السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إفصاح: "اعوذ بك ربي ان أكون من القانطين".
إفصاح آخر "الوحدة سعادة، فإن وجود البشر جرعة زائدة من الإنهاك والتعب لأمراضهم النفسية". دوستويفسكي
مساحة لذكر الله
****************************************
الفصل الخامس والعشرون
"تبًا، فقدان الوعي أكثر رحمة من ألم الرأس هذا" تمتمت بألم "ليس ذنبي أنكِ اندفعتِ كالحمقاء دفاعًا عنه" كان هذا صوت هرقل، دحرجت عينيها وصدح صوتها دون أن تحرك شفتيها "لقد أُصيب بسببي" سمعت قهقهة هرقل الساخرة قبل أن يقول "ماذا ستفعلين إن كان رفيقكِ إذًا؟" زفرت سندفال وقالت "ليس رفيقي".
"ماذا إن كان؟" هذه المرة كان سؤالًا جديًا، لاحظت احمرارًا طفيفًا على وجهها وقد تجاهلت سؤاله.
"إنها معجبة به... أحب قصص العُشاق" نظرت ليوجين المستمتع وهو ينظر بابتسامة بلهاء، الرحمة!
نهضت من مكانها وتحركت ممسكة برأسها، تغير المكان لآخر لنصبح داخل منزلها بينما كان هناك صوت عالٍ يملأ الأرجاء، كانت والدة جوريا وسندفال في أوج غضبها وهي تعنف الأخت الكبرى لعدم اهتمامها بالصغرى وبدت جوريا في غاية اللا مبالاة.
عندما فُتح الباب وأطلت سندفال ركضت الأم محتضنة ابنتها، ثم خرج من أحد الغرف رجل شديد الشبه بسندفال -من الواضح أنه والدها- وقام باحتضانها.
"هل أنتِ بخير؟ أحدث لكِ شيء؟ لمَ تحولتِ..." وما إلى ذلك من الأسئلة التي باغتت المسكينة، وبينما الوالدان يطمئنان عليها كانت هناك نظرة مليئة بالكراهية موجهة إلى سندفال من أعين خضراء قاتمة. "هذه الفتاة تملك نظرة مرعبة" علق يوجين عندما انتبه لنظرة جوريا.
طرق باب المنزل لتفتح والدة الفتاتين الباب، ظهر سالفيان بصدر قد التفت حوله الضمادات ووجه متعب ولكنه ابتسم ما إن رأى ساندفال.
"سندفال، هل أنتِ بخير؟" سأل بسرعة متجهًا نحوها لتومئ برأسها بصمت، عندما لاحظ نظرات والديها استقام وقال "سيد وسيدة روجر، أعتذر كثيرًا لما حدث، لقد كنت أنا السبب" تنهد كلاهما وقبل أن يتحدث أحدهما اندفعت سندفال مدافعة "أبي، أكاد أبلغ الثامنة عشر وأنا مسئولة عن أفعالي الخاصة، سالفيان لا شأن له، لقد هوجم وإن كان أي أحد من القطيع مكانه لفعلت المثل".
"لكن ما زلت مسئولًا، كان علي ألّا أضعك في موقف يجبرك على التحول..."
"كفى كلاكما، كل واحد مسئول عما حدث ولكن الخطأ الأكبر كان في الحراسة غير المشددة، لما دخل دخيل لأرض القطيع إن لم تكن الحراسة أفضل من هذا" قال الوالد باقتضاب لتمسك والدة سندفال بكتفه وتضغط عليه وتقول "تعلم أن الألفا يبذل ما بوسعه".
وبعيدًا عن هذا النقاش أنا ويوجين فقط كنا ننظر للمتسبب الحقيقي بهذا الحادث، جوريا التي كانت ساكنة تجلس بصمت دون النظر لأي منهم.
تغير المكان من حولنا وأصبح كلانا داخل قاعة كبيرة تتوسطها طاولة وزعت حولها الكثير من الكراسي بينما امتلأت بأشخاص يبدو عليهم الجدية والغضب، وعلى رأس الطاولة رجل في عقده الرابع أو الخامس ذو هيئة جسدية قوية ونظرة حادة.
بدا أن الجميع يبدي اعتراضًا على أمر ما والخوف كان ظاهرًا فيما يقولون، كان من الصعب فهم حول ماذا يدور النقاش في ظل هذه الفوضى؛ فالجميع يتحدث بلا نظام دون إعطاء فرصة لأحد آخر.
يد قوية ضربت الطاولة مصدرة صوتًا أسكت الجميع في ثانية بينما نهض رجل ضخم الجثة وقال بصوت جهوري "أتتعاملون معًا كالأطفال في حضرة الألفا؟" تحمحم بعضهم وفضلوا الصمت وبدا على الباقين الامتعاض.
"أعلم أن الهجمات تزداد علينا ولكننا عقدنا هدنة وهذا ما يوقفنا" تحدث رجل ذو لحية سوداء طويلة وشعر قد جمعه للخلف لتجيب عليه فتاة من على الطاولة "هم أيضًا عقدوا هدنة ولكنهم يهاجموننا كلما سنحت لهم الفرصة، لقد نقضوا العقد بيننا منذ البداية!" تعالت الأصوات المؤيدة لحديث المرأة.
ضحكة تعالت في المكان جذبت جميع الأنظار إليها، كان فتى في عقده الثالث ربما ولكن يبدو نوعًا ما... غير مبالٍ؛ فقد كان يرفع قدمًا فوق المقعد ويسند مرفقه عليها بينما ينظر للجميع بسخرية "إذًا ماذا تقترحين، صوفيا؟ أن نهاجمهم؟ أهذا ما تُريدون جميعًا؟ بحق الله! إن وقف عشرون من رجالنا أمام رجل من رجالهم فسيموتون، نحن نتحدث عن الليكان هنا بينما نحن قطيع عادي".
أرسل الجميع تقريبًا نظرات كره نحو الفتى الذي لم يبالي في الواقع "لمَ شخص مثله هنا؟" صدح صوت أحدهم بينما تتالت الأصوات لجعله يخرج من القاعة.
"صمتًا!" صوت قوي هز المكان ورأيت بعض الأجساد أجفلت له، كان ذلك الرجل على رأس الطاولة... الألفا!
"أتكرهون الحقيقة؟" قال ناظرًا لهم جميعًا قبل أن يقول "إن كان سيث مخطئا فيما يقول ليثبت محارب أو محاربة منكم ذلك ويتطوع لقتال الليكان".
الصمت الذي تلى ذلك رسم ابتسامة كبيرة على وجه سيث ذاك.
"الجميع هنا يعلم أن لا مستذئب عادي قد يقف في وجه الليكان وأن الهدنة قد وقعت لنكون نحن في أمان، لا هم… أتتوقعون أن أخرج محاربي القطيع ليموتوا؟ كل قرار هو للحفاظ على حياتكم" صمت لوهلة قبل أن يهذب لحيته القصيرة بيده وعاد يقول "تحدثت مع ألفا الليكان وقال أن الهجمات ليست من محاربيه، بل هي لأفراد متطرفة ضد الهدنة وقد أمر بأسر أي ليكان يتعدى أراضينا وتسليمه لهم".
ظهرت أصوات معارضة وصاح أحدهم "نسلمهم؟ يجب علينا قتلهم!" أيده الكثير قائلين أن ألفا الليكان لن يحبس قطيعه لو سلموهم.
"هاجم أحد الليكان ابنتَي بالأمس" صمتٌ جال المكان واتجهت الأنظار لرجل بينهم… والد ساندفال. نظر للألفا وقال "كان من الممكن أن تموت إحداهما أيها الألفا! هل علينا الصمت حتى يموت أولادُنا واحدا تلو الآخر؟" علت الأصوات الغاضبة بينما لمحت ولادة سندفال تنظر لزوجها بلوم.
تغير المكان مجددًا ليصيح يوجين متذمرًا "ألا يمكن أن نظل في بمكان واحد؟"
كانت سندفال تجلس وتسند ظهرها لشجرة ضخمة وتغمض عينيها ولكن حاجبيها منعقدان.
"ألا يمكنك أن تستمع لي لمرة؟" صوتها ظهر دون أن تحرك شفتيها؛ لذلك أدركت أن ما أسمعه محادثة بينها وبين ذئبها.
"لماذا؟ لأنك المربية هنا وأنا حيوانك الأليف؟" كان صوت هرقل! ذئبها.
"لا، بل لأننا شركاء في هذا شئت أم أبيت، كلانا مجبر على التواجد مع الآخر... أنت تصيبني بالصداع حقًا" قهقه ذئبها ساخرًا ربما! ثم قال "اقتلي نفسكِ إذًا" اصطنعت الفتاة ضحكة وقالت "ظريف جدًا".
تنهدت وصمتت لوهلة قبل أن تقول "أنا لا أكرهك ولا أظنك ما تظن، أعني… لا أظن أنك مجرد هيئة أو شيء ما، لكنك لا تحاول حتى!" لم يرد الآخر وأثار الصمت "تعلم أن علينا الاندماج الآن أو لاحقًا، لن أفقد الوعي كل مرة أتحول فيها".
"ليست مشكلتي"
"في الواقع هي مشكلتك، إن ظللت أنا بلا تحول تضعف أنت! وإذا ضعفت يمكنني التحكم بك وهذا أكثر ما تكره، لذا طالما ستكون عنيدًا لن أتحول وافعل ما شئت"
صمت الآخر مجددًا لأنظر نحو يوجين الذي بادلني النظرات ذاتها.
"هل يضعف ذئب رومياس إذ لم يتحول لمدة؟" همس وكأنها تسمعنا ولكنني لم أرد ولم أكبت أيضًا الابتسامة التي ارتسمت على وجهي، هذا سيكون جيدًا جدًا.
تغير المكان مجددًا والزمن أيضًا وأمام أعين كلينا كانت هناك جملة تطفو في الهواء 'بعد مرور عدة شهور'. نظرت ناحية يوجين ليرفع كتفيه بصمت.
كنا داخل غرفة سندفال التي تضع شالا من الصوف حول رقبتها وتستعد للخروج، ولكن ما إن فتحت باب غرفتها حتى فاجئها والداها خلف الباب صارخين بـ عيد ميلاد ثامن عشر سعيد.
أصبحت في الثامنة عشر إذًا! احتفل الوالدان بها ولكن كان هناك شخصان مفقودان، أحدهما كان جوريا وهو شيء متوقع، والآخر كان سالفيان وهذا ما لم أتوقعه.
لم تتساءل سندفال كثيرًا عنهما وفي الواقع لم تبدُ كفتاة تهتم بالجموع من حولها، بدت سعيدة بوالديها فحسب. "أن يحتفل والديكِ فقط بعيد ميلادك الثامن عشر لهو شيء محزن" نظرت نحوه بحدة وقلت "ما الخطأ في ذلك؟" نظر نحوي وقال "تعلمين أنه عمر يكون مميز بالأصدقاء وما شابه" رفعت كتفي وقلت "لا أرى مشكلة في أن تصبح بلا أصدقاء".
صمت قليلًا قبل أن ينظر نحوي بأعين متسعة "لم يأتِ أحد لعيد ميلادك الثامن عشر؟" أخرجت ضحكة ساخرة وقلت "لم أدعُ أحدا منذ أن كنت في الثانية عشر" ظل يحدق بي لوهلة لأنظر نحوه وأقول "ليس الجميع اجتماعي".
بعد أن تم أكل الكعك تحركت سندفال لتخرج من المنزل وحينها سمعت والدتها تهمس "لقد دعوت الجميع ولم يأتِ أحد" تنهد والدها وربت على كتفها وقال "ابنتنا لا تحتاج لأحد".
"رأيتِ؟ مثيرة للشفقة" رمقت يوجين بطرف عيني ليرفع يديه مستسلمًا.
تحركنا خلف سندفال التي ظلت تسير بلا هدى، تنهدت فجأة قبل أن يصدح صوت هرقل "هل الأمر سيء أن تنمو؟" قهقهت هي لوهلة وحركت رأسها لجانبين وقالت "توقعت مجيء سالفيان" رغم أني لا أرى هرقل لكن يمكنني تخمين أن هناك ابتسامة كبيرة على وجهه وهو يقول "لمَ هو بالذات؟".
ذبذب يوجين حاجبيه وقال بنبرة غنائية "إنها تحبه" أنا أعيش مع مراهق تقريبًا، يا إلهي.
"ماذا تعني؟ الأمر فقط أنه… تعلم، يعاملني جيدًا، ثم... ظننته صديقًا، اللعنة، لا أعلم" سمعت شخير هرقل الساخر قبل أن يقول "أنتِ حمقاء حقًا، الفتى واقع لك وخائف بأن يكون رفيقك شخص غيره بما أنكِ أتممتِ الثامنة عشر" توقفت سندفال لوهلة قبل أن تنفجر ضحكًا بصوت عالٍ.
"لديك خيال واسع حقًا! سالفيان واقع لي أ... لمَ تتحدث معي حتى؟ ظننت أننا لسنا على وفاق" صمت هرقل قبل أن يقول "أشعر بالملل ليس إلا".
هذان الاثنان حقًا فظيعان.
تحركت حتى وصلت لمرج كبير ووقفت هناك تحدق بالسماء قبل أن تقول لهرقل "ماذا تريد؟" عقدت حاجبي بتعجب ولكن رد هرقل "ماذا تقصدين؟" تنهدت وقالت "ماذا تريد مني أن أفعل؟ نحن عالقان معًا، الأمر ليس كأنه حال مؤقت وسينتهي؛ لذلك أخبرني بما تريد فعله وسأنفذه لك".
بدا هرقل ربما مصدومًا من العرض لأنه صمت لمدة طويلة ثم قال "ماذا إن قلت أنني لا أريدك أن تعودي للهيئة الآدمية أبدًا؟" قهقهت هي لوهلة قبل أن تقول "تعلم أن ذلك مستحيل، عدم عودتي يعني عدم راحتك، وبهذا سيصبح من الصعب عليك التحكم بجسدك".
انتهى الحوار بينهما على اتفاق، يوم لسندفال ويوم لهرقل سيتحول كل منهما إلى هيئة الذئب، ولكن يوم سيتحكم هرقل فيما يفعلان دون تدخل أو مقاومة من سندفال واليوم التالي سيفعلان ما تريد سندفال دون مقاومة من هرقل.
ونجح الأمر!
نوبات الإغماء لم تعد تراود الفتاة وظلت الأسبوع التالي تذهب لمكان بعيد لتتحول، ويومًا بعد يوم كانت تصبح أسرع في الركض، حتى أني أكاد أرى فراء هرقل كشرارة لهب تكاد تختفي من سرعتها ولم ألحظ أي ذئب ضمن القطيع يصل لنصف تلك السرعة.
كانت تتدرب لوحدها دون الانضمام للتدريب الجماعي؛ فكما فهمت تم استثنائها من التدريب لأنها ضعيفة جدًا ولكن ما أراه الآن مثير للسخرية في الواقع.
لم تكن جيدة فقط في الركض، بل في القتال أيضًا. الفتاة سريعة جدًا في جسدها الآدمي، كما أنها تقفز قفزات عالية وليست طبيعية.
سالفيان لم يظهر حتى الآن، ومما فهمت فقد خرج في مهمة مع مجموعة من القطيع لحل مشكلة الليكان، لقد تطوع للذهاب ويمكنني فهم سبب تطوعه المفاجئ، يمكنني فهم أيضًا إحباط يوجين الدائم كلما سمع اسم سالفيان.
بدأ كل من سندفال وهرقل يتفق جيدًا مع الآخر، بل حتى أن شجارهما قل بشكل ملحوظ. كلما أصبح جسد سندفال الآدمي أقوى شعر هرقل بالرضى عن مستواها، ومع الوقت لم يكن فقط جسدها القوي، بل أن حواسها تضاعفت الضعفين، اتفاقها مع ذئبها جعل كليهما في رضى عن الآخر، وبلوغها الثامنة عشر أيضًا عزز من قواها مما جعلها قادرة على اشتمام الرائحة من مسافات بعيدة وسماع أقل همسة من حولها.
المفاجئ في الأمر أنها اخترقت مرة تواصل عقلي بين مستذئبين، كانا يتواصلان عقليًا واستطاعت الفتاة سماع أفكارهما دون أن يعرف أحدهما، في النهاية أصبحت سندفال أخطر بكثير مما كانت.
تلك الأحداث كانت تمر على كل مني ويوجين بسرعة وكأن الكتاب أسرع في السرد ولكن رغم هذا كنا نرى ونفهم كل ما يحدث.
تحركنا فجأة في صباح أحد الأيام إلى منتصف القرية حيث أن القطيع الذي ذهب لليكان قد عاد، ولكن يبدو أن ما حدث كان سيئا جدًا، لقد ذهبوا ثمانية وعادوا سبعة... لقد قُتِل واحد منهم.
"أرجوكم ألّا تقولوا أن من مات سالفيان، لم تبدأ قصة الشابين حتى! أي قصة هذه؟ أريد الخروج" نظرت نحو يوجين الذي يكاد يمسك بمنديل أبيض ويبدأ بالنواح كالفتيات "ألا يمكنك المتابعة بصمت؟" نظر نحوي بغيظ وقال "أي قلب تملكين؟ هناك حبٌ شاب يموت هنا".
لمحت سالفيان يدخل بين السبعة الذين عادوا لأدحرج عيني وأقول ليوجين "لن يموت شيء، لقد عاد الرجل" نظر يوجين بسرعة نحوهم قبل أن تنفرج ابتسامته المتسعة ويتنهد براحة.
بدا على المجموعة الغضب وما إن رأى رئيسهم الألفا الذي يتجه نحوه صاح "لن نسكت على هذا أيها الألفا!" كانت الأخبار قد وصلت الألفا لأنه ربت على كتف الفتى وقال "انتهى عهد السلام، راي" ظهر القبول على وجوههم لما قال قبل أن يتبع ثلاثة منهم الألفا ويؤمر البقية بالراحة.
بدا سالفيان شارد الذهن يبحث حوله باستمرار ولكن لم تقع عينه على من يريد، بل وقعت على جوريا التي جاءت مهرولة نحوه وقالت "هل أنت بخير؟ هل أصابك أذى؟" بدا بارد الملامح والإحساس لأنه أومأ بصمت وتحرك ليتخطاها، ولكنها توقفت أمامه تمنعه "لا تبحث عنها" نظر نحو جوريا بسرعة وقد عرف من تقصد.
"أين هي؟" سأل لتعض الأخرى على شفتيها من الغيظ قبل أن تقول "لقد قلت إنك سترضى بحكم سيدة القمر! دعها وشأنها" بدا الامتعاض على وجهه وقال في شيء من الحسرة "وجدت رفيقها!" بدا كتأكيد أكثر من سؤال ولكن جوريا ربتت على كتفه وقالت "انسَها، جد مكانًا خارج القطيع حيث لا وجود لها ولا تعد حتى لا تقتل قلبك".
اتسعت عين يوجين وصاح "لكنها لم تجد رفيقها بعد!" تنهدت وقلت "انظر إلى جوريا جيدًا، يوجين. تضع مساحة كافية بينها وبين سالفيان، تنظر بعيدًا، وتكتف كلتَي يديها، تقدم هذه القدم على الأخرى، إنها تكذب وتحاول خداعه! تعلم، إنه مبدأ إن لم يكن لي فلن يكون لغيري" تنفس يوجين بغيظ وقال "ألا يمكنني سحب شعرها لمرة؟" دحرجت عيني وأنا أحرك رأسي "أنستي المراهقة، إنها قصة، لا تكوني منفعلة" نظر نحوي وقال "فتاة لا مشاعر لها".
تحرك سالفيان مبتعدًا بينما كل مشاعر الألم مرسومة على وجه المسكين وخلفه وقفت جوريا مع نظرة خبيثة وربما غاضبة.
اليوم التالي كنا بجوار سندفال التي ظلت اليوم الذي عاد فيه ساليفان داخل الغابة تتدرب مع هرقل كالعادة، وعندما عادت صبيحة اليوم التالي تفاجأت بخبر عودة المجموعة، بل وأن أحدهم مات مما جعل لون وجهها يخفت ويظهر الفزع عليها.
لم تنتظر لتفسر لوالدتها شيئا لأنها انطلقت تسابق أنفاسها حتى وصلت لمنزله، الركض خلفها كان متعبًا في الواقع.
توقفت أمام الباب وقرعته بقوة ولم تتوقف حتى فُتح الباب وظهر وجه لفتاة صغيرة غاضبة "ماذا؟ ألا يمكنك الطرق مرة واحـ... سندفال؟" قالت بنبرة طفولية غاضبة وهي تتلعثم في الحديث ولكنها صاحت في النهاية وهي تدرك من هو الواقف أمام الباب.
ابتلعت سندفال محاولة لتُهدئ نفسها وحاولت أن تبدو طبيعية ولكن فشل الأمر، فقد بدت كشخص يكاد يموت "مـ… مرحبًا، جومي. سالفـ… سالفيان، أين سالفيان؟".
تغيرت ملامح الطفلة واحمر وجهها وخديها ولمعت عيناها بالدموع. "لقد ذهب" قالت بصعوبة بالغة قبل أن تشهق، يبدو أن سندفال فسرت الأمر بطريقة خاطئة لأنها تجمدت لوهلة دون رد فعل قبل أن تسقط على ركبتيها وتنفجر باكية.
بدت الطفلة مذهولة لرد فعلها، فقد كانت الأخرى تبكي بحرقة وتتلعثم بكلمات غير مفهومة، تحركت الصغيرة وربتت على رأس سندفال وقالت "لا بأس، يمكنك توديعه، لم يخرج من الحدود بعد".
ظلت سندفال تبكي قبل أن تتوقف وتنظر للأخرى باستغراب وتقول بين بكائها "ماذا؟" ربتت الطفلة على رأس سندفال مجددًا وقالت "أخي لم يتعدَّ الحدود بعد، ولكنه سيخرج من القطيع قريبًا".
"ألم يمت؟" سألت بنبرة باكية وهي تحاول مسح الدموع التي كانت تتسابق للسقوط على خديها المحمرين "بالطبع لا! أخي قوي ولن يموت" اتسعت عينا سندفال المحمرة ونهضت بسرعة وقالت "أين ذهب؟" عبست الصغيرة وقالت "سيخرج من هنا، أيمكنكِ إعادة أخي؟".
لم ترد سندفال والتفتت راكضة بأقصى سرعة لتلوح الصغيرة وتصرخ "أعيدي أخي!" ما إن ابتعدت سندفال مسحت الصغيرة دموعها وابتسمت ابتسامة خبيثة وقالت "أخي قال أنه سيسافر بعد يومين" تنهدت وقالت "ماذا أفعل؟ كلاهما أحمقان، يجب على جومي أن تفعل كل شيء بنفسها، الناضجون حقًا حمقى".
نظر يوجين نحو الفتاة بأعين متسعة وبدل أنظاره بيننا وقال "ما هذا الكائن؟" رفعت كتفي وقلت "صدقني أظنها متنكرة في شكل طفلة، لنلحق بسندفال، هيا".
كان الجميع يلقي نظرات فضولية لحال الفتاة التي تركض بسرعة لتلحق سالفيان ولكنها لم تهتم، شقت طريقها حتى أصبحت الأشجار أكثف وأكثف مما أكد لي اقترابنا من حدود المكان.
توقفت فجأة وتلفتت حولها "هذه الرائحة…" تمتمت قبل أن تتسع عيناها والتفتت تبحث حولها، تحركت بسرعة حتى أصبح ظهر سالفيان الذي كان يجلس مع ثلاثة رجال آخرين واضحًا.
توقفت هي على مسافة بعيدة ويبدو أن أصدقاءه لاحظوها لأنهم نهضوا وقالوا شيئا لسالفيان قبل أن يبتعدوا عن المكان.
كانت سندفال تتنفس بصعوبة وهي تمسك بصدرها، وقبل أن تقول شيئا نهض سالفيان والتفت ناحيتها وأخذ خطوة، ولكنه توقف بعدها وقد اتسعت عيناه...
"اللعنة…" هذا كان صوت هرقل بينما بدت سندفال داخل صدمة ما. "ماذا يحدث؟" همس يوجين وهو يتابع باندماج.
جاء صوت هرقل ردًا على يوجين وهو يقول:
"إنه رفيقك!"
ساد الصمت المكان حتى أنا ويوجين توقفنا عن التنفس لوهلة، إنه رفيقها! إنهما رفيقان! لن يذهب لأي مكان.
التفت ناحية يوجين قبل أن تتسع ابتسامة كلينا ونصرخ في نفس واحد قبل أن نقفز سعيدين. "إنه رفيقها! حمدا لله، أحب هذه القصة، أنا أحبها!" صرخ يوجين وهو يقفز كل ثانية "توقف، دعنا نرى ما سيحدث!" صحت به قبل أن ننظر لهما مجددًا.
كانت سندفال تحاول مسح الدموع عن وجهها وبدت لطيفة للغاية مع خديها المحمرين وفي كل مرة تمسح دموعها تزداد.
"أ… أنتِ لم… كيف؟ ألا تملكين رفيقًا؟" أخرج يوجين شخيرًا ساخرًا وقال "هذا كل ما لديك أيها الغبي؟".
ابتلعت سندفال وحركت رأسها للجانبين وقال "لقد امتلكت واحدًا الآن... أظن!" بدا وكأن سالفيان في صدمة ولكنه أيقن أخيرًا ما حدث لأنه ركض ناحيتها واحتضن جسدها قبل أن يحمله ويلتف حول نفسه، تمسكت سندفال به بينما تقهقه. وضعها أرضًا وما زال ممسكًا بها وقد أحاط جسدها بيده اليسرى ورفع اليمنى يمسح الدموع عن خديها وقد أسند رأسه لرأسها وهو يتنفس بصعوبة.
"أنا لا أحلم، صحيح؟" همس لتحرك رأسها نافية "كيف لي أن أتأكد؟" ابتسمت وقالت "جد طريقة لنفسك" لم يبادلها الابتسامة وبلا رد دنى منها والتقط شفتيها.
"طريقة جيدة ليتأكد" تمتمت وأنا أحارب الابتسامة التي تملأ وجهي، نظرت نحو يوجين الذي يهيم بهما ويضم يديه ناظرًا لهما "هذه لحظة خاصة، توقف عن النظر" همست له ولكنه حرك يده كـ 'ابتعدي' دون أن ينظر نحوي أو يتحدث… إنه بكل تأكيد عالق في عمر المراهقة.
ما إن تغير بنا المكان صرخ يوجين "لمَ؟ لم أكتفِ بعد!" حاربت نوبة الضحك وقابلت تذمره بالصمت، أصبحنا نقف أمام منزل سندفال وأمام الباب تمامًا، كانا يقفان بينما سندفال تنقل وزنها من قدم إلى أخرى بتوتر، السماء أظلمت ويبدو أنها يجب عليها إخبار عائلتها بالخبر الجديد.
كان سالفيان غير مهتم بالمرة، كل ما هو مهتم به هو النظر ناحيتها وإحاطتها بيده وكأنه سيفقدها في أي لحظة بينما هي كانت تحارب لتطرق الباب وفي كل مرة تبعد يدها بتردد.
تنهد سالفيان مبتسمًا وهمس لها "كل شيء سيكون بخير" وضع قبلة سريعة على شفتيها قبل أن يبعد يده من حول كتفها ويقف باستقامة ويطرق الباب مما دفعها للفزع مجددًا، كادت تلتفت وتركض ولكنه أمسك يدها وثبتها.
فُتح الباب وأطلت فتاة تكاد تبلغ السادسة عشر بوجه مستدير وأعين بندقية واسعة، نظرت لكليهما وفتحت الباب مع ابتسامة واسعة "مرحبًا، هيلا" قال سالفيان لتومئ برأسها وتشير لهما ليدخلا "أبي وأمي في الداخل" همست لهما لينظر كلاهما للآخر وتقول سندفال "الألفا واللونا؟ ماذا يفعلان هنا؟" رفعت الفتاة كتفيها وقالت "إنهما يزوران أقرب الرجال لهما، هناك شيء ما خطير ربما" همست مجددًا لتنظر سندفال لسالفيان بقلق.
كادا يتحركان ولكن خرج كل من الألفا واللونا من غرفة المعيشة وخلفهما والد سندفال ووالدتها، وفي هذه اللحظة تجمدت سندفال.
"سندفال، أين كنتِ كل هذا الوقت؟ كيف حالك، سالفيان؟" قالت والدتها متجهة نحوها وما إن لاحظت سالفيان وسألته عن حاله أومأ بابتسامة "ما خطبكم؟ أهناك شيء ما حدث؟" كانت هذه اللونا وهي تنظر لهما، تبادلا النظرات بينهما قبل أن يأخذ سالفيان نفسًا ويقول "هناك شيء ما نريد إخباره لكما، سيد وسيدة روجر. لا نمانع طبعًا في وجود الألفا واللونا" أومأ كل منهم له.
صمت لوهلة قبل أن يبتسم لسندفال ويقول "لقد وجدت رفيقتي" اتسعت أعينهم وقفزت الفتاة ابنة الألفا بحماس "من هي؟ ستُفاجأ فتيات القطيع بهذا حتمًا!" رمقتها اللونا لتهدأ ولكن بدا حماسها غير قابل للإخماد "أخبرهم يا فتى، هيا" حسنًا، وحماس يوجين أيضًا.
"إنها تقف بينكم…" ابتسم ونظر لسندفال قائلًا "أليس كذلك؟" غطت المسكينة وجهها بخجل لتصيح والدتها "يا إلهي!" بدت سعيدة للغاية وهي تحتضن ابنتها واتسعت ابتسامة الأب وربت على كتف سالفيان وقال "ما كنت لأطمئن عليها مع شخص غيرك" بارك لهما الألفا واللونا وظلت ابنتهما هيلا تصرخ وتقفز ووافقت بصعوبة على عدم إخبار أحدهم حتى يقرر الثنائي أولًا.
ولكن يبدو أن هيلا ليست من النوع الذي يحافظ على الوعد لأنه في النهار التالي كان القطيع كله يتبادل أشعة أن سالفيان وسندفال رفيقان.
كان كلاهما يجلس على إحدى الصخور الضخمة في ساحة التدريب الفارغة، أو التي كانت فارغة لأن مجموعة أعرفها جيدًا تقدمت نحوهما تترأسها جوريا التي تصرخ ملامح وجهها بأنها تمنع نفسها بالقوة من الانفجار.
تنهد سالفيان وضغط على يد سندفال ليطمئنها ولكنها لم تكن تحتاج لذلك؛ فلم أرها تخشى هذه المجموعة يومًا. تقدمت إحدى الفتيات وقالت "أسمعتم الإشاعات المتداولة عنكما؟ عليك فعل شيء ما سالفيان، زاد الأمر عن حده" نهض الفتى وظلت سندفال جالسة خلفه.
"ما يقولونه ليس صحيحا على أي حال، لا يمكن أن تحظى هي برفيق" قال فتى منهم وهو يشير بعينه لسندفال مما أثار حفيظة سالفيان، تقدمت جوريا حتى أصبحت على مسافة قريبة من سالفيان وقالت "لمَ لا تنكر الأمر؟ أم أنك شعرت بالشفقة عليها؟ سالفيان أنـ..." كادت تمسك يده ولكن في هذه اللحظة نهضت سندفال وسحبت يده بين يديها.
توقفت أمام جسده تمنع اقترابهم ونظرت لعين شقيقتها وقالت "لا يحق لكِ الاقتراب منه" بدا سالفيان متفاجئا تمامًا كالآخرين وربما هناك ابتسامة مخبئة يحارب حتى لا يخرجها. "بأي حق تأمرينني بالابتعاد عـ..." قاطعتها سندفال ببرود "حقي كرفيقته".
صمت الجميع لوهلة قبل أن تنفجر فتاة منهم ضحكًا وتبعها فتى آخر، ذلك الفتى الذي سخر منها المرة السابقة وتقدم قائلًا "تعلمين؟ كون سالفيان لم ينفِ الأمر لا يعني أنه مباح. أنتِ مريضة، تعلمين، لا رفـ..." اللكمة التي كسرت فكه منعته من إكمال حديثه.
أحاط سالفيان خصر سندفال بيده وصاح بهم بصوت أجفلهم "من يحاول الاقتراب من رفيقتي فليجهز له نعشًا قبل ذلك. منذ اليوم سندفال ملكي".
صرخ يوجين وهو يقفز في الأرجاء ممسكًا بقلبه، إنه فتاة في جسد رجل.
"هذا مستحيل! أنتما تكذبان" صرخت جوريا ولكن سندفال وقفت في وجهها وقالت "لا نحتاج أن نكذب على أحد، جوريا. لا أعلم لـ..." لم تكمل جملتها لأن يد جوريا التي صفعت خدها أخرستها.
بدا الجميع مصدومًا وما إن بدأت علامة يد جوريا تظهر على خد شقيقتها تحرك سالفيان بلا إدراك ممسكًا بقميصها بقوة أفزعتها وربما كان ليرميها لولا تدخل سندفال وإبعاده عنها. لم تتحدث، فقط رمقت شقيقتها بنظر جامدة والتفتت. "جبانة كالعادة، ماذا؟ ما الذي ستفعلينه؟ ها؟ لا يمكنكِ حتى لكم طفل صغير!" صرخت الأخرى بجنون ولكن لم تعر سندفال بالا لصراخها.
بدأت الساحة تزدحم بالمتفرجين ولم يوقف هذه المهزلة إلا مجيء رجل قد تجاوز الثلاثينات، كان المدرب لأن الجميع تفرق وجلسوا حول الساحة الكبيرة، لم يعلق المدرب على ما حدث وبدأ حديثه الجهور قائلًا "اليوم خاص بالنزال، سيتم اختبار مستوى تحسنكم؛ لذلك أهناك متطوع لبدء النزال أم علي أن أختار؟".
قبل أن يتحرك أحدهم تحركت سندفال التي لم تغادر من البداية وقالت "أنا أتطوع" بدا الجميع مصدومًا والبعض الآخر على أشد حماسة كما هو الأحمق بجواري.
"سندفال، أنتِ تعلـ..." قاطعت سندفال المدرب الذي حاول منعها لكونها 'ضعيفة' وقالت بإصرار "أنا أتطوع ويحق لي تحدي من أريد بما أنه اختبار" لم يستطع المدرب قول شيء وبدا الجميع عالمًا بمن ستتحدى، ولم يتفاجأ أحدهم عندما نظرت نحو شقيقتها وقالت "أتحداكِ، جوريا".
لم تتفاجأ جوريا أو تمانع، بدت مرحبة جدًا وبكل حقد لهذا الطلب.
"هذه الطريقة الصحيحة إن أردتِ القتال، لن أتبع أسلوب الجبناء خاصتك" قالت سندفال قاصدة الصفعة، قرأت القلق على وجه سالفيان ورغم ذلك لم يحاول منع سندفال مما ستفعل؛ فهذه المواجهة كان لابد منها.
"ستحصلين على ما تريدين بطريقة الشجعان إذًا" قالت جوريا وما إن أعلن المدرب بداية القتال لم تنتظر جوريا ثانية وكانت قد انقضت على شقيقتها ودفعت بها بقوة أسقطتها بقسوة على ظهرها، ظهرت تعبير الألم على وجوه الجميع للسقطة القوية عوضًا عن سندفال.
تأوهت الأخرى ولكنها نهضت بهدوء، لم تترك جوريا مجالًا لأنها أمسكت بشقيقتها وألقت بجسدها من فوق كتفها بقوة مجددًا ثم جلست فوقها وسددت ما يفوق العشر لكمات، مع كل لكمة كانت تقول بحرقة "لطالما كرهتك، أردت قتلك، أكرهك وأكره واقع أنكِ شقيقتي. فقط… موتي".
عندما فقدت جوريا أنفاسها وبدا وجه سندفال فوضى أبعد المدرب جوريا بسرعة عن سندفال، وبدا وجه سالفيان لا يبشر بخير ولكن القوانين تمنعه من التدخل ما لم ينتهي القتال. كاد المدرب يساعد سندفال ولكنها أبعدت يده. "ماذا يا شقيقتي؟ أهذا كل ما لديكِ؟ أنا حتى لا أشعر بأني أقاتل!" صرخت جوريا ويكاد الجنون يتمكن منها بينما كان الجمع حول الساحة يزداد وبدا وكأن القطيع كله يشاهد.
نهضت سندفال بهدوء على قدميها وقالت "هل انتهيتِ أم مازالتِ تكتمين المزيد؟" تنفست جوريا بغضب قبل أن تركض ناحية شقيقتها وتركل جسدها بقوة ليندفع لمؤخرة الساحة.
كان الجميع يشاهد ويتألم عوضًا عن سندفال، أو هكذا أظهرت تعبير وجوههم.
وكان تنفس جوريا قويًا وسريعًا بينما سندفال تتنفس بكل هدوء… إنها لا تتألم!
نهضت الفتاة جالسة وأسندت مرفقها فوق ركبتها وقالت "إن كنتِ قد انتهيتِ فأظنه دوري!" كان وجه سندفال مليئا بالكدمات والجروح وجسدها في حالة سيئة، حتى أن شعرها الطويل قد أصبح يغطي ظهرها بسبب انقطاع الشريط الذي يجمعه، وشخص بمكانها ما كان ليتحدث بكل هذه الثقة في الواقع، وهذا ما أثار استغراب الجميع ولكنه زاد من غضب جوريا التي التفتت لها.
تحول استغراب الجميع لدهشة عندما نهضت سندفال بهدوء وخلال ثلاث ثوانٍ كانت جروح وجهها تلتئم وحدها وكأنها لم تكن قط! وتعالت همسات الجميع، من المستحيل أن تلتئم جروح مستذئبة ضعيفة بهذه السرعة وقد كان جسدها مهلك لكثرة الضربات.
ركضت جوريا وصرخت بغضب وكادت تلكم شقيقتها ولكن كان هذا دور سندفال أخيرًا.
بحركة سريعة وغير متوقعة أمسكت بمقدمة ملابس جوريا ورفعتها خلال ثانية وألقت جسدها فوق الأرضية بلا أي مجهود.
صمت الجميع وبدا أنهم دخلوا في حالة من الذهول، حتى جوريا التي ظلت فوق الأرض لدقيقة تدرك ما حدث. نهضت جوريا بسرعة وامتلأت نظراتها بالحقد وتحركت بسرعة ناحية سندفال وكادت تلكمها، ولكن سندفال تفادت قبضتها بسرعة من الصعب إتقانها، كلما لكمت الكبرى تتفادى الصغرى بسهولة وبسرعة مما جعل جوريا تصرخ وهي تفقد أعصابها "اثبتي أيتها اللعينة!".
بدت سندفال تشعر بالملل؛ لذلك قررت أن تأخذ خطواتها وتفادت لكمة شقيقتها بانحناءة للأسفل وضربت معدتها بمرفقها، ما إن انحنت جوريا بألم رفعت سندفال ركبتها لتضرب وجه شقيقتها وتقلب جسدها وتثبته فوق الأرضية.
"الدرس الأول، لا تستعملي نمط هجوم واحد، ستموتين بسهولة" بدت باردة جدًا بينما جوريا تكاد تتجاوز المفاجئة التي صدمتها.
ابتعدت سندفال تعطي مهلة لجوريا لتنهض وبالفعل نهضت الأخرى وهذه المرة أخذت حذرها من الهجوم المباشر وحاولت مهاجمة سندفال من الخلف ولكن تصدت لها سندفال وأمسكت بمرفق جوريا وسحبته خلف ظهرها وركلتها لتقع الأخرى على وجهها ولكنها منعت ذلك بسند جسدها بكفي يديها؛ فالدفعة كانت بسيطة.
بدت سندفال وكأنها تقاتل طفلا تخاف أن تؤذيه، كان واضحًا للجميع أن الفتاة لا تقاتل بكل قوتها عكس شقيقتها التي تندفع بطريقة هوجاء.
ما إن نهضت والتفتت لسندفال فاجئتها بركلة أصابت فكها وثبتتها مجددًا على الأرضية "الدرس الثاني، لا تعطي ظهرك للعدو مهما كان".
كانت تستفزها ببطء حتى انفجرت جوريا وهذه المرة لم تلكم سندفال، بل تحولت نصف تحول وقد أخرجت مخالبها وحفرت أثرها على وجه شقيقتها مما دفعها لتقفز مبتعدة بسرعة.
بدا أثر المخالب الذي قطع وجه سندفال مخيفًا وقويًا وكاد المدرب يتدخل لولا أن سندفال أشارت له ليتوقف وبكل بساطة تعالج جرحها من تلقاء نفسه.
"توقفي عن هرائك وقاتلي، أخرجي مخالبكِ، سندفال!" صرخت جوريا ولكن سندفال ردت ببرود "لا أريد" كشرت الأخرى وأخذت وضعية الهجوم قبل أن تقول "سأجبركِ إذًا، شقيقتي الصغرى" قوة جوريا أصبحت مضاعفة ما إن أخذت هيئة النصف ذئب، حتى أنها أصابت سندفل بمخالبها أكثر من مرة ولولا سرعة شفاء سندفال المذهلة وتفاديها السريع لكانت ميتة ربما.
ورغم ذلك بدت وكأنها لا تبالي، كانت تترك مجالا لشقيقتها لتخرج كل ما تكبته من حقد ولكن لم تعلم سندفال أن حقد شقيقتها ما كان لينتهي، جوريا كانت تكره سندفال، بل ومستعدة لقتلها.
دفعت سندفال جوريا بقدمها وألقت بها لنهاية الساحة ونهضت ونفضت ملابسها "هذا سينتهي هنا!" صرخت جوريا وركضت بسرعة وهدفها الوحيد هو غرز مخالبها داخل رأس شقيقتها.
كان تفادي هجوم كهذا مستحيل وغير ممكن وقد تحرك الجميع بترقب لهذا التصادم، فمخالب جوريا ستصيب هدفها لا محالة.
لكن ما حدث سبب صدمة جعلت الجميع يشهق وبعضهم أخرج 'أوه' كبيرة.
أمسكت سندفال بمخالب شقيقتها بيد واحدة عارية ولم تصب بخدش، وكأن يد سندفال أصبحت كالحجر فجأة، ليس هذا فحسب! بضغطة واحدة حطمت مخالب شقيقتها التي صاحت بألم وقفزت بعيدًا عنها.
عدلت سندفال من وقفتها وقالت "تريدين مني قتالًا، لكِ هذا".
حركت جوريا يدها وتجددت مخالبها بسرعة ووقفت تتهيأ لهجوم سندفال الجدي أخيرًا.
"هرقل، أظنني أحتاجك" سمعت صوتها الذي لم يسمعه غيري أنا ويوجين الذي كان يقفز من قدم إلى أخرى من شدة الحماس "أنا في الخدمة، لا بغضاء ولكنني أكره شقيقتك" لم تمانع سندفال ولكنها ببساطة ركزت عينها على جسد شقيقتها وفجأة حدث شيء أراه للمرة الأولى.
تحولت عينها للون ناري، لون خاص بأعين هرقل وبدون حتى أن تأخذ أي وضعية، ما إن حركت جسدها كان من الصعب ملاحظة أين اختفت، كل ما يمكنك رؤيته خلفها هي شرارة أشبه بشرارة النيران.
نظرت جوريا حولها بصدمة ولكنها تلقت ركلة من اللا مكان وكل ما قد تراه شرارة تحوم حولها، لم تستطع حتى رؤية مَن أو مِن أين توجه لها الضربات، كانت تتلقى لكمات وركلات من كل مكان وكل ما استطاعت فعله هو تغطية وجهها لحمايته.
لا أحد تمكن من رؤية حركة سندفال أو أين هي، وكأن جسدها تحول لشرارة نيران أسرع من الضوء، بل أن جسدها أصبح بالفعل كالشرارة، حتى أن المدرب كان في ذهول منعه من التدخل بينهما.
وفي النهاية ظهرت سندفال خلف شقيقتها مع نظرة غاضبة، جسدها تضربه شرارات من نار سريعة وكأنه التماس كهربي وشعرها الأسود تحولت نهاية خصلاته للون الأحمر الناري، لون فراء هرقل.
وقبل حتى أن تلاحظ جوريا أمسكت سندفال بجسدها ورفعته من فوق الأرضية ورفعت قدمها وضربت جسد شقيقتها بكعب قدمها ليرتطم بالأرضية بقوة، كان صدى صوت السقطة مؤلمًا فقط لسماعه.
"الدرس الأخير، لا تستخف بعدوك واهرب إن كنت تعلم أن نزالك هو نزال خاسر"
لم تكن تقوى جوريا على النهوض أو الرد حتى، كل ما استطاعت فعله هو التحديق بهيئة شقيقتها المذهلة.
انحنت فوق جوريا وقالت "لا تناديني بشقيقتي، لم أكن شقيقة بالنسبة لكِ يومًا، لم ولن أكرهك يومًا ولكني سأوقفك عند حدك إن تعلق الأمر بسالفيان".
اعتدلت في وقفتها ونظرت للجمع من حولها بقوة وقال بصوت عالٍ "أهناك أحد آخر يظن أن سالفيان من حقه؟" صمت الجميع؛ حتى أني رأيت مجموعة كبيرة من الفتيات تأخذ خطوة للخلف.
"لا مشكلة إذًا، لأن هذا الشاب هو ملكي"
تحركت مبتعدة عن الساحة وقد سحبت شريطة شعرها لتجمعه، مرت بجوار رفيقها المنذهل وهو يحدق بها لتضع ابتسامة على وجهها وتهمس وهي تمر بجواره "لا تحدق هكذا، سيظنون أنك شاب سهل المنال".
بدا أن سالفيان لم يسمع حتى نصيحة سندفال؛ لأنها ما إن ابتعدت ظل يضع ابتسامة كبيرة بلهاء على وجهه ووسط صمت الجميع أشار بيده نحو المكان الذي كانت سندفال تقف فيه وقال بابتسامة واضحة مذهولة:
"هذه رفيقتي أنا بالمناسبة!" قهقه مجددًا بذهول قبل أن يلتفت تاركًا الجميع ولحق بسندفال.
انتقل كلانا لنجد أنفسنا أمام بحيرة صغيرة، تكاد الشمس تغرب وكل من سندفال وسالفيان يجلس مجاورًا الآخر يحدق بالمياه التي ينعكس عليها ضوء الغروب.
"لا أريد العودة للمنزل الآن" تمتمت وهي تضع رأسها فوق كتف سالفيان "لا أمانع في أخذك لمنزلي للأبد" قهقهت وضربت صدره بخفة "أعتذر، ما حدث كان بسببي" قال بجدية وقد أبعد عينيه عنها، أبعدت رأسها عن كتفه وقالت "أوه، الرحمة سيد كازانوفا، لا تكن بهذه الثقة" قهقه الآخر دون أن يرد لتمسك بذقنه وتدير وجهه ناحيتها "لا يد لك فيما حدث، لقد كان يجب على قتال اليوم أن يحدث".
صمتت لوهلة قبل أن تتنهد وتقول "لم أكره جوريا يومًا حتى مع معرفتي أنها متعلقة بك، إنها شقيقتي ولكن صمتي جعلها تخرج عن السيطرة، كان هذا خطئي وحدي" زفرت قبل أن تقول "لنتوقف عن التحدث في هذا الأمر".
أومأ بابتسامة اتسعت فجأة وقال "ولكن لقد صُدمت اليوم بما حدث، أين كنتِ تُخبئين كل هذا؟" ضحكت وقالت "لقد استطعت أن أتفق مع هرقل" التفت ناحيتها بجسده كاملًا وقال "ولكن ما حدث اليوم ليس طبيعيًّا أبدًا، تعلمين ذلك! لا يوجد ذئب أو ليكان قادر على ما فعلتِ اليوم. أنا فخور بكِ، سندفال".
احتضن جسدها وابتسمت هي بصمت "بالمناسبة كان هناك شيء يشغل بالي" قال لتنظر نحوه ليكمل "هل تميلين لي فقط لأني رفيقك أم… تعلمين، من الصعب قول هذا ولكنني كنت أهيم بكِ كالأحمق، كان يُنتزع قلبي كلما فكرت بأن سيدة القمر ستمنحكِ لغيري، أنا متيم بكِ".
كانت ابتسامتها ترتسم ببطء وقالت "لا أعرف ما الحب ولكن أخبرني أنت... أن تكون عالقًا في ذهني، أن أراك في كل حركة وفي كل شخص، أن أجد السكون عند رؤيتك، أن ينبض قلبي مائة مرة عندما تنظر نحوي وكأني الشخص الوحيد والأخير، وكأني خُلقت لك فحسب، أن ينبض قلبي كلما نظرت كما تنظر نحوي الآن، أهو ما تقصد؟".
مرت لحظة من الصمت وشعرت بالإحراج لأني أقف شاهدة على ما يفترض به أن يكون لحظة خاصة، عكس يوجين الذي جلس وكأنه يشاهد دراما تلفزيونية.
قبلها فجأة ولما طال الأمر نظرت بعيدًا وفعل يوجين العكس تمامًا.
"هذا مقرف" سمعت صوت هرقل وأردت مواساة المسكين، قهقهت سندفال لينظر نحوها باستفهام "لا شيء، فقط هرقل يتذمر" قهقه سالفيان "أيظن نفسه روميو؟" وضعت سندفال يدها بين خصلات سالفيان وقالت "إنه يكرهك" حرك سالفيان رأسه ووضعه فوق كتف سندفال وخبأ وجهه بين كتفها ورقبتها وقال "عليه التأقلم لأنني لن أبتعد عنكِ، كما أن ذئبي يحبكِ كثيرًا".
"اللعن عليه" قال هرقل. "إنه يلعنك الآن" قالت ضاحكة ليقبل فكها وهو يمنع ضحكته ويقول "لن يبعدني ذلك عنكِ مهما حاول" ظل كلاهما يتمازحان حتى غربت الشمس وأطل القمر ينير ليلتهما.
"أحب النهايات السعيدة. أنا راضٍ تمامًا الآن، لا وجود لشقيقة متنمرة واجتمع العاشقان، أشعر بالأمان الداخلي. أيها الكتاب أعدنا الآن، يمكنني أن أعيش بسلام وللأبد" قال يوجين وهو يرفع يده للسماء بنبرة درامية.
"لم ينتهِ الأمر بعد" قلت لينظر نحوي باستنكار وقال "لمَ؟ لمَ لم ينتهِ؟ كل شيء بخير، ألا يمكن أن ينتهي الأمر هنا؟" تنهدت وحركت رأسي نافية "ما زالت هناك مشكلة الليكان، أتتذكر؟" صاح بتذمر وقال "ألا يمكن أن ننتهي هنا؟ لمَ لا ينتهي كل شيء بسلام وحسب؟".
انتقل كلانا بسرعة لليوم التالي وكان القطيع بالكامل لا يتحدث سوى عما حدث مع سندفال وجوريا، خاصة قوى سندفال المفاجئة.
ما إن عادت للمنزل لم تجد أحدًا هناك، وبينما تسير في المكان توقف أمامها شاب ما وقال "الألفا يطلب حضورك" قبل أن تجيب تدخل سالفيان الذي جاء من خلفه وقال "لمَ؟" حرك الشاب كتفيه كعلامة على جهله وقال "عائلتك هناك منذ الصباح. بالمناسبة؛ قتالٌ رائع، كنتِ مذهلة يوم أمس عندما أخـ..." قاطعه سالفيان الذي ربت على كتفه وقد أبعده عن سندفال وقال بنظرة حادة "لقد وضحت وجهة نظرك جيدًا، شكرًا لك" ابتلع الفتى وأومأ وتحرك مبتعدًا عنهم.
نظرت نحوه سندفال باستنكار ليقول "ماذا؟" وقفت أمامه ووضعت كلتَي يديها فوق خصرها وقالت "الفتى لم يلمسني حتى، ما خطب هذه النبرة العدائية؟" نظر بعيدًا وتحرك متفاديًا جسدها "لقد اقترب أكثر من عشرين خطوة" اتسعت عيناها وتبعته بخطى سريعة.
"ماذا؟ أيجب أن يتحدث لي من على بعد متر؟"
لم تمنع قهقهتها وقالت "بجدية ستقتل جميع الفتيان بهذه الطريقة" حرك كتفيه وقال "لا أمانع" حركت رأسها للجانبين بيأس وفضلت الصمت مع ابتسامة واسعة، كانت أنظار الجميع تتبع كليهما، خاصة سندفال مما دفع سالفيان ليمسك بيدها.
"بالمناسبة لقد أخبرت عائلتي عنكِ، ولكن يجب أن يقابلوا رفيقة ابنهم البكر" دحرجت عينيها وقالت "أتذكر أننا نراكم في كل مناسبة تقريبًا، وخاصة أن والدتي ووالدتك تعشقان الاجتماع والنميمة" رفع كفته وقال "لا أهتم، ستقابلينهم كرفيقة الابن البكر" قهقهت وأومأت ثم قال "سأريهم كم أن ابنهم محظوظ" حرر يدها ليلف ذراعه حول خصرها يسحبها نحوه وهو يقبل خدها بقوة "أكبر محظوظ في العالم".
وصل كلاهما لمنزل بدا أكبر المنازل بين منازل أفراد القطيع ليسمح لهما الحرس بالدخول، تفاجأ كلاهما عندما رأيا كلا من العائلتين مجتمعتين مع الألفا واللونا ولم تكن جوريا موجودة بينهم.
"يبدو أني سأرى عائلتك أسرع مما خططت" قالت ليكبت ضحكته بصعوبة "ها أنتما، إلهي، سندفال! سعيدة لأنك رفيقة ابني" قالت امرأة بدت ممتلئة نوعًا ما مع عينين شبيهتين بعين سالفيان وملامح وجهها منبسطة بابتسامة، احتضنت سندفال لتبادلها الأخرى، تلتها فتاة يقارب عمرها عمر سندفال، أعطت سندفال ابتسامة سريعة ومتوترة نوعًا ما.
دعاهما الألفا ليجلسا قبل أن يقول "سمع الجميع بما حدث يوم أمس" أكملت والدة سندفال ونظرة قلقة على وجهها "أحقًا هناك خلاف بينك وبين شقيقتكِ، سندفال؟" ردت سندفال بثبات "أمي نحن شقيقات وكان ذلك نزالا عاديًا، تعلمين كم أن جوريا قوية ويبدو أن كل واحدة منا بالغت قليلًا" ورغم الثبات الظاهر للجميع كنت تمسك يد سالفيان وتقبض عليها بقوة وكأنها تطمئن نفسها.
"لكنها لم تعد للمنزل منذ أمس، كلاكما لم تفعلا" رد سالفيان هذه المرة على والد سندفال "قضيت سندفال الليلة معي عند البحيرة، تحدثنا كثيرًا ولم نلحظ تأخر الوقت إلا عندما طلعت الشمس، أعتذر لذلك" حرك والدها رأسه بألّا بأس "لابد أن جوريا قضت الليلة عند إحدى صديقاتها، أمي، تعلمين طبعها" لم تطمئن والدتها بهذه الأعذار كما ظهر على والديهما ولكنها صمتت رغم ذلك.
"ما لم أفهمه هو أنكِ يا صغيرتي من الصعب عليكِ القتال، كما أنكِ لم تشتركي في تدريب واحد للمجموعة ولكن الجميع يتحدث عن قتالكِ ليلة أمس" أومأ الألفا مؤكدًا على حديث اللونا وقال "لو لم يكن من أخبرني بما حدث يوم أمس هو المدرب الخاص بكم لما صدقت ما سمعته".
ضغط سالفيان على يدها حتى تتمالك نفسها بالرغم أن كل ما يظهر على وجهها هو الهدوء.
"حسنًا، الأمر هو أنني لم أكن بهذا الضعف، لم أكن على اتفاق مع هرقل، هذا كل شيء. عندما استطاع كل منا الاندماج مع الآخر أصبحت أقوى، لم أعد أفقد الوعي"
صمت الجميع لوهلة قبل أن يقول الألفا "هرقل؟" أومأت وأجابت بحذر "ذئبي" تنهدت الألفا وقال "لا يمكن أن يكون ذئبكِ ذكر، سندفـ…" قاطعته اللونا وهي تضع يدها على كتفه ونظرت لسندفال وقالت "أتعلمين إذًا لما ذئبكِ ذكر؟ ما الخطب معكِ، صغيرتي؟".
تنهدت سندفال وقالت "لا خطب بي، لقد ولدت هكذا وولد هرقل معي، إنه ليس بعيب، هرقل هو هبة من سيدة القمر، أنا لست مسخًا، بوجوده أنا فتاة مباركة لأن هرقل معي" في هذه اللحظة تمكنت من الشعور بإحساس الفخر الذي اعترى هرقل وسالفيان معًا.
"ما حدث يوم أمس هو ما اكتشفته عندما لم أستسلم… أعلم أنكم أبعدتموني عن التدريب خوفًا علي ولكن... نظرتكم كانت قصيرة، إن رأى شخص واحد كم أن هرقل ذئب مميز لعرف أن ما فعلته أمس كان يمكنني فعله من وقت طويل، ولكن تجنبكم لي وجعلي مستثناة أبطأ من تقدمي"
تحركت والدتها ممسكة بيدها وتعابير الذنب مرتسمة على وجهها "لم أكن أعلم ما علي فعله، صغيرتي. كنت خائفة من فقدانك، لم أقصد يومًا جعلكِ تشعرين بشيء مما شعرتِ به" ابتسمت سندفال وقالت "لا ألوم أحدًا، أمي… وأعلم جيدًا ألّا ذنب لأحد".
تغير المكان والزمان أيضًا، مر أسبوع بعد هذه الحادثة. ظلت سندفال تتدرب وحدها رغم دعوة الجميع لها لتبدأ في التدرب معهم، لم تكن تتدرب وحدها حرفيًا؛ فسالفيان كان شريكها الوحيد. كانت علاقتهما رائعة جدًا. أما جوريا! لم تعترض طريق أي منهما وكلما تصادفا كانت تبتعد عنهما دون أي مشاكل.
بدا وكأن كل شيء بخير ولكنه لم يكن كذلك، لأنه بينما كان يعيش الجميع يومًا طبيعيًا وروتينيًا تفاجئوا برجل يركض لمنتصف أرض القطيع بينما قد تحول جسده للون الأحمر لكثرة الدماء التي ينزفها وهو يصرخ "الليكان اقتحموا أرضنا!".
نوبة من الفزع تملكت الجميع ولكن من حسن الحظ أن البيتا كان حاضرًا؛ لأنه أمر الجميع بالهدوء وكلف رجلين بقيادة جميع الأطفال والنساء غير القادرات على القتال إلى مكان سري وآمن حتى لا تطولهم أيدي الليكان.
تحرك مع مجموعة من الرجال ناحية الحدود ولكن ما حدث كان مهيبًا، لم يكن هذا تعديًا عاديًا على أرض القطيع، لقد كان هجومًا تم التجهيز له؛ فالأعداد التي عبرت حدود الأرض كانت ضعف عدد القطيع.
لم يستغرقوا كثيرًا حتى استطاعوا تخطي حراس الحدود والهجوم على القطيع، تحول الجميع لذئاب بينما شب قتال ملحمي بينهم كان الليكان ينتصر فيه بسهولة.
انضم الألفا للقطيع للمحاربة معهم وتفاجأ بوجود ألفا الليكان كرئيس للهجوم، لقد نقضوا العهد.
كان كل من القائدين في معركة تكاد تكون متعادلة ولكن عدد المحاربين القليل كان سيئا، كان هذا قبل أن تظهر جوريا ومعها مجموعة ضخمة من الشباب الذين تحولوا وردوا الهجوم جنبًا إلى جنب مع المحاربين. كانت ذئبة جوريا قوية؛ فقد قتلت اثنين من الليكان وحدها.
كان الأمر أشبه بفوضى وكان الكثير من القتلى يسقطون وطريقة واحدة قد توقف هؤلاء الهمج، وهي موت أحد الألفا.
كان الظاهر هو أن ألفا الليكان يفوز مما سبب تراجع مستذئبي القطيع.
من بين الجميع استطعت ملاحظة ابنة الألفا هيلا وهي تقف مصدومة تنظر لوالدها المصاب بشكل مروع ولم تنتبه لليكان الذي ينوي الهجوم عليها، هي حتى لم تأخذ هيئة الذئب، وفي اللحظة التي كاد يقتلها انقض ذئب آخر وهو يدفعه بقوة بعيدًا عنها.
كان ذئب سالفيان، من الصعب إخطاء عينه.
عندما بدأ ألفا القطيع يُهزم هدأ القتال بين القطيعين وانقسما لنصفين، كل نصف يقف ناحية الألفا الخاص به بترقب، كان من الواضح ألّا أحد يجرؤ على التدخل.
كان الألفا كلما سقط حاول النهوض حتى أصبح بالكاد يقف على قدميه، وعندما حاول النهوض دفعت قدم ألفا الليكان جسده نحو الأرضية، نظر ناحية هيلا ابنته واتجه نحوها بنظرة تضمر الشر.
توقف سالفيان في وجهه وأكشر عن أنيابه مستعدًا للدفاع عن الفتاة التي تبكي لتصل لأبيها.
تأهب الألفا قبل أن يركض ناحيتهما ولكن الذئب الذي قفز واقفًا بينهما أجبره على التوقف بسرعة… ذئب ذو فراء صهباء اللون وأعين نارية وأنياب تخيفك لمجرد النظر لإكشارها، جاء هرقل وسندفال.
صرخ يوجين قائلًا "أخيرًا!" بينما تابعت بصمت.
بدا الليكان في لحظة يحاول أن يقيس مدى خطورة الذئب الذي لم يبدُ عاديًا ولكن هرقل كان غير مهتم لأنه قال "لا بأس إن قتلته؟" شعرت وكأن سندفال تبتسم في هذه اللحظة وقالت "هذا هو المطلوب".
لم يحتج هرقل أكثر من هذا ليُهاجم الليكان، بدا الآخر متفاجئًا ولكنه تمكن من القفز وتفادي الهجوم "إنه سريع" قالت سندفال ليرد هرقل "ولكننا أسرع" تحرك بسرعة مفاجئة وأشهر مخالبه وخدش ذئب الليكان بسهولة ثم قفز مبتعدًا.
أظن أن الآخر ثارت حفيظته لأنه تحرك بسرعة في هجوم متتالٍ بلا أي توقف أصاب بعضه هرقل والآخر تمكن من تفاديه، كان هرقل يتعافى بسرعة عكس الليكان التي كانت جروحه تتعافى عدا تلك التي تسبب بها هرقل.
بعد أن طال القتال بينهما صاح هرقل "هذا يكفي، لقد جاريته كثيرًا!" وفي تلك اللحظة تأهب هرقل قبل أن ينطلق بسرعة أخفت جسده ليصبح كالشرار الذي لا ترى... تمامًا كما حدث مع سندفال ولكن أسرع وأقوى. لم يكن هنا وقت ليأخذ اليكان نفسًا حتى، كان يُصاب في كل مكان وأصبح هو من يحاول الوقوف بصعوبة.
قبض بفكه على رقبة الليكان الميت وألقى بجثته ناحية قطيع الليكان الذي بدا في صدمة، فوز هرقل أعطى دفعة من القوة لباقي القطيع الذي تقدم بخطوات واثقة ناحية باقي الليكان، وأولهم كان سالفيان الذي وقف بجوار سندفال، ينتظرون إن كان البقية سيقررون القتال أم الانسحاب.
كان القرار الثاني هو ما اتخذوه؛ فلم يجرؤ أحدهم على التقدم خطوة أمام الذئب المشتعل. سحبوا جثة الألفا خاصتهم وخرجوا من أرض قطيع سندفال.
تمكنت سندفال من إثبات أنها كانت النعمة الوحيدة بينهم، تلك المنبوذة هي من أنقذت القطيع كله وأصبح الجميع مدين لها. من يعلم ما قد يحدث إن ظلت تتحدث عن نفسها كما يفعل رومياس حتى الآن؟
انتهت سندفال لأن المكان تغير ولم نعد نرى أيًا منهم، كل ما رأيناه هو الثقب الأسود أسفل أقدامنا يبتلعنا قبل أن يلقي بنا فوق الأرضية.
"هذا ما يسمونه شر طردة" تمتم يوجين وهو ينظر نحو وجهي المتألم "ورغم ذلك أنا سعيد. كانت النهاية جيدة، على الرغم من أني لم أكتفِ بعد من الثنائي" قال مكتفًا ذراعيه في النهاية "إنها قصة يا أحمق" تمتمت وأنا أنهض وألتقط الكتاب من فوق الأرضية.
"أنهيتما القصة إذًا" التفت كلانا بفزع ناحية كاليسيو. لحظة، لمَ نحن داخل المكتبة العادية؟ بدا وكأن الأمين قرأ السؤال على وجهي لأنه أجاب "ألقى بكما الكتاب هنا لأنه أنهى واجبه وعليه العودة لمكانه الأصلي" لم أستفسر حتى عن الأمر؛ فلا شيء هنا يسير بقوانين وشكل طبيعي.
"أعترف أنها قصة رائعة، قصة خيالية رائعة" قلت وأنا أناول كاليسيو الكتاب ليبتسم ويقول "أحيانًا يكون الخيال ما هو إلا حقيقة منسية؛ لذلك الكتب هنا لتذكرنا".
عقدت حاجبي وقلت "ماذا تعني؟" عوضًا عن إجابتي سألني هو "ألم تتأخري على شيء ما؟" عقدت حاجبي أحاول التذكر قبل أن تتسع بفزع "اللعنة، أتريوس!"
ركضت بسرعة خارج المكتبة وهبطت السلالم بسرعة بينما يتبعني يوجين، كدت أخرج للخارج ولكن توقفت يدي مكانها عندما جاءني صوته من خلفي.
"لقد قلت بعد الغروب، أتعلمين كم مضى على الغروب؟" ابتلعت والتفت نحوه وحاولت وضع ابتسامة ثم قلت بتساؤل "آسفة؟" لم تتغير ملامحه الجامدة وهو يقترب مني قبل أن يقف أمامي مباشرة ويقول "محاولة سيئة. لنحزر، من سيبقى مستيقظًا حتى الفجر ليكمل تمارينه؟".
اتسعت عيني وكدت أقول شيئا ولكنه قاطعني "للخارج، خمسون دورة حول المكان".
"الآن؟"
"الآن"
"أكرهك"
"يا للمفاجأة، ظننتكِ لا تفعلين"
"كنت حمقاء، الآن أصبح اسمك مقترنًا مع أكرهك"
نظرت نحوه بغضب ولكنه نظر نحوي بصمت قبل أن يقترب بشكل مبالغ فيه ويرسم ابتسامة صغيرة ويقول "في المرة القادمة تدربي على إخراجها من قلبك، أداءك سيء جدًا".
لم يكن غاضبًا أو ساخرًا... كان جديا وهادئا وهذا يجعلني مرتبكة! أفضل أتريوس الغاضب على هذا الأتريوس لذلك حاولت النظر لعينه بثبات وقلت "إنها من قلبي".
النظرة في عينه لم تتغير، بل بادلني التحديق بصمت وعلي القول أنني أفضل الانسحاب قبل أن أبدو كالحمقاء "ماذا؟ أهذه دراما أخرى؟" لم أنظر ليوجين، فقط التفت ناحية الباب.
سحبت الباب وخرجت للركض ولسبب ما... لم أكن غاضب.
******************************************
وبكده انتهت قصة ساندفال
وهتبدأ قصة رومياس
تتوقعوا ساندفال فعلا قصه حقيقة ولا مجرد خيال؟
يوجين بيمثل ناس كتيره اوي اعرفها وهي بتقرأ اي مومنت بين اترينار
-اترينار اسم اتريوس وجلنار مع بعض-
في ناس بتحسب اني في سنة التخرج
هو السحلة الي انا مسحولها فعلا سنة تخرج بس لا
انا سنة ثالثة حاليًا
وعندي مشروعين
وعندي آلام واحزان واحاسيس
المهم لما قلت اخر مرة ممكن اتأخر فهو اكييييد مش هروح اتأخر تاني يوم عشان ناس حسبت اني هسحب انا قلتها احتياط عشان وقتي انشغل جامد لكن بحاول افضل بنفس الوتيرة في التنزيل
يعني الفصل ده بيتراجع الساعه اربعه الفجر عشان ينزل تاني يوم عشان طول اليوم اقدر اشتغل على دراستي
فمتقلقوش
انا والسيطرة تحت الامور ان شاء الله
المهم انكم
تنجوي بالفصول
وتعرفو اني
لوف يو
وباي
اول تعليق 😏😏😏
ردحذففيرستتتتت😭😭😭
ردحذفاسراااااء مستحية اقلك اني ابغى فصل زيادة كمان 😭😭
ردحذفو بعدين مع جلنار و الأكل!! البنت تاكل مرة واحدة باليوم؟!!
اني واييي الفصل يجننن و حبيتهههه و شكراااا❤️❤️❤️
💓💓💓💓
ردحذف🥰🥰🥰🥰🥰🥰
ردحذفقصة سندفال رائعة مثال يحتذى به لمن يسمع لكلام غيره ولا يثق بنفسه وبقدراته
اعتبر جيت بدري
ردحذف🥰🥰
ردحذف🥹🥹 عااااا عايزة كمان ..منتظره القادم ♥️♥️♥️
ردحذفقصه سندفال من القصص الجانبيه الجميله فى الروايه بجد ♥️♥️
ردحذفرواية داخل رواية حبيييت قصة سندفال 💕💕💕💕
ردحذفقصة ساندوفال ممتعة جدا الان رومياس يحتاج ثقة بالنفس مثل سندوفال حتى يصبح اقوى ..
ردحذفحبيت قصة سندفال
ردحذفتعلقت بقصة سندفال، وبما انها خلصت يعني مارح نشوفهم مرة ثانية 😭؟
ردحذفسوري يا اسراء بس الفصل قليل اوي😭😭😅
ردحذفمتحمسه للقادم 🔥🔥🔥
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفافضل عبارة لليوم:
ردحذف" انا و السيطرة تحت الامور"😌✨
😂😂😂😂😂😂😂
🌺🌺🌺🌺
ردحذف😍😍😍💖💖💖
ردحذف🔥🔥🔥🔥🔥
ردحذفيعطيك العافيه
ردحذفالانسان حاسس انه اول مره يقراها والله
ردحذفمينفعش خالث تنزلنا في الويك اند فصلين مث فثل واحد عثان خاطري 🥰🥰
ردحذفوالله لاڤيووو يا اسراء ربنا يسعدك
ردحذفهعيط انا حبيتها، اظن ساندفال حقيقة + ربنا معاكي ف دراستككك 🥺🥺 ويتينج والله الرواية بقت الكريزة بتاعة يومي♥️♥️
ردحذفيجنن ♥️♥️
ردحذفالحماس للتدريبات ملللييوووونننن ، خصوصا تدريب البحيره🫦
ردحذفعندي سؤال وجيه:
ردحذفالآن كيف مستذئبين في قصة من كتاب في مكتبة العلم يعرفوا كازانوفا وروميو؟؟
معقول الجماعة مشهورين لذي الدرجة؟ 😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
غير كذا فصل خطير فطير كالعادة وانتظر التدريبات اكثر من مستقبلي!!
متتت فكرت لحالي الي انتبهت 😭😭 التفسير المنطقي ممكن يحرق عليكي فمش راح احكي
حذفجلنار استفزتني😭
ردحذفتاخذ العبرة من القصة لرومياس و ما تاخذها لنفسها😂💔
حبيبتي مش لازم تراجعي واحد ما رح يقولك في غلطة او شي المهم الاحداث 🥹 وممكن تردي ارحووووكي رح تكملي بعد الفصل 64 ولا تتوقف 😭😭
ردحذفمتحمسه لرومياس يصير قوي 🥹
ردحذفهلأ حماسي زاد لفصل قتال اتنين ضد واحد، و التطور اللي راح يصير لرومياس 😭😭
ردحذف😘😘😘😘❤❤❤❤
ردحذفقصة سندفال تشبه قصة عنتر بن شداد
ردحذفحبيت قصة سندفال وحبيت اسمها كمان😭💖
ردحذفرومياس من اكتر الشخصيات اللي متحمسة لتطور شخصيتها😩♥
ردحذفيوجين جوي واجواائي😭♥️♥️
ردحذفصححتت قصه سندفال انتهت اخخ
ردحذفكانت قصه جمميييلللههه ! بغيت اصرخ بالغلط من حماسي لما عرفنا انهم رفقاااء عااااااااا😭😭😭😭😭
وسندفال رهيبة رهيبة فخري فيها بيتخطى الكرة الارضية! اوميقاد تطورها عجيببب واحب ذئبها لونه مميز كذا احنر ناري مره يجذبني
وقتالها مع اختها كان خياال 💥
يوجين وتعليقاته على القصه ممتت يمثلنننييي 😭
-
"من يحاول الاقتراب من رفيقتي فليجهز له نعشًا قبل ذلك. منذ اليوم سندفال ملكي".
"لا مشكلة إذًا، لأن هذا الشاب هو ملكي"
"هذه رفيقتي أنا بالمناسبة!"
عاااا فرااششااتتتت بشتاق لهمم💗
-
"أحيانًا يكون الخيال ما هو إلا حقيقة منسية؛ لذلك الكتب هنا لتذكرنا"
قد قلت اني احب عبارات كاليسيو ؟ لاني مره احبهااا
-
بموتتت صار الي خفت منه وتاخرت على اتريووسس 😭 ابلشش حتموت
ضحكت يوم طلع من وراها شكله كان ينتظرها وهي بعالم اخر عايشه في قصه سندفال
-
"لنحزر، من سيبقى مستيقظًا حتى الفجر ليكمل تمارينه؟"
"للخارج، خمسون دورة حول المكان"
يعزتي لهاا ههههههههههههه بس مقدر اقول حاجه ولا ادافع عنها عاد هي الغلطانه هالمره
-
طبيعي احس بفراشات لما قالت له اكرهك وقالها تدربي على اخراجها من قلبك؟ او انا بس عندي جفاف عاطفي اشوف كل شي فراشات؟
معلينا هو اتريوس لو بس يتنفس بحس بفراشات وبنهار فهو شيء طبيعي ميه بالميه!!!! 🌹
تكفين تعليقاتك الطويلة اكثر شي احبها بعد ما اخلص الفصول احب اقرأ اراء الناس ومحد يعطي رأيه بطريقة حلوة كثرك
حذفلا يوجد تعليق يعبر 😭😭😭😭😭😭😭😭😭 مش قادرة اعلق اصلا 😭
ردحذف