الفصل الخامس والثلاثين | أسوأ مستشارة عاطفية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إفصاح: "اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سألت به أعطيت، أن تهدني هداية لا يعقبها ضلال".

إفصاح آخر "الثبات على مواصلة الأشياء كان دائمًا يعوزها، فلم تقترب من درجة الكمال التي كان يسعدها أن تظفر بها ". جين اوستن 

 مساحة لذكر الله

****************************************

الفصل الخامس والثلاثين



ما زال الأمر عالقًا داخل عقلي! 

مهما حاولت محوه من الصعب عدم التفكير به، كاراميل ذهبت منذ مدة وأنا أخذت مكاني فوق الأرضية الخاصة بكهف ثونار المبعثر والمليء بالجنيات الصغيرة. ظللت أحدق بالسقف كرزي اللون والذي يتغير لونه كل ساعة تقريبًا. نصف الجنيات اجتمعن حولي، ربما لظنهن أني مريضة أو شيء ما كهذا. 

ثونار كانت تحاول تحضير جرعة أخرى وتبذل جهدًا في ضبطها لأن هارليك اشتعل حماسًا بعد رؤية قتالنا مع أتريوس وأراد المحاولة مجددًا. أنا ظللت غارقة في أفكاري، الأمر فقط صادم وغير قابل للتخيل!

كاراميل! وأتريوس! 

تنهدت للمرة المائة وأنا أتذكر حوارنا الذي دار حول سرها الصغير، جاءت إلى هنا عشرات المرات قبل مجيئي أنا، كما يبدو أن أتريوس كان محقًا في كون الحكيمة كانت قاسية جدًا عليهم؛ لذلك اضطرت كاراميل للحضور بشكل شبه يومي. 

لكن أن تعجب بأتريوس! أعنى… ما الذي تراه في هذا الرجل؟ إنه أشبه بكابوس متحرك! لابد أنها أصابت رأسها وبقوة، فتاة مثلها مع رجل مثله؟ سيقوم بكسرها بنظراته دون أن يلمسها حتى!

لكن لست أنا من أقرر من يعجب بمن! قالت أن الأمر ليس ضخمًا، هو مجرد إعجاب وليست متأكدة من الأمر حتى، لكن كان عليها إقحامي في الأمر لأنها تريد التأكد من مشاعرها. 

لمَ وافقت على مساعدتها؟ لأنني حمقاء تحمست فجأة لهذا الأمر، أعني رؤية أتريوس مع فتاة ما وكأنه مشهد القرن... لم أقاوم ابتسامتي وأنا أتخيل صورتهما معًا لأنفجر في الضحك، سيهدد المسكينة كل ثانية لتفعل ما يريد. 

"ما خطبكِ؟ هل أثرت الضربات على رأسك؟" نهضت جالسة لتركض الجنيات بعيدًا عني لحركتي المفاجئة "هل أنهيتِ الجرعة؟" أجبتها بسؤال لتحرك رأسها للجانبين "أحتاج المزيد من أوراق الجندر؛ لذلك سأذهب للمخزن" عقدت حاجبي وتمتمت "مخزن!".

تحركت وهي تمسح يدها بملابسها، نظرت نحوي وقالت قبل خروجها "اطردي أزرق الرأس إن حاول الدخول إلى هنا مجددًا، سيبعثر أغراضي" أومأت على مضض على رغم من عدم مشاركتي برأيها حول هارليك، لن يعبث بأشيائها، غالبًا أنا من تفعل ذلك!

"ما الذي دار بينكما؟" رفعت عيني ناحية يوجين الذي كتف ذراعيه بنظرة يحاول قراءة عقلي فيها "لماذا يجب أن يكون هناك شيئًا دار بيننا؟" رفع حاجبًا وتظاهر بالتفكير "أممم، ربما لأنك منذ نصف ساعة تحدقين بالسقف الذي يبدو مثيرًا للاهتمام -ولاحظي السخرية في نبرتي هنا- وتضعين مائة تعبير في الثانية، إما أنكِ مجنونة أو أن هناك شيء دار بينكما". 

لا يمكنني إخفاء شيء عن هذا الشبح أبدًا! "أنا فقط مهتم بذلك الملاك" بنبرة حالمة وأعين مغلقة قال مما دفعني لدحرجة عيني بيأس "لا تنغمس في أفكارك تلك؛ فهي معجبة بشخص ما" تجمد لدقيقة قبل أن يشهق بقوة ممسكًا بقلبه، نظرت نحوه بملل لكنه اقترب مني وبنظرة جدية صاح "أنتِ تقومين باختلاق الأشياء فقط لمضايقتي!" رفعت كتفي في المقابل "كما تريد! لقد أخبرتني ذلك بنفسها". 

بحلق بوجهي قبل أن يضع ملامح حذرة سائلًا "من؟" ابتسمت وأنا أتخيل شكلهما معًا "أتريوس" صمت طويل وملامح جامدة قبل أن ينفجر في الضحك، انتظرت انتهاء المرحلة الأولى من الصدمة، مرحلة الإنكار… 

"هذه أفضل مزحة سمعتها في حياتي وبعد حياتي، بالرغم من أني لا أتذكر النكات التي سمعتها في حياتي" نظرت نحوه بلا ملامح ومن نظرة لأخرى كان يرميها لوجهي بين ضحكاته بدأ يتوقف وهو يتفحص وجهي "هذه ليست مزحة؟" رفعت حاجبًا ونفيت بهزة من رأسي. 

صمت طويل تليه شهقة قوية قبل أن يضع يده يرفع شعره ويردد "مستحيل، مستحيل، مستحيل" راقبته وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا، وها هي المرحلة الثانية من الصدمة، الغضب.

الكثير من مستحيل وغير معقول والحركة الهستيرية في المكان، نهضت على قدمي اتفحص المكان منتظرة انتهاء حالة يوجين اليائسة. "هل أنتِ متأكدة؟ أخبرتك ذلك بنفسها؟" أومأت دون النظر له ليكمل التمتمة. 

تلمست أغلفة الكتب المختلفة، كل واحد يحمل شيئًا مغايرا عن الآخر، التقطت أحدها وفتحته وكما حدث سابقًا، الكلمات نُطقت بصوتٍ لا يسمعه سواي، تفحصت صفحات الكتاب وتعويذاته الغريبة. 

هناك تعاويذ خاصة يجب رسم أشكال هندسية معقدة وغريبة لتقوم بها. لا يمكنني فهم الكثير من الأشياء، لكن من المثير تجربة النطق بأحد تلك الكلمات، ترديد الكلمات بصوت منخفض وشعور حماسي وكأني ساحرة ما كان ممتع. 

أغلقت الكتاب ووضعته بمكانه وأعدت نظري ليوجين الذي ما زال داخل صدمته "هل انتهيت؟" نظر نحوي بغيظ "لا يمكنكِ تركها تحت رحمة هذا المتوحش، ملاك كهذا لا يجب أن يترك مع رجل كهذا" كتفت ذراعي مستندة على المكتبة الخشبية الضخمة "لسنا نحن من نقرر، كلاهما بالغ وكلاهما قادر على اتخاذ القرار". 

ارتفع حاجباه وصاح بدهشة "ماذا يعني هذا؟ هل ستقومين بمساعدتها؟" زممت شفتي لمدة، لا أريد وضع نفسي بينهم، خاصة وأن أتريوس شخص غير متوقع وردود أفعاله لا يمكن تخيلها، لكن على الطرف الآخر كاراميل لم تطلب مساعدتي بشكل صريح، هي فقط تريد التأكد من شعورها. 

"ربما، نعم" 

صفع جبهته بقوة ومسح على وجهه بنفاد صبر "ماذا ستفعلين؟ تذهبين لذلك لأحمق وتقولين الطبيبة الملكية واقعة لك؟" دحرجت عيني لسخريته "هي معجبة وليست واقعة، هناك فرق واضح، سأحاول فقط معرفة ما الذي يفكر به أتريوس حول كاراميل" كتف ذراعيه وسأل "وثم؟".

"إن كان أتريوس يملك قليلًا من الإعجاب ناحية كاراميل فـ..." قاطعني "والذي هو مستحيل" رفعت حاجبًا وأكدت "فسأحاول ترك مساحة لهما" أومأ وعلى وجهه نظرة سخط "وإن كان لا يفكر بها وهو الخيار الأكثر منطقية؛ ماذا ستفعلين؟" قضمت شفتي ونظرت بعيدًا، علي حينها فعل ما هو صحيح "سأصارح كاراميل بهذا؛ فإن أخبرتها أنا بالأمر سيكون أفضل من طريقة أتريوس الوقحة". 

أومأ يوجين برضى "وهذا هو الشيء الصحيح لفعله" حركت رأسي بيأس "لا تكن ملكًا للدراما، كاراميل لا تعلم بوجودك حتى" رمقني بطرف عينه وتمتم "إن لم تكن لي فلن تكون لغيري" التفت نحوي بشكل كلي وبنظرة جدية قال بصوت عالٍ "لكن ماذا عنك؟ هل أنت بخير مع هذا؟".

عقدت حاجبي باستغراب "لماذا علي ألا أكون بخير؟" رفع كتفه وتمتم بحديث غير مفهوم وكأنه لا يرغب مني سماعه "يوجين!" نظر نحوي قبل أن يتنهد باستسلام "أعني أتريوس وامرأة أخرى، ألا تشعرين بضيق لهذا؟" طرفت بتعجب، لمَ علي الشعور بالضيق؟ ما شأني بين كل هذا؟ 

قرأ يوجين تعبيري ليفسر "لن يهتم أتريوس لك بعدها" مللت من طريقته؛ لذلك صحت به "ماذا تقصد بوضوح، يوجين؟" مسح مؤخرة عنقه قبل أن يقول "ألستِ مقربة من أتريوس؟".

"لا، لست كذلك!" صحت بصدمة، أنا مقربة منه فقط من ناحية غير شخصية لأننا نتدرب معًا "لا أعلم، أعني… أنتما و..." انخفض صوته وتمتم بحديث لم أسمعه وكدت أجادله لولا دخول ثونار "سأتحدث معك عن هذا لاحقًا" همست وبنظرة حادة ليدحرج عينيه ويرفع كتفه في النهاية. 

"لنصلي حتى تنجح هذه المرة" صاحت ثونار وهي تضع علبة مليئة بالأوراق بنفسجية اللون وتخرج بعضها "ثونار" نظرت نحوي لثانية قبل أن تعود عيناها للعمل على الجرعة وتغمغم كرد "هل أعجبتِ بأحدهم من قبل؟" توقفت يدها عن العمل ورفعت نظرها نحوي "أنا معجبة بكل الوسماء في العالم" دحرجت عيني مع ابتسامة "أعني جديًا، كـ مشاعر غريبة، ليس مجرد إعجاب لشكل شخص ما، تعجبين بأحدهم بالرغم من صفاته السيئة كلها". 

زمت شفتيها بتفكير قبل أن تهز رأسها "شيء كهذا لا يراودنا؛ فالقوانين واضحة، لا رجال" استند على الطاولة بجوارها "ولكنكِ لا تبالين بالقواعد" اتسعت ابتسامتها دون النظر لي "بدأتِ حقًا تعرفين من أنا، وبالرغم من ذلك لا، لم أعجب بأحدهم من قبل" نفضت يدها ووجهت نظرة خبيثة نحوي "لمَ السؤال؟ ألأنكِ بدأتِ تعجبين بأحدهم؟".

حركت رأسي نافية "لست أنا! شخص ما يفعل" اتسعت عيناها واقتربت نحوي في فضول "من؟ من يفعل؟ أهو من بيننا؟ أخبريني، لن أخبر أحدهم" رمقتها بطرف عيني "أشك في هذا" صفعت كتفي وأصرت "هيا، سيكون سرنا" حركت رأسي نافية وأمسكت بالكرة الصغيرة التي أنهتها ثونار ووضعتها في العلبة "لدينا أشياء أهم للاهتمام بها" رفعت العلبة أمام عينيها لتتنهد وتتذمر كطفلة. 

خرجنا من المكان وكالعادة أمرت الجنيات بتنظيف المكان بعناية "قمت بتخفيف المكونات، لربما تنجح هذه المرة" قالت وأشارت للعلبة بعينها "أتمنى أن تنجح حقًا، لا يعجبني كون هارليك يتحمل ذلك الألم كل مرة نخطئ فيها" أومأت موافقة. 

"وكأنكِ تعانين من راحة أبدية بعد كل تدريب مع ذلك المتوحش" سخر يوجين بعدم رضى، أعترف أن آلام التدريب مع أتريوس سيئة، وبالرغم من موهبة كراميل في الشفاء إلى أن الألم يظل موجودًا وهو غير مريح بالمرة، ولكن هارليك لا يزال صبي وثونار أخبرتني كم أن الألم الناتج عن تلك المواد خطير، وربما ينتهي به الأمر مقتولًا إن كنا غير حريصين. 

ما إن لمحنا هارليك تبعنا على الفور دون كلمة وابتسامة ضخمة تشق وجهه، ليس وكأنه ذاهب لقتل نفسه، حماس هذا الفتى قد يشكل مشكلة يومًا ما. 

توقفنا خارج المنزل وكنت على استعداد لمناداة كارولوس، ولكن هارليك أوقفنا جميعًا وهو يتفحص المكان بعينه "ألن يأتِ السيد أتريوس؟" نظرنا نحوه لمدة ونقلت نظري نحو المنزل "لا أظن ذلك" تمتمت ثونار وأومأت مؤيدة، تنهد بخيبة وكأنه كان يتوقع الكثير "لنذهب". 

صفير قوي يليه صوت كارولوس الذي هبط بجواري "صوت حيوانكِ الأليف مزعج!" التفت هارليك بابتسامة ضخمة وثونار بدهشة، ودون أن أنظر نحوه لأني لا أريد منه رؤية ابتسامتي تمتمت "ليس أكثر إزعاج منك". 

"سيد أتريوس، ستأتي معنا!" صاح هارليك بسعادة وأردف "أنا حقًا ممتن لذلك، ظننت لوهلة أنك لن تأتي لكنك هنا دون أن نطلب منك، أشعر بالراحة لوجودك، جميعـ…" صمت عندما رمقه أتريوس بقوة "سأعود إن لم تتوقف عن الثرثرة" بالرغم من التهديد الواضح إلا أن هارليك لم يخسر ابتسامته الواسعة. 

"توقف عن هذا" تمتمت لكارولوس وأنا أدفعه في محاولة لإبعاد نظرته الشرسة عن أتريوس، الأخير خطى ناحية ثونار ليستغل كارولوس الفرصة ويحرك ذيله بقوة ليضرب أتريوس، رد فعله أسرع مما توقعنا لأنه قفز ببساطة من فوقه وأكمل سيره بطبيعية أغاظت كارولوس. "توقف" أمرت لينظر بعيدًا بانزعاج. 

"هذه المرة حاول النجاح" أمر أتريوس دون النظر لهارليك قبل أن يختفي هو وثونار، لم تكن ثونار في حاجة للعودة لأن كارولوس كان يمتلك ذاكرة جيدة دفعته للذهاب للمكان نفسه. 

قفزنا من فوق ظهره داخل المكان المحاط بالسور الصخري الذي صنعه أتريوس سابقًا "أرجوكما؛ قدما عرضًا جيد هذه المرة!" صاح يوجين ملوحًا نحونا والنذل الآخر جلس فوق الأرضية وأسند ظهره لسور "حاولا إضافة بعض الحركة للعرض هذه المرة" نذالة الاثنين معًا لا يمكن تحديها حتى.

أخرجت الكرة قبل أن أقوم بإشعالها مجددًا وهذه المرة تعلم هارليك درسه لأنه ابتلعها دون مضغها، وبالرغم من ذلك ظهر الاشمئزاز على وجهه. 

"ابتعدي" أمرت ثونار وهي تراقب هارليك الذي بدأ جلده يأخذ اللون الأزرق وعظامه تتحطم قبل أن يبدأ جسده في التضخم شيئًا فشيئًا. 

أخذت خطواتي بعيدًا عنه هذه المرة وثونار بدأت في تلاوة تعويذتها المعتادة، ترقب الجميع ما يحدث، تضخم قبل أن يصرخ بقوة وكالعادة حاول تحطيم أي شيء حوله لولا ثونار التي قيدته.

زفرت بضيق وأنا أراقب جنون العملاق الذي لا علاقة له بلطف هارليك الصغير الذي أعرفه. "إنه يهدأ!" التفت حيث أتريوس الذي وقف يراقب بهدوء قبل أن ألتفت نحو هارليك أو عملاق هارليك الذي بدأت حركته تصبح أقل وينظر حوله بشيء من البلاهة، ولكنه ألقى رأسه للخلف مغمض العينين قبل أن يتقلص حجمه، وعلى الفور مجددًا صفقت ثونار بيدها لتظهر ملابس حول جسده الصغير. 

بدأ يتشنج قبل أن تبدأ نوبة أخرى من صراخه، أتريوس أمسك بكتفي قبل أن أتحرك "سأتولى أنا أمره" قال وتحرك نحوه قبل أن يحمل جسده وينظر لثونار التي أومأت واختفى ثلاثتهم، زفرت بضيق وعلى الفور هبط كارولوس وكأنه متوقع نوبة كآبة أخرى.

"لا تقلق، أنا بخير" ابتسمت وربت على رأسه "لا دراما هذه المرة؟" هززت رأسي نافية ليوجين "لا دراما، ولكن أشعر بالإحباط" ربت على ظهري قائلًا "لا تفعلي، أرى أنكم تحرزون تقدما وهذه محاولتكم الثانية، قبل أن يفقد الوعي هدأ لدقيقتين تقريبًا" نظرت نحوه بصمت لمدة "أنت محق" أومأ بثقة "أشعر أن المرة الثالثة ستكون محاولتكم الأخيرة" هتف بثقة كبيرة "أتمنى ذلك". 

كارولوس أعادنا للمنزل وعوضًا عن الدخول فضلت البقاء معه خارجًا لوهلة أحاول تصفية مئات الأفكار داخل رأسي "تبدين بعيدة عنا كليًا في الداخل هنا" أجفلت لنقرة ثونار على رأسي "لست كذلك، أنا فقط أحاول تهدئة الضجيج داخل رأسي" اتسعت ابتسامتها وقالت بنبرة مليئة بالسعادة "أتعرفين ما الذي يساعد على تهدئة الضجيج دائمًا؟" حركت رأسي نافية ليظهر بين يدها كأس مشروب ضخم دفعني لدحرجة عيني "الجعة!" صاحت وهي تمدها نحوي.

"وهكذا تمامًا كيف يبدو صديق السوء الذي يجرك للرذيلة!" صاح يوجين بنبرة تماثل نبرة معلق برامج وثائقية.

دفعت يد ثونار بعيدًا وقلت بملل "للمرة المائة، لا أشرب" انخفض كتفيها بحزن "هيا، هناك مرة أولى لكل شيء" حركت رأسي بيأس "وهناك أشياء لا يجب تجربتها أبدًا" رفعت كتفيها باستسلام قبل أن تتجرع الكأس كله مرة واحدة "إنها وحش كحوليات" صفق يوجين وأكد وهو ينظر لها بدهشة. 

رمت الكأس بعيدًا ليتحطم، زمجر كارولوس نحوها بسبب صوت تحطم الكأس الذي أيقظه بينما كاد أن يغفو لتبتعد بسرعة وتتمتم باعتذار أرضى كارولوس وأعاده مجددًا لهدوئه. 

"عل كل حال…" مسحت فمها من بقايا الجعة بظهر كفها وأردفت "علينا الذهاب للسوق" رفعت حاجبًا بتساؤل لتفسر "هناك شيء ما أشك به" اقتربت وجلست بجواري مجددًا، لكنها تعمدت ترك مسافة بعيدًا عن كارولوس "هذه المرة وضعت نسبة لا تكاد تذكر من سائل نسميه الكركد، يُستخرج غالبًا من لعاب مخلوق الجيموثون الذي يعيش في الأماكن الباردة في مملكة الماجي". 

كرمشت ملامحي بتقزز وفكرة أن هارليك أبتلع لُعاب كائن ما كانت مقززة. "نقوم بتنقيته، لا تظهري هذه التعابير" بملل هتفت وهي تلوح بيدها "وكأن البشر لا يأكلون الحبار اللزج ويشربون حليبًا من بين دماء الأبقار!" صاح يوجين وقد أخذ صف ثونار الدفاعي، حسنًا، هو محق، ولكن لا يزال التفكير في الأمر مقرف. 

"عودة لحديثنا، هذا السائل من أفضل المهدئات في العوالم كلها، الجميع يقوم بشرائه ويختلف تأثيره حسب سعر العبوة، ما وضعته كان نسبة صغيرة جدًا، لكن تلك الجنية الحمقاء كسرت القنينة التي تحتوي على الكركد؛ لذلك أنا مضطرة للذهاب للسوق وتحريك مؤخرتي بحثًا عن واحدة أخرى ذات جودة جيدة"

"لا أظن أن الكركد كان مذكورًا في الوصفة" تمتمت لتومئ برأسها وتفسر "أعلم، لكنه يقوم بتخفيض الآثار السلبية لباقي المكونات، كما أن الكركد تم اكتشافه من سنوات ليست ببعيدة، ربما من كتب الوصفة لم يكن يعلم بوجود الكركد بعد لأنه كان يعيش في زمن بعيد جدًا". 

هذا يبدو منطقيا، كما أن هذه المرة هارليك تمالك نفسه لدقائق، ربما ينجح هذا. "لنذهب إذًا" قلت بحماس ونهضت أنفض ملابسي بينما كارولوس أخرج أنينا متذمرا لأنني ابتعد عنه "علي الذهاب كارولوس، أراك غدًا" مسحت على رأسه ولكنه كان كسولًا جدًا للنهوض "أسيكون بخير إن تركته هنا؟" تمتمت وأنا أنظر نحوه وهو يغلق عينه مستعدًا للنوم.

"لن يمسه أحدهم بما أن الجميع يعرف أنه تنينك، كما أنك إن أردتِ يمكنني تحصينه بتعويذة تدوم لمدة محدودة" قالت ونظرت لكارولوس الذي نظر نحوها بعين نصف مفتوحة "أو ربما لن يوافق، تنينك جيد في الدفاع عن نفسه، لنذهب" قالت بسرعة وهي تبعد عينها عنه "لم يكن يرمقك بشراسة على أي حال" رفعت كتفها وهمست "ما زال مخيفًا". 

"لا تقم بإثارة مشكلة وإن رأيت أحد الفرسان تجنبه" أمرت لكنه أراح رأسه دون رد "لقد تجاهلكِ للتو" ضحكات ثونار تبعها ضحكات يوجين، فارس آخر ينضم ليوجين في النذالة، القائمة تستمر. 

تحركنا للداخل نتبع ثونار التي تعرف طريقها جيدًا "تبدين مرتاحة" نظرت ليوجين بتعجب "أعني نحن ذاهبون للسوق وآخر مرة، تركتِ أثرك هناك" توقفت عندما ضرب الأمر ذاكرتي، لقد نسيت هذا تمامًا! 

"ماذا هناك؟" التفت لثونار التي لاحظت توقفي "لا أظن أن ذهابي فكرة جيدة" ارتفع حاجباها قبل أن تدرك الأمر وتلف ذراعها حول عنقي وتهتف بتشجيع "هيا! لن يحدث شيء، كما أنكِ ربما تكونين بطلة في نظرهم" لست مرتاحة من هذه الناحية.

"أو يمكنكِ فقط التصرف بطبيعية وتجاهل الجميع" التفتنا لجوزفين الذي تحرك نحونا يحشر يده داخل جيبه وشعره الأشقر قد جمع جزأه العلوي في ربطة صغيرة والباقي تركه منسابا حتى بداية عنقه. 

عينه الرمادية أصبحت أكثر وضوحًا لأنه رفع خصلاته التي اعتدت وجودها على عينيه. 

"هل تبدو جذابًا اليوم أم أنه فقط أنا من تتخيل هذا؟" كتفت ثونار ذراعها تتفحصه من رأسه لأخمص قدميه "أنا دائمًا جذاب، عزيزتي" غمزة تلت جملته دفعت ثونار لدحرجة عينها "متكبر". 

"لمَ تتوجهان للسوق؟" كدت أجيب لكن ثونار سبقتني "يبدو أنك تملك الكثير من الفراغ" رغم سخريتها؛ إلا أن جوزفين لم يهتم "أنتِ محقة، وبما أنني أشعر بفراغ كبير فسأرافقكما" لم أمانع مرافقة جوزفين كثونار التي بدت منزعجة لأن جوزفين كان متسامحًا جدًا مع سخريتها لدرجة أغاظتها. 

شعرت بالتوتر ما إن وقفت فوق السلالم التي تؤدي للسوق أسفل الأرض ولم تفتني بعض النظرات التي وجهها النبلاء لنا، ولكن غالبًا كانت لثونار ذات الشعر الذي من الصعب تجاهل حمرته. بالطبع لن ينتشر خبر مهين للذي حدث من قبل للأخوين ألفن، لكن ما زال الأمر يشعرني بالتوتر.

دفعني جوزفين بخفة ومازح "لا بأس، لا تضعي هذا الوجه، الأمر وكأنكِ ذاهبة في رحلة للموت" أمسك ذراعي ودفعني للنزول معه للأسف وثونار تتقدم كلينا. 

في البداية كان كل شيء طبيعي، ولكن مع كل خطوة نتوغل فيها بين الناس حولنا كانت النظرات تتجه نحونا قبل أن تزداد الهمسات وهذا جعلني غير مرتاحة.

ثونار لم تبدِ أي اهتمام بالأمر وأكملت طريقها بين الأشخاص تبحث بعينها عن مكان معين، بدأت ألاحظ أن التجمعات تفترق ما إن نعبر من بينهم وبعض الأشخاص كانوا يتوقفون عن التسوق أو الحديث للنظر نحونا. 

يوجين ربت على كتفي لتهدئتي "ليس كأنهم سيأكلونكِ، ارفعي رأسك قليلًا" شجع وهو يتفحصني بابتسامة، تنهدت وأومأت له بخفة حتى لا يلاحظني جوزفين.

"وجدته!" صاحت ثونار ودفعت نفسها بين الأشخاص نحو متجر كان يعلق لوحة ضوئية ضخمة تظهر حروف كلمة 'ماجي' وتختفي كل ثانية "لمَ لم نشتري من سوق النبلاء؟" سأل جوزفين لترمقه ثونار "لأنه ليس أصليًا، كلما كان السوق قديمًا كلما كانت أغراضه أصلية، كما أني أكره التعامل مع تلك الطبقة" بنبرة ازدراء قالت ثونار ونظرة متقززة اعتلت وجهها. 

دخلت للمتجر الذي أشارت له وهي تتفحص المكان بينما ظللت أنا وجوزفين نقف ننتظرها أمام المدخل، ثوانٍ وقد خرجت من المكان "لا شيء هنا جيد، اتبعاني" تحركنا معها نحو مكان آخر ودخلنا هذه المرة معها، ظلت تتفحص العبوات والمكونات الغريبة قبل أن يأتي صاحب المتجر ويسألها عما تريد.

تحركت للرف الذي عليه قنينات كثيرة متشابهة تفتح كل واحدة وتتفحصها قبل أن تعيدها برفض، وبينما ننتظرها كان من المزعج ملاحظة نظرات صاحب المتجر الفضولية.

رمقه جوزفين بحدة ليعدل نظراته ويضع ابتسامة كبيرة مصطنعة وينظر بعيدًا، حتى جوزفين يمكنه أن يصبح مخيفًا بعض الأحيان! 

من متجر لآخر وثونار لا يعجبها شيء حتى ظننت أن قدمي ستتحطم، النظرات أصبحت معتادة، حتى الأشخاص الذين كانوا يتجنبوننا، انزعاجي الوحيد الآن كان ألم قدمي الذي لا ينتهي. 

"ثونار، بحق الله لقد دخلنا ثلاثين متجر حتى الآن!" صاح جوزفين بتذمر لترمقه بطرف عينها "لم يجبرك أحدهم على المجيء" زفر وضرب قدمه المتصلبة بقبضته لعل ألمها يخف. 

"لطالما كرهت التسوق" تمتمت بملل وتجنبت نظرات ثونار الحادة، توقفنا أمام مكان آخر ورفض كل مني وجوزفين الدخول وفضلنا الانتظار خارجًا، المحظوظ الوحيد هو يوجين، بالرغم من ملامح الملل التي ارتسمت على وجهه؛ إلا أنه لا يعاني من ألم في الساق. 

"إنها هي!" 

عقدت حاجبي لمصدر الهمس الشبه عالي "نعم أنا متأكدة من ذلك، لقد كانت هي" صوت آخر دفعني للنظر خلفي لكن كان نصف المجودين ينظر لي؛ لذلك كان من الصعب تحديد مصدر الهمس.

"لا تبدو بهذه القوة"

"هي من قامت بإبعاد النبلاء عن أخيك"

"أمي قالت لي أن أتجنبها" 

"لا تكوني جبانة"

زفرت والتفت أبحث بعيني قبل أن ألمح ثلاثة أجساد صغيرة اختبأ اثنان منهم على الفور ما إن لاحظوا أنني انتبهت لهم، بينما الثالث ظل واقفًا يحدق نحوي وكأنه يحاول فك لغز ما.

تقدم متجاهلًا همسات صديقه، فتى يبدو أكبر منه بسنوات قليلة وفتاة ذات شعر أشقر قصير تبدو أكثرهم خوفًا "هل أنتِ من وقفتِ في وجه النبلاء؟".

التفت جوزفين ما إن سمع صوت الفتى الصغير ذي الأعين الخضراء الواسعة والشعر البني "لم أكن هناك يومها، لكنهم يقولون أنكِ أنقذتِ أخي" عقدت حاجبي في محاولة للتذكر من أخيه قبل أن تلمع صورة لشاب كُسر أنفه بسبب بنجامين. 

"ذلك أخيك؟" هتفت بصدمة ليومئ برأسه "أمي انتظرت ظهوركِ مجددًا حتى تقوم بشكرك بشكل لائق، لكنك لم تعودي" كتف ذراعيه وهتف بغضب "هل تختبئين من النبلاء؟" رفعت حاجبًا وحركت رأسي للجانبين "لا أخاف النبلاء" انفرجت أساريره بابتسامة كبيرة وصاح "حقًا! يمكنكِ إذًا تلقينهم درسًا دون الحاجة للاختباء؟" أومأت برأسي وابتسامة بسيطة أخذت مجراها على وجهي.

"هل أنت من النبلاء أيها السيد؟" وجه حديثه بنبرة صارمة لجوزفين الذي حرك رأسه بابتسامة واسعة "لا، أنا أحد سكان المئة وجه" اتسعت عيناه ونظر للخلف صارخًا "لوبين، كاميليا، تعاليا!".

الفتى ذو الشعر الطويل الأسود تقدم بتردد نحونا والفتاة ظلت مكانها مختبئة. "مرحبًا" قال بابتسامة ولوح بيده لنلوح له في المقابل "إنه ليس نبيلًا، إنه من ذوي المئة وجه" هتف لصاحبه الذي تقدم نحونا "أنا ممتن لما فعلته مع أخي الكبير. أولئك النبلاء، إنهم حقراء، أخي لم يخطئ، لقد دافع عن أختي لأن أحد أتباع ذلك الغبي ضايقها".

ربت على رأسه بابتسامة "أعرف أنه ليس مخطئًا، المرة القادمة الذي يحدث فيها شيء ما سآتي لهنا وأركل مؤخرتهم مجددًا" اتسعت ابتسامته وأومأ بحماس بينما راقبنا الآخر بأعين مذهولة. 

"أمي قالت أنكِ ستجلبين المشاكل لنا" التفت للفتاة المسماة بكاميليا وهي تختبئ خلف الفتى الآخر لوبين "المشاكل دائمًا ستكون موجودة إن ظللتم خائفين" قلت بلطف لتخبئ وجهها بعيدًا عني "أنا أخبرتهم بهذا سابقًا، علينا أن نقف في وجوههم، ولكنهم جبناء" قال قبل أن ينظر لصاحبيه بانزعاج "أنا اسمى غلين" أومأت له وقلت "وأنا جلنار، وهذا هو جوزفين". 

"تبدو مألوفًا، سيدي" قال لوبين مشيرًا لجوزفين الذي رفع حاجبًا وقال "حقًا!" أومأ وهو ينظر نحوه بشك. "وأنا لا أملك وقتًا لمجالسة الأطفال، دعونا نذهب من هنا!" التفت الجميع لثونار الغاضبة "لم تجدي شيئًا؟" نظرت نحوي وصاحت "ماذا تظنين يا ذكية؟" رمقتها بدهشة بينما جوزفين سحبني وهمس "لا تأخذي الأمر بشكل شخصي، ثونار الغاضبة يمكنها شتم نفسها بأبشع الألفاظ". 

"هذه المرأة مخيفة" علق يوجين وهو ينظر لثونار أردف "أراهن أنها قد تقتل أحد هؤلاء الأطفال وتكمل حياتها ببرود". 

"اذهبوا من هنا، لسنا نشرة إخبارية!" صاحت ثونار بالأطفال الثلاثة وهي تتحرك لكن لوبين أوقفها صائحًا "أنتم من الفرسان! أنتِ هي الساحرة وأنت ذو المائة وجه!" اتسعت عين غلين بصدمة وكاميليا الصغيرة نظرت نحوها بذهول.

"أجل، أنا ساحرة، أتريد أن أريك كيف تحرق الساحرات الفتيان المشاغبين؟" انكمش بعيدًا عنها وركضت الفتاة بعيدًا بخوف "ستكون أمًا مريعة" تمتم جوزفين لأميل نحوه هامسة "أتظن أن هناك رجلا قد يتماشى مع مزاجها؟" رفع كتفيه وبادلني الهمس "اكتشفت أن البشر حقيقة، يمكن للمستحيلات ان تتحقق" قهقهت وقهقه معي ولكننا صمتنا ما إن رمقتنا بطرف عينها. 

"رأيتِ؟ قد تقتل الأطفال، كما أنها تعطي فريقكم سمعة سيئة" صاح يوجين مشيرًا لنظرتها الحارقة.

"هل يمكنكِ الانتظار حتى أنادي أمي؟ ستسعد كثيرًا بوجودك" طلب غلين، لكن ثونار غير الصبورة جعلتني أتنهد وأحاول وضع ابتسامة "لا يمكنني البقاء كثيرًا، لكن أبلغ والدتك أنني سأكون سعيدة بلقائها في وقت لاحق" بدا خائبًا لكنه أومأ. "لنذهب!" هتفت ثونار لنتحرك خلفها "توقفي لحظة" نظرت نحوي لأكمل "أظن أني أعرف أين يمكننا إيجاد كركد جيد" كتفت ذراعيها وسألت "أين؟" تذكرت رجلًا عجوزا يكره أتريوس مما دفعني للابتسام "علينا جلب أتريوس؛ فهو يعرف المكان". 

بدت الدهشة على وجهيهما، لكن ثونار وافقت على الفور بينما جوزفين تنهد براحة لأننا سنذهب للمنزل. 

في طريقنا للخارج توقفت أمام ورشة الحدادة الخاصة بالسيد جولدامون "لمَ توقفتِ؟" سأل الاثنان في الوقت ذاته "اسبقاني للخارج، أنا قادمة" نظر كل منهما للآخر بتعجب قبل أن يلتفتا للخارج. "ماذا ستفعلين؟" نظرت ليوجين وتحركت حيث الورشة والازدحام المعتاد بدأ يتفرق ما إن خطوت بينهم. 

"أوه، إنها أنتِ!" صاح الشاب الذي يقف عادة أمام طاولة البيع "السيد جولدامون هنا؟" أومأ بابتسامة كبيرة وسمح لي بالدخول "لقد كنتِ رائعة يا آنسة، ما فعلته مع ذلك المتعجرف كان مذهلًا، حتى الآن أنتِ الموضوع الحصري على أفواه الجميع و…" صمت وتجمد وجهه عندما ضرب كف ضخم كتفه مصدرًا صوتًا عاليًا "هل أدفع لك من أجل الثرثرة؟" ابتلع وتحرك بطريقة آلية نحو طاولة البيع بصمت.

"إذًا قررتِ المجيء أخيرًا" ابتسمت نحوه "أعتذر، لكن مع أحداث المرة الأخيرة كانت لتكون خطوة حمقاء أن أكون هنا دون التعامل مع تلك الفوضى" ارتفع حاجباه وكتف ذراعيه "كيف تعاملتِ معها؟" زممت شفتي وفهم على الفور أنه لا يمكنني إخباره. 

"يجب علي الذهاب بسرعة؛ فرفاقي ينتظرون، لكني جئت لإلقاء التحية" ابتسم وربت على كتفي بخفة "لا أعلم حقًا من تكونين وما الذي يكمن وراءك بالضبط، لكن… شكرًا لوقوفكِ أمامهم، لقد أنقذتِ حياة ذلك الشاب" 

"لن أتردد في تكرارها" هتفت وأنا أتجه للخارج قبل أن أقول "أرسل سلامي لمونيكا!" ثم لوح بيده وخرجت من المكان. 

لحقت بثونار وجوزفين للمنزل ويوجين يتبعنا بملل واضح "ابحثي عن أتريوس وأنا سآخذ حمامًا سريعًا، لا أطيق رائحتي" قالت وهي تتحرك للأعلى ولوح جوفين بإرهاق قائلًا "وأنا سأذهب للراحة؛ فلا أشعر بقدمي".

"ماذا الآن؟" نظرت ليوجين قبل أن أنظر للسلالم "سنبحث عن أتريوس" دحرج عينيه وتحرك بعيدًا عني "أشعر بالملل، سأذهب لإرعاب بعضهم هنا وهناك، هذا أكثر متعة" إنه طفولي جدًا "لا تكشف نفسك!" همست لكنه حرك يده بلا مبالاة واخترق السقف محلقًا.

صعدت حيث غرفة أتريوس وكالعادة كان الطابق الخاص به يملك طابعًا مظلمًا، باردًا وهادئًا، طرقت الباب بحذر ولكن لا رد! قررت فتحه وإلقاء نظرة سريعة؛ لربما هو في الخارج. 

كما توقعت، غرفة فارغة!

فتحت الباب أكثر ودخلت آخذ نظرة للمرحاض، ولكن بابه كان مفتوحًا ولا يوجد صوت مياه في الداخل. قفزت من مكاني عندما أغلق باب الغرفة وظهر أتريوس ورائي بنظرة منزعجة "أخبريني بجدية! ماذا تظنين غرفتي؟ لأنها ليست منتجع راحة!" لمَ لا تخبرني أنت لما لا ترتدي قميصًا لعينًا أغلب الوقت؟

"أنا لست هنا للاستمتاع، كنت أبحث عنك" رفع حاجبًا باستغراب ورغمًا عني انتقلت عيني للجرح الطولي على كتفه، بدا بحال أفضل لكنه مازال يبدو مؤلمًا وغير مُعالج بالكامل "لمَ لم تدع كاراميل تعتني به؟" قلت بانزعاج بالرغم من تأكدي من أن الجرح ليس بسببي، بل بسبب مخالب رومياس الحادة.

"لمَ لا تخرجين من غرفتي وتهتمين بشؤونك الخاصة؟" زفرت لذلك الأسلوب الذي لن يتغير، تحركت نحو الأريكة وجلست فوقها وهو يرمقني بحدة. "أريد الحديث معك" حك ذقنه بضيق وتمتم "لا يعجبني هذا" دحرجت عيني متذمرة "فقط اجلس". 

تحرك ليجلس على الأريكة جواري. حسنًا، من الصعب الحديث دون النظر لصدره، أعني… تبًا، الأمر فقط جاذب للنظر. اللعنة، جلنار! ركزي قليلًا، ألا يمكنه ارتداء قميصه؟

"قد يبدو هذا غريبًا، غريب جدًا، لكن أيمكنك أن تكون صريحًا؟" كتف ذراعيه مما جعل حالة الجرح أكثر سوءً "ألا يمكنك على الأقل تضميده؟" صحت به بغضب، لا تهمل جرحك بجوار طبيبة، فتاة تكاد تكون طبيبة! الأمر مغيظ. 

نظر للجرح على كتفه وقال بلا مبالاة "لا أعرف كيفية تضميده، كما أنه سيشفى وحده مع مرور الوقت" تنهدت ونهضت من مكاني "ألديك ضماد؟" دحرج عينيه، وكاد يعترض لكني نظرت له بحدة، زفر باستسلام وأشار لدرج في مكتبه. 

كانت العلبة الصغيرة هناك ما إن وضعتها بجواره انفتح وداخلها عشرات الأدوات الطبية. "أبعد ذراعك" أمرت بنبرة لا نقاش فيها دفعته لرفع حاجب "لا تعارض". أبعد ذراعه ونظر بعيدًا بانزعاج "ما رأيك بكاراميل؟" دون أن أوجه نظري نحوه سألت.

 لاحظت عينيه التي توجهت نحوي، لكني ركزت على الجرح الملتهب على كتفه "من كاراميل؟".

توقفت يدي عن العمل وتجمدت لثوانٍ. نظرت نحوه أحاول التقاط السخرية، لكنه بدا غير عالم عمن أتحدث. "الطبيبة الملكية!" هتفت ليرفع حاجبه بدهشة "اسمها كاراميل؟" قضمت شفتي أحاول تمالك غيظي منه، أي نوع من الرجال هذا؟ 

"نعم، هذا اسمها" رفع كتفيه مما دفعني لصفعها بخفة ليثبت "حسنًا، ماذا عنها؟" رميت نظرة سريعة لوجهه بينما عينه كانت ثابتة على ملامحي؛ مما دفعني لتجنب النظر له " ما رأيك بها؟" لم أقاوم إغراء النظر لرد فعله، لكنه وضع التعابير البلهاء نفسها "ما رأيي بها؟" أعاد مجددًا، هذا الرجل حقًا غبي، تتملكني رغبة في صفعي وصفعه وصفع كاراميل لإعجابها برجل كهذا. 

"أنا من أسألك هنا" مسحت يدي بعد إنهاء تطهير جرحه والتقطت الضماد "وهذا سؤال غريب لا أعرف حتى سببه" رفعت ذراعه وأسندت ركبتي على الأريكة بجواره لأن الانحناء آلم ظهري. "فقط اعتبرها دردشة عادية" أجبت وما زلت أتجنب النظر له. 

"ومنذ متى نقوم بدردشة عادية؟" زفرت ورفعت عيني لوجهه، كان قرارا سيئا في الواقع؛ فوجهه كان قريبًا جدًا وهو لم يكن كشخص ينوي إبعاد نظره لشيء آخر بعيدًا عني، ورغم ذلك ثبت عيني عليه بملل وقلت:

"فقط أجب عن السؤال، أتريوس! هل كاراميل من النوع الذي قد يعجبك؟" 

حسنًا، هذا كان صريحًا جدًا وذلك لم يكن الموضوع الذي أنا هنا من أجله. أشعر فجأة بأنني وضعت نفسي في موقف سيء وغبي جدًا، ما الذي أفعله بتنصيب نفسي مستشارة عاطفية والاعتراف العاطفي الوحيد الذي كدت أتلقاه لم يكن كاملًا حتى؟ وأنا الآن على بعد ملايين المسافات عن الفتى الذي ربما يكون معجبًا بي! 

أنا أسوأ شخص لهذه المهمة!

للمرة الأولى بدت دهشة حقيقة على وجه أتريوس؛ مما دفعني لنظر نحو الضماد الذي ثبته أخيرًا، ولكني لم أبتعد، ظللت على حالي لسبب ما، ويدي أخذت مكانها على كتفه. 

"ما الذي يدور في رأسك؟" قضمت شفتي للمرة المئة، أشعر بغباء موقفي "لا شيء، انسَ الأمر فحسـ..." كدت أبتعد لكنه أوقفني بسرعة ويده أحكمت قبضتها حول خصري يدفعني نحوه حتى لا أتحرك "لن تذهبي من هنا حتى أعرف عما تتحدثين؟".

اتسعت عيني بفزع ونظرت له منتظرة رؤية ملامح سخرية، لكنه كان جادًا لدرجة أشعرتني بحجم الورطة التي وضعت نفسي فيها، كما أنه لا يزال بلا قميص، هناك ازدحام لأفكار سيئة داخل رأسي! 

"لا أعني شيئًا خاصًا، أتريوس. فقط أجب إن كنت تريد، أو لا تجب" نظرته الثابتة دفعتني للتنهد ومحاولة إيجاد كذبة مناسبة "إنه جوزفين" من كل قلبي أعتذر لك، جوزفين.

"ما خطب جوزفين وما علاقتي أنا؟"

لا بأس، جلنار، لن يكبر الأمر، سأحاول تداركه. "إنه معجب بالطبيبة ويريد مني تقريبهما معًا؛ لذلك ولأنك رجل أنا..." جدي كذبة، جدي كذبة مناسبة "أنا أردت سؤال رجل آخر عن رأيه في الطبيبة، في النهاية جوزفين غالٍ جدًا علينا ولا أريد أن يكون مع أي فتاة غير مناسبة". 

أشعر برغبة في الصراخ بفزع لما فعلته للتو، كان الأمر أشبه بخيطٍ واحد وما فعلته الآن كأنني أمسكت بذلك الخيط وعقدته مع مئات الخيوط، لقد أفسدت كل شيء، لمَ طلبت مساعدتي أنا بحق الله؟

ولسبب لعين من الصعب التركيز بينما أنا حرفيًا أكاد أكون جالسة على حضن الرجل وهو عاري الصدر ويده حولي يمنعني من التحرك، وهذا الرجل هو أتريوس الذي كدت وهو نقتل بعضنا صباحًا، أخبروني إن كان هناك شيئًا واحدا منطقيا وعقلانيا يحدث هنا! 

"هل أنتِ معجبة بجوزفين؟" اتسعت عيني ونظرت نحوه نافية "بالطبع لا، لست كذلك" ضيق عينيه بنظرة متفحصة وأصبح وجهه قريبا كفاية "لمَ يبدو وكأنه نفي تأكيدي؟" حركت رأسي مجددًا نافية "هل يمكنك تركي؟ أنت قريب جدًا" لم أتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا.

لم يبدُ وكأنه يستمع ولم يعر طلبي اهتمامًا. "وضحي الأمر" أمر لأزفر وأحاول ترتيب الأمر "جوزفين معجب بالطبيبة، أنا قلقة لهذا الأمر؛ لذلك سألتك عن رأيك بها… هذا هو الموضوع" لا، إنه ليس كذلك، أنا فقط زدت الأمر سوءً. 

"ولمَ تتدخلين بينهما؟" سأل يحاول التقاط كذبي "لأن جوزفين طلب مني ذلك، لتقريبهما" صمت كلانا نتبادل نظرات، يحاول هو اكتشاف ما أحاول حقًا فعله وأحاول إيضاح براءتي، تنهد باستسلام ربما "لا أهتم، ولا أتذكر حتى شيئًا عنها، كل ما أعرفه أنها جيدة كطبيبة". 

أوتش! إيجابيًا هو يظنها جيدة في عملها، سلبيًا... هو لا يعرف شيئًا عنها على الإطلاق، وهذا يجعلني أتساءل مجددًا، ما الذي ورطت نفسي فيه؟ 

"إذًا… كامرأة؛ لا تعجبك؟" رفع حاجبًا نحوي وتمتم "أريد أن أعرف إلى أين ستصلين بالضبط؟" ظللت مصرة على السؤال ليضطر للإجابة بكل صراحة "لا". 

حملقت به بصدمة، لكنه تركني أخيرًا وأزاح جسدي لأجلس على الأريكة ونهض هو يبحث عن شيء ما "ماذا تعني بلا؟" صحت بصدمة ليقول دون النظر نحوي "يعني لا، أتظنين أن الكلمة تحتاج لإيضاح؟" نهضت وكتفت ذراعي بعدم رضى، ما الذي يعنيه بـ لا؟ كاراميل؟ أعني الفتاة كالملاك حرفيًا!

"ما الذي لا يعجبك فيها؟" تنهد بنفاد صبر لكنه تحدث "إنها... مثالية أكثر من اللازم" رفعت حاجبًا، وبالرغم من أنه لا ينظر نحوي؛ إلا أن قهقهته أشارت إلى أنه توقع أي تعبير أضعه "هادئة جدًا" دحرجت عيني ودافعت "ما خطب الهدوء؟ ذلك يعني أنك ستعيش مع امرأة ليست متذمرة!".

"لطيفة لدرجة سيئة" 

"لا يوجد شيء يسمى لطيف لدرجة سيئة! أتكره الأشخاص اللطفاء؟" 

"متحكمة ببعض الأحيان" 

"كل شخص يكون متحكمًا أحيانًا"

"طبيبة!" 

"ما المـ..." توقفت لثانية أحاول استيعاب ما قال، طبيبة! لحظة، ماذا؟ "ما خطب الطبيبة؟" كان ذلك سؤال بنبرة 'تراجع عن كلمتك حالًا' لكنه لم يتراجع لأنه ارتدى قميصه والتفت نحوي يغلق أزراره. 

"لا أحب رائحة تلك المواد الطبية والأدوية، مزعجة" أخرجت ضحكة غير فكاهية بالمرة "أتعرف كم أن تلك المواد ذات الرائحة المزعجة تنقذ حياة الملايين؟" نصصت 'مزعجة' بأصابعي ونظرت نحوه بغضب "وها هي النزعة الدفاعية قد خرجت" تمتم وهو يجمع شعره للأعلى "نزعة مـ… عفوًا، أنا أقوم بإيضاح وجهة نظر" أومأ بابتسامة مستمتعة "وأنا أوضح وجهة نظري، شكرًا". 

انخفض كتفي متمتة "رائحة الأدوية ليست مزعجة لهذا الحد!". سأصبح طبيبة يومًا ما بافتراض أني سأعود يومًا، هل جميع الرجال يشعرون بالانزعاج لرائحة الأدوية؟ "أنتِ لا تأخذين الأمر بشكل شخصي!" رفعت نظرة ساخرة نحوه "لا، بالطبع لا أفعل" كاذبة. 

"هل انتهينا الآن من استجواب إن كنت معجبًا بالطبيبة أم لا؟" اتسعت عيني صائحة "إنه ليس أنت، أخبرتك، ذلك كان جوزفين!" تقدم نحوي وهو يثبت فأسيه على ظهره "بالطبع، لأجل جوزفين" سخر قبل أن يخرج من الغرفة، تلك المسكينة علي إيضاح الأمر لها.

لحقت أتريوس بسرعة وأوقفته ممسكة بذراعه "انتظر، أريد منك الذهاب لمكان ما" تركت ذراعه بينما نظر نحوي بصبر غريب لأنني ظننته سيتجاهلني أو سيلقي نظرة حادة نحوي، لكنه لم يفعل "أتتذكر السيد العجوز الذي ذهبت له لأجل كبسولات العناصر الخاصة بأوكتيفيان؟".

عقد حاجبيه قبل أن يتذكر "تقصدين العجوز دينف!" أومأت بسرعة "نعم هو، أريد الذهاب له للبحث عن شيءٍ ما" اقترب خطوة قبل أن يسأل "ما هو؟" نظرت للخلف وكأني أتوقع من ثونار الظهور، لكن لا أظنها ستفعل، خاصة في طابق أتريوس "ثونار تحتاج لشيء ما لجرعة هارليك وأظن أننا سنجده هناك". 

"تلك الصهباء المزعجة؟" دحرجت عيني وتمتمت "بدأت أصدق ألا يوجد نوع من النساء يعجبك" رفع كتفه بلا مبالاة وتحرك للأسفل "بسرعةٍ إذًا، موعد إغلاق متجر ذلك العجوز قريب". 

تحركت بسرعة نحو غرفة ثونار وفتحتها أبحث عنها، تلك كانت مرتي الأولى داخل غرفة ثونار، لكني أعرف مكانها سابقًا بسبب دخول يوجين غرف الجميع ووصف أماكنها لي. 

المكان مبعثر وفوضوي الملابس في كل مكان والغرفة مليئة بالوسائد، بالكاد يمكن رؤية معالمها بسبب الوسائد.

لونها يتراوح بين الأحمر العنابي والأسود. "ثونار!" صحت أبحث عنها بعيني "هنا" يدها خرجت من بين كومة ملابس قبل أن تنهض وتتبعثر تلك الكومة في كل مكان، ارتدت سروالًا أسود اللون ولكنها لم تجد قميصا مناسبا لذلك ظلت تبحث مرتدية صدريتها الداخلية، إن كنت أنا لصرخت خجلًا... نتحدث عن ثونار هنا!

"هذا جيد" قلت وأخرجت قميصًا مكونًا من قطعتين متداخلتين إحداهما بيضاء والأخرى سوداء بلا أكمام، التقطته من يدي وارتدته قبل أن تأخذ معطفًا أسود طويل وذا قماش خفيف بأكمام طويلة وجمعت شعرها الرطب في ربطة سوداء ووضعت قلنسوة المعطف على رأسها "لنتحرك". 

اتجهنا للأسفل حيث أتريوس ينتظر بملل قبل أن نتحرك نحو المتجر. 

....

 

 للمرة الثانية يوجين سيء الحظ لتخليه عن القدوم لهنا، كتمت ضحكتي بصعوبة، ولكن ثونار واجهت المستحيل في إخفاء قهقهتها. 

"ألم أكن واضحًا عندما قلت لا أريد رؤية وجهك هنا مجددًا؟" مال أتريوس ما إن حلق قلم نحو رأسه ليتفاداه بملامح متململة "لست هنا حبًا في مؤخرتك المجعدة، أريد شـ..." توقف وابتعد للجانب عندما ألقى العجوز لوحة متوسطة الحجم ناحية أتريوس ليكمل الأخير جملته "شيئًا متعلق بالساحرات". 

"سيدي، نحتاج خدمة بسيطة" حاولت انا بأدب ورمقت أتريوس ليتحرك ويصمت؛ مما دفعه لدحرجة عينيه "من أنتِ؟" أوه، زهايمر! "هل أصابك الخرف؟ جاءت معي آخر مرة عندما أر..." ابتعد خطوة للوراء لتقع الزجاجة الفارغة أمامه "لا تتحدث معي؛ فالهراء يخرج من فمك بكل مرة تتحدث فيها". 

"أحتاج لقنينة من الكركد!" صاحت ثونار محاربة ضحكاتها "الكركد؟" ثبت العجوز نظاراته على أرنبة أنفه ونظر لثونار "ساحرة، همم" غمغم وتحرك في المكان "أحتاج أفضل نوع" قالت ليرمقها بطرف عينه ويحاول ضربها بعكازه "أتظنينني تاجرًا غشاشًا أيتها الطفلة؟".

تحرك نحو أحد الرفوف وهو يتمتم "أطفال هذه الأيام، جيل بلا عقول" إهانة جماعية، رمقت الاثنين حتى لا يتجرأ أحدهما على الرد فنحصل على المزيد من الإهانات وأواجه أنا صعوبة في عدم الضحك. 

تحرك نحونا بخطوات بطيئة وهو يحرك فمه بشيء غير مفهوم "خذي أيتها الطفلة، خمسون كورينت" فتحت ثونار القنينة واشتمت رائحتها قبل أن تتسع عيناها "هذه نوعية أصلية! من أين أتيت بها؟" رمقها من فوق نظاراته وضرب ساقها بعصاه "أتريدين مني إخبارك بسر تجارتي؟ طفلة وقحة". 

كتف أتريوس ذراعيه بنظرة استحسان لأن أحدا غيره يتلقى الإهانة أخيرًا. 

أخذنا القنينة أخيرًا واتجهنا للمنزل وشعرت براحة لأن شيئا ما أعجب ثونار أخيرًا، كادت الشمس أن تغرب ولم أشعر بأن الوقت يمضي بهذه السرعة.

دخلنا للمنزل ليجذب انتباهنا صوت الثرثارات العالية، تجمد جسدي عندما لمحت ظهر الطبيبة الملكية جالسة على الأريكة ونصف الفرسان هنا يبتسمون كالبلهاء، أولهم شبح يكاد يخترق مساحة الفتاة الشخصية! 

التفتوا لنا ما إن دخلنا، وقبل أن نسأل عن سبب وجودها لمحت أوكتيفيان وأغدراسيل، كل منهما يبدو في حالة سيئة، يبدو أنني وأتريوس ورومياس لسنا فقط من يتدرب بجدية مؤذية!

"لقد جئتم؟ تقدموا سنتناول الغداء، الطبيبة ستشاركنا" صاح جوزفين بسعادة وتلقائيًا حلقت عيني نحو أتريوس، شعرت بقلبي يتوقف لوهله عندما لمحت تلك النظرة العابثة التي يرسلها نحوي قبل أن ينظر لجوزفين… أرجوك، لا تفعل شيئا غبيا يقتلني، أرجوك. 

لكن مع من أتحدث! إنه أتريوس! 

"هل قدمت اعترافك أم لا؟" نظر الجميع لأتريوس المستمتع بوقته وجوزفين تجمد مكانه عندما لاحظ أن الحديث موجه له... وأنا؟ أردت الاختفاء عن هذه المجرة في هذه الثانية. 

"عن ماذا تتحـ…" قاطع أتريوس جوزفين الذي يحدق بنا ببلاهة، وأنا بدأت آخذ خطوات خلف ثونار حتى لا يلاحظني أحد. 

"لا تقلق، أن تعجب بالطبيبة ليس أمرًا بهذا السوء". 

أرجوكم فليقتلني أحدكم في هذه اللحظة، وليسدِ خدمة للعالم ويقتل أتريوس أيضًا لأنني على حافة البكاء!


**************************************

مش عارفه ليه بس جلنار بتفكرني بنفسي أحيانًا 😂

الموضوع يكون بسيط اوي تخش تحله تقوم معقداه اكتر بكتير 

عيزاكم تستمتعوا بالفصول دي دلوقتي

عشان الفصول الي جايه هتكون ضرب نااااااااااار

انجوي بالفصول

لوف يو 

بايييي

Esraa A

احظ بوقت ممتع بعيدًا عن العالم.

40 تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اول تعليق ❤️❤️❤️🤭

    ردحذف
  3. ثالث تعليق 😁😁😁😁
    اخيرا سنستمتع

    ردحذف
  4. كرميلا اصبحت مكروها من قبل معجبات اتريوس ومناصرات جلنار 😁😁😁

    ردحذف
    الردود
    1. ناه شخصيتها مو مزعجة حتى اللي يحبو جلنار يحبوها

      حذف
  5. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  6. انا كده زي جلنار لما بدخل لازم الحكايه تولع 😂😂

    ردحذف
  7. الفصل نار والله يجننن 🔥😭❤️

    ردحذف
  8. جلنار لو ضليتي ساكتة احسنلك 🗿

    ردحذف
  9. اكتر فصل بموتني ضحك بجد بجنن🤧😂😂😂

    ردحذف
  10. ياربي على كميه الاحرااج🥹😭😭

    ردحذف
  11. والله كمية احرااااج

    ردحذف
  12. موقف جلنار محد يتمنى يكون بيه 😂😭

    ردحذف
  13. الانسان فضيحة شاملة جد

    ردحذف
  14. 😂😂😂 البارت الجاي هتعقد الحوار اكتر 🤣🤣

    ردحذف
  15. جلنار : يا كاع انشكي وبلعيني 😂

    ردحذف
  16. من كثر الاحراج ماقدرت اكمل السطور الاخيرة 😂😂😂😂😂

    ردحذف
  17. علاقة ثونار وجوزفين تجنوونننننننننننننننننننننننننننننن😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  18. اتريوس صح حقيير بس ياخي ممتع مرات لما تخلي الناس تتعصبن وانت اعصابك باردة 😭😭

    ردحذف
  19. يا جماعة اتريوس يمكن فكر جلنار غيرانة عليه عشان هيك بتسأله والبنت اصلا بتساعد بنت ثاني تعترفله 😭😭 لما سألها هل انت معجبة بجوزفين اكسيوزميي!! لماذا تهتم سيد فلورمان 🙃🙃 يماا بطنييي الفراشاااات 😭😭🦋🦋🦋

    ردحذف
  20. انا بقيت أحب ضرب النار وبجنون فوقها يا إسراء.
    متحمسة نار 🔥وشرار 💥❤️‍🔥

    ردحذف
  21. اتمنى لجلنار التخطي العاجل😭🤣

    ردحذف
  22. 😭😭😭 لسه كتير اوي عما نوصل ال72 تاني 😭😭😭

    ردحذف
  23. جوزفين جاه إيرور يحاول يستوعب😭

    ردحذف
  24. مسكين جوزفين ماغير طاح كله على راسه من كل النواحي 😭😭

    ردحذف
  25. اكثر الاشياء حماقة سوتها جلنار من دخلت 💜

    ردحذف
  26. الفصول الجاية مستنياها على نار

    ردحذف
  27. ممكن بما إنو اليوم عيد الأم نحصل فصلين زيادة لأن إسراء زي أمنا وكذا؟؟

    ما نفع العذر؟

    ردحذف
  28. الفصل نار وشرار 🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
  29. انا ضحكت بصوت عالي، الحقونا بجددد
    بطالب ان جلنار تفعل قوتها وتتحكم ف الارض عشان تبلعها هي واتريوس

    ردحذف
  30. ي اسراء فين البارت انا مستنياه بقالي ساعتين

    ردحذف
  31. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  32. "لا تقلق، أن تعجب بالطبيبة ليس أمرًا بهذا السوء".اتريوس الســـــافــل 😭😭😭😭😭😭😂😂😂

    ومن هون رح تبلش علاقة جوزنار😭😭💕

    ردحذف
  33. أتريوس عسسسسسسل يا اخي بحبه😂😭😭😭💖💖💖

    ردحذف
  34. لاااااا كذا كثيييير 🤣🤣🤣جوزفين المسكين اكل هواء 🤣

    ردحذف
  35. جلنار اهربي بكرامتج😭😭

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال