إجابة منها ليجلس ويسند ظهره لباب غرفتها ويقول:
"لن أحاول مواساتكِ؛ فالأمر بالنسبة لكِ أكبر من هذا لكن… لستِ وحدكِ من يمر بمشاهد مشابهة، أعني… هارليك ما زال صبيًا أيضًا وقد رأى مثل ما رأيتِ مرتين ولكنه متماسك، وحتى زوندي وتينر جام، كلاهما لا يملكان فكرة عن الحرب أو القتال أو الموت! أغلب الفرسان كانوا يعيشون حياة مشابهة لحياتكِ وقد تم استدعائهم فجأة بتلك الطريقة"
صمت لثانية قبل أن ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ويقول "لن تصدقي هذا ولكنني كنت مجرد فتى يعيش مع والديه في مزرعة صغيرة، الاستيقاظ فجرًا والذهاب للسوق ومحاولة مساعدتهما والعمل كمعلم لطلاب السنة الثانية، لا أملك فكرة عن الحرب والقتال وكل هذه الفوضى، المرة الأولى التي كنت بها في الميدان كانت الأكثر رعبًا بالنسبة لي، لقد تحولت فتاة في عمر صغير لتراب بين يدي! وضعت الكثير من اللوم على نفسي، ظللت أسبوعين لا أريد النظر لوجه أحدهم ولكن… عندما مر الوقت وخرجت من غرفتي كان كل شيء يسير كما هو، لم يتوقف العالم ثانية من أجلي، كان الجميع مشغولٌ بالحديث عن فارسة أخيرة، وعن البشر وعن بشرية قد تصبح بيننا، كما أن الجميع تحسن في أسبوعين وظللت أنا متأخرًا عنهم وأحاول اللحاق بهم، إن توقفت عن لوم نفسي مبكرًا وحاولت أن أصبح أفضل، أقوى، لأنقذت الكثير من الأرواح في كل مرة ذهبوا فيها للميدان بدوني".
أخذت نفسًا قبل أن تبعد الغطاء عن وجهها وتنظر نحو الباب، نهضت جالسة لتسمعه يقول "أن يموت شخص بريء شيء لا يمكن تمريره بسهولة، جلنار… ولكن إن ظللنا نحاول إلقاء اللوم على بعضنا البعض فسيموت المزيد من الأبرياء، لا أحد يؤمن بنا كفرسان ولا أحد يظن أننا قادرون على حمايتهم، تلك الهجمات تزداد والرب يعلم ما الذي يخطط له ملك الظلام! كل يوم يمر دون تغير وتحسن هو جريمة، أنتِ لستِ مجرد فارسة بيننا، أنتِ ابنة التوبازيوس، لقد جعلتِ مجموعة من المتعصبين يؤمنون أن البشر أكثر من مجرد أسطورة من المعاتيه، ألا تظنين أنكِ قادرة على جعلنا نؤمن أيضًا بأنكِ ابنة التوبازيوس؟".
انتظر فترة بينما الصمت يفصل بينهما، وعندما قرر تركها بفردها لعلها تفكر جيدًا بالأمر سمع صوت الباب يُفتح من خلفه، أبعد ظهره عن الباب والتفت ينظر نحوها، شعر مبعثر وعينان حمراوان وثياب ملوثة بالكامل وعبوس يغطي كامل وجهها.
"أنت تزعجني" قالت ليبتسم ويقول "يمكن لهذا المزعج الذهاب إذا أردتِ" نظرت نحوه لمدة قبل أن تخرج وتغلق باب غرفتها وتجلس بجانبه "رائحتي كالجحيم" قهقه وقال "لا يمكنني معارضتكِ في هذا" نكزت ذراعه وتمتمت "كن مهذبًا مع السيدات". زمت شفتيها لوهلة قبل أن تبللهما بتردد وتقول "هل حقًا كنت معلم؟" أفلت ضحكة لدهشتها وأومأ برأسه "لم تكن ضمن قوات في الجيش أو فرق خاصة؟" حرك رأسه للجهتين نافيًا.
حدقت به لمدة قبل أن ترفع كتفيها وتتمتم وكأنها لا تريد منه أن يسمعها "هل ترتدي نظارة؟" لم يستطع كبت ضحكته لتشيح بوجهها عنه "لا، ليس عادةً؛ فأنا لا أحتاجها كثيرًا." نظرت نحوه وقالت "اعتدت ارتداء واحدة" ارتفع حاجباه لتقول "ولكن منذ مجيئي أصبح نظري سليمًا فجأة".
ظل يوجين عاقدًا ذراعيه واقفًا في الممر يراقبهما بصمت بينما ظلا بلا حديث لمدة قبل أن تقول جلنار دون النظر لأغدراسيل "إن كان هجوما مماثلا على إحدى أراضي النبلاء؛ هل كان ليحدث ما حدث؟" سكت لثوانٍ ونظر نحوها قبل أن يتنهد ويقول "جلنار، ما يحدث في الإلترانيوس يـ..." قاطعته بحدة "أكان ليحدث؟" زفر قبل أن يقول بصوت منخفض "بالطبع لا" أومأت وبدأت غشاوة من الدموع تغطي عينيها "عليهم أن يكونوا أضحية" ارتفعت عينه نحو وجهها وتعابيرها الحزينة والغاضبة.
تنفست بقوة ومسحت عينيها بظهر يدها وقالت "لا أحد يبالي بهم، نحن هنا للدفاع عن الملاعين الذي يعيشون في القصور" حارب بشدة رغبته في قول ما يريد ولكن شيئًا ما في عنادها وغضبها لهؤلاء الأشخاص دفعه للقول "هذا ما يريدونه ولكن… التوبازيوس اختارتنا دفاعًا عن الجميع" نظرت نحوه وقالت بغضب "هل يبالي هؤلاء بالتوبازيوس حتى!؟" ابتسم وقال "ربما لا، ولكنكِ تفعلين، أنتِ ابنة التوبازيوس في النهاية، إن لم يجد هؤلاء الأشخاص من يحميهم أتريدين القول أنكِ قادرة على فعل ذلك؟".
لم يكن يمزح أو يسخر، كان جديًا لدرجة جعلت قلبها يخفق بتوتر وربما حماس واندفاع غريب، ظلت تحدق بوجهه لمدة قبل أن تبتسم وتقول "أهذا يعني أنه مسموح لي ركل مؤخرة الأغنياء؟" ظلت ملامح الجدية على وجهه وقال "جلنار، الأمر جدي! أنتِ تتحدثين عن محاولة خلق نظام جديد، هذا سيفتح أبوابًا من الجحيم" أخذت نفسًا وقالت "يمكنك قول أنني فتحت أبواب الجحيم سابقًا، الأمر ليس وكأني روبن هود، ولكن إن كان علي تحطيم رجل الظلام ذاك فسأحطم أولئك الأغنياء هنا معه".
قهقه وصحح "ملك الظلام" دحرجت عينيها وقالت "اللعنة على كليهما".
تمكن أغدراسيل من رفع معنوياتها قليلًا وتشجيعها وربما حوارهما الصغير دفعها لإحداث بعض القرارات ولكن أولها كان أخذ حمامًا والتخلص من تلك الملابس.
ما إن دلفت لغرفتها حتى نهض أغدراسيل وما زالت آثار محادثاتهما باقية على وجهه في شكل ابتسامة صغيرة لم يتمكن من إزاحتها.
توقف عند الدرج ما إن لمح هيئته مستندة على الدرابزين مكتفًا ذراعيه وعينه ثابتة على موضع واحد. "كان يمكنك أنت الذهاب والتحدث معها عوضًا عن إرسالي" رفع عينه وألقى نظرة نحو أغدراسيل ولكنه نظر مجددًا لما كان ينظر نحوه وقال "لست جيدًا في الحديث التحفيزي بقدرك، كما أنك كنت تريد الحديث معها منذ البداية" رفع أغدراسيل حاجبًا وقال "لمَ أرسلتها منذ البداية إن كنت تعلم أن هذا ما قد يحدث، أتريوس؟".
"لأنني أعلم أنها ستستغرق ساعات فقط لتخطي البؤس الذي سيصيبها وستترك غضبها يدفعها لأيام لتصبح أفضل" قهقه أغدراسيل ساخرًا وقال "أتعني أنك لم تشك حتى في أن تخطِ الأمر لن يستغرق منها أسابيع؟" ارتسمت ابتسامة على وجهه وقال "إنها تستغرق أشهر للثقة بنفسها وأسابيع لتصبح مقاتلة وساعات للتغلب على نكبة ودقائق لتفاجئك بشيء جديد".
فك عقدة ذراعيه ووضعهما داخل جيبه والتفت ليصعد لغرفته ولكنه توقف وقال "شئت أم أبيت، هذه الفتاة ليست عادية".
ظل أغدراسيل واقفًا في مكانه ينظر لأتريوس الذي ابتعد حتى اختفى عن نظره، وضع أصابعه داخل خصلات شعره الغامقة ورفعها عن وجهه بانزعاج وزفر مجددًا ومجددًا قبل يمسح وجهه ويتمتم "ماذا يحدث لك بحق الله؟".
....
صباح اليوم التالي كانت جلنار أول من استيقظ وحدها، كان أتريوس محقًا
في كل ما يظنه عنها، كان غضبها يدفعها وبقوة، أرادت إنهاء كل ما يحدث، إنهاء
العنصرية بين قوم النبلاء وسكان الحدود، أرادت إنهاء ملك الظلام وحربه السخيفة،
أرادت إنهاء كل شيء تراه غير عادل!
في الماضي كانت ترى مشاهد مشابهة على الأرض، ربما ليست بقسوة ما يحدث هنا ولكن الحروب دائمة بين شعوب جنسها، التمييز والعنصرية والتنمر وغيرها من كل ما هو قبيح كان يحدث أمام عينيها، ولكنها كانت تظن أنها في مقام أصغر من أن تتدخل في هذا.
من هي لتوقف الحرب بحق الله؟ ومن هي حتى يستمع لها العالم ويعيش البشر في سلام؟ ولكن هنا! الأمور مختلفة، إنها قوية... يمكنها أن تكون قوية، يمكنها أن تكتسب القوة التي تريدها ويمكنها إيقاف هذه اللعنة المستمرة. إن كانوا يظنون أن قانونهم يحميهم فهي ليست حتى من المجرة… لا ينطبق عليها أي قانون... هي أسطورة حية.
مع طلوع الفجر أنهت جلنار تمارين روتينية كانت تقتلها في البداية قبل أن تتدخل المنزل وتحضر زجاجة من الماء البارد. عادت للخارج وجلست فوق الأرضية تنظر للسماء الصافية بعد مساء ممطر لتتنهد وتلمس الأرض الرطبة بيدها.
"شبه لينة" تمتمت وهي تحرك يدها فوق الأرضية وتلمس الحشائش المبتلة بندى الصباح وما زالت آثار الأمطار باقية عليها منذ يوم أمس، العلاقة بين الماء والأرض هي الأسهل والأكثر ترابطًا كما تعتقد، ولكن هناك مشكلة تواجهها، هي تخاف الماء! كيف يمكنها التحكم فيما تخاف؟ لطالما عجزت عن تعلم السباحة وقد غرقت مرتين منذ أن كانت صبية؛ مما جعلها تكره الماء.
ومن ناحية أخرى لديها عقدة سيئة من النيران، ليست فوبيا قوية ولكنها تكره النيران وهذا كان أحد أسباب هلعها يوم أمس؛ فالمكان كان أشبه بجحيم حي!
النظر ليدها وهي تتحول لشعلة من النيران قد يقتلها ربما!
تنهدت وقطعت بعض الحشائش بغيظ وكأنها أصبحت عادة كلما جلست في حديقة المنزل. توقفت لثانية قبل أن تمسك بالحشائش مجددًا وتحاول سحبها دون قطعها ثم تتركها، كررت الأمر أكثر من مرة قبل أن تغمض عينيها وتفعلها مجددًا، اتسعت ابتسامتها ما إن شعرت بجذور الحشائش أشبه بعروق تنبض بضعف ما إن تسحبها بقوة وكلما تركتها تعود للنبض بقوة!
تركت الحشائش وتلمست الأرض وهي تشعر بجذور العديد من الحشائش الصغيرة قبل أن تبدأ بالشعور بجذور تنبض بشكل أكبر وأكثر ضخامة، جذور الأشجار!
كان النبض بعيدًا عن يدها مما دفعها لعقد حاجبيها بتركيز أكبر وتحاول التفكير بالجذور وكأنها تحت يديها، تريد الشعور بها، كل ما تحتاج إليه هو بعض التركيز حتى بدأت تشعر بالجذور تقترب أكثر فأكثر حتى أصبحت تكاد تلامس يدها.
"أتمازحينني؟" فتحت عينيها بسرعة ونظرت ناحية ثونار الواقفة خلفها تنظر بصدمة وعينها قد أخذت أكبر اتساع لها "مـ… ماذا؟" تساءلت جلنار بغرابة ولكنها لاحظت عيني ثونار التي تحدق بشيء ما حولها! التفتت بسرعة لتجفل وتنهض من فوق الأرضية تنظر لما فعلته!
الكثير من الجذور الضخمة التي من المفترض أن تبقى تحت الأرض قد برزت وأصبحت تلتف حول المكان الذي كانت تجلس جلنار فيه، تشابكت حول بضعها البعض وكونت عقدة ضخمة تمددت حتى أشجار الغابة.
"لست الفاعلة" قالت جلنار بسرعة ناظرة لثونار التي ألقت نحوها نظرة بطرف عينها وقالت "أجل، أصدقكِ بالكامل" نبرة السخرية كانت تنفي ما قالته ثونار لتقضم جلنار أظافرها بتوتر وتقول "هذا… صدقيني لا أعلم حتى ماذا فعلت! هل ستغضب واندر بسبب هذا؟".
"بحق الله! الجميع كان يتوقع اعتكافكِ داخل الغرفة لشهر قادم بينما أنتِ هنا تعبثين بقوة ما مفاجئة، أعني… لا يمكنني فعل شيء كهذا إلا بتلاوة تعويذة وتظنين أن ما سيهمها الحديقة؟" نظرت نحو الجذور المتشابكة "ما زال الأمر سيئا، لقد قمت بتشويه المكان".
"من هذه الناحية، أجل، أنتِ محقة! من ناحية أخرى... اللعنة يا فتاة، تمتلكين قدرات ما أخيرًا!" صرخت في النهاية واحتضنت جسدها قبل أن تقول "يجب أن نشرب نخبًا لهذا، سنحتفل الليلة" تنهدت جلنار بيأس وربتت على رأس ثونار الملتصقة بها وتمتمت "أجل، ستموتين إن لم تشربي ليوم واحد".
انتبهت كلتاهما للشخص القادم من بين أشجار الغابة، جمع خصلات شعره الشقراء بالكامل للخلف للتساقط القصيرة منها فوق وجهه يبدو قميصه مترهلًا بإهمال كعادته بينما عقدة لازمت المسافة بين حاجبيه. "جاء الوحش" همست ثونار بنبرة درامية مبالغ فيها واختبأت خلف جلنار قائلة "على الجميلة أن تتعامل معه الآن" نظرت جلنار نحوها كـ 'حقًا!' قبل أن تلتفت لأتريوس الذي توقف يحدق بهما.
عقدت حاجبيها ما إن لاحظت كدمة بنفسجية كبيرة على معصمه غطاها بكم قميصه، مفاصل يده حمراء بالكامل بينما هناك بعض الدماء الجافة التي لم تنظف كليًا والقبضة الأخرى كانت تدمي من جديد.
أرادت سؤاله عن خطبه هذا الصباح لكنها تراجعت وقالت "صباح الخير" أتريوس غامضٌ بطبعه ولن يجيب بسلاسة عن أي سؤال، كما أنه يكره الفضوليين وجلنار تحمد الله أنهما وصلا لمرحلة يتمكن كلاهما من إجراء حديث لنصف ساعة بلا شجار.
أومأ برأسه كرد وحاول منع ابتسامة صغيرة في الظهور على شفتيه ما إن رآها خارج غرفتها هذا الصباح على عكس توقعات الجميع، ظن أنها ستستغرق نصف اليوم ربما ولكن ها هي ذا استيقظت وحدها دون شجارهما المعتاد.
ألقى نظرة نحو ثونار التي كانت ترمقه بنظرة وابتسامة ذات معنى ولكنها بدلتهما بسرعة لأخرى حاقدة وخبأت وجهها بدرامية خلف ظهر جلنار، أتريوس يعلم أنها تتحامق وليست حمقاء…
ثونار ليست بالشخص السهل كما يبدو، إنها الأكثر خطورة من بين الفرسان جميعًا، يمكنه توقع محاولتها في التعامل بلطف مع الجميع ويمكنه قراءة كل ما تقوم باصطناعه ولكن ما لم يفهمه حتى الآن التصاقها بجلنار! الوقت الوحيد الذي لا تتصنع فيه ثونار هو عندما تكون حول جلنار، وهذا ربما الشيء الوحيد الذي جعله يشعر أنها ليست خطرًا على جلنار.
كاد يكمل طريقه بصمت ولكنه تجمد والتفت ينظر للجذور الضخمة فوق الأرضية، رفع عينه لثونار وقال بتكاسل "لن تكون واندر سعيدة بعبثكِ بالحديقة" ابتسمت ابتسامة واسعة ورفعت كلتَي يديها وقالت "لست الفاعلة هذه المرة، إنها أميرتك الصغيرة".
لكزت جلنار معدتها بقوة لتتأوه الأخرى بألم، نظرت ناحية أتريوس وقالت "يبدو أن هناك أشياء لا يمكنني التحكم بها" ارتفع حاجباه بدهشة وغير وجهته من المنزل إليها وقال "أنتِ فعلتِ ذلك؟" عضت شفتيها بتوتر وقالت "لا تخبر واندر أنها أنا" حاول كتم ضحكته، يبدو أنها نالت كفايتها من غضب واندر "ستعرف وحدها، ولكن… لقد تحكمتِ بحركة الجذور!" مالت شفتيها ورفعت كتفها قائلة "حدث فجأة" حدق ثلاثتهم بالجذور الملتفة حول بعضها قبل أن يرفع أتريوس عينه ناحية جلنار وقال "لا شيء يحدث فجأة".
....
قرر الثلاثة تناول الفطور بما أنهم تجاهلوا هذه الوجبة منذ أن
استيقظوا وتطوعت جلنار لتحضيره بما أن أتريوس لا يفقه شيئا سوى كيفية تدمير أدوات
المطبخ وثونار جل ما تستطيع فعله هو ملء كأسها بالمشروب.
"لم أنم منذ ليلة أمس، علينا التحدث عما حدث" همست ثونار ما إن جلست مقابل أتريوس، رفع حاجبًا وقال باستغراب "لمَ تهمسين؟" ألقت نظرة ناحية جلنار وهمست مجددًا "من السيئ تذكيرها بالأمر" لم يكن أتريوس المجيب هذه المرة لأن جلنار قهقهت وقالت "أقدر ما تفعلينه، ولكن هذا أكثر همس عالٍ سمعته في حياتي، يمكنني سماعكِ من على بعد أمتار" بدلت نظرها بين ابتسامة جلنار الساخرة وارتفاع زاويا شفتي أتريوس في ابتسامة جانبية لتلقي فوقه أحد مناديل المائدة وتقول "أنت تترك تأثيرًا سيئًا عليها".
حاولت تجاهل نظرات السخرية من الاثنين وقالت "بما أن جلنار لن تسقط باكية فسأتحدث بصوت عالٍ" رفعت جلنار حاجبًا والتفتت حول المائدة تأخذ علبة الملح قبل أن تصفع رأس ثونار بخفة.
فركت الأخيرة رأسها وقالت "ظللت طيلة الليل أبحث بين كل تعويذات الوهم التي قد أعرفها، تلك التي كانت على الجدران… إنها من مستوى آخر مستوى أكثر ظلامًا وقوة، لقد وضعت وهمًا على منطقة ضخمة، بل أن وهمها انطلى على مجموعة لا محدودة من العقول، لا يوجد ساحرة عادية يمكنها فعل شيء كهذا".
زفر أتريوس وقال "هناك خونة بين السحرة وهن لسن ضعيفات أبدًا" قهقهت ساخرة وقالت "لمَ الاستغراب؟ أتعلم نظام الساحرات؟ إنه ذلك النظام المثالي حيث اللباقة والقوة والخلق الحسن وتنفيذ كل أمر بلا نقاش، أتظن أنه لن يكون هناك أي عصيان؟ نمتلك جانبًا مظلما من شعبنا نسميهن بساحرات الليل، إنهن مخيفات يا رجل! يمتلكن كل تعويذة من السحر الأسود ولا يمكن لقانون إيقافهن، لطالما كانت هناك عداوة بين الملكة وعالمها الوردي وبين عالمهم المظلم".
نظر أتريوس نحوها باهتمام وقال "ضمن أين نصف تقعين أنتِ؟" لوحت بيدها بتكاسل وقالت "لا هذا ولا ذاك! أنا مكتفية بذاتي وبحقيقة واقعي، لا أستخدم السحر الأسود في إيذاء أحدهم ولكني لا أتبع الأوامر كالحمقاء أيضًا، يمكنك القول أني أعيش وأحتفل في المنطقة الرمادية، الجميع يكره المنطقة الرمادية، إما أن تتبع الملكة وأوامرها كالغبي أو أن تعاديها وتحاول قتل كل ساحرة وتصبح مع الجانب المظلم، كونك في الرمادي يعني أنه لا سبب قد يقاتلونك من أجله".
أمسكت بكأس شراب ظهر فجأة ما إن فرقعت أصابعها وكادت ترتشف منه إلا أن جلنار سحبته من بين يديها ووضعت آخر ممتلئًا بعصير طبيعي لتتذمر الأخرى وترتشف من كأس العصير بانصياع ما إن رمقتها جلنار بحدة.
"لذلك الأمر سيء، أن تنضم ساحرات الليل لملك الظلام يعني أنه وعدهن بالقضاء على الملكة؛ فلا شيء مغرٍ بالنسبة لهن أكثر من هذا، ورغم أني لست من أشد المعجبات بالملكة ولكن موتها يعني فوضى كاملة وهذا مؤلم للرأس، أمامنا مشكلة سيئة، لا أعلم حتى إن كنا قد نتمكن من هزيمة ساحرات الليل"
زمت جلنار شفتيها بينما تقلب الفطائر على الجهة الأخرى وظلت تفكر بصمت واحتفظت بدورها كمستمعة في هذه المحادثة لكنها التفت ناحية ثونار بابتسامة واثقة وقالت "سننهي الأمر! لا تقلقي" نظر الاثنان نحوها وسخرت ثونار قائلة "ثقة كبيرة من فتاة قامت بتخريب حديقة المنزل دون أن تتحكم بنفسها" توقفت يد جلنار عن العمل ونظرت لثونار بجدية وقالت "لا فطور لكِ اليوم" اتسعت عيناها وصححت خطأها بسرعة "ألا تسمعين عن المزاح؟ يا فتاة ثقتكِ رائعة، كم أتمنى نصفها" بدل أتريوس نظره بينهما قبل أن يتنهد ويهز رأسه بيأس.
أنهت إعداد الفطور ووضعت صحنًا أمام كل منهما ولم تنسَ سحب كأس المشروب الذي ظهر أمام ثونار مجددًا وسكبه داخل الحوض لتضرب ثونار رأسها بالطاولة بتذمر.
"إذًا لدينا مشاكل عدة، لعنة النبلاء وملك الإيربوس والآن ساحرات الليل، بالإضافة إلى أن كل ما يمكنني فعله هو تحريك الجذور من تحت الأرض… نحن هالكون" نظر نحوها أتريوس وقال "إلهي، كم أنكِ محقة!" رمقته ثونار وهي تمضغ ما في فمها وقالت "لا تكن رجلًا سلبيًا" نظر نحوها بتقزز بسبب حديثها بفم مملوء وأكمل طعامه بصمت.
"هل كان أحدكم يعرف أن أغدراسيل كان يعمل كمعلم؟" قطعت جلنار الصمت فجأة لتنظر نحوها ثونار بأعين متسعة وتقول "معلم! أتمزحين؟" هزت رأسها نافية وقالت "لقد أخبرني بذلك، معلم للأطفال في الصف الثاني" لمعت أعين ثونار "هذا لطيف جدًا، من كان ليتوقع شيئًا كهذا؟ أعني… انظري لجسد الرجل، إلهي، وكأنه صنع حسب الوصف" قهقهت جلنار وقالت "إن نظرتِ له بعيدًا عن شخصيته القتالية فالأمر يلائمه" أومأت بابتسامة كبيرة قبل أن يتمتم أتريوس "لمَ بدأت أشعر بالقرف؟".
رمقته ثونار وقالت "غيور". لم تسمعهما جلنار ولم تلاحظ نظرات أتريوس القاتلة ناحية ثونار التي تحمحمت وابتعدت عنه ملتصقة بجلنار.
"أتملك الكثير اليوم؟" وجهت جلنار سؤالها لأتريوس الذي حرك رأسه نافيًا لتومئ وتقول "علي التدرب أكثر" وافقها الرأي وقال "يمكننا البدء بعنصري الأرض والماء" اتسعت عينها بفزع وحاولت إخفاء ملامحها قائلة بضحكة مصطنعة "ربما نكتفي بالأرض والرياح حاليًا" عقد حاجبيه وقال "ولكن العلاقة بين الأرض والماء يـ..." قاطعته بسرعة "لا أريد الماء الآن".
حدق بها لوهلة قبل أن تتسع ابتسامته ويتمتم "كما تريدين".
ظلت ثونار تراقبهما بصمت وجدية، تحدق بكل حركة يصدرها أتريوس أثناء حديثه مع جلنار قبل أن تضع نظرة ذات معنى أخفتها سريعًا بابتسامتها المعتادة ما إن التفتت جلنار ناحيتها. ما إن أنهت طبقها نهضت تضعه مع الأطباق المتسخة قبل أن تنظر لهما وقد بدأ بينهما جدال آخر لتحرك رأسها وتتمتم "سأشهد على العجائب هنا".
تحرك كل منهما بعد تناول الفطور للخارج ليبدأ تدريب جلنار بمستوى جديد، وبالرغم أنها تمكنت من فعل شيء غير عادي دون أن تقصد؛ إلا أن إعادة محاولتها لفعله باءت بالفشل، كل محاولاتها مع أتريوس انتهت بفشلها مما دفعها في النهاية لركل الشجرة بقوة والتوقف عن المحاولة.
زفر أتريوس وانحنى يجلس على مشط قدمه فوق الأرضية وقال "لن يحدث الأمر بين يوم وليلة" التفتت تنظر نحوه وصاحت "لا نملك الوقت كله بحق الله! يجب علي إتقانه بين يوم وليلة وإلا لن يحدث أبدًا!" ظل يحدق بانفعالها بينما استمرت هي بتذمر "لا يمكنني حتى إنبات ورقة شجر واحدة، نحن متقدمون بالفعل" سخرت قبل أن تلقي بجسدها فوق الأرض وتتدحرج فوقها وهي تصيح بغيظ.
نهض من مكانه وقال "ربما علينا تجربة النيران" توقفت عن الدحرجة ونهضت جالسة فورًا ونظرت نحوه بهلع "لمَ لا نجرب الرياح؟" طرف عدة مرات قبل أن يقول "هذا سيكون صعبًا" عضت شفتيها ونظرت لقدمها وتمتمت "لا أريد النيران".
"الأمر لا يدور حول ما تريدين وما لا تريدينه، جلنار" تنهدت وظلت تنظر لقدمها ليتقدم نحوها ويجلس أمامها ويحاول النظر لوجهها الذي تخفضه للأسفل "ما المشكلة؟" رفعت عينها نحوه وقالت "ستتصرف بلطف الآن ثم ستجحد فعلتك لاحقًا" قهقه وقال "أفعل ما يستلزم لننتهي من هذا" نقرت رأسه وقالت "فظ".
لم تجب عن سؤاله وبدت غير راغبة في ذلك ليزم شفتيه ويقول "لنجرب مجددًا، لا تحاولي بجهد، لا تفكري بالقتال ولا بقوة كبيرة، فكري بشيء... جميل وهادئ" أمالت شفتيها بانزعاج وقالت "لن يحدث شيء".
سحب كف يدها ووضعه فوق الأرضية وقال "فقط حاولي" زفرت ونظرت نحوه قبل أن تنظر ليده التي تحيط يدها فوق الأرضية، أغمضت عينها وحاولت الهدوء، لا أشجار ولا أحجار ضخمة فقط شيء بسيط.
ظنت لوهلة أن ما تقوم به بلا فائدة ولكنها لم تستطع أن تنكر الشعور البسيط بشيء يمتد من تحت باطن يدها وكأنها خيوط صغيرة وأحدهم يسحبها، استمرت بالشعور بالشيء ذاته يكبر قبل أن يتوقف عن الحركة.
فتحت عينيها وهي تنظر لأتريوس الذي ينظر لشيء ما فوق الأرضية بابتسامة صغيرة. "هل نجحت؟" قهقه وقال "انظري بنفسك" وجهت عينيها ناحية الأرض لتتسع ابتسامتها وهي ترى زهرة ذات أوراق بيضاء وأطرافها وردية متدرجة.
"رائع، سأقاتل ملك الإيربوس بزهرة جميلة" رغم سعادتها بنجاح بسيط إلا أنها لم تمنع سخريتها ولم يمنع أتريوس قهقهته البسيطة قبل أن يقول "كل على حدا".
أمضى كلاهما باقي النهار في المحاولات الفاشلة وفي نهاية اليوم عادا للمنزل تاركين أول زهرة صنعتها جلنار وسط الغابة.
ما إن دلف كلاهما للمنزل حتى رأت تجمع بين افراد المكان، تأوهت ونظرت لأتريوس هامسة "أكره هذا التجمع، هناك شيء سيء غالبًا" أومأ متفقًا معها وهمس "اهربي". حاولت ألا تضحك بسبب تعبيرهم الجدية وقالت "أخبروني بشيء جيد بالله عليكم".
تبادل الجميع النظرات بينما ظل أوكتيفيان يحدق بورقة بين يديه بدت مصنوعة من أفخم أنواع الورق. رفع رأسه نحوهما وقال "إنها دعوة ملكية" تنهدت براحة بما أن الأمر لا يعنيها ولكنها تجمدت ما إن قال "إنها خاصة لواندر وقريبتها".
التفتت تنظر لواندر الجالسة في مكانها بهدوء ليكمل أوكتيفيان "الدعوة ليست من الملكة، إنما هي خاصة بعائلتين نبيلتين، إحداهما عائلة كليسثينيس" تذكرت جلنار على الفور سيدة العائلة ذات الشعر الأشقر والعينين العسليتين الحادة وسيف أخاها كاليسفار. "والعائلة الثانية هي عائلة ألفن، ذكر هنا اسم كل من الأخوين فلوريان وبنجامين ألفن" دحرجت عينيها والتقطت الورقة من بين يدي أوكتيفيان تنظر لها. "إنه ليس حفلًا أو ما شابه، هكذا تحل العائلات النبيلة المشكلات الخاصة بها داخل القصر الملكي" فسر هارليك الجالس فوق بار المطبخ ويحدق بقلق.
ألقت جلنار نظرة أخيرة على الدعوة بملل قبل أن تقطعها لنصفين ثم لأجزاء أصغر وتلقيها في أقرب سلة نفايات وسط نظرات الجميع المندهشة.
"جلنار، ما الذي…!" صاحت واندر لتقول جلنار "يمكنهم أن يحترقوا في الجحيم، لن أتحرك من مكاني وأضيع المزيد من الوقت، من يريد محادثتي فليحرك قدميه الكسولة إلى هنا ويأتي للحديث".
ظل الجميع يحدق بها بصدمة قبل أن تنفجر ثونار في الضحك ويتبعها جوزفين الذي مال عليها ممسكًا بمعدته. "البقاء مع هذه الفتاة يعني مفاجآت بكل ساعة" تمتم لافيان بابتسامة ليقهقه زوندي موافقًا له.
"أتظنين أن المشكلة قد تنتهي بهذه الطريقة؟" قال أرتيانو بلا مبالاة لتجيب بلا مبالاة مماثلة "ومن أخبرك بأنني أريدها أن تنتهي؟ من أخبرك أنني أضعها كمشكلة في المقام الأول حتى؟ كل ما حدث هو أنني كسرت غرور طفل مدلل، إن كانت هذه مشكلة بالنسبة لهم فليحاولوا حلها، لا شأن لي".
"جلنار، ستجلبين مشاكل أنتِ في غنى عنها" قالت واندر بقلق لتقول "أراهن أن بإمكاني جعلهم يركضون من هنا بأعين دامعة" كل ما كان يدور في عقلها هو كارولوس ولكنها لن تكون أنانية بتوريطه في هذا. "هذه ليست شجاعة، إنه تهور وغباء، إنها دعوة رسمية من القصر الملكي مجرد تقطيعها لن يحل الأمر! تلبية الدعوة قانون واضح" نظرت لأوكتيفيان ببرود وقالت "خبر جديد، أنا لست ضمن مجرتكم الحمقاء وقانونكم غير سارٍ علي، وحتى إن كان سارٍ فأنا لا أهتم، من يريد التحدث فنحن نملك أرائك كافية للجلوس عليها".
رفع أوكتيفيان شعره بغضب مكتوم ونظرت واندر لأتريوس الهادئ وقالت "قل شيئًا ما لها" نظر لواندر قبل أن ينظر لجلنار بجدية ويتنهد قائلًا "جلنار" نظرت نحوه بنظرة 'لا تحاول' لكنه أكمل متجاهلًا نظرتها:
"أحسنتِ عملًا"
زاد صوت ضحكات ثونار وجوزفين بينما حرك أوكتيفيان رأسه وكأنه قد توقع شيئًا مماثلًا، أما واندر نظرت لكليهما بصدمة. اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لأتريوس وتمنع نفسها بصعوبة من رفع كفها وتصرخ 'أعطني كفك!'.
"رفاق الدعوة موجهة لجلنار وواندر، هما من يقرران، لا نحن" تحدث تينر جام بمنطقية من بين الجميع ليربت لافيان على كتفه قائلًا "أحسنت قولًا يا صاحبي" في تلك اللحظة دخل رومياس بوجه مبتسم وصاح "جلنار، أنـ..." توقف ما إن لاحظ النظرات العابسة والأجواء المكفهرة ليرطب حلقه بتوتر ويقول "ما الخطب؟" سحبته ثونار وهي تحيط ذراعها حول عنقه مما أزعجه وهمست "تابع بصمت".
نظرت جلنار لواندر وقالت "إن أردتِ الذهاب فلكِ ذلك ولكني لن أفعل، أعلم أن الدعوة لها علاقة بما حدث في السوق الشعبي، أي أنني المقصودة غالبًا؛ لذلك لا أريد توريطكِ في مشاكل بسببي، لا تذهبي وإن حدث شيء سأتدبر الأمر".
"عن ماذا تتحدث؟" همس رومياس لتهمس ثونار في المقابل "تلقت دعوة من عائلة ألفن وكليسيثنيس للقصر الملكي بسبب ما حدث في السوق ولكنها ترفض الذهاب" أخرج 'أوه' وهو يتابع الحدث.
"جلنار، علينا فقط إنهاء الأمر بسلام" دحرجت عينها وقالت "الأمر منتهي بالنسبة لي، دعينا نبقى هنا وإن حدث ضرر ما فسأهتم بالأمر، أنا ابنة التوبازيوس، ألست كذلك؟" صمتت تنظر لها بتردد قبل أن تحول عينيها لأتريوس الذي بدا موقفه واضحًا من هذا الأمر.
"دراكوس يظن أن جلنار محقة" نظر نحوه الجميع لتصيح جلنار "أها، حتى داركوس موافق! لحظة، هل اتفقت معه؟" اتسعت ابتسامته ولكن قاطعهما زوندي قائلًا "هل نفوت شيئًا ما هنا؟ من دراكوس؟" نظرت لهم جلنار وقالت "أقوى فرد في مجموعتنا، ذئب رومياس" حرك لافيان يده وتمتم "لا نية لي في التدخل في موضوع رومياس المعقد أيضًا".
تنهدت واندر ونظرت لأغدراسيل عله يساند القرار السلمي لكنه رفع كفيه وقال "لا أحتاج لسماع تفسيرات، أنا مقتنع تمامًا بطريقة جلنار" جمعت جلنار قبضتها وهمست بـ 'أنا أفوز'. تنهدت واندر باستسلام وقالت "لنرى لأين سيوصلنا هذا".
اتسعت ابتسامة جلنار بانتصار قبل أن يجذب انتباهها يوجين الذي يهبط السلالم ويسأل بغباء "ماذا حدث؟".
....
مر يومان آخران وجلنار ما زالت تحاول التقدم في استعمال عنصر الأرض، ولكن ينتهي يومها بإحباط بسبب تقدمها البطيء والذي يكاد يكون معدومًا كما تظن.
كمنزوعة الإرادة وجدت جلنار قدمها تتحرك بسرعة راكضة باتجاه مدخل المنزل المشتعل وقد تجاهل عقلها كل الصرخات المذهولة والتي حاولت إيقافها قبل أن تضع نفسها بين النيران.
😍😍
ردحذف🔥🔥🔥💕💕💓
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذف🥰🥰🥰🥰🥰🥰
ردحذف😍😍
ردحذفاسراااااء ابدأي بالفصول الجديدة بشهر ٤ بليييييييز 🥲🥲🥲 لان عندي امتحانات و ما اقدر اقرأ الفصول الجديدة .. لحد الان ما بدأت بالرواية لان اريد اجواء مناسبة بس من نزلتي اولى الفصول بدأت امتحاني .. نزلي على راحتك يعني فصل بالاسبوع يكفي و زيادة 🥲🥲🥲🥲🥲🥲🥲🥲
ردحذفهذا توسل من قارىء قدييم من ايام الوات 👈🏻👉🏻
بتقولي ايه ياختشي عايزة تنضربي ولا ايه فصل بالاسبوع عايزة تقتليني 🤨🤨
حذفما اريد تبدأ بالفصول الجديدة الحين و انا بنص امتحاناتي .. اريد اكون معاكم عايشة المفاجات الجاية و الاحداث اللي من ٣ سنين ننتظرها 🥲🥲🥲💔
حذفهو بيني و بينك لو كنت مكانكم ما كنت بأقبل بفصل بالاسبوع بس شنو اسوي بعد 😓💔
اسراء انا جاية لثولك كلمة واحدة بس ، انا حقيقي بحبك ❤️❤️❤️
ردحذف😭😭😭😭
ردحذفكيف اصبر الحين 😭😭😭😭😭😭💕💕
¡Qué bueno!🤩
ردحذفكنت مستنية البارت ده اوي بجد ومتبنية اي رواية هتبدأي فيها بعد توباز وهكون من اول الداعمين ❤️🤝🤝🤝🥺
ردحذفومبدأيا كده انا مقررة اني اما ابقى غنية همولك علشان نعمل طبعات كتب ل روايتك العظيمة دي مع احتكار نص الطبعة الاولى ليا😂😂👀
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفلحقنا لأكثر عبارة معبرة في الرواية "هذه الفتاة تشبهني بطريقة سيئة، هذه الفتاة تؤثر علي بطريقة أسوأ"🤭❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️✨
ردحذف❤❤❤❤❤❤
ردحذفو زاوية بكاء على العنوان و الصورة الاسطوريين😭😭😭✨
ردحذفحسيت بقشعريرة لما قريت "وليدة اللهب و الخوف" و شفت حمرة الصورة من الان هذا عنواني المفضل، ما اقدر اقول فصلي المفضل لان كل الرواية تحتوي فصولي المفضلة😍 حاشة فصل اسوء مستشارة عاطفية😓 دا قمامة (ليس بسبب اسراء او اي شيء دي ابدعت في الكتابة) و لكن كمية الاحراج فيه و غباء جلنار اااه 😫😖
و زاوية بكاء على العنوان و الصورة الاسطوريين😭😭😭✨
ردحذفحسيت بقشعريرة لما قريت "وليدة اللهب و الخوف" و شفت حمرة الصورة من الان هذا عنواني المفضل، ما اقدر اقول فصلي المفضل لان كل الرواية تحتوي فصولي المفضلة😍 حاشة فصل اسوء مستشارة عاطفية😓 دا قمامة (ليس بسبب اسراء او اي شيء دي ابدعت في الكتابة) و لكن كمية الاحراج فيه و غباء جلنار اااه 😫😖
ورب الكعبه من افضل الفصول هذا الفصل يجنن يهبل خياااال ياخي مااقدر اوصف كميه الابداع وكميه الجمال الي بذا الفصل بس والله كلمه يجنن قليله بحقها المهم متحمسه مررره للقادم ❤️😍🥺😭
ردحذفبحب الفصل دا اوى ♥️♥️
ردحذفبمناسبه الروايات و كدا
ردحذفهتنزلى خطفت مجنونه تانى 🥺🥺
كان فى روايه كمان اسمها دينغ دونغ تقريبا 🤔 كانت رعب نزلتى فيها حوالى ال اربع بارتات كدا بس كان جامده
ردحذفممكن متخليش نهايه الروايه ان حد من الفرسان يموت؟ ولا يوجين يختفي ولا حتى واندر تموت لأسباب نفسيه؟
ردحذفيوجين يختفي او جلنار ترجع للارض
حذفحماااس
ردحذففصل يجننن إبداع مذهل مثل مامتعودين دايما وأبداً اشكرك من قلبي واتمنى تسعدينى رواياتك الجديدة وافكارك المذهلة ومتمحسة للجاي اكيد متأكدة راح تكون أفكار رواياتك جديده ويونيك مثلك😭💙💙😉
ردحذف🥺🥺🥺🥺🥺🥰🥰🥰🥰 رح ابكي من الحماس
ردحذفصراحة بعد يوم طويل من الدراسة وتعب الصيام انتظر الوقت اللي اقعد فيه بعد ماكمل كل صلاواتي عشان اقرى البارت براحة واتكيف بيه 🥰😍😍😍 متحمسة جدا لتطور الاحداث.
معرفش ليه حاسة انو الاحداث تمشي بسرعة كبيرة (يمكن لأني كنت انتظر الفصل من عيد لعيد ) على العموم كانت ايام حلوة وكنت بجد انتظر اشهر عشان اقرا الفصل الجديد بنفس الحماس.
رائع، سأقاتل ملك الإيربوس بزهرة جميلة
ردحذفضحكتني هالجمله 😂😂😂
😍😍😍😍😍
ردحذفحمستينا يا إسراء
ردحذف💖♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️حبيت
ردحذفوقت ادرس اتحمس انه بعد اكمل رح اقرا الفصل الجديد 🌙
ردحذفرومياس قهرتني رفيقته والله ما يستاهل😔
ردحذفبجد وقت احط نفسي بمكان جلنار ف الحريق وضع يقطع القلب ومش اي حد يقدر يبادر💔
ردحذفاسرائي شكراً للفصل
ردحذفشكلي وانا اتخيل ملمس كتف اتريوس على خد جلنار يبووووييي
ردحذفمبدعة ❤️🥰
ردحذفمن اكتر الفصول اللي بحبها بجد ❤️❤️🦋 🦋🦋
ردحذف❤️❤️❤️❤️🌙🌙🌙
ردحذفالفصل تحفففففة فنية بكل المقاييس من تدريبات جلنار والوردة الجميلة الى رومياس حبيب قلبي الى قصة فقدان والد جلنار الي كل مرة اعيده أتأثر من جديد 💜💔
ردحذفالله يرحم موتانا وموتى المسلمين ويغفر لهم أجمعين.
ردحذففصل منتوع بين حزن وضحك وفرح ودراما، مش متعودين بجد على الفصول اللي تنزل كل يوم، اتذكر لمن بالعيد كنا نحصل فصل بالصدفة ونموت من الفرحة، والحقيقية يا إسراء هي انو كل منك حلو، تأخرنا ولا بدري ولا مشت الفصول سريع ولا متأخر، كله منك رائع💜💜💜💜💜💜
كنت منتظرة هذا الحدث الي يخص جلنار كل فصل من الان الاحداث راح تكون حماسية اكثر ..❤❤❤❤
ردحذفاسراء اكو بارت اليوم؟
ردحذفاسراء نزلينه بارت فدوة
ردحذفاسراااء وين البارت لايكون مافي اليوم بارت 😭🥺💔
ردحذفالنهاية سعيدة ولا حزينة؟
ردحذفمافي بااااارت ؟؟؟؟
ردحذفالفصل حقيقي تحفه نفس التأثر اللي اتأثرته اول مرة بقصة ابو جلنار، اتريوس و خوفه على جلنار 😭😭😭، رومياس حبيب قلبي ياروحي بجد عليه اصلا مش تستاهلك يا عمري متأكدة ان اسراء هتعوضك ببنوته تستاهلك، العصفة الجليدية 😭😭😭، متحمسه جدا لرواياتك الجاية كنت ديما عندي فضول للروايات اللي ممكن تكتبيها بعد توباز و ايه الانواع التانية اللي ممكن تكتبيها غير الفنتازيا و اتمنى ترجعي تنزلي رواية دينغ دونغ تاني كنت متحمسه ليها اووي بسبب انها رعب 😭😭😭، ربنا يوفقك و يجعل رمضان خير عليكي 💕💕
ردحذفمتى ايام التنزيل؟
ردحذفيوميا
حذفحد يروح يتطمن ع اسراء بلييز
ردحذفوين الفصل الجديد😭
ردحذفمافي فصل اليوم
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفهل مفيش فصل انهارده!!
ردحذفوااءء هعيط منتظرة فصل امبارح وانهارده😭
ردحذفبموت فيهم
ردحذفءء-- اننههههههررتتتت!!!! عااااااا ييججننوننن جلنار واتريوسس !!!!!!!! ببكككييتتتتت
ردحذف💓😭🥺💞💕💗😭💓💞😭💕💗😭💓💗😭💓💞😭💗😭💕🥺
من قوه المشاعر مو قادره اعبر واعلق هالمره لاني مو عارفه ابدا بايش ولا ايش! شكلي بسكت وما بكتب تعليقي الي اطول مني كالعاده هههه
«هذا الفتاة تشبهني بطريقة سيئة، هذه الفتاة تؤثرعلي بطريقة أسوأ.»
ردحذفدخخخخختت!!
قدرة جلنار الجديدة رهيبة، النار! احس تمثلهاا بشكل مو طبيعي
ردحذفوعيونها الي تتغير وصارت بلون احمر! وااااووو مره واو
اندفاعها عشان تنقذ البنت بمجرد انها فكرت لو كان شخص عزيز عليها هناك، شجاعتها الي طلعت فجأه وتحركت بدون ما تفكر- وكيف اخيرا استوعبت سبب الي سواه ابوها وكلام امها وكل شي احسها نضجت بسبب الي صار
ردحذفانهرتت على دموعها وفضفضتها لاتريوس 💔
وخوف اتريوس لما عرف ان جلنار الي جوا وانه دخل علطول يساعدها ولما حملها وخلاها تستند على كتفه.. بيبقى بقلبيي
لما شفت ردة فعل جلنار الغريبه تجاه عنصر النار وانها تتجنب اساله اتريوس عن الموضوع، فكرت انه شي صارلها موقف وسبب خوف بداخلها او نفور، زي انها مثلا انحرقت وهي صغيره ولا شي، بعدين لما شافت الحريق والام الي تبكي وقالت ان المشهد يتكرر، هنا فكرت انه ممكن هي الي انحبست بداخل حريق.. بس ما توقعت يكون انه ابوها مات بسبب الحريق..
ردحذفكسرت خاطري مره قصتها وبكائها 💔💔💔
تقدم وتطور رومياس رهيب ! صاعقة جليدية حبيت وصف جلنار له وايد ومتحمسه اشوفه بقتال بقدراته الجديده هذي
ردحذفجلنار البلاير تتقدم، بداية من اتريوس واغدراسيل ثم تينر جام والان رومياس، استمري بارك الله فيك🌹
ردحذفولا بعد وهي تتكلم مع جوزفين قالت انها واقعة للكل ما تركت أحد ما ذكرته 😭
ردحذف"أنتِ قريبة لدرجة أنه إن قبلكِ سأقول أنكِ المخطئة"
يوجين 💀💀💀💀💀
جلنار قتلتني لما شقت الدعوة الملكيه ورمتها!!! صدمتني ما توقعت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ردحذفواتريوس يقولها «أحسنتِ عملًا» متتتت فديتك ياخي تفهم 😭
"رائع، سأقاتل ملك الإيربوس بزهرة جميلة" ذبات جللنناارر اون توبب 😭😭😭😭😭
ردحذف"الأمر لا يدور حول ما تريدين وما لا تريدينه، جلنار" تنهدت وظلت تنظر لقدمها ليتقدم نحوها ويجلس أمامها ويحاول النظر لوجهها الذي تخفضه للأسفل "ما المشكلة؟" رفعت عينها نحوه وقالت "ستتصرف بلطف الآن ثم ستجحد فعلتك لاحقًا" قهقه وقال "أفعل ما يستلزم لننتهي من هذا" نقرت رأسه وقالت "فظ"
ردحذف-
ليش حسيتهم حلوين هنا؟ هما دايما حلوين بي هنا حلوين بزياده 🥺
وصلني صوت اتريوس وهو يقول "ما المشكلة؟" دخختتت
أمضى كلاهما باقي النهار في المحاولات الفاشلة وفي نهاية اليوم عادا للمنزل تاركين أول زهرة صنعتها جلنار وسط الغابة.
ردحذف-
المشهدد هذا يجننن تخيلته لو كان بفيلم مثلا بيطلع مره حلوو
لا لا لا ، لا تعليق 😭😭😭😭😭 مو عارفة من وين ابدا اصلا 😭 بس الفصل دماااااااااااااار 😭💥
ردحذف